محلل سياسي يكشف لـ«عاجل» كيف ستنتهي حرب غزة ودور المملكة في تبريد الصراع
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
منازل دمرت، نساء رملت، أجساد شوهت، وأطفال باتوا أيتامًا فيما آخرون استشهدوا في الحرب التي تدور رحاها في قطاع غزة بين حركة حماس، والاحتلال الإسرائيلي.
حرب أدت إلى استشهاد أكثر من 10 آلاف فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال، فيما على الجانب الآخر قتل 1400 إسرائيلي، جراء الهجوم الذي شنته حماس على تل أبيب.
يقول الدكتور نايف الوقاع أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة والأمن الفكري، إن ما يحدث في غزة هو أمر طبيعي؛ فالهجوم الذي شنته حماس، ردة فعل طبيعية على احتلال بغيض يقوم على الفصل العنصري وعلى التهجير القسري للمواطنين، وعلى حرمان سكان غزة وحتى الضفة الغربية من سبل الحياة الكريمة، ما يعني أن ما حدث أمر طبيعي يكفله القانون والشرائع السماوية، والتي تفرض مقاومة المحتل.
وطالب قيادة حماس السياسية التي قال إنها فشلت في إدارة هذا الملف بالانضمام مجددا تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطيني، والعمل تحت ظل السلطة الفلسطينية؛ حماية لدماء الشعب الفلسطيني في غزة.
ماذا عن إسرائيل؟وبحسب الدكتور نايف الوقاع أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة والأمن الفكري، فإن الوضع صعب جدا، فإسرائيل لن تتراجع مطلقا إلا بالقضاء على حماس، مشيرًا إلى أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتهى مستقبله السياسي كليا، وربما يزج به في السجن، بالإضافة إلى أن صورة الجيش الإسرائيلي اهتزت بطريقة كبيرة، مما سيؤثر على ميزان القوة في المنطقة.
وتابع: تبين أنه يمكن هزيمة الجيش الإسرائيلي؛ متوقعًا وجود أجيال جديدة في إسرائيل تفكر في السلام؛ كونه طريق أمن المنطقة كاملة، فيما اعترف جزء كبير من العرب بحق إسرائيل في الوجود، لذلك فإن السلام هو المسار الوحيد الذي يكفل الاستقرار لدول المنطقة.
كيف تقرأ ردة الفعل الغربية؟يقول الدكتور نايف الوقاع أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة والأمن الفكري: ردة الفعل الغربية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية والحشد الهائل الذي تم، يبين أن هذه العميلة تجاوزت تأثيراتها العسكرية المباشرة إلى التأثير النفسي على المجتمع الإسرائيلي، وبالتالي هناك تخوف لدى صناع السياسة في الغرب وفي إسرائيل من أنه ستكون هناك هجرة معاكسة من إسرائيل إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
لكن كيف ستنتهي هذه الحرب؟يقول الدكتور نايف الوقاع أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة والأمن الفكري، في تصريحات لـ«عاجل»، إن حرب غزة، لن تنتهي بالطريقة السابقة؛ لأن المعارك السابقة كانت ضمن إطار اللعبة المعروفة.
وأضاف: باعتقادي أن إسرائيل وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا سيعملون على القضاء على حماس، على أن تضع إسرائيل يدها مؤقتا على القطاع بعد استتباب الأمان بحسب نظرها، متابعًا: ربما تفكر الطلب من السلطة الفلسطينية في رام الله بأن تتولى هذا الموضوع.
وأشار إلى أن هناك مقترحات لإدارة قطاع غزة؛ بينها: قوة دولية وقوة عربية أو أن تتولى إسرائيل مؤقتا إدارته، إلا أن كل هذه النتائج تتوقف على سير المعارك.
سيناريوهات الحربوبحسب أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة والأمن الفكر، فإن إسرائيل لا شك أنها لم تحسم الأمر، وخاصة وأن حماس مستعدة جيدًا، مضيفا: ربما تخسر إسرائيل خسائر فادحة، وبالتالي ستكون هناك ردات فعل كبيرة من المجتمع الإسرائيلي أو ربما يحدث أمر مفاجئ.
لكن أسوأ هذه السيناريوهات أن تتمدد هذه الحرب وتنتقل إلى دول الجوار، بحسب الدكتور نايف الذي أضاف: إن هذا السيناريو عمل عليه الحرس الثوري الإيراني والقيادة الإيرانية لجر مصر للصراع المباشر وكذلك المملكة العربية السعودية والأردن ولبنان، لكن حكمة وحنكة قيادات هذه الدول وطريقة التعامل مع هذه الأحداث، استبعد تمدد الصراع في هذه المرحلة.
وتابع: ربما تحدث مناوشات او استفزازات من بعض الجماعات الإرهابية أو المليشيات الإيرانية المتواجدة في المنطقة، كما حدث من الحوثي بسقوط صواريخه في الاردن ومصر، وكما حصل أيضا من جماعات الحشد الشعبي في العراق عندما توجهت إلى الحدود الأردنية.
