الأسيران لدى سرايا القدس: نتنياهو قاتل الأطفال والأسرى تخلى عنا.. و”الجهاد” حرصت على حياتنا
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
يمانيون – متابعات
نشرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم ، مقطعاً مصوراً للأسيرة الإسرائيلية حنا كاتسير، والأسير ياغيل يعقوب، تحدثا فيه عن ظروف أسرهما في قطاع غزة.
واتهما رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتخلي عنهما. وطالبا بالعمل على الإفراج عنهما في أقرب وقت.
وفي التفاصيل قالت الأسيرة الإسرائيلية إنها موجودة في مكان ليس مكانها، محملة نتنياهو مسؤولية “كل هذه الفوضى التي حصلت ومسؤولية حياة الأسرى في غزة”.
وأضافت أن نتنياهو “دمر كل شيء جميل واستهدف الناس وقام بتعذيبهم، كما أنه قتل الأطفال”.
وأشارت في المقطع المصوّر إلى أن “نتنياهو ارتكب أخطاء فادحة، وتسبب بالأذى للمجتمع الإسرائيلي”، مطالبة إياه بـ”ترك الحكومة والذهاب إلى البيت”.
وفيما يخص ظروف اعتقال الأسرى، قالت الأسيرة إن مقاومي الجهاد “فعلوا كل شيء من أجل أن يبقى الأسرى الإسرائيليين أحياء”، مضيفةً أن “كل شيء كان جيداً، وتمت معاملتهم بكل احترام من الناحية الصحية وغيرها”.
من جهته، قال الأسير ياغيل يعقوب، إنّ نتنياهو يتسبب بمقتل الأطفال بالإضافة إلى الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، وهو يعرّض حياتهم للخطر وللمشقة بقطعه الماء والكهرباء عن قطاع غزة.
ولفت إلى أنّ مقاومي سرايا القدس حرصوا على حياة الأسرى واهتموا بأدق التفاصيل الخاصة بهم.
وفي وقت سابق، أعلن الناطق العسكري باسم “سرايا القدس”، أبو حمزة، في كلمة له بالصوت والصورة، “إخلاء مسؤولية المقاومة تجاه أسرى العدو في ظل القصف الهمجي على كل شبر في غزة”.
وأعلن أبو حمزة استعداد المقاومة للإفراج عن الأسيرة حنا كاستير والأسير ياغيل يعقوب “لأسباب إنسانية وصحية”.
وسبق أن أعلنت حركة الجهاد الإسلامي، أنها تحتفظ بـأكثر من 30 أسيراً إسرائيلياً، في قطاع غزة، أسرتهم خلال هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، لافتة إلى أن الإفراج عنهم سيكون مقابل تحرير “كل الأسرى الفلسطينيين”.
وكان أبو عبيدة قد قال، إنّ الاحتلال عرقل، في الأيام الماضية، عملية الإفراج عن 12 أسيراً لدى المقاومة في غزّة، مشيراً إلى أنّ “تعنّته هذا يعرّض حياة الأسرى الأجانب وأسراه للخطر مع استمرار القصف”.
وتحتجز المقاومة في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، نحو 242 أسيراً بين إسرائيلي وأجنبي، وأعربت مراراً عن استعدادها لمبادلتهم بنحو 6 آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وفق إحصائيات رسمية.
وليست هذه هي المرة الأولى التي ينتشر فيها فيديو لأسرى إسرائيليين في غزّة، فقد سبق أن نشرت كتائب القسام فيديو لـ3 أسيرات إسرائيليّات لديها يوجّهن رسالة إلى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته.
#شاهد.. رسالة الأسرى الصهاينة "كتسير" و "يجيل" من الأسرى المحتجزين لدى سرايا القدس.#الميادين #طوفان_الأقصى #فلسطين #غزة pic.twitter.com/uMAlVMrzDH
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 9, 2023
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: سرایا القدس إلى أن
إقرأ أيضاً:
المقاومة تلعب بذكاء والعدو يكرس فشله أكثر.. الهُدنة إلى أين؟
يمانيون/ تقارير
في تطورٍ مفاجئ، أعادت المقاومةُ الفلسطينيةُ فرضَ نفسِها طرفاً فاعلاً في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، عبر طرح مبادرةٍ تُلقي بظلالها على حسابات الكيان الصهيوني، وتُعقِّد موقفه التفاوضي. جاءت هذه الخطوة بعد تصاعد الضغوط الدولية الفاشلة لإجبار حركة حماس على التنازل عن شرطها الأساسي بوقف الحرب والانسحاب الكامل من غزة، فيما رأت أوساط في العدو الإسرائيلي أن الحركة الفلسطينية نجحت في الاستحواذ على زمام المبادرة عبر طرحها إطلاق سراح خمسة أسرى يحملون الجنسيتين “الإسرائيلية” والأمريكية، ما دفع الكرة إلى ملعب الصهاينة وأربك استراتيجيتها التفاوضية.
منذ اللحظة الأولى، حاول العدو الإسرائيلي تحميل الفلسطينيين وزر فشله العسكري والأخلاقي، فشنَّ حربًا استمرت عامًا وخمسة أشهر استشهد خلالها أكثر من 40 ألف فلسطيني، ثلثاهم أطفال ونساء، وفق تقارير أممية. لكن حماس، برغم الدمار، لم تنكسر، بل حوَّلت الملف الإنساني إلى سلاح تفاوضي. فبينما كان قادة الكيان يتباهون بـ”سحق الإرهاب”، يعترف المحللون والنخبة الصهاينة بشيء آخر مغاير من بينهم إيلان بيتون، القائد العسكري الصهيوني السابق، بالهزيمة والذي يقول في حديثه لإحدى القنوات العبرية:
“ارتكبنا خطأً قاتلًا عندما أوقفنا المرحلة الأولى من الاتفاق دون ضمانات. الآن، الأميركيون يتفاوضون مع حماس فوق رؤوسنا، وحكومتنا تتخبط كعجلة مكسورة!”
