بوابة الوفد:
2025-01-05@10:13:02 GMT

كثيرة العشاق (48)

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

دافع عن الإسلام وحاول أن يدحض الكثير من الافتراءات التى كتبها بعض الكتاب عن تعدد الزوجات، كما دافع عن حجاب المرأة المسلمة فذكر: «أن العلامة المميزة للمرأة المسلمة والسيدة المسلمة هى المحافظة على الفضائل».

حرص على تعلم اللغة العربية ما مكنه من الاطلاع على التراث الإسلامى وأعجب بتسامحه مع الأديان الأخرى وأكد على تسامح المصريين وإنسانيتهم والوفاق السائد فى مصر بين المسلمين والأقباط واشتراك الجميع فى جميع الاحتفالات الإسلامية والوطنية.

قبل أن يصل الرحالة الفرنسى جيرار دى نرفال، أو جيرار لابرونى إلى القاهرة قام بالاطلاع على العديد من الكتب والوثائق، ولما وصل إلى القاهرة كان يتردد بانتظام على مكتبة أنشأها الفرنسيان بريس دافن والدكتور أبوت، وكان بالمكتبة كتب تتحدث عن مصر، وكانت تلك المكتبة ملتقى المثقفين الأوروبيين فى القاهرة.

كانت رحلته ضرورية لنقاهته الروحية وسعيه لإشباع رغبته القديمة والدفينة للهروب من فرنسا، وكانت مصر وقتها محطة للرحالة والمغامرين والجواسيس الأجانب والذين بدأوا فى التوافد على مصر من الدول الأوروبية وعلى الأخص فرنسا وبريطانيا بعد النهضة التى أحدثها محمد على.

بدأ «لابرونى» رحلته من باريس إلى مصر بالباخرة، وقبل أن ترسو الباخرة فى الميناء يستقبل التراجمة القوارب، ويحاولون الصعود إلى الباخرة لالتقاط الأجانب الراغبين فى اصطحاب تراجمه لمرافقتهم فى رحلتهم داخل البلاد، ومساعدتهم فى التعامل مع رجال الحكومة والأهالى.

وكان «الترجمان» فى ذلك الوقت بمثابة المرشد السياحى للأجنبى، ومن هؤلاء التراجمة صعد الترجمان عبد الله الذى رافق «لابروني» أثناء رحلته فى مصر.

صعد الترجمان عبد الله للباخرة بمجرد وصولها إلى مياه الإسكندرية، ولم يكن من بين القادمين على متن الباخرة ركاب من الإنجليز، وهو ما جعل عبد الله يقبل على مضض مصاحبة الفرنسى «لابرونى»، فقد كانت نظرة التراجمة الى الفرنسيين باعتبارهم أقل شأنا من الإنجليز.

تجول «لابرونى»، مع عبد الله فى الحى اليونانى وحى الأقباط، ولكنه لم يسترح إلى السكن فى قصور الحى اليونانى وانتهى به الأمر إلى بيت تمتلكه قبطية تسكن فى حى الأقباط، كان المنزل يسكنه إنجليزى ورحل عنه، وتم استدعاء شيخ الحى لكتابة العقد، وتسلم مفتاح بيته الخشبى، والذى كان عليه أن يعلقه فى رقبته، وقام بتأثيث بيته بقفص كبير من الجريد، وتم صنع وسائد وأرائك للجلوس، على أن تتحول الوسائد فى الليل الى مراتب للنوم.

بات «لابرونى»، فى منزله الجديد ليلة واحدة، وفى صباح اليوم التالى،جاء شيخ الحى ومعه كاتبه وزنجى يحمل له الغليون، وطلبا منه أن يغادر البيت، ويأخذ نقوده التى دفعها.

ويعد كتاب  «الرحلة إلى الشرق» الذى يحوى مجموعة حكايات، أعدها»لابروني» ببراعة فائقة بعد عودته إلى فرنسا، هو نتاج زيارته لمصر التى استهوته مساجدها أكثر من قبور الفراعنة، وكان يرى أن هناك سرا غامضا وراء نقاب النساء اللائى لا ترى منهن إلا أقراط الأذن ونظرة خفية من عيون سوداء.

يقول «لابروني» إنه فى ليلته الأولى فى القاهرة كاد الحزن أن يقتله، وأن القاهرة أحبطته، عندما بدا يغوص فى الأزقة المعقدة للشوارع الضيقة المتربة عبر زحام المارة بملابسهم المتواضعة، وتكاثر الكلاب والجمال مع اقتراب المساء الذى تهبط ظلاله سريعا بفضل الغبار الذى ينعقد فى السماء وفى أعالى البيوت.

كان لديه شعور بالإهمال والوحدة والسجن، وبأنه مقيد الخطى، ولكن مرور موكب من مواكب الأفراح الصاخبة المضيئة أمامه، فتح له منظورا آخر أنعش روحه.

وأثناء رحلته إلى الشرق ازدادت قناعته بأنّ الحياة الحقيقيّة توجد فى آفاق بعيدة أخرى، ولم تكن رحتله سفرا عاديّا، فطوال مدتها، حاول البحث عن لغة العالم المخفيّة.

حفظ الله مصر وأهلها. 

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ندى الافتراءات الوطنية عبد الله

إقرأ أيضاً:

تسيير قافلتين دعويتين إلى محافظتي القاهرة وشمال سيناء

انطلقت قافلتان دعويتان مشتركتان بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف إلى محافظتي القاهرة وشمال سيناء، اليوم الجمعة 3 من يناير ٢٠٢٥م.

وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية يطلقان الفعالية الكبرى «لقاء الجمعة للأطفال» وزير الأوقاف: نعمل على الارتقاء بالأداء العلمي والدعوي لتحقيق رسالة مستنيرة

وضمت القافلة عشرة علماء خمسة من علماء الأزهر الشريف، وخمسة من علماء وزارة الأوقاف، ليتحدثوا جميعا بصوت واحد حول موضوع: "صناعة الأمل"، يأتي ذلك في إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، وبرعاية كريمة من الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر؛ ومعالي الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف.

أشار العلماء المشاركون في القافلة إلى أن الله –سبحانه- كريمٌ، منعمٌ، برٌ، لطيفٌ، لا يزداد على كثرة الحوائج إلا جودًا وسخاءً وإكرامًا! فكم من بلية كشفها، وكم من دعوة أجابها، وكم من سجدة قبلها، وكم من كربة فرجها، وكم من مسكين أعطاه، وكم من فقير أغناه، وكم من يتيم آواه، وكم من مريض شفاه، داعين إلى التفاؤل والأمل، مسترشدين بحديث سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي؛ فَلْيَظُنَّ بِي عَبْدِي مَا يَشَاءُ".

وأكد العلماء من خلال دعوتهم أن الأمل شمس الحياة، به سكينة القلب وطمأنينة الروح، وراحة الفؤاد، داعين إلى التقرب إلى الله بالأمل والتفاؤل وحسن الظن، والسجود للرب العلي، والثناء عليه بصفات الجمال والجلال، وبث الآمال والطموحات بين يديه –سبحانه-، وأن الله على كل شيء قدير، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، مضيفين: انطلق من صلاتك لتحيي الأمل في نفوس الناس جابرا خواطرهم بكلمة طيبة، وابتسامة حانية، ورحمة بالصغير، ومسحة على رأس يتيم، ودعوة لمريض، ورقة لمصاب، ولطف بمحزون؛ ليسري الأمل في تلك النفوس كما يسري الماء في الورد. من هنا تصنع الحضارة، ويبنى الإنسان.

انطلاق عشر قوافل دعوية للواعظات بالمديريات

وأطلقت وزارة الأوقاف عشر قوافل دعوية للواعظات بمديريات: (القاهرة - الجيزة - الشرقية - الغربية - كفر الشيخ - الإسكندرية - القليوبية - الفيوم - الدقهلية -  المنيا)، اليوم الجمعة ٣ من يناير ٢٠٢٥م

يأتي ذلك ضمن النشاط الدعوي للواعظات، تحت عنوان: «ظاهرة زواج القاصرات.. أسبابها وسبل التصدي لها»، وذلك وسط حفاوة بالغة وإقبال كبير على دروسهن، في إطار عناية الوزارة واهتمامها بدور المرأة في التوعية الدينية وإشراكها في الأنشطة الدعوية بكل أبعادها الدينية والعلمية والتثقيفية.

وفيها أشرن إلى أن زواج القاصرات جريمة، وأن الشرع الحنيف لم يحدد سنًّا معينًا للزواج؛ ولذلك فإن ما تعارف عليه القوم عرفًا عامًّا وسنّوه قانونًا يجب الالتزام به وعدم الخروج عليه، ما دام ما تعارفوا عليه لا يتعارض مع النصوص الشرعية قطعية الدلالة والثبوت، وهذا غلقًا لأبواب الفساد والفوضى.

وأكدت الواعظات أن أحوال عصرنا وظروفه وتبعات تكوين الأسرة تتطلب نُضجًا فكريًّا واجتماعيًّا، وقدرة على تحمّل المسئولية وتبعات بناء الأسرة؛ حتى لا يكون مصيرها الفشل، وتشريد الأبناء وتحطيمهم نفسيًّا، وضرورة تحقيق الباءة عند الزواج، وهي القدرة على تحمّل مسئولية الأسرة بكل جوانبها وتبعاتها، وضرورة الالتزام بالعقد الشرعي الرسمي الموثق لدى المأذونين الرسميين دون سواهم؛ حفاظًا على حق المرأة والطفل، وعلى كيان الأسرة والمجتمع.

مقالات مشابهة

  • أسئلة كثيرة عن اعتقال آلاف العراقيين بتهم الإرهاب: كانوا أطفالًا في 2014
  • أسئلة كثيرة عن اعتقال آلاف العراقيين بتهم الإرهاب: كانوا أطفالًا في 2014 - عاجل
  • تسيير قافلتين دعويتين لـ محافظتي (القاهرة - شمال سيناء)
  • تسيير قافلتين دعويتين إلى محافظتي القاهرة وشمال سيناء
  • الأزهر والأوقاف يطلقان قافلتين دعويتين لـ القاهرة وشمال سيناء
  • صلاح دياب: مصر أصبح لديها أصول.. وسداد الديون ممكن من خلال وسائل كثيرة
  • محمد سعد لـ "الوفد": "الدشاش" مليء بالتويستات والمؤلف طار بالفكرة في اتجاهات كثيرة
  • الأسد المرقسى
  • إيكونوميست: أشياء كثيرة يجب على رئيس الصين أن يقلق منها
  • رصيدي خيبات أمل كثيرة وإخفاقات كثيرة..كيف أحيا سعيدا مطلع السنة الجديدة؟