عربي21:
2024-11-23@05:34:15 GMT

كيف عزلت الحرب على غزة بلدان المنطقة عن الغرب؟

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

كيف عزلت الحرب على غزة بلدان المنطقة عن الغرب؟

نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن ابتعاد البلدان في الشرق الأوسط عن الغرب بسبب الحرب في قطاع غزة، مع تزايد الانتقادات ضد القادة ووسائل الإعلام الأميركية والأوروبية المتهمة بـ "تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم".

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه في قاعة أحد مباني الجامعة الأميركية في بيروت، يجلس أحد الطلاب على البيانو مرددا صدى نغمات "موطني"، وهو النشيد العربي والأغنية الحاشدة للفلسطينيين.

وكان حرم هذه المؤسسة، المعروف بـ "تعزيز الاعتدال"، من أوائل أماكن التعبئة في لبنان لدعم سكان غزة الواقعين تحت القصف الإسرائيلي. وهو تضامن في انسجام مع ما تم التعبير عنه في الأردن أو مصر أو حتى سوريا.

وبينت الصحيفة أن رابطة أساتذة الجامعات نشرت بيانا شديد اللهجة في 13 تشرين الأول/أكتوبر مشيرة فيه إلى أن إدانات "الفظائع التي ترتكبها إسرائيل في غزة دون عقاب" تقترن بانتقادات إعلامية ومواقف سياسية للدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، في مواجهة الحرب، بتهمة "التشويه الصارخ للتاريخ" و"تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم".

ونقلت الصحيفة عن سومة البالغة من العمر 21 سنة وهي طالبة في الجامعة الأميركية في بيروت خلال مظاهرة في 18 تشرين الأول/أكتوبر، وسط بيروت: "لا أستطيع أن أتحمل تدمير الفلسطينيين وإسكات أصواتهم وتقديمهم كإرهابيين. في مواجهة المعلومات المضللة، من واجبنا أيها العرب أن نتحدث علنا".

هذه ليست المرة الأولى التي تكشف فيها المواجهة بين الإسرائيليين والفلسطينيين عن فجوة بين الغرب والشرق الأوسط العربي، الذي شهد بدوره عدة دورات من الصراع، من خلال الحرب أو وصول اللاجئين الذين طردوا من أراضيهم منذ قيام إسرائيل في سنة 1948. ولكن هذه المرة الفجوة آخذة في الاتساع.

وأشارت الصحيفة إلى أن كل ما يأتي من الغرب تقريبا أصبح موضع شك، بدءا من الدعم أحادي الجانب للكيان الصهيوني الذي عبر عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن والعديد من القادة الأوروبيين الذين زاروا إسرائيل، في إطار موجة الصدمة التي سببها هجوم حماس الدموي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي أدى إلى مقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل، بينما احتجزت الحركة الإسلامية 240 شخصا كرهائن.


"لقد فجر الأوروبيون نظام القيم الخاص بهم"
أثار الغرب الجدل بشأن التردد وعدم الجرأة على الدعوة إلى وقف إطلاق النار عندما قُتل أكثر من 10 آلاف شخص في غزة، وذلك وفقا لأرقام  وزارة الصحة في الأراضي التي تديرها حماس، وكذلك أوجه التشابه بين الجماعة الفلسطينية وتنظيم الدولة أو الإرهاب العالمي، أو حتى ردود الفعل على التظاهرات والخطابات المؤيدة للفلسطينيين.

وأضافت الصحيفة أن هناك الكثير من العلامات التي تحرّض على التمرد في منطقة تشعر بأنها متهمة بكل الشرور لأكثر من عشرين سنة: مرتبطة بالإرهاب منذ أيلول/سبتمبر 2001، وتعاني بشدة من الدمج بين الإسلام والتطرف، وهي محرومة من التعبير أو رهينة للصور النمطية عندما تتمكن من التعبير عن نفسها.

يقول معين خوري، وهو مستشار أردني من أصل فلسطيني، إنه "منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تحطم الخطاب الأوروبي حول القانون الدولي وحقوق الإنسان وحرية التعبير والإعلام. ينفق الاتحاد الأوروبي الكثير من الأموال على برامج للصحفيين في الشرق الأوسط، باسم الحرية. رأينا هذه الدول ترتعد من لبس الكوفية الفلسطينية. لقد فجر الأوروبيون أنفسهم نظام القيم الخاص بهم".

