هل الروح تموت بعد رحيل الإنسان؟.. أهل العلم يجيبون
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
هل الروح تنفخ في الجنين في بطن أمه بعد 120 يومًا من الإخصاب؟ سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية من خلال موقعها الرسمي، وذلك في معرض حديثها عن الروح.
هل الروح تنفخ في الجنين في بطن أمه بعد 120 يوما من الإخصاب؟وقالت الإفتاء في بيان هل الروح لجميع المخلوقات الحية: الإنسان، والنبات، والحيوان؟، وهل الروح هي الفرق الوحيد ما بين الحياة والموت؟ إن الروح سر من أسرار الله أودعه في جميع المخلوقات الحية من إنسان ونبات وحيوان، ولا يعلم حقيقتها إلا الخالق سبحانه وتعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾ [الإسراء: 85].
وتابعت: اختلف أهل العلم في الروح؛ هل تموت، أو لا تموت؟ فذهب طائفة إلى أنها تموت؛ لقوله تعالى: ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ [القصص: 88].
وقالت طائفة أخرى: إنها لا تموت؛ للأحاديث الدالة على نعيمها وعذابها بعد المفارقة إلى أن يرجعها الله تعالى إلى الجسد، ومن هذه الأحاديث ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ مِنْ كَبِيرٍ»، ثُمَّ قَالَ: «بَلَى؛ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَسْعَى بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ» متفق عليه.
وقال القاضي محمود الألوسي في تفسيره للقرآن الكريم "روح المعاني" سورة الإسراء الآية 85 (15/ 159، دار الطباعة المنيرية): [موت الروح هو مفارقتها الجسد، فإن أريد بموتها هذا القدر فهي ذائقة الموت، وإن أريد أنها تنعدم وتضمحل فهي لا تموت بل تبقى مفارقة ما شاء الله تعالى، ثم تعود إلى الجسد وتبقى معه في نعيم أو عذاب أبد الآبدين ودهر الداهرين وهي مستثناة ممن يصعق عند النفخ في الصور على أن الصعق لا يلزم منه الموت، والهلاك ليس مختصًا بالعدم بل يتحقق بخروج الشيء عن حد الانتفاع به ونحو ذلك] اهـ.
وتابعت: المقرر شرعًا أن الروح لا تتجزأ ولا تتفرق ولا تتبدل.
وشددت في بيان هل الروح تنفخ في الجنين في بطن أمه بعد 120 يومًا من الإخصاب؟: نعم، الروح تنفخ في الجنين ببطن أمه بعد مائة وعشرين يومًا من الإخصاب؛ لما رواه زيد بن وهب عن عبد الله رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الصادق المصدوق: «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ..» إلخ. رواه مسلم في "صحيحه".
الإيمان باليوم الآخر .. حقيقته ومن يعذب في القبر الروح أم الجسد؟ ما هي أفضل سورة لمنع الحسد؟ دار الإفتاء تكشف عنهاوفي بيان الاستنساخ بالمعنى المشار إليه حاليًّا وهو الاستنساخ البشري هو جريمة أخلاقية وقانونية ترتكب في حق الإنسان وتمثل اعتداء على ذاتيته وخصوصياته التي يتميز بها من بين سائر الحيوانات، والاستنساخ في هذا المستوى العابث المنفلت من كل القيود والضوابط يعكس الوجه الآخر القبيح والخطير لتقدم العلوم والتقنيات وتطورها خارج إطار الأخلاق ومقاصد الشرائع السماوية، ورغم أن الاستنساخ البشري قد أحاطته جملة من الشكوك والريب في إمكان تطبيقه وصيرورته أمرًا واقعًا، إلا أن ما نشرته الصحف حاليًّا عن الطفلة (إيفا) أثار الرعب في نفوس عقلاء العالم من علماء وسياسيين ومفكرين وقانونيين وغيرهم؛ وذلك لما يحدثه هذا العبث من عدوان ينتهي لا محالة إلى هدم الأسرة وتحطيم الهيكل الاجتماعي للإنسان وتدمير روابط النسب والقرابة وصلات الأرحام ومؤسسة الزواج وهي مؤسسة مقدسة منذ القدم احترمتها الأديان وعوَّلت عليها كثيرًا في أحكامها وتشريعاتها وقيمها.
