أمسية لـ«بيت الشعر» في «الشارقة الكتاب»
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
الشارقة (الاتحاد)
نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة أمسية شعرية أول أمس الأربعاء، 8 نوفمبر 2023، في قاعة الفكر بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، شارك فيها الشعراء، محمد إبراهيم يعقوب من السعودية، وعلي المؤلف من البحرين، وناصر الغساني من سلطنة عمان، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر بالشارقة، وقدمها الإعلامي السوداني عصام عبدالسلام الذي أشاد بأمسيات بيت الشعر الممتدة طوال العام على بساط الدهشة، والتي أضفت جمالاً حقيقياً على المشهد الثقافي، وخصوصاً في ظل احتضان بيت الشعر للعديد من الشعراء أصحاب المواهب الحقيقية، بالإضافة إلى استضافة تجارب محلقة في الفضاء الشعري، لها رصيد عند الجمهور، مؤكداً أن ما تحقق بهذا المستوى من النجاح يعود للدعم اللامحدود من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي تمثل مبادراته تحفيزاً لإبداعات الشعر والشعراء.
وقد اتسمت قصائد الشعراء بالبوح الذاتي، والاستفاضة في استجلاء الذكريات، والغوص في اجتراح مضامين تعبر عن الاغتراب والحب، ما يسكن النفس من عواطف وعواصف، بما يعبر عن نماذجهم الشعرية المطروحة التي تتباين في مواقفها ونظرتها للذات والقضايا الإنسانية، وقد تفاعل الجمهور مع الشعراء وإلقائهم العذب، ودفقاتهم الشعرية المعبرة عن مجازات الخيال والإبداع، وبخاصة أن أمسيات بيت الشعر تحظى باهتمام واسع من قبل الجمهور.
وفي بداية الأمسية قرأ الشاعر محمد إبراهيم يعقوب قصيدة بعنوان «حافة يقينٍ ما» يفلسف فيها الحياة، ويضمنها الحكمة بلغة جمالية رائقة، وباستخدام إشارات دالة تبرز مدى قدرته على إضفاء اللمسات الجمالية على المفردات، وهو ما يبلور مشاعره الجياشة. ثم قرأ قصيدة «اتّكاء على كتفٍ متعبة» معبراً في ثناياها عن تصوير مشاعر الإنسان.
وقرأ الشاعر علي المؤلف قصيدة «تدري ألفتُك فالتفِتْ لي» التي يحاكي فيها أبا تمام في قوله «كم منزلٍ في الأرض يألفُه الفتى» ولكن الشاعر وظف حالته الوجدانية بصور وأخيله تلائم أجواءه النفسية.
ثم ألقى نصاً آخر بعنوان «لا فُرصَةٌ للِذَّوبان» الذي يمثل أداة تصويرية لرؤية شعرية خاصة، لا عن طريق الإيقاع فحسب، ولكن عن طريق الاختزال، فالنص محمل بالدلالات ويفيض بالصور المجازية.
واختتم القراءات الشاعر ناصر الغساني وقرأ قصيدة بعنوان «إلاَّك لا وطنٌ» التي يخاطب فيها بعاطفة جياشة محبوبة هي كالوطن، وقد عاد إليها بعد غياب، بما يبرز أسلوبه التخييلي في رصد أدق المشاعر الساكنة في القلب ويستعرض في آن أجملها. ثم قرأ قصيدة أخرى حملت عنوان «مُحاولة للخلاص» التي تفيض عذوبة ورقة حيث يستحضر الشاعر جملة من الذكريات ويحلق بها في مجازات الإبداع.
وفي الختام كرّم الشاعر محمد البريكي، شعراء الأمسية ومقدمها. أخبار ذات صلة مبادرة «الأندلس: تاريخ وحضارة» تستكمل برنامجها الفني الإمارات تدخل موسوعة «غينيس» بأكبر فصل دراسي حول الاستدامة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: بیت الشعر
إقرأ أيضاً:
تجربة بدر بن عبد المحسن في "العين للكتاب"
ضمن إحدى أهم فعاليات مهرجان العين للكتاب 2024، شهدت قلعة الجاهلي ليلة من برنامج "ليالي الشعر: الكلمة المغناة"، خصصها لتناول سيرة ومسيرة أمير الشعر العربي الراحل بدر بن عبد المحسن آل سعود، ضمن محور "الغائب الحاضر".
