مليشيا الحوثي تستبعد 500 طالب وطالبة من المعهد العالي للقضاء
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
استبعدت مليشيا الحوثي 500 طالب وطالبة من المتقدمين لامتحانات القبول في المعهد العالي للقضاء (غير شرعي) الخاضع لسيطرتها بصنعاء لأسباب عنصرية.
وقالت مصادر قضائية لوكالة خبر، إن إدارة المليشيا في المعهد استبعدت خمسمائة طالب من المتقدمين للتسجيل في المعهد العالي للقضاء بصنعاء بينهم نحو خمسين طالبة قبل خوضهم أي مرحلة من مراحل المفاضلة.
وأوضحت أنه تم إقصاء الطلاب والطالبات المتقدمين وإسقاط أسمائهم بشكل تعسفي وغير قانوني وانتقاص لحقوق المواطنة، واقرار قبول أربعة متقدمين فقط من كل مديرية يتم تزكيتهم خطيا من قيادات المليشيا في الجهات الأمنية والإدارية والاجتماعية في مديرياتهم.
ولفتت أن الإدارة اعتمدت معايير عنصرية واضحة في عملية القبول، وأهمها أن تكون من أسر سلالية معينة ومن يقاتل في صفوفهم من أبناء القبائل ومن لديهم قتلى في صفوفها بغض النظر عن مؤهلاته.
وبيّنت أن المعهد الخاضع للحوثيين اعتمد قبول 90% من الموالين للمليشيا، فيما موه بقبول بعض الأسماء التي لا تصل إلى 10% من بقية المتقدمين خارج السلالة الحوثية.
وطالب محامون من الطلاب الذين استبعدتهم المليشيا من قائمة المقبولين، بالتظلم ورفع دعوى إدارية قضائية بإلغاء القرار الحوثي بامتناع المعهد العالي للقضاء من السماح بدخوهم إجراءات المفاضلة المنصوص عليها قانونا، والتقدم استعجالا بطلب أمر على عريضة بادخالهم الاختبارات والفحوصات لحين البت في القضية موضوعا، معربين عن استعدادهم لتقديم العون والترافع والمدافعة تكريسا لثقافة سيادة الشرع والقانون ولزوم اللجوء للقضاء.
وتمارس مليشيا الحوثي في المعهد العالي للقضاء في صنعاء الإقصاء الممنهج بحق الطلاب والطالبات المتقدمين منذ أعوام وجعلته محصوراً على قياداتها وعناصرها السلالية والموالين لها في إطار مساعيها إلى احتكار الوظيفة العامة سيما القضائية منها على لون مناطقي او مذهبي او سياسي معين وحوثنة جهاز القضاء وتسخيره لصالحها بهدف الانتقام من خصومها وكل المختلفين معها وشرعنة نهب ممتلكاتهم.
يُشار إلى أن مجلس القضاء الأعلى، التابع للحكومة الشرعية، كان قد أعلن في الـتاسع من مايو/أيار 2018، إيقاف الدراسة في المعهد العالي للقضاء في صنعاء، ونقل مقره إلى العاصمة المؤقتة عدن، واعتبر المجلس في حينها مخرجات المعهد في صنعاء بحكم العدم وكأن لم تكن وذلك بعد اقصاء الحوثيين الطلاب غير الموالين لهم لأسباب طائفية وعنصرية.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: فی المعهد العالی للقضاء
إقرأ أيضاً:
وفد الحوثي في جنازة نصر الله.. ضوء أخضر أمريكي أم تواطؤ دولي؟
أثار سفر وفد حوثي إلى لبنان للمشاركة في تشييع جثمان الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وخليفته هاشم صفي الدين، جدلًا واسعًا، لا سيما أنه جاء بعد وقت قصير من تصنيف الولايات المتحدة للحوثيين كجماعة إرهابية. وعلى الرغم من هذا التصنيف، لم تتخذ واشنطن أي إجراءات لمنع سفر الوفد أو معاقبته بعد عودته، مما يثير تساؤلات حول وجود ترتيبات غير معلنة أو ضوء أخضر مباشر أو غير مباشر.
وكان قُتل نصر الله وصفي الدين في عمليتين إسرائيليتين منفصلتين في العاصمة اللبنانية قبل نحو خمسة أشهر، وتم تشييعهما في لبنان في 23 فبراير/ شباط الجاري.
قال سياسيون وناشطون يمنيون، إن مغادرة وفد مليشيا الحوثي من مطار صنعاء، الخاضع لقيود أممية، للمشاركة في التشييع، رغم تصنيفهم كجماعة إرهابية من قبل الولايات المتحدة قبل أسابيع، يطرح العديد من التساؤلات حول طبيعة التوازنات الإقليمية والدولية، ومدى جدية المواقف الدولية تجاه الجماعة، لا سيما واشنطن.
ضوء أخضر
يرى محللون أن هذه الخطوة قد تكون جزءاً من لعبة ابتزاز سياسي تمارسها واشنطن ضد التحالف العربي بقيادة السعودية والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، خاصة في ظل التوترات المستمرة في المنطقة.
وأكدوا لوكالة "خبر"، أنه من غير المنطقي أن يتمكن وفد مليشيا الحوثي من السفر دون ترتيب مسبق أو سماح ضمني من الأمم المتحدة، وهذا يطرح فرضية أن الجماعة حصلت على ضوء أخضر مباشر أو غير مباشر، سواء من الأمم المتحدة أو من الولايات المتحدة الأمريكية أو قوى دولية أخرى، قد يكون الهدف منه ممارسة ضغوط سياسية على الأطراف المناوئة للحوثيين.
