بوابة الوفد:
2025-02-19@06:46:54 GMT

كثيرة العشاق (48)

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

دافع عن الإسلام وحاول أن يدحض الكثير من الافتراءات التى كتبها بعض الكتاب عن تعدد الزوجات، كما دافع عن حجاب المرأة المسلمة فذكر: «أن العلامة المميزة للمرأة المسلمة والسيدة المسلمة هى المحافظة على الفضائل».

حرص على تعلم اللغة العربية ما مكنه من الاطلاع على التراث الإسلامى وأعجب بتسامحه مع الأديان الأخرى وأكد على تسامح المصريين وإنسانيتهم والوفاق السائد فى مصر بين المسلمين والأقباط واشتراك الجميع فى جميع الاحتفالات الإسلامية والوطنية.

قبل أن يصل الرحالة الفرنسى جيرار دى نرفال، أو جيرار لابرونى إلى القاهرة قام بالاطلاع على العديد من الكتب والوثائق، ولما وصل إلى القاهرة كان يتردد بانتظام على مكتبة أنشأها الفرنسيان بريس دافن والدكتور أبوت، وكان بالمكتبة كتب تتحدث عن مصر، وكانت تلك المكتبة ملتقى المثقفين الأوروبيين فى القاهرة.

كانت رحلته ضرورية لنقاهته الروحية وسعيه لإشباع رغبته القديمة والدفينة للهروب من فرنسا، وكانت مصر وقتها محطة للرحالة والمغامرين والجواسيس الأجانب والذين بدأوا فى التوافد على مصر من الدول الأوروبية وعلى الأخص فرنسا وبريطانيا بعد النهضة التى أحدثها محمد على.

بدأ «لابرونى» رحلته من باريس إلى مصر بالباخرة، وقبل أن ترسو الباخرة فى الميناء يستقبل التراجمة القوارب، ويحاولون الصعود إلى الباخرة لالتقاط الأجانب الراغبين فى اصطحاب تراجمه لمرافقتهم فى رحلتهم داخل البلاد، ومساعدتهم فى التعامل مع رجال الحكومة والأهالى.

وكان «الترجمان» فى ذلك الوقت بمثابة المرشد السياحى للأجنبى، ومن هؤلاء التراجمة صعد الترجمان عبد الله الذى رافق «لابروني» أثناء رحلته فى مصر.

صعد الترجمان عبد الله للباخرة بمجرد وصولها إلى مياه الإسكندرية، ولم يكن من بين القادمين على متن الباخرة ركاب من الإنجليز، وهو ما جعل عبد الله يقبل على مضض مصاحبة الفرنسى «لابرونى»، فقد كانت نظرة التراجمة الى الفرنسيين باعتبارهم أقل شأنا من الإنجليز.

تجول «لابرونى»، مع عبد الله فى الحى اليونانى وحى الأقباط، ولكنه لم يسترح إلى السكن فى قصور الحى اليونانى وانتهى به الأمر إلى بيت تمتلكه قبطية تسكن فى حى الأقباط، كان المنزل يسكنه إنجليزى ورحل عنه، وتم استدعاء شيخ الحى لكتابة العقد، وتسلم مفتاح بيته الخشبى، والذى كان عليه أن يعلقه فى رقبته، وقام بتأثيث بيته بقفص كبير من الجريد، وتم صنع وسائد وأرائك للجلوس، على أن تتحول الوسائد فى الليل الى مراتب للنوم.

بات «لابرونى»، فى منزله الجديد ليلة واحدة، وفى صباح اليوم التالى،جاء شيخ الحى ومعه كاتبه وزنجى يحمل له الغليون، وطلبا منه أن يغادر البيت، ويأخذ نقوده التى دفعها.

