من أجل وقف "حرب الإبادة" حرب غزة.. المعادلة الصعبة في قمّتيْ الرياض
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
على مدار أكثر من شهر منذ بدء “حرب الإبادة الهوجاء” التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ليلا نهارا على سكان غزة، عجز المجتمع الدولي عن وقفها أو على الأقل فرض هدنة إنسانية من أجل استعادة القطاع المحاصر أنفاسه قليلا جراء القتل الوحشي والتدمير والتجويع ولا أحد يحرّك ساكنا.
فشل الجميع ومع كل جلسة لمجلس الأمن الدولي تخيّم خيبات الآمال بين أروقته بعد أن تنتهي بالفشل في اعتماد مشروع قرار لوقف إطلاق النار، لترتفع التّكلفة الإنسانية والمادية كل يوم مع تقديم غزة أكثر من 10500 شهيد وقرابة 26500 مصاب بالإضافة إلى تحويل “العدوان الغاشم” الوضع داخلها إلى “جحيم كارثي” بعد التدمير الممنهج لكلّ مرافق الحياة والعيش.
كما جرّب العالم حظّه بعقد قمة القاهرة للسلام، بيد أنها كانت – مع تأخرها وضعف التمثيل الغربي فيها – دون عنوان واضح لدعم الفلسطينيين في غزّة أو حمايتهم من آلة الحرب الإسرائيليّة، إنما برفع شعار فضفاض كالسّلام وبإصدار بيان كشف عن خيبة الأمل من انعدام التوافق لوقف العدوان.
وأمام كلّ هذه المواقف الغربية والدولية “المخزية” والحرب الإعلامية الممنهجة وتغطيتها المنحازة إلى إسرائيل بتغييب السياقات في نقل ما يجري بكل موضوعية في غزة، وكعادته، لا يكاد يُسمع للموقف العربي الرسمي صوت رادع ضدّ هذه المهزلة، حيث لم تكن سياسة النأي بالنفس مفاجئة ومستغربة خصوصا بعد صدور بيان الجامعة العربية خلال أعمال دورتها الأخيرة غير العادية – رغم عديد التحفظات – بتلك الصيغة التي تتمثل أهم مخرجاتها في إدانة حماس وإسرائيل وغياب تام لاعتبار الحصار إبادة جماعية وفق مقتضيات القانون الدولي الإنساني…
حريق مستعر في حقيقة الأمر، ورّطت الحرب الإسرائيلية على غزة الجميع إما بالدعم اللامحدود لتل أبيب أو بالصمت المطبق عن جرائمها وما بينهما تعكر المزاج الشعبي العالمي الثائر على “المنطق الانتحاري” لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي بات يدور في فلك ضغوط من كلّ حدب وصوب داخليا وخارجيا.
هذا المنحى الخطير الذي يأخذه العدوان الإسرائيلي على غزة، بات يدفع بقوة نحو إطفاء الحريق المستعر في الشرق الأوسط والذي طال لهيبه دول الخليج والمنطقة العربية ككل. وفي الوقت الذي ظهرت فيه بعض التغييرات في الخطاب الغربي وبالأخص الأمريكي بضرورة إنهاء الحرب في أسرع وقت من أجل تخفيف المعاناة على المدنيين والتشديد على رفض التهجير القسري للفلسطينيين ودعم حل الدولتين كما رود في تصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عقب اختتام اجتماع لوزراء خارجية مجموعة السبع في طوكيو، تتحرك بالتوازي، الدبلوماسية السعودية بكلّ ثقلها في المنطقة بعقد قمّتين عربية وإسلامية في محاولة لتوحيد الصفوف للضغط على الغرب وإسرائيل من أجل وقف “حرب الإبادة” في قطاع غزة.
اختبار كبير في الواقع سيكون الحراك الدبلوماسي العربي في العاصمة السعودية الرياض بطلب من فلسطين – رغم تأخره بالمفهوم العام – تحت اختبار كبير لإثبات أن الحرب على غزة أعادت تشكيل الوعي السياسي العربي من أجل محو تلك الصورة المهزوزة للأنظمة المختزلة في دائرة العجز عن رفع سقف الحقوق والمطالب بخصوص الصراع العربي – الإسرائيلي والقضية الفلسطينية بشكل عام.
