لليوم الثاني.. علماء الأزهر الشريف وقادة سفارة إندونيسيا يكرمون الخريجين والمتفوقين
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
واصل علماء الأزهر الشريف وقيادات السفارة الإندونيسية بالقاهرة تكريم الخريجين والمتفوقين من الطلاب الإندونيسيين خريجي الأزهر الشريف.
علماء الأزهر الشريف وقادة سفارة إندونيسيا يكرمون الخريجين والمتفوقين
وأعرب الدكتور لطفي رؤوف، سفير إندونيسيا في مصر، عن بالغ تقديره للأزهر الشريف وإمامه الأكبر؛ لحسن عنايتهم بالوافدين، مشيرًا إلى أن إندونيسيا تشجع أبناءها للدِّراسة في الأزهر الشريف، وأن الأعداد تتزايد عامًا تلو الآخر؛ فخلال هذا العام تم الاحتفال بتخريج أكثر من ألف وخمسمائة من مختلف الكليات النظرية والعملية، منهم من احتفلنا به في الحفل العام الذي نظمه الأزهر الشريف منذ أسبوع، والباقي (1101) احتفلنا بهم أمس واليوم، وقد لاحظنا تطورًا في تفوق الطلاب؛ فمنذ عامين نجحت طالبتان في الحصول على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وفي العام التالي حصل 11 طالبًا على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وفي هذا العام حاز 35 طالبًا على على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف.
وأوضح الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر رئيس مجلس أمناء البيت المحمدي، أن طلاب إندونيسيا يشتهرون بأدبهم في طلب العلم، وصبرهم على تلقيه، مقدمًا الشكر لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، ولقيادات الأزهر الشريف الذين يرحبون بطلاب العلم من كل مكان، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف هو المنقذ والمرجع للعالم؛ لِمَا يتميز به منهجه من وسطية واعتدال، مؤكدًا أن المنهج الأزهري يتميز بالتدرج في العلوم مما يساعد في بناء العقلية الفكرية لطالب العلم، كما يتميز بانتقال العلوم عن طريق السند، وهو ما يضمن لطالب العلم الأدب في التلقي، إضافة إلى تميز المنهج بالموضوعية والتجرد وتجنب الهوى.
وأضاف الدكتور مهنا أن العلوم الشرعية تعمل على خدمة البشرية، وأن الأزهر الشريف يعمل على تخريج طالب يتميز بأربعة أمور تتمثل في: (إدراك النص، والواقع، والغير، والنفس)؛ حيث يدرك النص بكل مستوياته، ويدرك الواقع الذي ينزل عليه النص؛ فقد تتغير الأحكام مع تغير الواقع، ويدرك الغير؛ لأن الأحكام تختلف باختلاف حال المخاطب، ويدرك النفس؛ لأنه يتحدث عن الدين فلا بد أن يعرف نفسه ويحذر من شرورها.
وأكد السفير عبد الرحمن موسى، مستشار شيخ الأزهر الشريف للعلاقات الخارجية، أن الأزهر الشريف يفخر بأبنائه الوافدين، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يوليهم اهتمامًا كبيرًا ورعاية خاصة، وأن التخرج ليس نهاية المطاف لكنه بداية لنشر ما تعلمتموه في الأزهر الشريف من مبادئ الإسلام السمحة؛ لتحقيق الرفاهية للإنسان والبشرية جمعاء.