ويعد كتاب  «الرحلة إلى الشرق» الذى يحوى مجموعة حكايات، أعدها»لابروني» ببراعة فائقة بعد عودته إلى فرنسا، هو نتاج زيارته لمصر التى استهوته مساجدها أكثر من قبور الفراعنة، وكان يرى أن هناك سرا غامضا وراء نقاب النساء اللائى لا ترى منهن إلا أقراط الأذن ونظرة خفية من عيون سوداء.

يقول «لابروني» إنه فى ليلته الأولى فى القاهرة كاد الحزن أن يقتله، وأن القاهرة أحبطته، عندما بدا يغوص فى الأزقة المعقدة للشوارع الضيقة المتربة عبر زحام المارة بملابسهم المتواضعة، وتكاثر الكلاب والجمال مع اقتراب المساء الذى تهبط ظلاله سريعا بفضل الغبار الذى ينعقد فى السماء وفى أعالى البيوت.

كان لديه شعور بالإهمال والوحدة والسجن، وبأنه مقيد الخطى، ولكن مرور موكب من مواكب الأفراح الصاخبة المضيئة أمامه، فتح له منظورا آخر أنعش روحه.

وأثناء رحلته إلى الشرق ازدادت قناعته بأنّ الحياة الحقيقيّة توجد فى آفاق بعيدة أخرى، ولم تكن رحتله سفرا عاديّا، فطوال مدتها، حاول البحث عن لغة العالم المخفيّة.

حفظ الله مصر وأهلها. 

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ندى الافتراءات الوطنية عبد الله

إقرأ أيضاً:

موقف مصرى ثابت ضد تهجير الفلسطينيين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

محاولات تهجير الفلسطينيين من ارضهم وتوطينهم فى البلدان المجاورة ليس موقفاً جديداً، بل هو سياسة ثابته لليمين الإسرائيلى منذ إنشاء دولة إسرائيل على أرض فلسطين سنة ١٩٤٨.. وموقف مصر ضد تهجير الفلسطينيين أو توطينهم فى البلاد المحيطة، ليس حديثاً أيضاً، فهذا موقف ثابت للإدارات المصرية المتعاقبة منذ النكبة التى نشأت عن طرد أكثر من ٧٠٠ ألف فلسطينى (اى قُرابَة نصف السكان الفلسطينيين العرب) من بيوتهم التى عاشوا فيها لآلاف السنين قبل ١٩٤٨. 

التهجير كان وما زال سياسة ثابته فى مخطط الاحتلال الإسرائيلي، بغرض إخلاء أرض فلسطين التاريخية من سكانها العرب وإحلال اليهود محلهم بغرض إنهاء القضية الفلسطينية. منذ اليوم الأول لإنشاء دولة إسرائيل تم سلب الأرض والبيوت بالقوة القهرية، وتم تَشْتيت المجتمع الفلسطيني، والاستيلاء على مُمْتَلَكَاته، وتدمير من ٤٠٠ إلى ٦٠٠ قرية فلسطينية. وعلى مدار ٧٥ سنة، كانت سياسة الاحتلال الدائمة هى الاستيلاء على الأرض الفلسطينية وإنشاء المستوطنات عليها، وكانت سياسة مصر والبلدان العربية المحيطة ثابتة، وهى رفض التهجير والدعوة لقيام دولة فلسطينية على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧، فى قطاع غزة والضفة الغربية وعاصمتها القدس الشرقية.

فى السابق، كان التخطيط للاستيلاء على الأرض وتهجير الفلسطينيين يتم فى غرف مغلقة دون الإعلان عن ذلك صراحةً إلى أن جاء الرئيس ترامب، وأعلن عن مخططه لتحويل غزة إلى ريفييرا بعد ترحيل سكانها عنها. جاء إعلان الرئيس ترامب عن مخططه تهجير نحو  مليوني فلسطينى من قطاع غزة إلى مصر والأردن وبلدان أخرى كصاعقة مدوية للبلاد العربية. وجاء رد مصر القاطع على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسي، ووزارة الخارجية المصرية، برفض التهجير لأسباب قانونية وأخلاقية وكتهديد مباشر للأمن القومى المصري. تم الإعلان عن ذلك صراحةً كموقف ثابت للإدارة المصرية حكومةً وشعباً وأيدته الدول العربية ومعظم دول العالم، وبعض القوى داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

