القمة العربية.. هل تجبر إسرائيل على وقف الحرب؟!
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
التلويح بتأثير مصالح المجتمع الدولى وأمريكا.. هل وارد؟!
حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية.. هل يتحقق؟!
القمة العربية الطارئة التى تعقد غدًا فى الرياض بالمملكة العربية السعودية، يعوّل عليها الكثيرون فى إجبار إسرائيل على وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ووقف حرب الإبادة للشعب الفلسطينى الذى يتعرض لأبشع مذابح ومجازر وهدم للبنية التحتية، لم تحدث منذ عصور التتار والمغول والصليبيين.
القمة العربية يجب أن تتخذ موقفًا صلبًا ومهمًا أمام المخططات الأمريكية والإسرائيلية فيما يتعلق بقضية تهجير الفلسطينيين من أرضهم أو حتى التفكير فى حل القضية الفلسطينية على حساب دول أخرى مجاورة سواء كانت مصر أو الأردن. فالقمة يجب أن تكون واعية لمخططات تصفية القضية الفلسطينية، كما أكدت على ذلك مصر من خلال قيادتها السياسية وجموع المصريين الذين استشعروا الخطر وخرجوا بالملايين لرفض هذه المخططات التى تسعى إلى ضياع القضية الفلسطينية، ولا بد أن يعلم العرب أجمعون أن الأوضاع فى غزة حاليًا لها تبعات مؤلمة على الشعوب العربية والإسلامية وآثار إنسانية وأمنية بالغة الخطورة على المنطقة العربية بأسرها، ومحيطها الإقليمى، بل لها تأثير على كل مصالح دول العالم بلا استثناء، والذين يتصورون أنهم ناجون من هذه التبعات واهمون جدًا، فالمصائب ستحل على الجميع والتبعات كارثية على كل الدول العربية خاصة التى تلعب من وراء ستار، وكذلك الحال لكل دول الإقليم، والأمر أيضاً يتعلق بكل دول العالم التى ستتأثر مصالحها بشكل خطير، وإضافة إلى ذلك كله أن شعوب العالم التى أجمعت على رفض الحرب الإسرائيلية، ووضعوا قادة دول المجتمع الدولى فى مأزق لأنهم فقدوا الإنسانية تمامًا والتى لم يعد لها ذكر لدى هذا المجتمع المتغطرس الذى يؤيد إسرائيل فى حربها البشعة ضد الشعب الفلسطينى.
إن القمة العربية الطارئة لديها هدف أساسى وهو وقف إطلاق النار ووقف إبادة الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة. وفى الحقيقة أنه لا يجب أن نستبق الواقع فى هذا الأمر، لأنها تعبر فى المقام الأول عن إرادة القادة العرب رؤساء وملوكاً وأمراء، وإن كنت أتمنى كغيرى من جموع الشعوب كانت عربية أو غير ذلك، أن يكون هناك إجبار لإسرائيل بوقف الحرب فورًا دون قيود أو شروط.
وهناك من الأسلحة الكثير لدى العرب لإجبار إسرائيل على وقف الحرب، وأعتقد أن هذا هو الواجب اتخاذه من القمة ولا غير ذلك. أما سياسة الباب الموارب فهى مرفوضة جملة وتفصيلًا، وليعلم القادة العرب أن التهاون فى هذه الحرب البشعة، سيجعل إسرائيل تستمر فى مخططاتها المدعومة من أمريكا ودول المجتمع الدولى، بل إن التخاذل العربى فى هذا الشأن يدفع إسرائيل وحلفاءها فى النيل من العرب بلدًا بلدًا، والدليل ما حدث فى العراق وليبيا واليمن وسوريا والسودان، فهل بعد ذلك يجوز للعرب أن يتهاونوا أو يتخاذلوا أو تخرج القمة العربية الطارئة خالية الوفاض؟!