فالقمة العربية الطارئة في الرياض بهذا المنطق يُنتظر منها أن تشكل مواقف قوية وموحدة مثل ما حصل في جلسة مجلس الأمن الدولي الأخيرة، خاصة من وزراء خارجية السعودية والأردن ومصر ووزير الخارجية الفلسطيني بتأكيد أن عملية “طوفان الأقصى” لا تبرر السلوك الذي انتهجته “إسرائيل”، ولا تبرر العقاب الجماعي للمدنيين.
وفي هذا الصدد يقف الموقف العربي أمام فرصة تاريخية في لحظة حرجة يعيش على وقعها الشعب الفلسطيني لإثبات جملة من المعطيات على الأرض بعيدا عن بيانات الشجب الهزيلة والشعارات الفضفاضة، فكل هذا الكلام لن يجدي نفعا مع إسرائيل، التي وصلت إلى حد تهديد أحد وزرائها بإلقاء قنبلة نووية على غزة:
– استفادة القادة العرب من السياق المتمثل في حالة الرفض الواسعة لجرائم الاحتلال للدعوة إلى صدور قرار من مجلس الأمن تحت البند السابع لوقف الحرب.
– الارتقاء بمخرجات القمة إلى مواقف عملية ملموسة في مستوى الشعبين الفلسطيني والعربي، ليس بإدانة العدوان على غزة، إنما بإضفاء الشرعية على المقاومة الفلسطينية التي شبّهها الإعلام الغربي بتنظيم داعش؛ تقطع رؤوس الأطفال وتقتل النساء دون رحمة. – مراعاة القمة العربية مجموعة من التشابكات الإقليمية والدولية مع هذه الحرب، لتتمكن من عبور مطباتها العديدة، وتوصيل رسالة إيجابية للحفاظ على ما تبقى من أمل في دولاب العمل القومي ممثلا في الجامعة العربية، والتي تعرضت لاتهامات عدة حول إصابتها بالشلل وعدم قدرتها على قيادة العمل المشترك.
– تغيير ذهنية الشعوب العربية التي لم تعد تثق في تقديم القمم شيئا منذ 75 سنة على خلفية أن القرارات لم تعد بيد السياسيين العرب ولا بيد السلطة الفلسطينية أيضا. – وقف قطار التطبيع واتخاذ إجراءات عقابية وسحب السفراء العرب من داخل الكيان الصهيوني وفرض قرارات عملية في الحلول الدائمة للشعب الفلسطيني بإنهاء الاحتلال ومنع مخطط التهجير القسري نحو مصر أو الأردن واسترجاع الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني. – استثمار القمة الإسلامية التي تعقد بعد يوم من القمة العربية لإعطاء زخم كبير على مستوى المواقف من الحرب على غزة من أجل اتساع دائرة الجهد العربي إلى الجهد الإسلامي على خلفية أن الخطر واحد على كل الأطراف.
توازنات صعبة
صحيح أنّ ما هو مطلوب من الزعماء المجتمعين في القمتين العربية والإسلامية هو استخدام قدراتهم لوقف الإبادة الجماعية في غزة حتى لا تتحمّل وزر ما ينتجُ عنها دولة واحدة، وتصوير أنّ ما يجري ليس حربا على غزة فقط بل على العرب والمسلمين وبالتالي الذهاب في خيارات مقاطعة إسرائيل وأمريكا وإنهاء عمليات التطبيع ووقف المعاهدات.
وبالرغم من منطق ضرووة الضغط في هذا الاتجاه وموضوعية الإجراءات التي يمكن اتخاذها في هذا الصدد، إلا أن مشكلة العرب أنهم يتعاملون مع إسرائيل على اعتبارها دولة، وليست مشروعا استعماريا استيطانيا، كما أن لديهم شعورا تاريخيا بالعجز أمامها، وبعضهم لديه شعور تاريخي بالخوف، وهناك حالة تلكؤ وتحجج بأن هذه المعركة هي معركة حماس وليست معركة الشعب الفلسطيني.
