القصيبي: 50 مليون متر مربع طهرتها مسام بالكامل من الأراضي اليمنية
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
عدن (عدن الغد) خاص:
من عارف الضرغام
يواصل مشروع مسام مسيرة كفاحه الإنسانية من أجل تأمين حياة اليمنيين من أكبر جائحة ملغومة عرفها هذا البلد العربي في تاريخه وتاريخ المنطقة برمتها.
وفي هذا الإطار، أصدر المركز الإعلامي لمشروع «مسام» لنزع الألغام في اليمن تقريره الشهري، عن شهر أكتوبر 2023م، حيث بلغ إجمالي ما تم نزعه في إطار مهمته الإنسانية المستمرة في هذا الشهر، 2894 لغم وقذيفة غير منفجرة وعبوة ناسفة.
كما تمكن مسام خلال أكتوبر 2023 من نزع 2409 ذخيرة غير منفجرة، و450 لغم مضاد للدبابات، بينما بلغ إجمالي المساحة المطهرة خلال نفس الشهر 755.281 متر مربع من الأراضي اليمنية.
وقد أشار المركز الإعلامي إلى أن إجمالي ما تم نزعه منذ انطلاق عمل مشروع «مسام» نهاية يونيو 2018 وحتى الآن، قد بلغ 420.832 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة زرعتها ميليشيا الحوثي بعشوائية في مختلف المحافظات اليمنية، وقد وصلت إجمالي المساحة المطهرة 51.082.121 متر مربع، منذ انطلاق المشروع وحتى اليوم.
وخلال شهر أكتوبر قام المشروع بإتلاف 2665 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، في إطار سعي المشروع الدؤوب لحفظ أرواح الأبرياء من العلب المنفجرة المهلكة.
وقد نفذ مسام مؤخرا عملية إتلاف وتفجير لـ1485 لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة في باب المندب بمحافظة تعز.
وقد شملت عملية الإتلاف التي نفذها فريق المهمات الخاصة لـ “مسام” 128 لغم مضاد للدبابات، و 1338 قذيفة وذخيرة غير منفجرة، بالإضافة إلى 3 ألغام مضادة للأفراد و16 عبوة ناسفة مرتجلة.
وفي تصريح خاص بمكتب مسام الإعلامي، قال مساعد مدير عام المشروع الأستاذ قاسم الدوسري إن الألغام التي تم تدميرها اليوم هي نتيجة جهود فرق “مسام” خلال الأسبوعين الماضيين من شهر أكتوبر في مديريات حيس، الخوخة، موزع، الوازعية، والمخا.
كما نفذ مشروع مسام أيضاً عمليتي إتلاف لـ1180 لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير متفجرة في محافظة مأرب.
ويحرص مشروع مسام على نزع الألغام خاصة من المناطق عالية التأثير لتعود الحياة لدورتها الطبيعية وتستعيد الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية إيقاعها ونشاطها وتجد التنمية موطنا جديداً لها، مع حرص لا متناهي على حفظ أرواح الأبرياء من الهلاك الملغوم الغادر.
وقال ماجد أبا العلاء المستشار في وزارة الخارجية السعودية إن مشروع «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام يخوض منذ اليوم الأول لبدء أعماله في اليمن سباقاً مع الزمن.
وأضاف إنه رغم التحديات التي يواجهها المشروع إلا أنه تمكن من نزع نحو 420 ألف لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، في حين إجمالي المساحة المطهرة يفوق 51 مليون متر مربع.
كما تأتي زيارة مساعد الفريق السياسي والعسكري السعودي لدعم مجلس القيادة الرئاسي اليمني المهندس عادل عبدالله النغيمش، إلى مكتب مشروع مسام في عدن في إطار التعاون والتنسيق الوثيق بين الجانبين في جهود إعادة الحياة إلى اليمن وتأمينها من الألغام والعبوات الناسفة، وتعكس التزام وحرص المملكة العربية السعودية على دعم اليمن ومد يد العون له لتحقيق الاستقرار والأمن والتنمية.
