نعم.. لا تزايدوا علينا.. فمصر قدمت ما لم يقدمه أحد للقضية الفلسطينية، عطاؤنا مسجل بدم شبابنا بحروف من نور.
لم نبخل يوما على دعم القضية بكل ما نملك وبإرادة حرة ووعى مستنير وتقدير سابق عصره لكل الفرص المتاحة، لكن سيبقى لتجار القضية رغبة ثابتة فى فشل كل جهد يحقق المصلحة ويثبت الحل بالدولتين؛ واحدة للعدو والثانية لفلسطين وعاصمتها القدس.
المزايدة على مصر أصبحت مسلسلا هابطا لمن يريد النيل من مكانة أم الدنيا ورمانة الميزان فى الشرق الأوسط، ونحن ندرك كافة المخططات التى تحاك لنا بليل ونعرف كيف ومتى نضع القدم ونقول الكلمة ونستقيم بها وبعزيمة ثابتة لا تلين.. تعرف مصر أن قدرها التحمل والتسامح ولكن هذا ليس معناه أنها تغفر وتتجاهل فلكل حدث حديث ولعل المواقف التى تصدقها الأفعال هى خير رد على كل من يتجاوز ويتقول علينا سواء بحسن نية أو عن قصد وسوء طرح.
الرئيس السيسى كان واضحا عندما قال إن القضية الفلسطينية هى قضية القضايا وهذا حق وقول فصل ولا توجد قوة فى العالم تستطيع أن تئد فكرة بعث القضية، وكل ما نراه الآن هو تأكيد على ترسيخ مفهوم الحل الشامل بإقامة الدولتين.
وكل من ترعبه فكرة الحل وحسم الصراع بالسلام يتخذ من المزايدة على مصر مطية لتخريب الفكرة لتبقى دائما أبدًا الدجاجة التى تبيض لتجارها الذهب.
قدر مصر ألا ترد على السخف وعلى ألسنة لا تتحدث إلا لغوا.. نعم مصر كبيرة برئيسها وجيشها وقدمت وما زالت وستظل تقدم الجهد والدعم ولكن بالقدر الذى لا يجعلنا فى دائرة صراع لا نختاره ووسط ألسنة نار لا نرى جدوى منها، فالحرب تبدأ لتفتح أبواب التفاوض ومناقشة الحل بميزان المكسب والخسارة.
لقد تحول العالم بشعوبه الحرة إلى وجهة القضية الفلسطينية ورأينا مظاهرات المواطنين فى كل مكان تطالب بوقف نزيف الدم فى غزة وهتفوا ضد حكامهم الذين يرون حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها
ونسوا أنها حكومة دم ورئيسها يثأر لكرامته ولا يريد للحرب أن تقف حتى لا تبدأ محاكمته على جرائم الحرب التى ارتكبها وما زال.
هذا التحول يحسب لمصر ولرئيسها الذى شرح لنظرائه الموقف ببساطة وذكرهم بسجل الدم ونقض الوعد وعدم الالتزام بجميع قرارات الأمم المتحدة وبجرائم إسرائيل على أبواب المسجد الأقصى وساحاته ضد الشيوخ والأطفال، لا تزايدوا على مصر وتحدثوا بلسان صدق لأن كل مصرى يعرف الآن التاريخ جيدا بعد أن اكتوى بنار الحماسة التى كنا نساق لها بعاطفة لا رشد فيها. وما حدث فى 2011 كان المصل الذى جعلنا جميعا نسترجع المواقف ونربط الأحداث ولا ننساق بالعقل الجمعى بشعارات جوفاء، لقد تعلمنا الحكمة من أحداث سيناء التى تتوقف فور خروج مرسى ويعود للقصر!
وأبدًا لن نترك القضية الفلسطينية حتى يكون لها دولة بحدودها المرسومة بعد 67 وعاصمتها القدس.
ويا مسهل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصر حروف من نور للقضية الفلسطينية الثانية لفلسطين الشرق الاوسط النيل على مصر
إقرأ أيضاً:
خبير: حكومة الاحتلال تجد في حرب غزة فرصة لتصفية القضية الفلسطينية
قال نظير مجلي، خبير الشؤون الإسرائيلية، إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرى أن استمرار حربه في غزة فرصة لتصفية القضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن حكومة الاحتلال لديها أجندة أبعد من الحرب وأبعد من قضية تبادل الأسرى وهي أنها تريد إنهاء العرق الفلسطيني، وفقًا لمخطط وضعته حكومة الاحتلال عام 2017 ويعرف بمخطط الحسم.
وأضاف «مجلي»، خلال مداخلة عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، أن خطة الحسم تنص بشكل صريح على عدة مراحل، تبدأ بإحداث فوضى فلسطينية عارمة، ثم تسقط السلطة الفلسطينية، وثم يتم تصفية الحركة القومية الفلسطينية، ومن بعدها يترك الخيار للفلسطينيين أن يهجروا قسريًا أو أن يقتلوا.
وتابع خبير الشؤون الإسرائيلية: «حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية ترى أن هذا الوقت المناسب لضم الضفة الغربية إلى إسرائيل»، لافتًا إلى أن رئيس مجلس المستوطنات قال إنه سيتوجه في 20 من يناير 2025 إلى نتنياهو، ويطلب منه أن يعلن عن السيادة الإسرائيلية على المستوطنات والضفة الغربية.
https://www.youtube.com/watch?v=662U_vb1apY