وتبقى المعادلة الصعبة؛ كيف سيوفق القادة العرب والمسلمون بين عواطفهم مع الشعب الفلسطيني الذي يُنكَّل به كل يوم في غزة وبين علاقات ومصالح متزايدة مع إسرائيل، فصدور بيان عن قمتي الرياض العربية والإسلامية، عملية ليست صعبة، لأن الخطوط الإنسانية العريضة لا توجد خلافات كبيرة بشأنها، لكن سيظهر التباين في الطريقة التي يمكن مخاطبة إسرائيل بها لوقف الحرب وتحجيم تداعياتها. وهذا تحديدا، إذ يكمُن الهدف المحدّد من الحراك الدبلوماسي في الرياض، في وقف قتل المدنيين وفتح الباب لدخول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، وليس لديه المجال لمناقشة قضايا مصيرية، أو حدوث مناوشات مع إسرائيل أو ضد حماس، أو مع المقاومة وضد السلطة الفلسطينية، فقد تجاوزت دول عربية عدة هذه السرديات منذ قيام السعودية بطرح مبادرتها للسلام عام 2002. خلاصة القول إن وقف الأزمة الإنسانية له أولوية، وهو الباب الذي يمكن الدخول منه إلى المجتمع الدولي لممارسة ضغوط على إسرائيل للتوصل إلى هدنة مقدمة لوقف الحرب، ولا يُنتظر من القمتين البحث عن انتصارات سياسية وهمية حول العودة إلى السلام وحل الدولتين، لأن الأجواء المشحونة لن تمكّن أحدا من الإنصات إلى ذلك بواقعية، إلا إذا كان الهدف تهيئة المسرح لما بعد حرب غزة.
محمد بشير ساسي
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: مع إسرائیل على غزة من أجل
إقرأ أيضاً:
الإبادة الجماعية والقتل خارج القانون في أرض المحنة وقلب الجزيرة .
بقلم / عمر الحويج
يبتدع المستبدون الضغاة أشكالاً متعددة الألوان التحائلية ، يخدعون بها الشعوب لقهرها ، وجعلها خاضعة لهم ، سابحة بحمدهم ، بل متحكمة في أمرهم كجموع ، وحتى في مشاعر الفرد منهم الداخلية ، يتحكمون في نفث الغضب المدمر داخله ، إن رأوا ذلك مفيداً لصالحهم ، ونفخ الروح في فرحه ، إذا قدروا أن ذلك معززاً لمصالحهم ، منها تدريبات مورست على شعبنا ، دون أن يتبين خبثها ومراميها ، وعاشها كتجارب تجرعها سُماً ، حين مرت عليه في حياته اليومية ، التي دمرها المستبد ، لو تذكرون في سنوات القهر المايوي ، كان عمداً أو لعجز في نظامه ، وفشله في توفير الحياة الكريمة لمواطنيه ، في أبسط مظاهرها ومتطلباتها الحياتية ، حين كانت تقطع الماء من بلاد النيلين الفياضة به أنهاراً وسيولاً ، وتنعدم من مصباتها الصناعية لأيام عدة ، أو شهوراً متعددة ، يتضجر منها المواطن ويستاء ، ويكره ذاته وحياته ، ولكنه يتهيب إعلان ًكراهيته وسخطه ، على من تسبب في حرمانه من الماء ، ومن ثم دون تفسير أو إعتذار ، يظهر الحاكم المستبد إجتهاداً ، إن كان فيه عامداً او بفعل الرغبة في البقاء على رأس سلطته ، يعيد الماء الى مواطنيه ، فيفرح هؤلاء المخدوعين ، بل يغنون ويهللون ويكبرون ثلاثاً ، للعودة الميمونة للماء التي حرموا منها ، ولم يكن لهم يد في حجبها ، ومع ذلك يعبرون غناءاً مرسلاً ، تاليفاً ولحناً جنائزياً "الموية جات املوا الباقات " أو إن كان الحرمان واقعاً على الكهرباء أيهما سواء ، فهم ينشدون كما للماء "الكهرباء جات أملوا التلاجات " !!! ، أو هكذا إذا لم تخني الذاكرة ، وهكذا يجدون أنفسهم ، يهللون ويكبرون ثلاثاً ، لحدوث ضرر لم يتسببوا فيه ، وحدوث فرح وابتهاج لم يكونوا طرفاً في استرداده .
