قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث، اليوم الخميس، إن "الخسائر المدنية المدمرة والمتزايدة في غزة أمر محزن وغير معقول ولا يطاق والسماح لها بالاستمرار سيكون بمثابة مهزلة".

وأوضح جريفيث في كلمته خلال مؤتمر باريس الإنساني حول غزة، أن هناك بعض الأفكار حول ما يجب أن يحدث بشكل عاجل لتجنب تلك المهزلة، أولًا: يجب أن يكون لدينا الاحترام الكامل – من قبل جميع الأطراف – للقانون الدولي الإنساني والكرامة الإنسانية الأساسية وهذا يعني أنه يجب حماية المدنيين وتلبية احتياجاتهم الأساسية أينما كانوا في غزة.

كما اردف: " ثانيًا، يجب أن يُسمح لنا بإدخال الإمدادات الأساسية والإغاثة الإنسانية – بما في ذلك الوقود – إلى غزة بأمان، ودون عوائق، وبشكل موثوق وعلى نطاق واسع، وإن العدد المتواضع من الشاحنات التي تمكنا حتى الآن من إدخالها عبر معبر رفح الحدودي غير كاف على الإطلاق مقارنة ببحر الاحتياجات الهائل، نحن بحاجة إلى إدخال مئات الشاحنات يوميًا إلى غزة، وليس العشرات، والسماح لنا بالوصول إلى كل مكان يلجأ إليه الناس".

ولفت إلى أننا بحاجة إلى وقف إطلاق نار إنساني، بعبارات واضحة، هذا وقف للقتال لأغراض إنسانية لتوفير بعض الراحة من الهجوم، والتعجيل بإيصال المساعدات الإنسانية، وتسهيل إطلاق سراح الرهائن ويجب أن يكون هذا هدفنا وأولويتنا".

وذكر أنه على الرغم من أن الوضع يائس ومروع في غزة، إلا أنه يشكل أيضًا تحذيرًا، بأنه لا يمكننا أن نغفل عن الوضع المتدهور في الضفة الغربية، حيث تتزايد حوادث العنف ضد الفلسطينيين وهي الأسوأ منذ سنوات.

وأضاف أن "الحرب فيروس ينتهز كل فرصة للتوسع، وأن الصراع الحالي عبارة عن حريق هائل يمكن أن يلتهم المنطقة ــ مع تأثيرات عالمية واسعة النطاق ــ ما لم نتمكن من السيطرة عليه، وما لم يتم تعظيم الجهود المتعددة الأطراف والدبلوماسية لضمان حماية المدنيين وتعزيز وصول المساعدات الإنسانية وتأمين إطلاق سراح الرهائن، فإن لدي مخاوف حقيقية من أن يكون هذا مجرد البداية".

وذكر أنه على مدى العامين الماضيين، تعرضت التعددية، والعدالة والمساواة والسعي إلى تحقيق السلام التي تقوم عليها، لتحديات كبيرة، ولكن في أوقات التحدي الأكبر يجب علينا أن ندافع عن مبادئنا المشتركة ونتصرف وفقها بأقوى قناعة.

واختتم وكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية مارتن جريفيث، "يجب أن تكون تعددية الأطراف والدبلوماسية الملتزمة هي الوسيلة التي يمكن من خلالها إيجاد حل للشعب الفلسطيني".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مارتن جريفيث غزة باريس یجب أن

إقرأ أيضاً:

مسئولون أمميون يناشدون قادة العالم بالتحرك العاجل لإنقاذ الفلسطينيين فى غزة

ناشد مسئولون أمميون رفيعو المستوى، قادة العالم التحرك - بقوة وسرعة وحسم - لضمان احترام المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني، وذلك مع استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد على غزة للشهر الثاني، وشددوا على ضرورة حماية المدنيين، وتسهيل وصول المساعدات وإطلاق سراح الرهائن وتجديد وقف إطلاق النار.

وفي بيان مشترك بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء حذر المسؤولون الأمميون من التأثيرات السلبية جراء عدم دخول أي إمدادات تجارية أو إنسانية إلى قطاع غزة لأكثر من شهر، وقالوا إن أكثر من 2.1 مليون شخص محاصرون ويتعرضون للقصف والتجويع مرة أخرى، بينما تتكدس عند نقاط العبور المواد الغذائية والأدوية والوقود وإمدادات الإيواء والمعدات الحيوية.

وتشير التقارير الأممية إلى مقتل أو إصابة أكثر من ألفي طفل في الأسبوع الأول وحده بعد انهيار وقف إطلاق النار، وهو أعلى حصيلة أسبوعية لضحايا الأطفال في غزة خلال العام الماضي.

وأفاد المسؤولون الأمميون باضطرار 25 مخبزا مدعوما من برنامج الأغذية العالمي خلال وقف إطلاق النار إلى الإغلاق بسبب نقص الدقيق وغاز الطهي.

وأشاروا إلى أن النظام الصحي الذي يعمل بشكل جزئي يعاني من ضغط هائل، وتنفد الإمدادات الطبية الأساسية وإمدادات علاج إصابات الرضوح بسرعة، مما يهدد بعكس التقدم الذي تحقق بصعوبة في الحفاظ على تشغيل النظام الصحي.

