هدن الـ4 ساعات في غزة.. ظاهرها إنساني فما باطنها؟
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
شكك محللون وخبراء عسكريون في هدف وفي إمكانية نجاح هدن الـ4 ساعات يوميا في قطاع غزة والتي أعلن البيت الأبيض أن إسرائيل وافقت عليها، وتوقعوا أن ترفضها حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وبينما لم تتوقف الهجمات الإسرائيلية الدامية على القطاع التي أسفرت عن المزيد من الشهداء والجرحى بين المدنيين، أعلن البيت الأبيض أن إسرائيل وافقت على هدن لـ4 ساعات يوميا في قطاع غزة اعتبارا من اليوم الخميس.
واعتبر البيت الأبيض أن هذه الهدن المؤقتة خطوة بالاتجاه الصحيح، لكنه أشار في نفس الوقت إلى أن الولايات المتحدة لا تؤيد وقفا لإطلاق النار في غزة حاليا.
وفي تعليقه على هذه التطورات، وصف الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري هذه الخطوة بأنها "مقاربة خبيثة" تهدف للضغط على حماس، مؤكدا أن الرئيس الأميركي جو بايدن يرفض وقف إطلاق النار خشية أن تعطى حماس فرصة لإعادة ترتيب أمورها وإدارة المعركة مع الاحتلال.
ويأتي عرض هذه الهدن المؤقتة -يضيف الدويري- في الوقت الذي تمسك فيه حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية بخيوط اللعبة على الصعيد الميداني بقطاع غزة، في حين لم يحقق الجيش الإسرائيلي أي إنجاز عسكري على الأرض، وتوقع الدويري أن ترفض حركة حماس ما يعرضه البيت الأبيض من هدن مؤقتة.
وربط الدويري -الذي كان يتحدث ضمن الوقفة التحليلية على قناة الجزيرة "غزة.. ماذا بعد؟" مسألة الهدن المؤقتة برغبة إسرائيل في إخلاء المنطقة الشمالية من القطاع المحاصر وإفراغها من السكان الذين تدفع بهم باتجاه المنطقة الجنوبية، متوقعا أن تزيد إسرائيل من استخدام قوتها العسكرية في محاولة للقضاء على حركة حماس -كما تزعم- في هذه المنطقة.
ومن جهته، رأى رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الخليل، الدكتور بلال الشوبكي، أن هدنة الـ4 ساعات ليست بهدنة، وما يجري هو محاولة لتخفيض سقف حماس في مفاوضات غير مباشرة تجري الآن بشأن إمكانية إطالة مدة هذه الهدنة مع إطلاق سراح المحتجزين لدى المقاومة.
وأضاف أن ما تقوم به الولايات المتحدة هو "عملية تضليل" لتخفيف الضغوط التي تتعرض لها داخليا، ولامتصاص الانتقادات التي تلاحقها من جهات دولية بسبب موقفها الداعم لإسرائيل في عدوانها على غزة.
وبينما توقع الأكاديمي بجامعة الخليل ألا تقبل حركة حماس بهدنة الـ4 ساعات، لم يستبعد الشوبكي أن تلجأ إسرائيل إلى تكثيف نيرانها في محاولة لإحداث المزيد من الضغوط على حماس لتقبل بأقل الإنجازات خلال المفاوضات.
فرص للعمل الدبلوماسيوأشار الدكتور الشوبكي إلى أن حركة حماس تريد الإفراج عن المدنيين حاملي الجنسيات الأخرى خاصة الأميركية، وهو ما سيعرض رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لضغوط شعبية داخلية. وقال إن حماس تبعث رسالة لنتنياهو مفادها أن المسار الدبلوماسي وحده سيعيد له المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.
وفي قراءته للموقفين الأميركي والإسرائيلي، قال الدبلوماسي الأميركي السابق تشارلز دان إن نتنياهو "قضم لقمة لا يستطيع هضمها" مؤكدا أن الإسرائيليين يتحدثون عن تدمير أنفاق للمقاومة وعزل مناطق بغزة، لكنهم لم يصلوا في عملهم العسكري إلى النهاية بل هم في أوله، وقال إن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية خسرت الكثير.