وبداية القول ، ليفرح الشعب الطيب المقهور في الجزيرة وحاضرتها مدني ، بانغشاع غمة الطرد من البيوت وفرحهم بعودتهم إليها إذا قدر لهم الرجوع ، وأمل وقف القتل والإغتصاب والنزوح الذي مورس ضدهم ، دون أن يسألوا انفسهم في تلك اللحظة الفارقة في حياتهم ، عن دواعي كل هذا الذي يحدث أمامهم ، وإن كانوا بعد المحنة قطعاً سيتسالون ، عن السبب الذي جعلهم ، يقتلون ويغتصبون وينزحون ، هل إستدعوا ، بأنفسهم كل هذا الخراب ، هل جاءهم غازي من خارج ديارهم ، وفعل بهم كل هذا الذي حدث ، أو كان زلزالاً أرسله رب العباد لعقابهم ، نقول لا والله ، إنه من فعل المستبدين ، الذين يعجزون عن توفير الماء أو الكهرباء ، فيغضب المحتاحين لها ، ثم يعيدونها فيفرح ويغني المتشوقون لحضورها .
فمن قتلهم في بيوتهم مقتحماً مجرماً ، ومن قتلهم في شوارعهم "بتهمة متعاون" مجرماً .
ورغم "الإسترداد" لمدينة ود مدني ، التي عانى موطنيها بفقدها بفعل الآخرين الضغاة ، وعايشها بعض من آثروا المكوث بها والتعايش جبراً مع مغتصبيها الجدد ، وهم خانعون جبراً وليس طوعاً ، تعالوا لنرى ردة فعل من فرط فيها طائعاً مختاراً ، بتسليم مفتاحها سهلاً ، ثم استردادها إنسحاباً ، مفتاحاً لا فتحاً ، دون عناء ودون دماء بذلها فداء هذا الإسترداد . إنها المأساة القادمة ومتوقعة ، حتى لو تم ايقاف إقترافها لأسباب خارجة عن إرادتهم ، وأعنيهم وأسمعوعهم ، هؤلاء الإنصرافيون ، ماذا يقولون لهذا الشعب المهدود والمهزوم ، في أرزاقه وفي أعناقه ، في أجساده وبنيانه . طيلة شهور عدة ، إنهم يصرخون : لقد رصدنا أكثر من ستة إلاف متعاون، أقبضوا عليهم هؤلاء الخونة العملاء الذين تعاونوا مع الدعامة، بتحريض مفتوح الأبواب على مصراعيه ، في استباحة دماء كل مواطني مدينة ود مدني المتبقين عجز النزوح ، وعامة مناطق وقرى الجزيرة . يردد صدى صراخهم "العمساب" ، أمسحوا الكنابي من أرض الجزيرة ، لتعيدوا لأهلها نقاءها العروبي-عباسوي .
وجميعها دعاوي تصل نهاياتها المنطقية إلى الدرجات العليا لمسمى الإبادات الجماعية في القوانين الدولية .
في تحذيرات مسبقة ، بعض فقرات من مقال بعنوان [الشروع في الإبادات الجماعية خارج القانون ] بتاريخ 3 / أكتوبر / 2024م .
.
في معرض كتاباتي في التحذير من الحرب اللعينه التي يقودها طرفاها فصيلا الإسلام السياسي “القصر والمنشية ” ، وهم أصل البلاء والحكاية أو قل أصل البداية والنهاية ، وقد تفرقا بعدها شيعاً ومذاهباً وقبائلاً وضغايناً ومَّصّالِحاً ” للإستئثار بالسلطة المتنازع عليها أيهما يفوز بها . وخطورتها على شعب السودان إذا تواصلت . واياً كان المنتصر ، فلينتظر الشعب المجازر والإبادات الجماعية ، وقد شهدنا ، حين كان الجنجوكوز يعيش وهَّم المنتصر يظن ، في إجتياحاته لبوابات المدن الحضر ، وشعاب الريف المحتضر ، رأيناه ماذا فعل ؟؟ ، وما نوع الجرائم المرتكبة ، ولاداعي لتعدادها فهي تعيش وتمشى بيننا حية بجرمها وبشاعتها ، عنفها وفظاعتها ، وما زالت تحصد الأرواح والممتلكات وأسلحة الدمار يمارس بها ، عنفه وحقده ، حتى على أجساد الحرائر واليافعات .