وأضاف  خوري أنه: "كان من المتوقع أن يعبر القادة الأوروبيون عن تعاطفهم مع إسرائيل. لكن ألم يكن لهم أي ايماءات تجاه الشعوب العربية؟ أليس لديهم من يقدم لهم نصائح بشأن صورتهم؟ إن ما رأيناه وسمعناه يتماشى مع كلمات جوزيب بوريل، عندما أعلن [في سنة 2022] أن أوروبا "حديقة" و"معظم بقية العالم "غابة". وكان رئيس الدبلوماسية الأوروبية قد اعتذر عن كلامه في ذلك الوقت، دون أن يقنع المنطقة بأنه لا يعكس شعورا بالتفوق أو العنصرية.

"سنتقدم للأمام في حقل ألغام"
في عالم شديد الترابط، يُنظَر إلى الاستجواب المنهجي للضيوف العرب في مختلف وسائل الإعلام الغربية لإدانة هجمات حماس على أنه "معايير مزدوجة" أخرى. ومن دون انتظار وسائل الإعلام، وصف المثقفون العرب والمسلمون ما فعلته حماس بالفظيع. ولكن النقاش الحالي خطير: فهو يقول ضمنا أننا لابد أن ندين حماس حتى تتمتع بالحق في الكلام. علاوة على ذلك، لا يجوز وضع الأمر في سياقه؛ ودون فهم مصدر هذه الفظائع، لن يتم حل أي شيء. يقول خالد منصور، الكاتب المصري الذي يعيش في الأردن: "هذا يعني "أدينوا حماس، واخرجوا من الاستوديو".

من جهته، يقول مصدر دبلوماسي غربي: "إن رفض الدول الأوروبية توضيح السياق يزيد من شعور المجتمعات في مصر والأردن ولبنان بعدم سماع صوتها". ويخشى كثيرون أن يؤدي العنف ــ تماما مثل أعمال معاداة السامية المسجلة في أوروبا ــ إلى توسيع الفجوة بشكل أكبر، نحو أفق مميت.

حسب المعارضة السورية رولا الركبي البالغة من العمر 67 سنة المنفية في لبنان، فإنه بين الغرب والشرق الأوسط "هناك ما قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر وما بعده. العالم لن يبقى كما كان بعد الآن". وفي هذه العلاقة هناك المزيد من القسوة. وهي تعتقد أن "العالم الذي يدعي أنه ديمقراطي لم يعد كذلك. إنها صدمة. كنا نطمح إلى أن تكون أوروبا نموذجا للديمقراطية: فقد رأينا حظرا على المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، وحرمان الناس من أصواتهم... ونرى أوروبا صامتة في وجه المجازر التي ترتكب ضد المدنيين في غزة".


"أم المعارك"
في قلب هذا "التنافر" القديم تكمن القضية الفلسطينية، التي عادت إلى الظهور على الساحة الدولية بعد هجوم حماس. وتتابع رولا الركبي: "هنا، لم ننساها أبدا. لم يفهم الغربيون هذا: إن الظلم الكبير الذي تعرض له الفلسطينيون في سنة 1948 راسخ في ذاكرتنا، ووجودنا، بالنسبة لنا، نحن سكان هذا الجزء من العالم. لقد شكلنا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كمواطنين".

تجدر الإشارة إلى أن هذه الناشطة المنخرطة في المجتمع المدني اضطرت إلى مغادرة دمشق في سنة 2016، وعاشت صراعات سنتي 1967 و1973. وفقا لها "القضية الفلسطينية هي أم المعارك. ودون منح الحقوق للفلسطينيين، لن يكون هناك استقرار في هذه المنطقة من العالم. ستكون هناك دائما مشاكل وثورات. وأضافت أن "جذور كل أعمال العنف التي شهدناها منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر تكمن في رفض الاعتراف بحق الفلسطينيين في الوجود... إن القضية الفلسطينية وإدانة الاحتلال هي قضية إنسانية وأخلاقية".

"كان للفلسطينيين أرض ومنزل"
في الجامعة الأميركية في بيروت، تشارك فاطمة شرف الدين، أمينة المكتبة والأرشيف، نفس التجربة مثل الكثير من اللبنانيين: "لقد عشت مع القضية الفلسطينية منذ طفولتي. لقد عشت الغزو الإسرائيلي الكبير للبنان سنة 1982. وكان بعض أساتذتي فلسطينيين. عندما كنت طفلة في مدينة صور، في الجنوب، كنت أتساءل دائما لماذا يعيش اللاجئون الفلسطينيون هناك ويعيشون في فقر".  لكن في أعقاب سنة 1948، تم دمج الفلسطينيين الأثرياء الذين وصلوا إلى لبنان. تم وضع أولئك الذين جاءوا من خلفيات ريفية فقيرة في معسكرات تحولت إلى أحياء فقيرة.