وقدم الدكتور هان علوم الدين في كلمته نيابة عن الخريجين الشكر للأزهر الشريف والسفارة اللذين كانا داعمينِ في المُلمات، فكانا خير عون في المساعدة، وتحمل ألم الغربة وفراق الأهل والوطن قائلًا:
إن هذا اليوم لَمن أسعد أيام حياتنا حيث حققنا الحلم المنشود؛ فتخرّجنا من أعرق وأكبر مؤسسة دينية علمية في العالم جامعة الأزهر، وانتماؤنا للأزهر الشريف لهو مدعاة للفخر وحافز لنا جميعًا للانطلاق نحو المستقبل بكل أمان واطمئنان، كما أن هذه اللحظة هي التي ننتظرها منذ سنوات الدراسة التي مرت بكل ما فيها من ذكريات لا تنسى مليئة بالعراقل والعواقب، وقد نهلنا من العلوم أصفاها، ومن المعارف أنقاها، تعلمنا وتربينا على أيدي علماء الأزهر الأجلاء، فالأزهر الشريف موطن العلماء الأكابر، وصاحب المواقف التاريخية المَجيدة، والمؤلفات الفائقة التي ملأت رفوف المكتبات العلمية في العالم، كما أن خريجيه انتشروا في شتى بقاع الأرض، وهو صاحب التاريخ العلمي الذي نعرفه ومن أجله اطمأنّ المسلمون إليه، وإلى أنه الركن الركين الذي يُسْتَنَد إليه، وهو المنهج العلمي المنضبط في فهم صحيح الدين منهج رصين وسطيّ معتدل يواكب متطلبات العصر ويلبي احتياجات المجتمعات الإسلامية، ويجمع في دراسته بين العلوم اللغوية والشرعية والإنسانية والطبيعية، كما يجمع بين الأصالة والمعاصرة والثبات والتجديد، وهذا المنهج هو سرّ تميز الأزهر الشريف عن سائر المؤسسات الدينية، وهو ما ضمن له البقاء أكثر من ألف عامٍ، وسيظل الأزهر الشريف باقيًا وخالدًا بخلود القرآن والسنة، وهَا نحنُ بعد هذا اليومِ سنكونُ سفراءَ الأزهرِ الشريف فِي وَطَننَا، والأزهرُ أمانة في أعناقنا؛ لذلك في هذا اليوم المبارك ومن فوق هذه المنصة أدعو نفسي وإياكم بأن نقوم بواجبنا تجاه الأزهر الشريف، وأن ننشر رسالته بمنهجه المتميز أينما حللنا وحيثما ارتحلنا، وأُشهدكمْ أمامَ اللهِ أنّنا سنحملُ رسالةَ الأزهرِ الشريف وسنؤدّي الأمانةَ، وسنكونُ ذخْرًا لِأُمّتِنَا وفَخْرًا لِوطننَا.
يذكر أن حفل تكريم الخريجين والمتفوقين من طلاب إندونيسيا يقام برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقد افتتح فعالياته بالأمس فضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس الجامعة، والدكتور محمد الشربيني، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وقد حضر فعاليات اليوم الدكتور عطا السنباطي، عميد كلية الشريعة والقانون بالقاهرة، والدكتور غانم السعيد، عميد كليتي الإعلام واللغة العربية السابق، والدكتورة أميمة فهمي، عميدة كلية الدراسات الإنسانية بنات القاهرة، والدكتور فتحي حجازي، أستاذ البلاغة والنقد بكلية اللغة العربية بالقاهرة، والدكتور عطية لاشين، الأستاذ بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، والدكتور بامبانج سوريادي، المستشار التربوي والثقافي لسفارة إندونيسيا، والسيد رحمات لامينج لاسيم، المستشار الإعلامي لسفارة إندونيسيا، والسيد فوزان مصطفى، مساعد الملحق التعليمي، ولفيف من السادة العلماء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر علماء الازهر السفارة الإندونيسية خريجي الأزهر الشريعة والقانون جامعة الأزهر شیخ الأزهر الشریف علماء الأزهر
إقرأ أيضاً:
يتأخر عن عمله نصف ساعة فهل لراتبه تأثير في الشرع الشريف
أحيانًا أحضر إلى العمل في الصباح متأخرًا نصف ساعة أو نحو ذلك ، فهل هذا يؤثر على مرتبي؟ وكيف يجعل الإنسان المرتب الذي يأخذه من عمله حلالًا مباركًا .. سؤال نشره الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية السابق عبر الفيسبوك.
قال مجدي عاشور إن الموظَّف في مختلف المؤسسات والمصالح عامة أو خاصَّة هو عَاملٌ بأجرة، ويجب عليه في مقابل ذلك الالتزام بمواعيد الحضور والانصراف وسائر ضوابط ولوائح العمل، لعموم قوله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَوۡفُواْ بِٱلۡعُقُودِ} [المائدة: 1].
وأضاف : هناك ثلاث صور لتأخير الموظف عن مواعيد حضوره للعمل الصورة الأولى : أن يكونَ هناك إذن من الجهة المسؤولة في العمل عن ذلك، فهذا لا بأس به.
والصورة الثانية : أن يكونَ التأخير مدة يسيرة يُتعارف عادة على التسامح فيها، فلا شيء فيه . وهذا يرجع إلى العُرف السائد .
والصورة الثالثة : أن يتأخر الموظف وقتًا لا يتعارف بالتسامح في مثله، فهنا يجب عليه إخبار الجهة المسؤولة بذلك، وإلا فلا يستحق الأجرة عن هذه المدة لعدم احتباسه فيها على العمل.
وأكد الدكتور مجدي عاشور أن الواجب على الموظف الالتزام بمواعيد الحضور والانصراف وبحسب اللوائح والتعليمات، فإن تأخر عن موعد حضوره بإذن أو مُدَّةٍ يُتَعَارَفُ على المسامحة فيها فلا إثم عليه ، أما إذا كانت المدة غير مسموح بها ولم يأخذ في ذلك إذن الجهة المسؤولة، فإن أجره عن الزمن الذي غابه ولم يعمل فيه لا يكون حلالًا، وعليه أن يَرُدَّ إليهم مِن راتبه قَدْرَ ذلك الوقت، إلا إذا تعذر إيصاله إليهم بأية وسيلة فيجوز صرفه في المصالح العامة، وننصحه بأن لا يتعمد أو يعتاد فعل ذلك بصورة متكررة اعتمادًا على أنه سيخرج مقابل هذا التأخير صدقة لأنه في هذه الحالة يُعَدُّ آثمًا شرعًا لتعمده المعصية .