والآن وفي انتصار مصنوع (وليست ثورة ديسمبر المصنوعة ياعبد الماجد عبد الحميد) في بعض أحياء بحري ، شمبات والحلفاية ظهر الإسلامويون بوجههم الداعشي القبيح ، الذي ظل يعبئهم ويجهزهم بالتحريض المتواصل ، ذلك الناطق الفعلي ، المخفي وجهه ، مطلق عنان لسانه ولسان حال"كرتيه" ، ذلك المدعو الإنصرافي ومن خلفه جماعته اللايفاتية ، وخلفهم جميعاً تنظيمهم الإسلاموكوزي ، ونفذوا دون التزام ديني أو أخلاقي او قيمي ، انما ألبسوه ديناً وأخلاقاً وقيماً ، وطبقوها زيفاً وكان مجملها حصاداً داعشياً . وبدأ معه حصد أرواح الشباب “المتعاون” هكذا تهمتهم التي صاغها لهم الإنصرافيكوز ولايفاتيته ، هكذا أخذوا الشباب ، بعضهم جرجروه ، من بيته ومن طرف شارعه ، ومن حارته ومن وسط تكافليته التطوعية ، حين خدمته الآخرين ، للتخفيف عنهم مآسي حربهم اللعينة وحتى الآخرين من هو في مسجده ، يخدِّعونهم إلى محاكمة رصاصهم المعبأ جاهزاً للإطلاق الأعمى دون قانون ، دون فرز ، ودون حتى مُهلَّة التشهد لإستقبال موت إعدامهم ، ذلك الرصاص الموجه إلى صدور الأبرياء ، يتوعدون بالصوت والصورة أهل السودان كافة ، بأن هذه التهمة “متعاون) ” ستنتقل بشرورها ، مع كل انتصار يحققونه ، او يحلمون به في الخيال ، ينتقلون به ، من حارة إلى حارة ومن زقاق إلى زقاق ، ومن زنقة لي زنقة ، ومن بيت لى بيت ، وحتى من بناية إلى بناية يحتلونها ، ويحولونها الى أشكال من احتفالات الموت والقتل برقصاتها الهستيرية ، يتبعها التهليل والتكبير ، يعرفون كيف ينوعونه ويخترعون طرقه المتشفية ، وسيكون ذلك القتل ، اشكالاً والواناً ، حسب الوصف الذي سيصفون به ضحيتهم أياً كان إنتمائه من شباب المقاومة : ديسمبرياً كان ، قحاطياً كان ، جذرياً كان ، أو مواطناً مشتبهاً فيه ، كائن من كان ، حتى لو كان لا مع هذا ولا مع ذاك ، وسنرى المقاطع المصورة لقطع وجز الرؤوس وتشريح الأحياء ، قبل تحويلهم إلى جثامين ، وأكل أكبادهم ، وما سهل منها مضغه ، كل ذلك سيتم ، وينشر وينتشر في لايفاتهم أمام أعيننا لنراه ، ونتعظ كما يريدون ، وأن نكون صامتين هامدين ، إن كنا طلقاء بفعل الصدفة والقدر من نوع هذه المذابح .
وتحذيرات أخرى وبعض فقرات من مقال سابق29 / يوليو / 2023م بعنوان [أوقفوا الحرب وإلا الإبادة الجماعية في الشوارع لمن يدعي النصر أيهما كان أحط الطرفين] .