وقد أشاد أيضاً وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن الداعري، بالدور الريادي لمشروع مسام في أزمة الألغام في اليمن، حيث قال: “إن حجم الألغام والكميات المهولة منها في اليمن تتطلب تعاوناً وتدخلاً كبيراً لنزعها، ومشروع مسام يقوم بدور كبير من خلال انتزاع مئات الآلاف من هذه الألغام، حيث يبذل هذا المشروع الإنساني جهوداً جبارة لإنقاذ حياة الأبرياء من الألغام في اليمن”.
ووضعت الألغام في اليمن المرأة اليمنية على محك مشاكل صحية واجتماعية ونفسية واقتصادية كبيرة، وقد عمل مسام ومازال على تذليلها لتستعيد المرأة اليمنية الأسباب الملائمة لحياة متوازنة وسليمة وصحية بمختلف المقاييس.
الجدير بالذكر أن عدد النساء والأطفال النازحين يبلغ ما يناهز 75٪، حيث تعيل النساء 26٪ من الأسر النازحة، وتضيق فرص كسبهن بسبب سوء الأوضاع الصحية التي يعانين منها، مما يجعل من النزوح كابوساً بالنسبة لهن بالذات، ولذلك يبذل مسام جهوداً مضاعفة لتطهير المناطق عالية التأثير لتتمكن الأسر النازحة وعلى رأسها النساء من استعادة بيوتهن الآمنة ومزاولة نشاطهن في الرعي والزراعة واستعادة حياتهن الآمنة والمتوزانة صحياً واجتماعياً ونفسياً.
ويبذل مسام جهداً كبيراً لتحرير المرافق الحيوية التي تمكن اليمنيين من استعادة دورة حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والصحية والثقافية بشكل عادي وسلس، وتعتبر مهمة تحرير مصادر التزود بالماء أولوية قصوى يعمل المشروع على القيام بها على أكمل وجه.
وفي هذا السياق، ثابر الفريق 11 ليعيد لأهل منطقة مبلقة في مديرية بيحان بئرهم الذي يعيشون على السقيا منه، وهي مهمة حيوية نجح فيها هذا الفريق بامتياز.
وتُعتبر هذه العملية جزءاً من الجهود المستمرة للفريق 11 مسام ، حيث يحتل البئر مكانة حيوية كمصدر للمياه في المنطقة، وتم تعطيل استخدام البئر لفترة طويلة بسبب وجود الألغام المحيطة به، ولكن بعد إزالة الألغام وتأمين المنطقة المحيطة، أصبح بإمكان السكان المحليين الوصول إلى المياه النقية واستخدامها في حياتهم اليومية وكذا عودة أنشطة الزراعة.
ويعتبر “النحالة” من المجموعات التي استفادت أيضاً من جهود مسام، ففي منطقة مبلقة التابعة لمديرية بيحان، والمعروفة بإنتاج العسل، حيث يعمل العديد من سكان المنطقة في مجال تربية النحل، وقد واجه هؤلاء النحالون الكثير من الصعوبات بسبب الألغام التي زرعت في المناطق المخصصة للنحل، مما اضطر الغالبية منهم إلى النزوح خارج المحافظة، وركود هذا القطاع بشكل ملحوظ.
وإضافة للجهود الميدانية، يبذل مسام جهوداً إعلامية كبيرة لإيصال صوت معاناة اليمن مع الألغام لكل أصقاع الأرض، وفي هذا السياق أقام مشروع مسام لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، بالشراكة مع منظمة ميون لحقوق الإنسان بتاريخ 26/10/2023 في العاصمة المؤقتة عدن، معرضاً فوتوغرافياً لإبراز أنماط الانتهاكات بحق الطفولة، من ضحايا الألغام والمتفجرات وضحايا تجنيد الأطفال، تحت عنوان “نتحرك معاً من أجل حماية الأطفال من خطر النزاعات”.