وقال المسؤولون الأمميون إنه بفضل وقف إطلاق النار الأخير، «تمكنا خلال 60 يوما من إيصال الإمدادات الحيوية إلى معظم أنحاء غزة، وهو أمر حال دونه القصف والقيود وعمليات النهب طوال 470 يوما من الحرب.

وبرغم أن ذلك وفر فترة راحة قصيرة، إلا أن التأكيدات بوجود ما يكفي من الغذاء الآن لإطعام جميع الفلسطينيين في غزة بعيدة كل البعد عن الواقع على الأرض، كما قال المسؤولون الأمميون، والمخزونات تتناقص بشكل حاد.. وأضافوا: "نشهد في غزة أعمال حرب تُظهر استخفافا تاما بحياة الإنسان".

وقال مسؤولو الأمم المتحدة إن أوامر النزوح الإسرائيلية الجديدة أجبرت مئات الآلاف من الفلسطينيين على الفرار مرة أخرى، دون وجود مكان آمن يذهبون إليه. "لا أحد في مأمن. قُتل ما لا يقل عن 408 من العاملين في المجال الإنساني، بمن فيهم أكثر من 280 من الأونروا، منذ أكتوبر 2023".

وأكد العاملون الأمميون في المجال الإنساني، أن الهجمات الإسرائيلية مستمرة بلا هوادة في جميع أنحاء غزة، مما يتسبب في وقوع إصابات جماعية واسعة النطاق بين المدنيين بشكل ممنهج. وقالوا إن "الناس - بمن فيهم العديد من الأطفال - يقتلون أو يُصابون أو يُعاقون مدى الحياة. ويُهجّر الناجون في جميع أنحاء غزة بشكل متكرر ويُدفعون إلى حيز يتقلص باستمرار، حيث لا يمكن تلبية احتياجاتهم الأساسية ببساطة".

وبشكل عام، قدر العاملون في المجال الإنساني أن ما يقرب من 400 ألف شخص قد نزحوا مرة أخرى منذ انهيار وقف إطلاق النار. ويمثل ذلك 18 بالمائة من جميع الفلسطينيين في غزة.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة «ستيفان دوجاريك»: «لم تُتخذ أي ترتيبات لضمان سلامتهم وبقائهم على قيد الحياة - وهي مسؤولية تقع على عاتق إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال».

وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن هناك نقصا حادا في المعدات الطبية مثل أجهزة الموجات فوق الصوتية ومضخات الأكسجين والأدوية، إلى جانب 180 ألف جرعة من لقاحات تطعيم الأطفال الروتينية في غزة.

وأكد «ستيفان دوجاريك» أن الأمم المتحدة تواصل توزيع ما تبقى من مساعدات داخل غزة على الأشخاص الأكثر احتياجا، "لكن لا يمكننا الاستمرار في ذلك لفترة أطول ما لم تُفتح المعابر على الفور أمام السلع والمعدات الإنسانية التي ستكون ضرورية لبقاء الناس في غزة على قيد الحياة".

وأشار مكتب الأمم المتحدة المعني بتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» إلى أن جميع محاولات استلام السلع التي أُدخلت وأُنزلت في المعابر قد رُفضت. ورفضت السلطات الإسرائيلية خمسا من تسع محاولات لتنسيق وصول موظفي الأمم المتحدة. وبرغم أنه يتم تسهيل تناوب الموظفين في كثير من الأحيان، فإن تسليم المساعدات يُعرقل بشكل روتيني، وفقا لمكتب أوتشا.

وجدد «ستيفان دوجاريك» الدعوة إلى إطلاق سراح جميع الرهائن دون قيد أو شرط وعلى الفور.. وحتى ذلك الحين، يجب معاملتهم بإنسانية، ويجب على حماس السماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارتهم.

اقرأ أيضاًوزير الخارجية يؤكد أهمية استعادة الهدوء وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة

شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على غزة

«من اليمن لـ غزة.. إلى النووي الإيراني» تصريحات نارية من ترامب ونتنياهو

مقالات مشابهة

  • تحذير أممي من التداعيات الإنسانية في دارفور
  • الأمم المتحدة تحذر من التداعيات الإنسانية في دارفور وسط تصاعد العنف ونزوح آلاف المدنيين
  • خبير أممي يقر بتضارب أرقام المفقودين في حرب السودان ويدعو لحماية المدنيين
  • إطلاق النسخة 4 من مؤتمر نموذج الأمـــم المتحــــدة
  • ألمانيا توقف مؤقتا إعادة توطين اللاجئين عبر الأمم المتحدة
  • بعثة الأمم المتحدة تلتقي ممثلي الأحزاب… ودعوات لتوحيد المؤسسات
  • الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: ما يقرب من 400 ألف شخص نازحون في غزة
  • الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: 400 ألف شخص نازح في غزة
  • مسئولون أمميون يناشدون قادة العالم بالتحرك العاجل لإنقاذ الفلسطينيين فى غزة
  • الأمم المتحدة: نحو 400 ألف نازح في غزة منذ انتهاء وقف إطلاق النار