هذا إضافة إلى أن الاستنساخ البشري سوف يقدم لنا إنسانًا مبتورًا من أي جذور ينتمي إليها أو يشعر بالولاء لها، إنسانًا مشوه الفكر، متحجر القلب، أناني الشعور، باختصار: إنسان لا أخلاقي، لا أصل له ولا فرع، ولنا أن نتصور الصور البشعة للجرائم التي يسهل اقترافها على أيدي هؤلاء المعزولين عقليًّا ونفسيًّا وشعوريًّا، ولعل هذا ما دعا المؤسسات العلمية في أوربا وأمريكا إلى المناداة بضرورة التدخل لوضع حد لهذا العبث الذي طال أخيرًا كينونة الإنسان وتاريخه وحضارته، بل هذا ما حفز الرئيس الأمريكي والرئيس الفرنسي إلى المطالبة بوضع تشريعات قانونية توقف هذا الخطر الذي يهدد الجميع بدون تفرقة، ومن نفس هذا المنطلق يحرم علماء الإسلام والمسيحية واليهودية هذا اللون من الاعتداء العلمي على خليفة الله في الأرض، ويعدونه نشاطًا إبليسيًّا يتعاون عليه شياطين الإنس والجن، وصدق الله العظيم: ﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ﴾ [النساء: 119].
وأضافت: إذا تركنا هذا اللون من الاستنساخ المدمر -أعني الاستنساخ البشري- وذهبنا نتأمل الاستنساخ في مجالات أخرى؛ كالنبات مثلًا، أو في مجالات طبية بهدف الحصول على أعضاء تعوض الإنسان المريض ما يفقده أو ما يتلف من أعضائه كالكبد والكلى وغيرهما؛ فهذا الاستنساخ إذا تم وأجريت عليه التجارب العلمية اللازمة وثبتت فعاليته فإنه مشروعٌ وتشجعه شريعة الإسلام التي تشجع كل بحثٍ علميٍّ يصب في مصلحة الإنسان المادية والمعنوية.
وشددت: على ما سبق: يتضح لنا أن استنساخ الإنسان بصفةٍ كليةٍ حرامٌ شرعًا، وخروجٌ على منهج الله في استخلاف الإنسان وعلى الإطار الأخلاقي والاجتماعي حسب ما رسمه له القرآن الكريم، أمّا استنساخ جزءٍ أو عضوٍ من أعضاء الإنسان؛ إن كان ذلك لتعويض الإنسان المريض عمّا يفقده أو لعلاجه من بعض الأمراض فهو مشروع، وكذا الاستنساخ لزيادة إنتاجية النبات أو تحسين سلالة الحيوانات، بشرط ألا يؤثر ذلك على توازن البيئة ولا يخل بالمصلحة التي أرادها الله تعالى للكون؛ إنسانًا، وحيوانًا، ونباتًا، وجمادًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الروح دار الإفتاء أمه بعد إنسان ا
إقرأ أيضاً:
حبل المشنقة ينتظر متهمًا بإنهاء حياة 3 أشخاص في سوهاج
أصدرت محكمة جنايات سوهاج اليوم الأربعاء وبإجماع الآراء، حكمًا بمعاقبة المتهم "ن.ا.ح"، بالإعدام شنقا لاتهامه بقتل 3 أشخاص والشروع فى قتل آخرين بالاشتراك مع آخرين بدائرة مركز طما.
