بوابة الوفد:
2025-03-13@00:58:02 GMT

القمة العربية.. هل تجبر إسرائيل على وقف الحرب؟!

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

التلويح بتأثير مصالح المجتمع الدولى وأمريكا.. هل وارد؟!

حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية.. هل يتحقق؟!

 

القمة العربية الطارئة التى تعقد غدًا فى الرياض بالمملكة العربية السعودية، يعوّل عليها الكثيرون فى إجبار إسرائيل على وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ووقف حرب الإبادة للشعب الفلسطينى الذى يتعرض لأبشع مذابح ومجازر وهدم للبنية التحتية، لم تحدث منذ عصور التتار والمغول والصليبيين.

وبالطبع الجميع يعول على القمة فى ضرورة اتخاذ موقف عربى موحد لوقف الحرب بعيدًا عن سياسة الشجب والاستنكار وخلافها من السياسات القديمة، كما عهدنا فى القمم الماضية التى لا تسمن ولا تغنى من جوع. القمة العربية أمامها خيار واحد لا ثانى له، وهو أولًا وقف الحرب الإسرائيلية بالتلويح بكل الأسلحة التى يمتلكها العرب، لإجبار إسرائيل والمجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إبادة الشعب الفلسطينى، وثانيًا هو ضرورة استئناف مفاوضات السلام القائمة على الشرعية الدولية وتفعيل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

القمة العربية يجب أن تتخذ موقفًا صلبًا ومهمًا أمام المخططات الأمريكية والإسرائيلية فيما يتعلق بقضية تهجير الفلسطينيين من أرضهم أو حتى التفكير فى حل القضية الفلسطينية على حساب دول أخرى مجاورة سواء كانت مصر أو الأردن. فالقمة يجب أن تكون واعية لمخططات تصفية القضية الفلسطينية، كما أكدت على ذلك مصر من خلال قيادتها السياسية وجموع المصريين الذين استشعروا الخطر وخرجوا بالملايين لرفض هذه المخططات التى تسعى إلى ضياع القضية الفلسطينية، ولا بد أن يعلم العرب أجمعون أن الأوضاع فى غزة حاليًا لها تبعات مؤلمة على الشعوب العربية والإسلامية وآثار إنسانية وأمنية بالغة الخطورة على المنطقة العربية بأسرها، ومحيطها الإقليمى، بل لها تأثير على كل مصالح دول العالم بلا استثناء، والذين يتصورون أنهم ناجون من هذه التبعات واهمون جدًا، فالمصائب ستحل على الجميع والتبعات كارثية على كل الدول العربية خاصة التى تلعب من وراء ستار، وكذلك الحال لكل دول الإقليم، والأمر أيضاً يتعلق بكل دول العالم التى ستتأثر مصالحها بشكل خطير، وإضافة إلى ذلك كله أن شعوب العالم التى أجمعت على رفض الحرب الإسرائيلية، ووضعوا قادة دول المجتمع الدولى فى مأزق لأنهم فقدوا الإنسانية تمامًا والتى لم يعد لها ذكر لدى هذا المجتمع المتغطرس الذى يؤيد إسرائيل فى حربها البشعة ضد الشعب الفلسطينى.

إن القمة العربية الطارئة لديها هدف أساسى وهو وقف إطلاق النار ووقف إبادة الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة. وفى الحقيقة أنه لا يجب أن نستبق الواقع فى هذا الأمر، لأنها تعبر فى المقام الأول عن إرادة القادة العرب رؤساء وملوكاً وأمراء، وإن كنت أتمنى كغيرى من جموع الشعوب كانت عربية أو غير ذلك، أن يكون هناك إجبار لإسرائيل بوقف الحرب فورًا دون قيود أو شروط.