ويعد عبد المحسن ممن قادوا ثورة الشعر الشعبي عبر قصائد خالدة توجت بالشهرة والانتشار.نظم الأمسية مركز أبوظبي للغة العربية، بمشاركة الشاعرين علي السبعان وعلي العبدان، وحاورتهما الإعلامية والشاعرة لمياء الصيقل، وتم عرض فيلم قصير لخص رحلة الأمير بدر، الذي صدحت بأشعاره أصوات أشهر المطربين العرب، وافتتاحيات أكبر المهرجانات السعودية، وأصدر دواوين شعرية عكست صورة المجتمع بعمق وشفافية، حتى منحه الملك سلمان "وشاح الملك عبد العزيز"، وكرمته "اليونسكو" في اليوم العالمي للشعر، قبل أن يودع جمهوره ومحبيه هذا العام، ويرثيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في قصيدة مطلعها "الشعر ما يفنى ولا يموت الإبداع، لكن بدر من بدوره ترجل".
والقى الشاعر علي السبعان قصيدة "حروف الذهب"، التي نظمها الأمير الراحل، وأهداها للإمارات، قبل أن يحكي عن شخصية الأمير الإنسانية والفكرية بإسهاب، موضحاً أن تجربة الراحل الشعرية تجربة نادرة ومكتملة ومتفردة؛، فهو شاعر موسوعي لم يؤطر نفسه في إطار محدد، وأبدع في الأغنية، وجعلها تنتشر في أرجاء العالم العربي.
وذكر أن الأمير كان متميزاً بالقصيدة الكلاسيكية بعراقتها وأصالتها، وأبدع في الكلمة المغناة وخرج عن التفعيلة، مشيراً إلى أن شعره كان يشبه إنسانيته وشخصيته.
واعتبر السبعان الشاعر فدائياً في تحديث الشعر، وكان جريئاً في أشعاره، وأيضاً كان له تأثير كبير على الأغنية، فقد حدّثها ورفع سقف اللغة والفكر، واقترب إلى الفصيح لذلك تجد له مريدين كثر في العالم العربي كله.
وأضاف الشاعر والباحث علي العبدان، أن الأمير بدر أبدع في القصيدة القديمة كما أبدع في الشعر الحر. وأوضح إن "الأمير بدر يمثل شعره ويمثل قصائده، وليس غريباً أنه أدخل الحداثة إلى الشعر الشعبي، فهذا نتيجة طبيعية للحياة والبيئة التي عاشها الراحل، فقد عاش في مصر، ودرس فيها فترة الطفولة، ثم سافر إلى بريطانيا وأميركا، وتابع دراسته العليا هناك، وهذا انعكس في أشعاره، فالاغتراب والعزلة وعلاقته بأخيه الوحيد كلها عوامل صقلت نفسية الشاعر وأثرت في شعره".
وأكد أن الشاعر الشعبي عادة ما يتواجد بين شعراء شعبيين، لكن البيئة التي عاشها الأمير بدر كانت مختلفة، فقد عاش في مصر بين شعراء عرب، واطلع على الشعر الحديث، كما عاصر الغرب وبالتأكيد اطلع على أشعارهم، لذلك خلق توجهاً جديداً يتناسب مع البيئة التي عاش فيها والتنقلات التي تنقلها، كما عرف قيمة المسافات والجدار والعزلة، ثم أنتج العديد من الأغاني الخالدة مثل أغنية "الرسائل" التي غناها محمد عبده، وأغنية "وترحل" لطلال مداح، ففي فترة السبعينيات كانت الحداثة العربية موجودة في القاهرة وبيروت، وكان هو في طريق وسط بين الأصالة والحداثة، ونجح بأن يدخل الحداثة للشعر من دون أن يتخلى عن الأصالة، كما أن موهبته في الرسم ساعدته على المزيد من التألق في الشعر، فهو ينقل مشاعره سمعاً وبصراً.