أبلغت السلطة الفلسطينية إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأنها منفتحة على القيام بدور حكم في مرحلة ما بعد "حماس" في غزة، إذا التزمت الولايات المتحدة بحل الدولتين الكامل لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، عن الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، قوله إنه أبلغ وزير الخارجية أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي، أن السلطة الفلسطينية تسعى للحصول على "التزام من الإدارة الأمريكية، بقرار سياسي شامل يشمل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية".

وفي حديثه للصحيفة من رام الله، المدينة الواقعة في الضفة الغربية، مقر السلطة الفلسطينية، قال الشيخ إن "القادة الفلسطينيين يبحثون عن مبادرة أمريكية جادة من شأنها أن تجبر إسرائيل على الالتزام بها، والعمل بها".

وأضاف: "هذه الإدارة الأمريكية الحالية قادرة على فعل ذلك".

وتمثل رسالة الشيخ ارتياحًا وتحديًا للبيت الأبيض، الذي كان يتلمس طريقًا للخروج من أسوأ أعمال عنف منذ عقود بين إسرائيل و"حماس" التي تسيطر على غزة.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن السلطة الفلسطينية يجب أن تلعب دوراً مركزياً في غزة بعد أن تكمل إسرائيل مهمتها العسكرية لتدمير "حماس"، التي تقول السلطات إنها قتلت 1400 مدني وجندي في هجماتها في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

اقرأ أيضاً

تقدير أمريكي: دور إداري لمصر في غزة هو الحل لنظام "ما بعد حماس"

وقد أبدت السلطة الفلسطينية، التي تدير الضفة الغربية، استعدادها للقيام بهذا الدور، لكنها تجعل مشاركتها مشروطة بالتزام بايدن بالالتزام بواجب دبلوماسي استعصى على العديد من أسلافه، كاتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين لإنشاء دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام.

وقال الشيخ، إن مثل هذه الصفقة يجب أن تحل القضايا الأساسية التي أعاقت صانعي السلام لمدة ثلاثة عقود، مثل انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية، حيث يعيش الآن أكثر من 700 ألف مستوطن يهودي، والوضع السياسي للقدس الشرقية، التي ويعتبرها الفلسطينيون عاصمتهم.

وقال الشيخ إنه ليس لديه ثقة في أن الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي دفعت لضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية، ستوافق على هذه الشروط.

وحتى لو نجحت القوات الإسرائيلية في القضاء على "حماس"، فإن شرعية السلطة الفلسطينية باعتبارها خليفة الجماعة في غزة ليست مضمونة على الإطلاق، بعدما طردها مقاتلو "حماس" من السلطة في القطاع في عام 2007.

وفي السنوات التي تلت ذلك، ظلت السلطة في الضفة الغربية تعاني من تهم الفساد والضعف وانعدام المساءلة.

ويجسد الشيخ مثل هذه المشاكل.

اقرأ أيضاً

بلينكن: يجب أن تتوحد غزة مع الضفة تحت قيادة السلطة الفلسطينية

وعلى الرغم من أنه يُنظر إليه على أنه خليفة محتمل لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، البالغ من العمر 87 عامًا، إلا أنه لا يحظى بشعبية لدى الجمهور في وظيفته التي تشرف على العلاقات اليومية بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي.

ويلف الغموض حتى الآن خطط إسرائيل طويلة المدى بخصوص غزة.

وفي بعض التعليقات المباشرة الأولى عن هذا الموضوع، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الأسبوع الحالي، إن إسرائيل ستسعى إلى تولي المسؤولية الأمنية في غزة "لأجل غير مسمى"، وهو ما رفصته الولايات المتحدة، حين أكدت أنه لا يمكن إعادة احتلال القطاع.

لكن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، قال لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن إسرائيل تريد أن تكون المنطقة تحت إشراف تحالف دولي يضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول ذات الأغلبية المسلمة أو أن يديرها قادة سياسيون محليون في غزة.

وكانت "رويترز" ذكرت قبل أيام، أن المناقشات تشمل نشر قوة متعددة الجنسيات في غزة بعد الصراع، وتشكيل إدارة مؤقتة بقيادة فلسطينية تستبعد ساسة "حماس"، ودوراً مؤقتا في الأمن والحكم للدول العربية المجاورة وإشرافاً مؤقتاً للأمم المتحدة على القطاع.

يشار إلى أن مصر رفضت كذلك طلبا أمريكيا بالإشراف على أمن القطاع.