وقد قال الدكتور اللواء طاهر علي العقيلي، مستشار رئيس الجمهورية اليمنية للقوات المسلحة إن المعرض هو بمثابة رسالة إنسانية لإنقاذ اليمنيين من خطر المتفجرات والألغام، التي زرعتها الميليشيات في جميع أنحاء أراضي الجمهورية اليمنية التي وقعت تحت سيطرتها، موجهاً شكره إلى فرق مشروع مسام لجهودها من أجل العمل المستمر على مكافحة خطر الألغام في اليمن وتأمين حياة اليمنيين.
وتعد المغالطات الحوثية والصمت الدولى تحدياً إضافياً يعمل مسام على قهره، حيث قال الأستاذ أسامة القصيبي مدير عام مشروع مسام لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام إن لغة الأرقام الحقيقية تشير إلى نجاح فرق المشروع في إزالة 420 ألف لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة منذ شهر يونيو 2018 وحتى الآن.
وفي إشارة إلى الأرقام المضللة التي يقدمها الحوثي فيما يتعلق بمخلفات الحرب، تطرق القصيبي إلى تقارير دولية صادرة تشير إلى أن عدد القنابل العنقودية لم يتجاوز الخمسة آلاف قنبلة، متسائلاً “أين الثلاثة ملايين التي يتحدث عنها القتلة؟!”،وأضاف “لا يمكن لمن يزرع الموت أن ينجح في أداء دور الضحية.. حتى لو فتحت له جميع المسارح الدولية”.
وقال الأستاذ أسامة القصيبي أيضا في سلسلة تغريداته إن “50 مليون مربع تم تطهيرها بالكامل من قبل فرق مسام.. كل شبر فيها شاهد على جرائم الحوثي في حق اليمنيين.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: الألغام فی الیمن الأراضی الیمنیة مشروع مسام من الألغام متر مربع فی هذا
إقرأ أيضاً:
أرض الألغام والموت الخفي.. أكثر من 1600 كيلومتر ملوثة بالمخلفات الحربية في البصرة
بغداد اليوم – بغداد
في مشهد يختلط فيه الماضي بالحاضر، تتحول أراضي البصرة الخصبة إلى حقول موت صامتة، إذ كشف مركز العراق لحقوق الإنسان عن وجود أكثر من 1600 كيلومتر ملوثة بالمخلفات الحربية في المحافظة، ما يجعلها واحدة من أكثر المناطق تضررا في العراق، بل وفي العالم، وفق تقارير أممية.
وقال رئيس المركز علي العبادي، في حديث لـ”بغداد اليوم”، السبت (15 شباط 2025)، إن “ملف الألغام والمخلفات الحربية من أكثر الملفات تعقيدا في البصرة، حيث شهدت المحافظة خلال الأسبوعين الماضيين 13 حالة بين قتيلٍ وجريح بسبب انفجار هذه المخلفات”.
وأشار العبادي إلى أنه “منذ عام 2003 وحتى اليوم، سجل العراق أكثر من 30,000 ضحية بسبب المخلفات الحربية، وكانت البصرة الأكثر تضررا”، لافتا إلى أن "تقرير الأمم المتحدة الخاص بالألغام أكد أن المدينة تعد الأكثر تلوثا على مستوى العالم من حيث عدد الألغام المزروعة".
وفي ظل هذه الأوضاع، تتزايد المخاوف من استمرار سقوط الضحايا، خاصة مع انتشار هذه الألغام في مناطق ترفيهية وسكنية. وكان حادث أبو الخصيب الأخير، الذي راح ضحيته ثلاثة أطفال، مثالا مؤلما على الخطر الذي يحدق بسكان المدينة، لا سيما الأطفال الذين يدفعون الثمن الأكبر.
ودعا العبادي إلى “إطلاق حملة استثنائية على مستوى العراق لرفع المخلفات الحربية والألغام عبر تعزيز جهود الوزارات الأمنية والتشكيلات المختصة”، مؤكدا أن "هذه المشكلة لم تعد تحتمل التأجيل، إذ تحولت البصرة من مدينة النخيل والنفط إلى مدينة محفوفة بالموت الكامن تحت الأرض".