وأعرب دان عن اعتقاده بأن الإسرائيليين يوافقون على هدن مؤقتة لأغراض عسكرية بحتة ولا علاقة لها بالسياق السياسي، مؤكدا أن الولايات المتحدة لا تطالب بوقف النار، لكنها تحاول تطبيق وقفات أو هدن مؤقتة لتكون بمثابة فرص للعمل الدبلوماسي، مع الأخذ في الاعتبار ما يحققه الإسرائيليون فعلا على الأرض من الناحية العسكرية.
ويذكر أن التطورات المتعلقة بالهدن المؤقتة تأتي بالتزامن مع زيارة مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز إلى الدوحة لبحث وساطة قطرية تهدف لإطلاق محتجزين مقابل هدنة إنسانية لأيام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: البیت الأبیض حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
"ليس على طريقة حماس".. أول تعليق لوزير خارجية إسرائيل الجديد على حربها ضد "حزب الله"
أكد وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد جدعون ساعر، اليوم الخميس، أن هدف إسرائيل في لبنان ليس تدمير "حزب الله"، بل نزع سلاحه من الجنوب حتى نهر الليطاني ومنعه من تعزيز قوته.
وقال حسب ما نقلت عنه القناة 14 الإسرائيلية إن "هدفنا نزع سلاح حزب الله من جنوب لبنان حتى الليطاني ومنعه من تعزيز قوته"، مشددا على أنه "لن نسمح بتجدد قوة حزب الله".
وفي حديثه عن قطاع غزة، قال: "هدفنا بغزة تدمير حماس لكن الأمر بلبنان مختلف فالهدف ليس تدمير حزب الله"، وتابع وزير الخارجية الإسرائيلي: "إذا كان ممكنا التوصل لاتفاق يعيد السكان ويلبي شروطنا فذلك من مصلحتنا".
وفي سياق متصل، صرح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بأن المسؤولين الإسرائيليين يصرون على الاحتفاظ بإمكانية ضرب لبنان في أي لحظة وهذا البند من ضمن شروط التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع "حزب الله".
وأشارت وكالة "رويترز" إلى أن "عددا من الدبلوماسيين يرون أنه سيكون من المستحيل تقريبا إقناع حزب الله أو لبنان بقبول أي مقترح يتضمن هذا المطلب".
كما صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مرة أخرى يوم أمس الأربعاء، بأن "نزع سلاح حزب الله هو أحد أهداف الحرب"، على الرغم من أن الحكومة، كما هو معروف، لم توافق على مثل هذا الهدف.
وخلال تصريحات كاتس، أظهرت اللقطات هاليفي وقد بدت على وجهه الصدمة والاندهاش، ما جعله حديث العديد من وسائل الإعلام العبرية.
من جهته، أكد الأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني نعيم قاسم يوم الأربعاء الماضي، أنه لن يكون هناك طريق للمفاوضات غير المباشرة على وقف إطلاق النار سوى طريق وقف إسرائيل هجماتها على لبنان.
وأضاف: "أساس أي تفاوض يبنى على أمرين هما وقف العدوان وأن يكون سقف التفاوض هو حماية السيادة اللبنانية بشكل كامل، وإن التطورات في ميدان المعركة فقط، وليس التحركات السياسية، هي التي ستضع نهاية الأعمال القتالية، ولن يكون هناك طريق للمفاوضات غير المباشرة من خلال الدولة اللبنانية إلا إذا أوقفت إسرائيل هجماتها على لبنان".
ويواصل الجيش الإسرائيلي هجومه البري الواسع النطاق على الأراضي اللبنانية لليوم الـ53 تواليا، حيث شن هجماته الجوية والبرية على مناطق مختلفة من لبنان.
وتسبب الهجوم الإسرائيلي حسب وزارة الصحة اللبنانية، المستمر منذ 8 أكتوبر 2023، بمقتل 3 آلاف و365 مواطنا وإصابة 14 ألفا و344 آخرين.