شاركت فاطمة شرف الدين في جمع شهادات الفلسطينيين الذين عانوا من نكبة سنة 1948، والتي تم جمعها في قاعدة بيانات رقمية كبيرة للجامعة الأميركية في بيروت. "تخبرنا هذه القصص أن الفلسطينيين كان لديهم أرض، ومنزل، وكان عليهم التخلي عنه، وأن المجتمع الفلسطيني كان متقدما جدا، وتقدميا للغاية".  قصة أسرع الغرب من خلالها في تسليط الضوء على التمييز الذي يعاني منه اللاجئون في مختلف الدول العربية، وقد أخفاها منذ عقود.

أشارت الأكاديمية إلى أن هذه الأرشيفات أثارت اهتماما متزايدا، بما في ذلك في أوروبا والولايات المتحدة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر لكنها أيضا ترى بفزع أن "هناك زملاء في الغرب، حساسين لمحنة الفلسطينيين، يفرضون رقابة على أنفسهم على الإنترنت، خوفا من العقوبات، ومن فقدان وظائفهم". وتؤكد قائلة: "اليوم، أشعر بحرية أكبر في لبنان أكثر مما كنت عليه في الولايات المتحدة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الشرق الأوسط الغرب غزة الشرق الأوسط غزة الغرب لوموند عزلة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السابع من تشرین الأول الأمیرکیة فی بیروت القضیة الفلسطینیة فی سنة إلى أن

إقرأ أيضاً:

حماس: المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في بيت لاهيا نتيجة للفيتو الأمريكي

القدس المحتلة-سانا

أكدت حركة المقاومة الفلسطينية حماس أن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم بقصفه حياً سكنياً بمدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وراح ضحيتها 66 شهيداً وعشرات الجرحى والمفقودين نتيجة للفيتو الأمريكي الذي أفشل قراراً لمجلس الأمن بوقف العدوان.

وقالت حماس في بيان اليوم: “استمراراً لحملة التطهير العرقي التي يواصل الاحتلال ارتكابها في شمال القطاع منذ نحو 50 يوماً أقدم هذا العدو الفاشي خلال الساعات الأولى من صباح هذا اليوم على ارتكاب المجزرة المروعة في بيت لاهيا في إمعان بحرب الإبادة الوحشية ضد الشعب
الفلسطيني، مستنداً إلى غطاء أمريكي إجرامي ودعم عسكري وسياسي لا محدود، وآخره الفيتو الذي أفشل به أمس قراراً في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة”.

وحمّلت حماس المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية المسؤولية عن استمرار المجازر بحق الفلسطينيين، جراء الصمت والعجز عن تفعيل آليات الحماية من الإبادة والتطهير، مجددة دعوتها إلى تحرك عالمي للضغط على الاحتلال لوقف الإبادة.

مقالات مشابهة

  • حماس: 4 إجراءات يتخذها الاحتلال لمنع إغاثة الفلسطينيين
  • حمّى تشريعات تستهدف الفلسطينيين بالكنيست الإسرائيلي
  • محلل سياسي: الاحتلال يسعى لتنفيذ خطة الجنرالات لإخلاء المنطقة الشمالية من الفلسطينيين
  • حماس: المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في بيت لاهيا نتيجة للفيتو الأمريكي
  • محلل سياسي: إسرائيل تسعي إلى إخلاء المنطقة الشمالية لقطاع غزة من الفلسطينيين
  • بريطانيا تبدي استعدادها لحماية إسرائيل مرة أخرى.. استمرار الحرب لا يدمر حماس
  • ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين :"ندعم المسار السياسي الذي يستهدف تعزيز الاستقرار"
  • حزب الله يكشف تفاصيل الكمين الذي أوقع به “لواء جولاني”
  • وسائل إعلام العدو الإسرائيلي تعلن مقتل 27 جندياً للاحتلال في جباليا شمال قطاع غزة منذ مطلع تشرين الأول الماضي
  • وسائل إعلام العدو الإسرائيلي تعلن مقتل 800 ضابط وجندي للاحتلال منذ السابع من تشرين الأول 2023 غالبيتهم في قطاع غزة