اكتسب زوجي أموالًا كثيرة بطرق غير مشروعة فماذا نفعل؟ سؤال تم توجيهه إلى دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك».
وأجاب الشيخ على فخر، أمين الفتوى بدار الافتاء المصرية، قائلاً: “ننصحه بأن لا يأتى بأموال بطرق غير مشروعة لأن هذه الأموال يحرم أخذها، وإذا ما أصر على هذا تصرين كذلك على أن لا تأخذى هذة الأموال ولا تشتري بها طعامًا ولا شرابًا ولا أى شيء حتى يمتنع عن هذا الأمر، راجين من الله له الهداية والرشاد فى أن يطعم نفسه وأولاده من الحلال”.
وأشار إلى أنه حتى يكون الإنسان مستجاب الدعوة عليه أن يكون ماله حلال ويأكل من حلال.
كيفية التخلص من المال الحرام المختلط بالحلالقالت دار الإفتاء المصرية إنه ينبغى على المسلم أن يحرص على التوبة دائمًا؛ ليخرج من الدنيا سليمًا معافًى آملًا وراجيًا من الله -عز وجل- أن يتفضل عليه ويدخله الجنة، والتوبة النصوح هي: التي يتحقق فيها: الاستغفار باللسان، ومجانبة خلطاء السوء، والندم بالقلب مع إضمار التائب ألَّا يعود إلى المعصية أبدًا.
وأضافت «الإفتاء» فى إجابتها عن سؤال يقول صاحبه: «ما حكم وكيفية التخلص من المال الحرام؛ حيث إنَّ شخصًا قد كسب مالًا كثيرًا من الحرام ويريد التوبة منه. فهل يجوز له أن يتصدق به، وهل إذا فعل ذلك يكون له أجر عليه؟»، أن التوبة من المعصية على الفور باتفاق الفقهاء من الأمور الواجبة والمأجور صاحبها –إن شاء الله تعالى-.
وذكرت ما قاله الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" عند تفسيره لقول الله تعالى: «وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»، [النور: 31]، "بأن قوله تعالى: ﴿وَتُوبُوا﴾ أمر. ولا خلاف بين الأمة في وجوب التوبة، وأنها فرض متعين، والمعنى: وتوبوا إلى الله فإنكم لا تخلون من سهو وتقصير في أداء حقوق الله تعالى، فلا تتركوا التوبة في كل حال".
وتابعت أن الله – تعالى- تفضل على عباده ووعدهم بأنه يقبل التوبة ويعفو عن السيئات، فمتى تاب العاصي من معصيته واستغفر الله لذنبه قبل الله توبته وغفر له؛ قال تعالى: -«وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ»، [الشورى: 25]، وقال - عز وجل-: «وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا»، [النساء: 110]، كما روى الإمام البخاري في "صحيحه" عن أبي عبيدة بن عبد الله عن أبيه - رضي الله عنهما- أن رسول -صلى الله عليه وآله وسلَّم- قال: «التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ».
وأكدت أن التوبة إما أن تكون بين العبد وربه فحسب فلا يجب بها حقٌّ لأحد؛ كالكذب، أو شرب مسكر، فالتوبة من مثل هذه الذنوب تكون بالندم، والعزم على عدم العودة إليها، ويقال عنها: توبة باطنة أي غير ظاهرة، وإما أن تتوقف صحة التوبة وقبولها على رد الحقوق سواء أكانت هذه الحقوق لله- تعالى-؛ كمنع الزكاة، أو لآدمي؛ كالسرقة والغصب، فالتوبة من مثل هذه الأمور يُشترط فيها رفع المظلمة ورد الحقوق بحسب إمكانه؛ فيؤدي الزكاة ويرد المسروق أو المغصوب.
واختتمت بأن السبيل الوحيد إلى التخلص من المال الحرام المكتسب من طريق غير مشروع هو التوبة منه ورده إلى صاحبه أو إلى ورثته، أما إذا لم يعلم صاحب المال ولا ورثته أو عجز عن رده، فإنه يتصدق به ويصرفه في مصالح المسلمين العامة بقصد حصول الثواب لصاحبه وسقوط الإثم عنه، فإذا فعل ذلك لم يكن الأجر له، وإنما يكون لصاحب المال الأصلي.