وأضاف: إيران تعرف حجمها وتعرف قدراتها، لذلك استسلمت مباشرة عندما شاهدت الحشد الغربي والتهديدات الأمريكية والأوربية، ما دفع المرشد الايراني للتبرؤ والتنصل من هذه العملية.
كيف ترى دور المملكة العربية تجاه ما يحدث في غزة؟يقول الدكتور نايف الوقاع أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة والأمن الفكري، إن اهتمام السعودية بالقضية الفلسطينية أصيل وممتد وعميق عبر التاريخ، فمنذ أن قامت هذه القضية والمملكة العربية السعودية توليها اهتماما كبيرا، وتعد أكبر دولة داعمة لها ماديا ومعنويا وسياسيا.
وأشار إلى أن السعودية جمعت قادة فلسطين مع حماس وفتح وكافة الفصائل في عهد الملك عبدالله رحمه الله في مكة المكرمة ووقعوا اتفاقية بجوار بيت الله الحرام، لكنهم سرعان ما نقضوها، وناصبوا العداء للمملكة العربية السعودية وأرسلوا بعض أعضائهم إلى السعودية ليقوموا بأعمال شغب وتخريب.
وحول تفسير هذا الموقف، يقول الدكتور نايف الوقاع أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة والأمن الفكري، إن كل هذا يحدث لأن هناك مرجعية ثقافية وفكرية مختلفة لدى الفصائل الفلسطينية، مما أفشل كل الاتفاقيات.
وتابع: لن تنجح أي اتفاقية نعقد مع المنظمات الفلسطينية؛ لأننا لو درسنا حالة النضال المسلح في كل بقاع الأرض تجد كل الشعوب والجماعات التي قامت بالكفاح المسلح لتحرير أوطانها كانت تحت قيادة واحدة وبالتالي نجحت.
وأضاف: كانت مرجعيتهم الفكرية واحدة وكذلك الثقافية وأهدافهم وخطههم وصوتهم موحد، الإخوة في فلسطين يفشلون دائما ويفسدون كل المشاريع التي تقوم بها الدول العربية لحل هذه القضية؛ لأن مرجعياتهم وثقافتهم مختلفة، بل إن البعض منهم لا يريد تحرير فلسطين؛ لأنهم يتكسبون من هذه القضية.
كيف تقرأ قمة السعودية المقبلة؟يقول الدكتور نايف الوقاع أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة والأمن الفكري، إن القمة التي ستعقد في المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أتوقع أن تكون لها مخرجات قوية جدا، مضيفًا أن الصوت العربي سيكون موحدًا، مما سيرسل رسالة للعالم بأن العرب يرفضون ما يحدث في قطاع غزة، وأن لديهم مشروعا بديلا عن القتل والتدمير وهو مشروع السلام وحل الدولتين، وهذا ما طرحته المملكة العربية السعودية ثم تحول إلى مبادرة عربية منذ سنوات طويلة.
هل تعول على منظمات الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية؟يقول الدكتور نايف الوقاع أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة والأمن الفكري، إن منظمات الأمم المتحدة ومحكمة الجرائم الدولية لا يعول عليها كثيرا؛ لأنها أساسا أنشئت لخدمة المشروع الغربي في المنطقة، فيما يسيطر عليها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، مستبعدًا أن يكون لها أي أثر أو دور في كبح جماح إسرائيل.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: حرب غزة أهم الآخبار طوفان الأقصى المملکة العربیة السعودیة ما یحدث فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي: مساعي دبلوماسية دولية وغربية لوقف إطلاق النار في لبنان
قال المحلل السياسي وجدي العريضي، إن هناك سباقًا محمومًا بين المساعي الدبلوماسية الدولية والعربية لوقف إطلاق النار، لكن الكلمة في النهاية للميدان، فقد استعاد حزب الله أنفاسه بعد اغتيال قياداته، وهو الآن يواجه إسرائيل بشكل مباشر، بالإضافة إلى قصف يومي لمواقع العمق الإسرائيلي وإصابات في صفوف جنود العدو، وهذا يعني أنه لا يزال يقاوم ولم يُهزم حتى الآن.
وأضاف «العريضي»، أن دخول إسرائيل إلى لبنان في هذه المرحلة ليس بالأمر السهل، فحزب الله يمتلك عدد كبير من الصواريخ، كما أكد رئيس الوحدة الإعلامية المركزية للحزب أن هناك ما يكفي من السلاح وأنهم سيواصلون المواجهة.
ترامب يسعى لإنهاء الحرب في لبنان وغزةواستطرد «العريضي»، أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، يسعى لجعل بداية عهده خالية من الحروب في الشرق الأوسط، خاصة في لبنان وغزة، ليتمكن من التركيز على تعزيز الاقتصاد الأمريكي الذي يعاني.
ولفت إلى «أن ملف الاقتصاد في عهده السابق كان ناجحًا، وهو في النهاية رجل أعمال يسعى لترتيب الأوضاع بما يضمن حل مشكلات الاقتصاد الأمريكي، لكن يبقى السؤال: هل سيقبل نتنياهو بوقف الحرب، في حين أن واشنطن لن تتخلى عن تل أبيب؟».