هذا الموقف أثبت بما لايدع مجالاً للشك أن الرئيس السيسى قائد شجاع، يدعمه جيش قوى وشعب واعٍ، لقد التف الشعب حول الرئيس، ودعموا موقفة الشجاع. حتى  أحزاب المعارضة والمخالفين لنهج الحكومة، قد أيدوا موقف الرئيس ودعموه، مما يثبت أن المصريين وقت الشدة يقفون صفاً واحداً فى وجه العدوان.

لقد اتخذ الرئيس القرار الذى يرضى ضميره، ويصون حقوق الشعب الفلسطيني، ويحمى الأمن القومى المصرى والعربي. فرغم كل محاولات الترغيب والترهيب والتهديد العلنى الذى مارسته القوة الدولية الأولى، فقد اعلن صراحةً أن مصر ضد التهجير وأن خطة مصر هى إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها. هذا القرار أيده العرب، خاصةً المملكة العربية السعودية والأردن. ودعت مصر إلى قمة عربية لعرض خطتها واعتمادها فى القمة العربية الطارئة، والتى سوف تنعقد بوم ٢٧ فبراير الجارى بإذن الله تعالى. المطلوب من العرب بصفة عامة، والمصريين بصفة خاصة، هو دعم القيادة السياسية المصرية ورفض أى محاولات لتصفية القضية الفلسطينية. لا بد أن يتفهم الرأى العام المصرى والعربى والعالمى أن التهجير القسرى أو محاولات إنكار حقوق الفلسطينيين، لن تؤدى إلى سلام دائم لكل بلدان المنطقة. وجاءت رؤية مصر إنطلاقاً من أن ظلم الفلسطينيين لن يؤدى إلا إلى مزيد من تعقيد القضية الفلسطينية وزيادة معاناة الشعب الفلسطينى وزيادة وتيرة العنف والإرهاب فى المنطقة.

يجب أن ننقل رسالة إلى العالم مفادها أن السلام المبنى على أساس حل الدولتين هو الذى يحقق  الاستقرار للمنطقة، ويجب أن يبقى الشعب المصرى متحدًا خلف قيادته فى مواجهة هذه التحديات الجسام المحيطة بنا فى ظل وجود حكومة يمينية متطرفة فى إسرائيل ودعم كامل من الولايات المتحدة الأمريكية .

تحيةً للرئيس عبدالفتاح السيسى الذى تحلى بأقصى درجات ضبط النفس، واتخذ قراراً سوف يخلده له التاريخ. حفظ الله مصر ورئيسها من مكر الماكرين، إنه سبحانه وتعالى نعم المولى ونعم النصير.

مقالات مشابهة

  • النور حمد.. رحلته من نقد الرُعاة إلى أن أصبح مستشارًا في زريبتهم!
  • إكسترا نيوز: السنوات المقبلة تشهد مجالات كثيرة للتعاون بين مصر وإسبانيا
  • قوات الاحتلال تقتحم قرية عارورة في قضاء رام الله وتطلق القنابل تجاه المنازل
  • تداعيات كثيرة لبقاء اسرائيل في النقاط الخمس
  • ذنوبي كثيرة هل يتوب الله علي؟.. الشيخ محمد كساب يجيب
  • مسلسل لام شمسية يفتح ملف التحرش الجنسي بالأطفال
  • موقف مصرى ثابت ضد تهجير الفلسطينيين
  • عكس ما تعتقدون.. سلوت للجماهير: نعاني ضغوطا كثيرة رغم غزارة أهداف صلاح
  • وسيم يوسف عن رحلته مع مرض السرطان: حرب نفسية صعبة
  • "الأسبوع".. مشوار العمر