اقرأ أيضاً

ميدل إيست آي: مصر أبلغت أمريكا بعدم قدرة إسرائيل على هزيمة حماس

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السلطة الفلسطينية حماس غزة حكم غزة حسين الشيخ إسرائيل مرحلة ما بعد حماس أمريكا السلطة الفلسطینیة الضفة الغربیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

في تقويض لحل الدولتين.. الخارجية الفلسطينية: إسرائيل تقسّم الضفة بحواجز عسكرية مكانيا وزمانيا  

 

القدس المحتلة - قالت فلسطين الجمعة 15نوفمبر2024، إن السلطات الإسرائيلية تقسم الضفة الغربية المحتلة "مكانيا وزمانيا" بمئات الحواجز العسكرية في "ضم معلن" للأراضي الفلسطينية و"تقويض لحل الدولتين".

وأضافت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان لها، بأن "سلطات الاحتلال تواصل فرض عقوبات جماعية على المواطنين الفلسطينيين أثناء تنقلهم بين مدنهم وبلداتهم ومحافظات وطنهم، من خلال نشر مئات الحواجز العسكرية والبوابات الحديدية على مداخلها".

وأضافت أن تلك الحواجز أشبه ما تكون "بنظام فصل وتمييز عنصري، يحوّل الضفة المحتلة إلى كانتونات، ولعل أخطر ما يفرضه الاحتلال هو فتح تلك البوابات في ساعات محددة فقط مع وجود حاجز عسكري يعيق حركة المواطنين".

وقالت إن "هذا التقسيم الزماني لعمل الحواجز يهدف في جملة ما يهدف إلى تقسيم مكاني استعماري توسعي للأرض في الضفة يمكّن الاحتلال من فصل القدس عن محيطها الفلسطيني، ويمكّن المستوطنين من السيطرة على مساحات شاسعة من الضفة لتعميق وتوسيع الاستيطان وتهويدها وضمها".

وأشارت إلى "فرض برنامج استعماري عنصري على حياة المواطن بجميع تفاصيلها ويتحكم بها بطريقة تعرّض حياة أصحاب الأرض لمخاطر جدية، وإجبارهم على اتباع طرق وعرة لا تصلح لسير مركباتهم وتستغرق الوقت الأطول من يومهم، في حين يستخدم المستوطنون الشوارع الرئيسة التي يحرم منها الفلسطينيون على سمع وبصر العالم".

وذكرت الخارجية الفلسطينية أنها تواصل اتصالاتها وتحركاتها "لفضح انتهاكات الاحتلال ومخططاته ومخاطرها على أمن واستقرار المنطقة والعالم".

وطالبت "بوقف ازدواجية المعايير الدولية" في التعامل مع قضية شعب فلسطين وحقوقه، مشددة على "ضرورة وقف حرب الإبادة وإجراءات الاحتلال التي تمهد لضم أجزاء واسعة من الضفة".

ويبلغ عدد الحواجز الدائمة والمؤقتة من بوابات وحواجز عسكرية التي تقسم الأراضي الفلسطينية وتفرض تشديدات على تنقل الأفراد والبضائع، 872 منها أكثر من 156 بوابة حديدية أُقيمت بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية).

وبالتوازي مع حرب الإبادة على غزة وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته، كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر إجمالا عن 783 قتيلا، ونحو 6 آلاف و300 جريح منذ 7 أكتوبر 2023، و11 ألفا و700 حالة اعتقال، وفق معطيات رسمية فلسطينية.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية بغزة، خلفت نحو 147 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، ودمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.​​​​​​​

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • حماس تدعو إلى تصعيد المواجهة في الضفة الغربية لصد جرائم المستوطنين
  • "العربي للدراسات": إسرائيل تخطط لابتلاع الضفة الغربية في 2025
  • الخارجية الفلسطينية: تقسيم الضفة الغربية مكانيا وزمانيا ضم معلن وتقويض لحل الدولتين
  • «الخارجية الفلسطينية»: تقسيم الضفة الغربية تقويض لحل الدولتين
  • في تقويض لحل الدولتين.. الخارجية الفلسطينية: إسرائيل تقسّم الضفة بحواجز عسكرية مكانيا وزمانيا  
  • سفير أمريكا الجديد في إسرائيل: أعارض حل الدولتين ولن أستخدم مصطلح الضفة الغربية
  • كيف سيتعاطى ترامب مع رغبة إسرائيل بضم الضفة الغربية؟
  • بعد سعي إسرائيل لضم الضفة الغربية.. مصطفى بكري: مخطط التهجير لن يقف عند حدود غزة
  • إسرائيل تسعى لضم الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية.. مصطفى بكري يكشف الحقيقة الكاملة
  • الخارجية الفلسطينية: الفشل الدولي في وقف حرب الإبادة شجع الاحتلال على الإعلان عن مخططاته بضم الضفة الغربية