وهناك من الأسلحة الكثير لدى العرب لإجبار إسرائيل على وقف الحرب، وأعتقد أن هذا هو الواجب اتخاذه من القمة ولا غير ذلك. أما سياسة الباب الموارب فهى مرفوضة جملة وتفصيلًا، وليعلم القادة العرب أن التهاون فى هذه الحرب البشعة، سيجعل إسرائيل تستمر فى مخططاتها المدعومة من أمريكا ودول المجتمع الدولى، بل إن التخاذل العربى فى هذا الشأن يدفع إسرائيل وحلفاءها فى النيل من العرب بلدًا بلدًا، والدليل ما حدث فى العراق وليبيا واليمن وسوريا والسودان، فهل بعد ذلك يجوز للعرب أن يتهاونوا أو يتخاذلوا أو تخرج القمة العربية الطارئة خالية الوفاض؟!

القمة العربية تعقد فى ظرف حالك السواد وفى ظل أحداث متحركة ومتصاعدة ولا بد أن تكون مواكبة لهذه الأحداث، بشكل يلبى تطلعات الرأى العام العربى والإسلامى ونظرة شعوب العالم المتعاطفة مع القضية الفلسطينية، وهذا يقتضى بالضرورة وحدة الكلمة ووحدة الصف، والإدراك الفعلى أن الخطر ليس على غزة وحدها، بل على جميع الدول العربية بلا استثناء.. وكل حرب لا بد أن تسفر عن رؤية سياسية جديدة وتأتى بكيانات جديدة متعددة، لكن الخطر من هذه الحرب هو إبادة الشعب الفلسطينى وضياع قضيته، وطمس الهوية الفلسطينية، لتكون نسيًا منسيًا كما حدث فى الأندلس قديمًا. ولا بد أن تكون هذه القمة عن المسئولية الخطيرة فى ظل كل الضغوط الأمريكية التى تمارس والمؤيدة لدولة الاحتلال الإسرائيلى وجرائمها، ولذلك لا بد أن يضع القادة العرب نصب أعينهم، هذا الأمر، ولا يوجد ما يخاف منه العرب بعد هذه الحرب البشعة والمخططات الإجرامية.. لكن المهم الذى يجب أن يعيه المجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة أن كل الجرائم التى تتم لن تغفرها أبدًا الشعوب سواء كانت عربية أو خلاف ذلك، وهنا يجب على القمة العربية أن تعى أمرًا بالغ الأهمية، وهو التلويح بتعطيل المصالح الخاصة بالمجتمع الدولى وأمريكا، وهذا إيذان بإجبار إسرائيل على وقف الحرب فورًا دون قيد أو شرط.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القمة العربية إجبار إسرائيل وقف الحرب الإسرائيلية قطاع غزة إسرائیل على وقف الحرب القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینى المجتمع الدولى القمة العربیة لا بد أن الحرب ا یجب أن

إقرأ أيضاً:

الخطة العربية لقطاع غزة.. ومواجهة عاصفة ترامب

بقلم: د.حامد محمود

كاتب متخصص في الشئون الإقليمية والدولية

في ظل التعقيدات التي تحيط بالقضية الفلسطينية، طرحت القمة العربية في القاهرة رؤية بديلة لمسار الحل، تهدف إلى ترسيخ السيادة الفلسطينية ودعم إعادة إعمار قطاع غزة، في مواجهة الطروحات الأمريكية، ولا سيما خطة ترامب التي تسعى إلى إعادة رسم المشهد الإقليمي وفق مصالح واشنطن وتل أبيب. لكن يبقى السؤال الجوهري: إلى أي مدى تمتلك الخطة العربية مقومات النجاح في مواجهة الضغوط الخارجية؟

 

هل تكفي المبادرات التقليدية؟

أكد البيان الختامي لقمة فلسطين أن السلام العادل والشامل هو الخيار الاستراتيجي للدول العربية، مستندًا إلى مبادرة السلام العربية لعام 2002، التي تقوم على إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية وفق حل الدولتين. بينما تدفع واشنطن بمشروعات تسوية تتجاوزها بالكامل، عبر مقاربة “السلام الاقتصادي” التي تسعى إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي، من دون الاعتراف بالحقوق السياسية للفلسطينيين.

