بوابة الوفد:
2025-03-16@19:45:24 GMT

كن من عباد الله «القليل»

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

لقد أثنى الله عز وجل على عباده القليل، ومدحهم فى كتابه بقوله:»وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ»،» وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ»،» وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا»، وآيات أخرى يذمّ فيها الكثير ويمدح القليل: «وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون» لا يشكرون، لا يؤمنون، فاسقون، يجهلون، معرضون، لا يعقلون، لا يسمعون.

كما قال ابن القيم رحمه الله: «عليك بطريق الحق ولا تستوحش لقلة السالكين وإياك وطريق الباطل ولا تغتر بكثرة الهالكين «، فهناك شعور ينتاب الإنسان المؤمن، بأن يشعُر أنه فى زمن عمّ فيه الظلم، وانتشرت فيه الفواحش، وانتشرت فيه الفتاوى، وأصبح القابض على دينه كالقابض على الجمر، يشعُر فيه المؤمن بالحيرة لكثرة الظالمين وكثرة الفاسدين وتوسوس له نفسه بأنه من المُحال أن كلّ هؤلاء الناس على خِلاف الحق!؟ جاءت الآية الكريمة تؤكدُ أنك على حق: «فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِى الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ»، هذه الآية تدل على أنَّ الناجينَ قِلة، وعلى أنَّ المستقيمين قِلة، معنى ذلك أنَّ الفسادَ ظهرَ وعمّ، وأنَّ هذه القِلةَ القليلة تنهى عن الفساد فى الأرض، فاليوم لو أُتيحَ لإنسان أن يحصل على مال بغير حق ورفضه لأُتهم فى عقله، لو لم تتبع الباطل لاتهمت بالجنون، عندما تتقى الله فى عملك يتهمك البعض بالغباء ؛ وعندما تأبى اتباع الباطل وتأبى النفاق لابتعد عنك البعض ؛ فاشعر بالسعادة أن كنت من القليل، فحينما يَعمُّ الفسادُ فى الأرض، أكثر الناس لا يبالون أكانَ كسبهم حلالاً أم حراماً ؟أكثرُ الناس لا يبالون أكانت علاقاتهم مع بعضهم مشروعةً أو غيرَ مشروعة؟ أكثرُ الناس لا يبالون إذا كانت أعمالهم أساسها طاعة أو معصية؟ !فمن يتمسك بدينه وبمبادئه يشعر بالغربة حتى وهو بين أقرب الناس إليه أهله! وضرب لنا الله مثلًا امرأة لوط وابن نوح وامرأة فرعون.

فالعبرة ليست فى كثرة العدد، فليس بشرط حينما يجتمع الكثير على أمر ما أنهم على حق، بل غالبًا هم أقرب للباطل! فإذا وجدتَ نفسكَ فى عصرٍ ما مع القِلة الطائعة بعيداً عن الكثرة العاصية، مع القِلة المتبّعة للحق بعيداً عن الكثرة التائهة والضالة المُتبعة للباطل، فأنت من عباد الله القليل الذين أثنى عليهم الله سبحانه وتعالى.

 

عضو مجلس النواب 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مسافة السكة د آيات الحداد ق ل يلا م م ن أ ن ج ي ن ا عقله

إقرأ أيضاً:

وكيل الأزهر: الصيام تدريب للنفس للوقوف على حدود الله تعالى

قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، إن الله شرع الصيام تهذيبا للنفوس وتربية للسلوك، ليس فقط في علاقة المؤمن بالله تعالى فحسب، ولكن أيضا في علاقة المؤمن بأخيه المؤمن، بأنه قد أقبل على شهر رمضان في شحذ للهمم للصيام والقيام والتقرب إلى الله تعالى، ممتثلا لله تعالى تاركا ما كان مباحا له، منتهيا إلى حدود الله في وقت الصيام.

رئيس جامعة الأزهر: القرآن يصوّر المنافقين بأبلغ التشبيهات ويحذر من نفاق القلوبالجامع الأزهر يواصل استقبال رواده من مصر والعالم لأداء صلاتي العشاء والتراويح

وأوضح وكيل الأزهر، خلال درس التراويح الخميس، بالجامع الأزهر، أن في الصيام تدريب للنفس للوقوف على حدود الله تعالى، وبما ينعكس على تهذيب لسلوك المسلم في تفسير لما جاء بعد آيات الصيام، حيث انتقل تعالى بعد بيان أحكام الصيام إلى بيان أحكام جانب مهم من معاملة الإنسان لأخيه الإنسان، وأن السعادة لا تكتمل له إلا إذا أطاب مطعمه وامتنع عن شهادة الزور وعن أكل أموال الناس بالباطل في قوله تعالى: "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون"، فالمسلم قد كف عن الطعام والله تعالى يراقبه، امتثالا وطاعة لله تعالى.

وبين أن الصيام يهذب سلوك المسلم فلا يأكل أموال الناس بالباطل، ويبتعد عن الغش وغيره من الأساليب التي فيها احتيال من الإنسان على أخيه الإنسان، فهو يعلم المسلم الأمانة في التعامل مع غيره، مثلما توضح لنا الآية الكريمة، التي تنهى كذلك عن أكل الحرام، في جميع المعاملات، في البيع والتجارة وغيرها، فحرم التلاعب بأسعار السلع واحتكارها، وعلى المسلم أن يعلم أن كل تدليس واستغلال لحاجة الناس محرم شرعا، وعليه تحري مطعمه ومشربه وملبسه، فلا احتكار ولا غش ولا تدليس ولا تلاعب بالأسعار ولا تلاعب بالأسواق، لأن هذا يهدر علاقة المسلم بالله تعالى.

واختتم وكيل الأزهر أن الصيام مدرسة تعلمنا فيها التواد، وتعلمنا فيها التواصل، وتعلمنا فيها الوقوف على حدود الله تعالى، ألا فانتهوا إلى حدود الله تعالى حتى تستقيم لكم الحياة، فتفوزون برضا الله في الدنيا، وتفوزون برضاه تعالى ومغفرته في الآخرة.

مقالات مشابهة

  • أكثر من 100 ألف شخص يشاركون في مظاهرة ضخمة ضد الفساد في بلغراد
  • وأينما زُرِعتَ فأثمِر ..!!
  • هل هذا هو إسلامكم ؟
  • قرأ كتابين.. وأفتى!
  • التكافل الاجتماعي.. والتسوُّل على المنصات
  • الإعراض عن اللغو.. من صفات «عباد الرحمن»
  • لماذا يخاف الناس من الموت؟.. رد مفاجئ من علي جمعة
  • حاصباني: لم يتبق إلا القليل للوصول إلى بر الأمان
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. أنا السجّان الذي عذّبك
  • وكيل الأزهر: الصيام تدريب للنفس للوقوف على حدود الله تعالى