يجب النجاح في وقف الحرب .. وإلا إذا انتصر ، أحد الطرفين ، على الآخر "ولا أحتاج أن ينط لي أحد من الطرفين ، ليقول الجيش هو المنتصر ، والآخر جنجويدي ليقول لي نحن نحتل 90% من مدن العاصمة المثلثة " ومع يقيني ، أن هذه الحرب العبثية ، سوف تتوقف بفعل طبيعة عبثيتها ، لكن لنذهب إلى ماذا سيحدث عند إنتصار أحدهما على الًآخر ،
النازيوإسلامويون ، غداً عندما ينتصر الجيش ، فليستعد كل من لم يؤيد الجيش الكيزاني وبإسم الوطنية وحرب الكرامة ، فهو إرتكب جريمة الخيانة العظمى وعقوبتها الإعدام ، ولأن لا وقت لديهم للمحاكمات “تذكرون إعدام ضباط رمضان" والقوائم جاهزة لديهم يتصدرها قحاتة وجذريين ومن والاهم ، ولن تتوقف عندهم ، إنما ستتواصل ممتدة لكل من ساهم في إسقاط حكمهم ، من قوى ثورة ديسمبر العظيمة ، ولن ينجو منهم أحد ، حتى الأطفال الذين حملوا الأعلام وجاءوا برفقة ذويهم ، وهم يتطلعون لمستقبل زاهر ، أما الأخطر الذي جعلني أطلق تصوري هذا للإبادات الجماعية ، لأن هذه المرة ، ليس الإرسال إلى السجون والإحالة للصالح العام ، وإنما ” التنفيذ الفوري ذبحاً من الوريد إلى الوريد .. وأين ومتى؟ إنه حيث التنفيذ الفوري ، عاجلاً لا آجلاً ، داخل البيوت وفي شوارع المدن والقرى ، عقاباً .. لأنها شوارع كانت لاتخون !! . وأُسِّرَّكم أمراً ، أن المدعو الإنصرافي المخفي نفسه ، وهل يُخفي الشر في سماهو !! ، ستجدونه وقد إنتقل من مقره الأمريكي ، ليكون إنطلاقه من موقعه بطائرة خاصة ، نظير خدماته الذي قدمها للتنظيم ، فهو قادر على فعلها ، ومعه أحدث أداة للقتل السهل الممتنع ، ليرسل بها "يوديهم" إلى الله ، عدداً لايستهان به من قتلاه بيديه الإثنتين مباشرة ، كما يردد في لايفاته بشكل غير مباشر ، وهو الذي يأمر الجيش الكيزاني بالخطط العسكرية التي يتم تنفيذها فوراً دون إبطاء أو مراجعة .
أما إذا كان الإنتصار معقوداً لصالح الجنجوكوز ، فأيضاً القوائم جاهزة ممتلئة باسماء الفلول المحصورة قوائمهم لديهم ، ومن خلفهم الذين صدقوا أنه سيأتي لهم بالديمقراطية والحكم المدني ، بما فيهم جموع الديسمبريين وحتى الذين لم يصدقوا ، فكلهم في الموت سواء ، فهم يريدون دولة الأفروإسلاموية الصافية ، فيما يعني أن كل من يمشي على قدميه مصيره أيضاً كالسابقين لهم ، وهم اللاحقون الذين علموهم السحر “أمسح أكسح قشوا ما تجيبو حي أكلو ني” ، وأُسِّر لكم أمراً ، الآخر عبد النعم الربيع ستجدونه وقد إنتقل من مقره اللندني . بطائرة خاصة ، وهو قادر قدرة صديقه اللدود الإنصرافي ، ومعه أحدث أداة للقتل السهل الممتنع ، ليعطي كل من يلقاه أمامه ، طلقة في رأسه ، كما قال بعضمة لسانه ، عند إغتيال والي غرب دارفور خميس أبكر .
ليس هذا سيناريو من الخيال ، ولكنه نابع من عمق تجارب بلادنا المنكوبة بالقتل الجماعي المجاني ، فتمنوا معي أن تتوقف هذه الحرب العبثية ، بالتفاوض ، لا بإنتصار أحد الطرفين على الآخر ، ولا ضير ان يظل طرفاها المجرمان في الصورة مؤقتاً ، والشعب قادر على تغيير وإزالة هذه الصورة . بثورته التي ستزداد قوة ومنعة وصلابة وتصميماً بعد الحرب ، وبعد تحطيم إطار هذه الصورة المؤقتة ، بمحوها من جذورها ، وسينفذ شعاراته ، ولكن هذه المرة ، عنوة “وبسلميته” إقتداراً ، لتصبح سارية المفعول فوراً دون مماحكة أو تأجيل ، ثم يعقبها العقاب القانوني في محاكمنا الداخلية ، بعد إصلاح إعوجاجها ، أو محكمة العدل الدولية أيهما أنسب وأصلح ، وشعاراته المعلومة هي :
الجيش جيش الشعب ، لا جيش الكيزان والعسكر للثكنات والجنجويد ينحل .
فلا مفر والإبادة الجماعية من أمامكم ، والنازيوإسلامويون من الطرفين خلفكم .
إذن ناضلوا من أجل وقف الحرب .. وتنادوا بأعلى أصوأتكم لوقف الحرب وأتحدوا تحت شعاركم .. لا للحرب نعم للسلام .
omeralhiwaig441@gmail.com