ويضيف: لم ندخل في المرحلة الثانية من موقع قوة، بل دخلنا في حالة من التأرجح. وعدم طرحنا لموقف خاص بنا أدخل الأميركيين إلى هذا الفراغ، وقد جاء مبعوث ترامب آدام بولر وطرح مواقفه واتصل بحماس، وقد ضرب بذلك قوة موقف ترامب إلى درجة اضطر ترامب للقول إننا لن نهجر أحدا من غزة!
لم تكن هذه الاعترافات صادرة عن ضميرٍ يقظ، بل عن إدراكٍ مرير بأن المبادرة الفلسطينية مزَّقت ورقة التوت عن عورة الكيان العسكري. فحتى الجنرالات الصهاينة بدأوا يتحدثون بلغة الهزيمة، مثلما سُرب عن قائد المنطقة الوسطى في جيش العدو الاسرائيلي قوله:
“غزة صارت مقبرة لشبابنا. كل بيت ندكّه يتحول إلى فخٍّ يفجر أبطالنا!”
أما على طاولة المفاوضات، فقد نجحت حماس في تحويل شروط واشنطن إلى سلاحٍ ضدها. فبعدما طالبت الإدارة الأمريكية بالإفراج عن أسرى يحملون جنسيتها، وافقت الحركة ببرودٍ على العرض، لكن بشمّاعة جديدة: الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين ووقف الحرب إلى الأبد. هنا اشتعلت الأزمة في “تل أبيب”، حيث صرخ اليئور ليفي، المحلل الصهيوني، منفعِلاً في مقابلته مع قناة عبرية:
“هذه مناورة ماكرة! حماس تُظهر مرونة وهمية لتوريطنا أمام حلفائنا. العالم كله يسأل: لماذا ترفض إسرائيل السلام إن كانت حماس موافقة؟!”
لكن الأسئلة الأكثر إحراجًا تأتي من الداخل الصهيوني نفسِه، حيث خرج أهالي الأسرى الصهاينة يهتفون في شوارع “تل أبيب” آخرها مساء السبت الاحد : “كل يوم تأخير هو جريمة، حكومة نتنياهو تقتل أبناءنا بأيديهم!”. هذه الضغوطات تأتي بعد 15 شهرًا من العدوان على غزة، لم يتحرر سوى عدد من الأسرى الصهاينة، بينما قُتل 43 آخرون بقصف جيش العدو نفسه على غزة، وفق اعترافات مخابرات العدو.
على الصعيد الدولي، ما زال “الضمير العالمي” يتغذى على شعاراتٍ جوفاء. ففي الوقت الذي تدين فيه الأمم المتحدة “الانتهاكات الإسرائيلية”، يمنع الفيتو الأمريكي أي قرارٍ بوقف إطلاق النار. حتى الاتهامات الجديدة بجرائم حرب ضد قادة العدو لم تتحول إلى خطوات عملية، ما دفع تاليا ساسون، المسؤولة الصهيونية السابقة، إلى السخرية:
“أمامكم خياران: إما أن تعترفوا أن “القوة” فشلت في غزة، أو تواصلوا الكذب على أنفسكم حتى تسقط الأرقام عليكم!”
تعم حالة الإحباط الأوساط الصهيونية بمن فيهم المسؤولون السابقون؛ أحدهم ايلان سيغف – مسؤول سابق في الشاباك الصهيوني يقول: “نحن نلعب بالكرة مع أنفسنا ونركض من جهة إلى جهة أخرى لنركل الكرة، ونحن يجب أن نفرض عقوبات على حماس، لكن بعد عودة المختطفين أعتقد أنه قد جاء الوقت بعد عام وخمسة أشهر لنقول الكل مقابل الكل بما في ذلك وقف إطلاق النار لعشر سنوات.”
في الوقت ذاته، تصاعدت احتجاجات المستوطنين داخل كيان العدو الإسرائيلي للمطالبة بإبرام الاتفاق بشكلٍ عاجل، وقد حذّر أهالي الأسرى من أن “استمرار المماطلة يُهدد حياة أبنائهم”، وفق تصريحاتٍ متلفزة. هذه الضغوط الداخلية، إلى جانب الانقسامات المهيأة للتفاقم داخل الائتلاف الحكومي، تُفاقم أزمة مجرم الحرب نتنياهو، الذي يوازن بين مطالب الأسرى ورفضه تقديم تنازلاتٍ خشية إضعاف صورته كـ”زعيم أمني” وهو الذي يقف اليوم في قفص الاتهام القضائي بتهمة الفساد والخيانة والفشل.
يبدو كيان العدو الإسرائيلي اليوم رهن عجزه عن كسر الحلقة المفرغة بين خيارين: قبول صفقةٍ تُوقف الحرب مع الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين، أو الاستمرار في حربٍ استنزافية تهدد بانهياره داخليًّا وخارجيًّا. وفي الوقت الذي تُعيد فيه حماس ترتيب أوراقها بذكاء، يبدو أن الكرة اليوم في ملعب “تل أبيب”، لكن الساعة تدقُّ لصالح من يملك إرادة التضحية.
نقلا عن موقع أنصار الله