المصير الفلسطيني: إعادة الإعمار ورفض التهجير

وفي صلب البيان الختامي، جاء الرفض القاطع لأي شكل من أشكال تهجير الفلسطينيين، سواء داخليًا أو خارجيًا، واعتبار ذلك جريمة ضد الإنسانية وتطهيرًا عرقيًا. ويعدّ هذا الموقف استجابة مباشرة للتهديدات الإسرائيلية والأمريكية التي ألمحت إلى إمكانية نقل سكان غزة إلى سيناء أو الأردن، وهو سيناريو من شأنه إعادة تشكيل الخريطة الديموغرافية والسياسية للمنطقة. كما حذرت القمة من أن أي محاولة لفرض هذا التهجير ستؤدي إلى إدخال المنطقة في دوامة جديدة من الصراعات، ما يعكس رؤية عربية لمخاطر هذه الطروحات على استقرار الشرق الأوسط برمته.

ومما لا شك فيه ان تبنى القمة للخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية وبمشاركة البنك الدولي والصندوق الإنمائي للأمم المتحدة، بهدف إعادة تأهيل القطاع بدعم عربي ودولي، مع ضمان بقاء الفلسطينيين في أرضهم. يأتي هذا الطرح في مواجهة المقاربة الأمريكية التي تربط الإعمار بشروط سياسية يُعتقد بانها سوف تعزز الهيمنة الإسرائيلية على مستقبل غزة.

لكن هذه الخطة العربية، تصطدم بعوائق عدة، أبرزها مدى قدرتها على استقطاب التمويل الدولي في ظل الضغوط الأمريكية التي قد تعرقل تقديم الدعم عبر المؤسسات المالية العالمية.

وبشأن إدارة القطاع وفي محاولة لترتيب الأوضاع الداخلية، كان من الامور الايجابية الطرح الذى قدم امام القمة بتشكيل لجنة لإدارة غزة تحت إشراف الحكومة الفلسطينية، مع تدريب كوادر أمنية فلسطينية بالتنسيق مع مصر والأردن، في خطوة تهدف إلى إعادة توحيد الضفة وغزة سياسيًا وجغرافيًا .

وكان من النقاط الهامة ايضا ان القمة ذهبت أبعد من ذلك، داعيةً إلى نشر قوات دولية لحفظ السلام في الضفة والقطاع، وهو مخرج مهم للوقوف امام مخططات ترامب ونتنياهو , فضلا عن التشديد على ضرورة إلزام إسرائيل بوقف الاستيطان ورفض أي محاولات لضم أجزاء من الضفة الغربية، محذرًا من أن هذه الممارسات تهدد بإشعال الوضع الإقليمي. كما أكد أهمية احترام الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، في رد واضح على المحاولات الإسرائيلية لفرض سيطرة مطلقة على الحرم القدسي. لكن يظل التساؤل قائمًا: إلى أي مدى يمكن لهذه الضغوط الدبلوماسية أن تحقق نتائج ملموسة في ظل الدعم الأمريكي لإسرائيل؟

مسار قانوني لمحاسبة إسرائيل

وفي محاولة لتعزيز الموقف الفلسطيني دوليًا، حملت القمة إسرائيل “المسؤولية القانونية والمادية عن جرائمها في غزة” وفق نص البيان، وشرعت بدرس تصنيف التهجير والتجويع ضمن جرائم الإبادة الجماعية. كما دعت إلى تحرك عبر مجلس الأمن والمحاكم الدولية لمعاقبة إسرائيل. لكن رغم أهمية هذا المسار في دعم المطالب الفلسطينية، فإنه يظل محكومًا بمحدودية التأثير في ظل الفيتو الأمريكي المتكرر في مجلس الأمن، ما لم ترافقه إجراءات ضغط سياسية واقتصادية فعلية.