ما يعزز هذه الفرضية هو التصعيد في الخطاب الحوثي، كما جاء في كلمة القيادي البارز محمد علي الحوثي، الذي توعّد أمريكا والتحالف بـ"ردود قاسية"، مؤكداً أن جماعته لن تقبل بأي قيود على المنافذ الجوية والبحرية.
وجاء هذا التصعيد متزامناً مع تواجد الوفد الحوثي في لبنان، مما يثير تساؤلات حول موقف التحالف العربي، والأمم المتحدة، والولايات المتحدة من ذلك، خصوصا والأخيرة تورطت بتخادمات كثيرة مع الحوثيين تتعارض كلياً مع جوهر تصريحات وشعارات الطرفين المعادية لبعض.
واللافت أن الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بدت متفاجئة بهذه التحركات، مثل غيرها من التحركات التي يتّضح أنها آخر من يعلم بها، رغم أنه من المفترض أن تكون على اطلاع مسبق، حيث أصدرت وزارة إعلامها بياناً يدعو لاتخاذ إجراءات ضد الوفد، لكن دون أي استجابة دولية واضحة، فيما عاد الوفد إلى صنعاء دون أي عوائق.
منظومة دفاع جوي روسية
من جانبهم، يرى خبراء عسكريون، في حديث لوكالة "خبر"، أن التحركات الحوثية وتحدي التصنيفات الدولية لهم كجماعة إرهابية، ليسا إلا تصعيدًا إيرانياً مباشراً، يهدف إلى فتح جبهة جديدة لا تقل شأناً عن جبهتها في لبنان، بعد أن خسرت الأخيرة، ومثلها في سوريا، فباتت جماعة الحوثي أملها الوحيد. مشيرين إلى أن أهداف إيران تشمل السعي إلى رفع ما تبقى من قيود على مطار صنعاء وموانئ الحديدة، لتسهيل تنقلات قيادات الحرس الثوري ونقل الأسلحة من طهران إلى صنعاء.
وربطوا هذا التصعيد بتقارير تفيد باقتراب الحوثيين من إنهاء تركيب وتجهيز منظومة دفاع جوي متطورة، يُرجّح أنها حصلت عليها من روسيا، ويمكنها تغيير مسار المعركة، رغم مزاعم الجماعة بأنها محلية الصنع، ومن المتوقع الإعلان عن دخولها الخدمة خلال الأيام القادمة، وفقاً لما قاله الخبراء الذين وصفوا هذه الادعاءات بالكاذبة.
واتهم الخبراء العسكريون الأمم المتحدة بالتورط المباشر إذا صحت هذه المعلومات، خصوصاً أنها مسؤولة عن تفتيش السفن القادمة إلى موانئ الحديدة. علاوة على ذلك، سبق أن سمحت بدخول سفينة روسية تحمل شحنة حبوب إلى ميناء الحديدة دون تفتيش، رغم تقارير استخباراتية تحدثت عن تضمينها أسلحة متطورة ضمن عمليات تهريب متنوعة نفذتها موسكو لدعم الحوثيين.
أما الاستخبارات العسكرية السعودية، فيبدو أنها كانت تمتلك معلومات دقيقة حول أبعاد هذا التصعيد، وهو ما تشير إليه زيارة وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، إلى واشنطن يوم أمس الأول، ولقاؤه نظيره الأمريكي، ماركو روبيو. خصوصًا أن السفير السعودي في اليمن، محمد آل جابر، رافقه في الزيارة، مما يؤكد أن الملف اليمني لم يكن الوحيد في النقاشات، لكنه كان الأبرز.
وأكد الوزير السعودي، في تغريدة على حسابه في منصة "إكس"، أنه ونظيره الأمريكي استعرضا "رؤية البلدين الصديقين لمواجهة التحديات المشتركة، بما يسهم في تحقيق الأمن والسلم الدوليين"، مضيفًا: "بحثنا عددًا من المسائل ذات الاهتمام المشترك والجهود المبذولة بشأنها".
بكاء وتوسل.. رسائل خاصة
يرى مراقبون أن المشاركة في تشييع نصر الله لم تكن مجرد حضور دبلوماسي، بل كانت فرصة لإثبات الولاء المطلق لإيران. فظهور وفد الحوثيين في مواقف تعكس التبعية لطهران، من البكاء والتوسل لأسرة نصر الله، إلى التفاخر بالتقاط صور وهم يرتدون شاله، يؤكد أن المليشيا أرادت إرسال رسالة واضحة بأنها جزء من محور إيران في المنطقة.
وأشار المراقبون إلى أن هذه الرسائل ليست جديدة، إذ وثّقت تقارير دولية إشراف الحرس الثوري الإيراني المباشر على العمليات العسكرية للجماعة، وتهريب الأسلحة والمعدات التي تُستخدم في التصنيع العسكري، علاوة على إدارة قيادات بارزة بقية الملفات، بما فيها السياسية، ومن أبرز هؤلاء حسن إيرلو، الذي عيّنته طهران سفيراً لها في صنعاء، قبل أن يُقتل بغارة جوية في اليمن، بينما زعم الحوثيون أنه توفي جراء إصابته بفيروس كورونا، واعلنت نبأ وفاته في ديسمبر 2021.
وفي المجمل، فإن التحركات الحوثية لم تعد مجرد أحداث عابرة، بل تعكس تواطؤاً دولياً غير مُعلن، وتكشف عن وجود أطراف تسمح لمليشيا الحوثي بممارسة نفوذها رغم العقوبات والقيود.
ويعزز هذا المشهد فكرة أن الجماعة ليست مجرد مليشيا معزولة، بل كيان له داعمون وأدوات ضغط إقليمية ودولية، مما يستوجب إعادة تقييم استراتيجيات التعامل معها من قبل التحالف العربي والحكومة اليمنية.