حبس عامل دوكو سيارات لاتهامه بالاتجار بالمواد المخدرة بالخانكة حبس المتهمين باستدراك سائق والتعدي عليه وسرقته بالخانكة
تعود أحداث القضية إلى عام 2023 بدائرة مركز طما عندما تلقى اللواء مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة طما، بورود بلاغ بوجود مشاجرة ومتوفـين ومصابين بناحية "جزيرة العتامنة" بدائرة المركز، وتبين من المعاينة مقتل "ح.ح" 28 سنة عامل إثر إصابته بطلق ناري بالصدر، وشقيقه "ع.ح" 32 سنة- عامل إثر إصابته بطلق ناري بالجانب الأيمن، ونجل عمومتهما "ع. م" 35 سنة إثر إصابته بطلق نارى بالصدر، وتم نقل الجثث إلى مشرحة مستشفي طما المركزي، وإصابة شقيقى الأول والثانى "طـ.ح" 30 سنة- عامل بطلق ناري بالكتف الأيمن، و"م .ح" 38 سنة – عامل بطلق ناري بالساق اليمني "طرف أول".
كشفت التحريات حدوث مشاجرة بين المجنى عليهم مع ابن عمومتهم "ن .ح «25 سنة مزارع (طرف ثان) وشقيق زوجة الأول من الطرف الأول، بسبب خلافات على أولوية رى الأرض الزراعية، فأطلق المتهم النار من بندقية آلية بحوزته على المجنى عليهم فأحدث إصابتهم التي أودت بحياة 3 منهم، وتمكنت مباحث مركز طما، من ضبط المتهمين وبحوزتهم البندقية الآلية المستخدمة في الحادث، وبمواجهة المتهمين اعترفوا بارتكاب الواقعة وتمت إحالتهم إلى محكمة الجنايات والتى أصدرت حكمها السابق.
وأوضح قانون العقوبات، حجم العقوبة المتعلقة بجرائم إزهاق الروح المقترنة مع سبق الإصرار والترصد، وآخر دون سبق إصرار وترصد، فالأولى تصل عقوبتها للإعدام، والثانية السجن المؤبد أو المشدد، ويمكن لصاحب الجريمة فى هذه الحالة أن يحصل على إعدام إذا اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى، ونصت المادة 230 من القانون على: كل من أهق روحًا عمدًا مع سبق الإصرار على ذلك أو الترصد يعاقب بالإعدام.
وأكد القانون، أن القصد المصمم عليه قبل الفعل لارتكاب جنحة أو جناية يكون الغرض منها إيذاء شخص معين أو أي شخص غير معين وجده أو صادفه سواء كان ذلك القصد معلقًا على حدوث أمر أو موقوفًا على شرط، أما الترصد هو تربص الإنسان لشخص في جهة أو جهات كثيرة مدة من الزمن طويلة كانت أو قصيرة ليتوصل إلى إنهاء حياة ذلك الشخص أو إلى إيذائه بالضرب ونحوه.
كما تضمنت الفقرة الثانية من المادة 2344 من قانون العقوبات على أنه "يحكم على فاعل هذه الجناية (أى جناية إزهاق الروح العمدي) بالإعدام، إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى"، وأشارت أن هذا الظرف المشدد يفترض أن الجانى قد ارتكب، إلى جانب جناية إزهاق الروح العمدي، جناية أخرى وذلك خلال فترة زمنية قصيرة، ما يعنى أن هناك تعدداً فى الجرائم مع توافر صلة زمنية بينها.
وأشارت القواعد العامة، إلى تعدد الجرائم والعقوبات بأن توقع عقوبة الجريمة الأشد فى حالة الجرائم المتعددة المرتبطة ببعضها ارتباطاً لا يقبل التجزئة (المادة 32/2 عقوبات)، وأن تتعدد العقوبات بتعدد الجرائم إذا لم يوجد بينها هذا الارتباط (المادة 33 عقوبات)، وقد خرج المشرع، على القواعد العامة السابقة، وفرض لجريمة إزهاق الروح العمدي فى حالة اقترانه بجناية أخرى عقوبة الإعدام، جاعلاً هذا الاقتران ظرفاً مشدداً لعقوبة هذه الجريمة، وترجع علة التشديد هنا إلى الخطورة الواضحة الكامنة فى شخصية المجرم.