بالفعل أصبحت وسائل التواصل الاجتماعى مملة إلى حد بعيد، فبعد أن كانت صفحات للأصدقاء ومجموعات محدودة، أصبحت صفحات ومجموعات كثيرة جدًا، بل إن أعضاء المجموعة ذاتها هم أنفسهم أعضاء فى مجموعات منسوخة الفكرة والانتماء، ولكن بعد إضافة اسم آخر منسوخ ربما هو أيضا، وأصبحت المنشورات التى يتم نشرها هنا، هى نفسها التى يتم نشرها فى كل تلك المجموعات، بل إن الغريب أن من يعلقون هنا، هم أنفسهم من يعلقون هناك، وأنا وأنت نحتار، هل نخرج منها لأنها خرجت عن هدفها الأساسى وأصبحت مثل الشبكة العنقودية أو قل مثل السرطان وبعدها خلق ليهاجم الآخر أم نستمر؟.
تأتى المرحلة الثانية، لتظهر مجموعات الإعلانات، وخصوصاً إعلانات الأكل والعقارات والملابس، والأغرب أنك لو أردت السؤال عن شيء ما، لوجدت الرد «تعالى خاص» بمعنى أن تبدأ معه محادثة «الشات»، ومن ثم وربما ينهال عليك بعد هذا اليوم سيل من الروابط بسبب تلك المحادثة العابرة، وتحولت إلى انتهاك لخصوصية وقتك، والمزعج حقًا وأصبح شيئًا لا يطاق ذلك الصوت الذى تصدره الإشعارات بوجود ما يقال عليه «بوست»، وحتى لو جعلتها صامتة وحاولت أن تنام بضع ساعات، لاستيقظت على صوت إشعارات، لتقول لنفسك «لقد جعلت كل شيء صامتًا!» وعندما تنظر، تفاجأ بأن أحدهم أو عشرة منهم أضافوك إلى مجموعات جديدة، يستلزم أن تجعلها صامتة، ربما اختاروا الإضافة ليلية، حتى تفاجأ بها عندما تستيقظ، وهم لا يعلمون أنهم أزعجوك وأطاروا النوم من عيونك، فأنت فى الأول والآخر زبون مستهدف لمجموعة تريد أن تجعل لها صوتًا ومتابعين، وربما غدا تصبح كبيرة بما يكفى لعرضها للبيع لمن يستخدم عدد أعضائها كسوق لبضائعه.
ربما لضيق ذات اليد وغلاء الأسعار والبحث عن مصدر دخل، جعلت الجميع يتجه إليها، بل إن فى بعض الأحيان تجد من يدير صفحة ما يطلب موظفين لإدارتها مقابل راتب شهرى، وخصوصاً تلك الصفحات الخاصة بمكاتب العقارات والسمسرة، ولكن تبقى صفحات نجوم الفن والرياضة هى المتصدرة وأصبح نجاح العمل الفنى يقاس بمدى جماهيريته على مواقع التواصل الاجتماعى، بل تعدى ذلك وأصبحت تلك الصفحات ما هى إلا بوق من يرعاها ويدعمها لصالح أعماله وأخباره أو النيل من منافسيه أو من يختلف معه، وهنا يجب أن تبحث عن الدعم المالى المقدم لتلك الصفحات!
الصدمة الأخيرة انتشار الإعلانات الممولة وأصبحت أكثر من المجموعات، وهنا اختفى الأصدقاء أو نادراً أن نجد صفحاتهم، وأصبحنا أمام سوق كبير لعرض كل شيء، ولو كنت تسير فى مكان ما وتوقفت للحظات ولحظك العاثر توقفت بجوار مكان يعرض منتجاته عن طريق الإعلانات الممولة فسوف تصبح فريسة للذكاء الاصطناعى، سوف يوجه لك كل الإعلانات الممولة المتشابهة لما تمر به فى يومك، لتجدها على صفحتك.
الشيء العجيب هو اختراق المتسولين والنصابين لتلك المجموعات ونشر قصص وهمية لاصطياد الطيبين منا ولن أقول «المغفلين» عن طريق نشر قصصهم فى كل «بوست» فى أى مجموعة تقع تحت أعينهم، ولو حاولت أن تكشف نصبهم، لوجدت من يهاجمك، كل هؤلاء ما هم إلا مجموعة كبيرة من النصابين، صنعوا لأنفسهم "جروب" خاصًا يتشاورون ويدعمون بعضهم بعضاً.
تحولت منصات التواصل الاجتماعى إلى سوق كبير، وأنا وأنت زبائن لهذا السوق، مجرد رقم، وضاعت كلمة تواصل وأصبح مرادفها الفعلى هو «اتفرج واشتري» أو اعتبرها نصيحة «احترس ..أنت هدف للنصابين».
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعي أعضاء المجموعة الملابس عليه بوست
إقرأ أيضاً:
صادرات القطاع الخاص الممولة من المصارف تسجّل نموًا تجاوز الـ 40 مليار ريال خلال الربع الثالث 2024
المناطق_واس
سجّلت صادرات القطاع الخاص التي مولتها المصارف التجارية عبر الاعتمادات المستندية (المسددة والمفتوحة) نموًا على أساس سنوي 21.1% ليبلغ إجمالي قيمة الاعتمادات المستندية المُقدمة نحو 40,361 مليار ريال تقريبًا في الربع الثالث 2024، بزيادة تجاوزت الـ 7 مليارات ريال، مقارنة بنحو 33,325 مليار ريال خلال نفس الفترة المماثلة من العام 2023.
وبحسب الاعتمادات المستندية حسب بلدان الإستيراد، تصدرت دول مجلس التعاون الخليجي الأعلى من حيث القيمة بـ 25,811 مليار ريال، مثلت 64% من إجمالي البلدان المُصدر لها، وفق ما أظهرته النشرة الإحصائية الشهرية الصادرة من البنك السعودي المركزي لشهر أكتوبر 2024، ثم حلّت الدول العربية ثانيًا بقيمة 7,707 مليارات ريال مثلت 19.1% من الإجمالي.
كما حققت صادرات القطاع الخاص المُمولة عبر الاعتمادات المستندية (المسددة والمفتوحة) نموًا على أساس ربعي بنسبة 35%، بزيادة تجاوزت الـ 10 مليارات ريال، مقارنة بنحو 29,995 مليار ريال خلال الربع الثاني من نفس العام.
وفي جانب طبيعة المنتجات المُصدرة، فقد شكلت صادرات “المنتجات الصناعية الأخرى” ما نسبته 79% من إجمالي قيمة الاعتمادات المستندية، بمبلغ يُقدر بـ 31,890 مليار ريال، ثم صادرات “المواد الكيميائية والبلاستيكية” بنسبة 19% من الإجمالي، بقيمة 7,560 مليارات ريال، وأخيرًا صادرات منتجات “الزراعة والإنتاج الحيواني” بنسبة 2.3% من الإجمالي، وبقيمة تجاوزت الـ 911 مليون ريال.