ولكن دعونا نطرح هذا التساؤول الهام: هل تصمد الخطة العربية أمام استراتيجية ترامب؟

حيث تسعى الخطة العربية إلى ترسيخ الحقوق الفلسطينية وتعزيز الوحدة العربية في مواجهة الطروحات الأمريكية والإسرائيلية، لكنها تواجه عقبات كبرى اولها ضعف أدوات الضغط: في حين تمتلك واشنطن أوراق ضغط اقتصادية وسياسية، تعتمد الخطة العربية على قرارات دولية ودبلوماسية، وهو ما قد يجعل تنفيذها صعبًا من دون دعم غربي فعلي.

وثانيها التوازنات الدولية حيث تسعى الخطة العربية إلى إعادة إشراك الولايات المتحدة في مسار المفاوضات، لكنها لا تقدم آلية لإلزام واشنطن بتغيير نهجها المتناغم مع النهج الإسرائيلي، خصوصاً في هذه القضية.

وثالث هذه العقبات الانقسامات الفلسطينية فبالرغم من دعم القمة لإدارة فلسطينية موحدة لغزة، فإن استمرار الخلافات بين الفصائل قد يعيق تطبيق هذه الخطة بشكلٍ فعلي، كما أن الخطة لا تحتوي على إطار زمني واضح وآليات تنفيذية محددة بتواريخ للتنفيذ.

ورابعها أن إعادة الإعمار مرهونة بالإرادة الدولية: يرتبط نجاح إعادة إعمار غزة بمدى استعداد القوى الكبرى، وخاصة أوروبا، لدعم التمويل، وهو أمر قد يكون مشروطًا بالموقف الأمريكي الحالي.

ونهاية يبقى التساؤل مطروحا؛ هل تتحول المبادرة العربية إلى واقع؟

تمثل الخطة العربية تحركًا مهمًا لإعادة التوازن إلى القضية الفلسطينية وإبقائها في صدارة الأجندة الدولية، لكنها بحاجة إلى أدوات تنفيذية أقوى، وتحالفات دولية أوسع، واستراتيجية ضغط فاعلة تستطيع مواجهة النفوذ الأمريكي والإسرائيلي. وبينما تتحرك خطة ترامب وفق سياسة “فرض الأمر الواقع”، تظل الخطة العربية رهينة القدرة على تحويل المواقف السياسية إلى آليات تأثير ملموسة، وإلا فإنها قد تبقى مجرد موقف عربى نظرى و أخلاقي في مواجهة مشروع أكثر تماسكًا وشراسة

Tags: إعادة الإعمارالخطة العربيةالخطة العربية لقطاع غزةالسلام العادل والشاملرفض التهجيرمحاسبة إسرائيلمخطط ترامب

مقالات مشابهة

  • الرعب يخيم على غزة.. "الجارديان": 2.3 مليون فلسطينى يعيشون فى ظلام دامس
  • منى أحمد تكتب: شمس الموسيقى العربية
  • الخطة العربية لقطاع غزة.. ومواجهة عاصفة ترامب
  • الرئاسة الفلسطينية تعقب على اتصالات حماس مع جهات أجنبية
  • الجمعة السوداء في الساحل| سوريا بين شبح الحرب الأهلية والأطماع الخارجية
  • محمد فراج: القمة العربية شهدت مخرجات مهمة لصالح القضية الفلسطينية
  • موقف موحد.. العرب يرفضون أي محاولة لتهجير الفلسطينيين
  • في موقف موحد.. العرب يرفضون أي محاولة لتهجير الفلسطينيين
  • الخارجية الفلسطينية: قطع إسرائيل الكهرباء عن غزة “تعميق لحرب الإبادة”
  • الخارجية الفلسطينية تدين قطع إسرائيل الكهرباء عن غزة