القمة العربية تعقد فى ظرف حالك السواد وفى ظل أحداث متحركة ومتصاعدة ولا بد أن تكون مواكبة لهذه الأحداث، بشكل يلبى تطلعات الرأى العام العربى والإسلامى ونظرة شعوب العالم المتعاطفة مع القضية الفلسطينية، وهذا يقتضى بالضرورة وحدة الكلمة ووحدة الصف، والإدراك الفعلى أن الخطر ليس على غزة وحدها، بل على جميع الدول العربية بلا استثناء.. وكل حرب لا بد أن تسفر عن رؤية سياسية جديدة وتأتى بكيانات جديدة متعددة، لكن الخطر من هذه الحرب هو إبادة الشعب الفلسطينى وضياع قضيته، وطمس الهوية الفلسطينية، لتكون نسيًا منسيًا كما حدث فى الأندلس قديمًا. ولا بد أن تكون هذه القمة عن المسئولية الخطيرة فى ظل كل الضغوط الأمريكية التى تمارس والمؤيدة لدولة الاحتلال الإسرائيلى وجرائمها، ولذلك لا بد أن يضع القادة العرب نصب أعينهم، هذا الأمر، ولا يوجد ما يخاف منه العرب بعد هذه الحرب البشعة والمخططات الإجرامية.. لكن المهم الذى يجب أن يعيه المجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة أن كل الجرائم التى تتم لن تغفرها أبدًا الشعوب سواء كانت عربية أو خلاف ذلك، وهنا يجب على القمة العربية أن تعى أمرًا بالغ الأهمية، وهو التلويح بتعطيل المصالح الخاصة بالمجتمع الدولى وأمريكا، وهذا إيذان بإجبار إسرائيل على وقف الحرب فورًا دون قيد أو شرط.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القمة العربية إجبار إسرائيل وقف الحرب الإسرائيلية قطاع غزة إسرائیل على وقف الحرب القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینى المجتمع الدولى القمة العربیة لا بد أن الحرب ا یجب أن
إقرأ أيضاً:
وينسلاند : غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية
قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند،اليوم الاثنين 18 نوفمبر 2024 ، إنه بعد عام من الحرب المروعة وإراقة الدماء في الشرق الأوسط، أصبحت المنطقة عند مفترق طرق قاتم، داعيا المجتمع الدولي إلى "التحرك الآن من أجل تغيير المسار الخطير الذي نسلكه".
وفي إحاطته أمام جلسة مجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين، لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط، حذر وينسلاند من "إننا نعيش كابوسا"، وأن "الصدمة والحزن اللذين أُطلِق لهما العنان لا يمكن قياسهما".
وأشار المسؤول الأممي إلى أن الحرب الطاحنة والحملة العسكرية الإسرائيلية المدمرة في غزة تسببت بدمار شامل وخسائر فادحة.
وأضاف: "ستتردد أصداء هذه الأحداث لأجيال، وتشكل المنطقة بطرق لا يمكننا استيعابها بالكامل بعد".
وأوضح وينسلاند، كذلك، أن الوضع الإنساني في غزة، مع بداية فصل الشتاء، "كارثي"، وخاصة التطورات في شمال غزة مع نزوح واسع وشبه كامل للسكان وتدمير واسع النطاق، وسط ما يبدو وكأنه تجاهل مقلق للقانون الدولي الإنساني.
وأكد أن الظروف الحالية في غزة "هي من بين أسوأ الظروف التي شهدناها خلال الحرب بأكملها، ولا نتوقع تحسنها".
وتحدث المسؤول الأممي عن الوضع في الضفة الغربية المحتلة، التي "لا تزال عالقة في دوامة مدمرة من العنف واليأس".
وأشار إلى استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية ومخيمات اللاجئين، إضافة لارتفاع مستويات العنف المرتبط بالمستعمرين.
وحذر وينسلاند من استمرار التوسع الاستعماري دون هوادة، إذ اتخذت الحكومة الإسرائيلية العديد من الخطوات لتسريع التقدم الاستعماري، حيث يدعو بعض الوزراء فيها الآن علنا إلى الضم الرسمي للضفة الغربية في الأشهر المقبلة، وإنشاء مستعمرات في غزة.
وتابع: "في ضوء التطورات في غزة وإقرار إسرائيل مؤخرا لقوانين ضد عمليات وكالة الأونـروا، يتعين عليَ أن أصدر تحذيرا عاجلا مفاده أن الإطار المؤسسي لدعم الشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية على وشك الانهيار، ما يهدد بإغراق الأرض الفلسطينية المحتلة في فوضى أعظم".
ونبه منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط إلى أن الخطوات التي يتم اتخاذها على الأرض في غزة والضفة الغربية المحتلة "تبعدنا أكثر فأكثر عن عملية السلام وعن الدولة الفلسطينية القابلة للحياة في نهاية المطاف".
وشدد على أنه رغم أن الاستعدادات للتعافي وإعادة الإعمار جارية على قدم وساق، فإن الإغاثة الإنسانية وإعادة الإعمار لن تكون أكثر من مجرد مساعدات مؤقتة في غياب حل سياسي.
وقال: "لا بد وأن يضع المجتمع الدولي علامات واضحة لكيفية إنهاء الحرب في غزة على النحو الذي يمهد الطريق لمستقبل سياسي قابل للاستمرار".
وحدد وينسلاند مجموعة من المبادئ التي تحتاج إلى الحماية والاهتمام العاجلين، بما فيها أن غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية ولا بد وأن تظل كذلك، دون أي تقليص في مساحتها، مؤكدا أنه لا ينبغي أن يكون هناك وجود عسكري إسرائيلي في غزة.
وأضاف وينسلاند أن هناك حاجة إلى إطار سياسي يسمح للمجتمع الدولي بحشد الأدوات ووضع جدول زمني لإنهاء هذا الصراع، على أساس مبادئ معترف بها جيدا، مع القدرة على الاستفادة من نقاط القوة والموارد ونفوذ المنطقة والشركاء الدوليين مع الأطراف.
المصدر : وكالة سوا