بوابة الوفد:
2024-10-03@17:24:39 GMT

الوطن فى نَدّاهة إسراء سالم

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

فى زمن الاستلاب يبقى الشعر، وهو من قبس الرحمن مقتبس، ويظل الشاعر الفذ بين الناس رحمانَ. ولم يكن الشاعر الفذ قبساً من أنفاس الرحمن إلا لأنه شاعر متحقق كالصوفى المتبتل المتحقق، كلاهما يتوخى الصدق ويستوفى آفاق الجمال على التحقيق؛ فلا بدّ فى الصوفى الحق والشاعر الصادق من تجربة ذاتية، فرديّة، معاناة يستقى منها مشاعل النور فيما ينشد أو يسترسل مع بواطنه الخفيّة.

 

الشاعرة المُبدعة الدكتورة إسراء سالم، قسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب جامعة العريش، شاعرة متميزة موهوبة صدر لها من الدواوين: «بياع سودانى»، «ضحكة ولكن»، «أول أعراض المبالاة»، ثم ديوان «الشعر ندّاهة»، وهو الديوان الفائز بالنشر الإقليمى عام 2023م. وقد كتب النقاد عن هذه الدواوين دراسات جديرة بالوقوف عندها؛ الأمر الذى يؤكد شاعرية الشاعرة وبلوغها بمستوى الذوق الفنى مرتقاه السامى. 

فى الديوان الذى نحن بصدد ثمانى عشرة قصيدة يبدأ بقصيدة «اشتباه»، وينتهى بقصيدة «كراستى وفنجان القهوة». الإحساس بالغ فى اللغة والرؤية والمعنى وانتقاء المُفردات، وبروز المنزع الإنسانى المطرز بالعاطفة العامة تجاه الأشياء والأحداث والأشخاص، والعاطفة الوطنية بصفة خاصّة كما ظهرت فى ديوان (الشعر نداهة): عروس الدنيا، رمز الجمال والأناقة والتألق لأنها مصر عروس الدنيا بغير منازع (شَبَهَهَا فى طبعى وفى لونى، وأكتر حد شال عنى، دى سندى وقوتى وعونى، حبيبتى سمرة خمريّة، بتجذب كل من شافها، دى مصر بهية محروسة.. بتاج ع الراس جميل لامع، وكف الإيد سلام وأمان، وفاتحة ذراعها للدنيا، كنانة ربنا الرحمن، وأرض الأنبيا والنيل: موسى هارون يوسف عيسى .. دى مصر يا كل من سامع .. دى مسجد حاضنة فى كنيسة، تطرِّز بيهم الفستان).

فى زمن تُستلب فيه الأوطان ويُشرّد أصحاب الحقوق ويكاد يستولى القاهر المتسلط على الأرض والعرض والكرامة الآدمية بالقتل والذبح والتنكيل؛ تحضر القيم الوطنية، وبقوة، فى (الشعر ندّاهة) أحد إبداعات الشاعرة إسراء سالم؛ لتعكس شخصيتها وملامح تميزها الإبداعى، وهو تميز مَرَدَّه إلى الإحساس المطبوع بفيض الذوق الفني؛ الأمر الذى يظهر جليّاً فى قصائدها وأظنه يغلب على شاعريتها المتفردة ويستقى معينه من تجربتها الشعريّة، من الطبيعة الفنية مزيّة الشاعر المطبوع، وهى التى لا يكون الشاعر شاعراً إلا بنصيب وافر منها.

ليت الباحثين فينا يلفت نظرهم تلك القيم الإبداعية الكبرى؛ فيوجّهون أنظارهم إلى دراسة ما فيها من قيم باقية؛ ليواصلوا الطارق بالتليد بدلاً من مواصلة الاستغراق السطحى فى قيم ساقطة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشاعر

إقرأ أيضاً:

وطنك لا يخذلك

قبل أن يغادر الأطالسة منطقتنا إلى مواجهات أكثر أهمية بالنسبة لهم، فى شرق أوروبا حيث روسيا وجنوب شرق آسيا حيث الصين وكوريا الشمالية، ها هم يدعمون إسرائيل بقوة من أجل إحداث تغييرات استراتيجية عميقة، تبقى لإسرائيل وجودها، وتمنحها ليست القدرة فقط وإنما الهيمنة.
اختفى إسماعيل هنية، واختفى حسن نصر الله، واختفت معهما قيادات وكوادر سياسية وعسكرية، وقبلهما اختفت دول وجيوش عربية، كانت تضع المواجهة مع إسرائيل عنوانا أبديا لها.
تصر إسرائيل على شرق أوسط جديد، وكانت تتوهم خلو الساحة من القوى العربية والإسلامية التقليدية، وهى مصر وسوريا والسعودية والعراق وإيران، وقوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية، والقوى الداعمة لها والممولة أيضا.
ونجحت إسرائيل عبر الأطالسة، فى هدم العراق جيشا ودولة، وقوضته وأزكت فيه نار الطائفية. كما نجحت فى تقويض أركان سوريا سياسيا وعسكريا، وأصبحت سيادتها منتهكة يوميا.
ولا تكشف الهجمات المميتة على حزب الله فى لبنان، خللا أمنيا فحسب، وإنما تكشف خللا بنويا وتحديا وجوديا للحزب، الذى حصد نتائج تدخلاته فى الأزمة السورية الداخلية تارة، وتبعيته الهيكلية والسياسية لإيران.
ولا يمكن استدعاء البعد المذهبى وإلقاء التبعية على فصيل وحده دون الآخر.. فكما ظهرت ميليشيات شيعية، كانت هناك ميليشيات سنية استخدمت لهدم الدول السنية نفسها، وأكبرها كان تنظيم «داعش» الإرهابى الذى لم يوجه رصاصة واحدة نحو إسرائيل، وراح يحارب بالوكالة عنها. 
وتبقى مصر ثابتة فى محيطها الإقليمي، هى والجارة الشقيقة السعودية، التى تعرضت هى الأخرى قبل سنوات لابتزاز أمريكى غربى، كان هدفه نهب خيراتها.
وعندما وقف رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قبل أيام، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأمسك بخريطتين ادعى أن إحداهما هى خريطة الخير والأخرى خريطة الشر، أظنه كان يسعى مجددا كما سعى دوما لوضع القوى السنية فى المنطقة فى مواجهة القوى الشيعية، واستدعاء البعد الطائفى فى معركته الشخصية مع إيران.
لكن قادة المنطقة أذكى من ذلك، خصوصا أن رجع الأنين من الغطرسة الإسرائيلية لا يزال يسمع فى غزة والضفة ولبنان وسوريا واليمن والعراق.
تبقى كلمة وهى التمسك بالأوطان، والتماسك فى مواجهة القوى الاستعمارية.
فهذة القوى قد تأتى على ظهر بارجة حربية أو حاملة طائرات، وقد تأتى عبر أموال ضخمة تشترى السياسيين والمثقفين والإعلاميين، وقد تأتى عبر جهات مدنية أو قنوات فضائية تشتت الأفكار، وتؤلب المجتمعات على نفسها.
وأضم صوتى إلى صوت فضيلة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف السابق فى بيانه الذى طالب فيه بالالتفاف حول الرئيس ومؤسسات الدولة فى هذة الفترة الحرجة، وحسن الولاء للوطن.. فوطنك لا يخذلك.

مقالات مشابهة

  • المستقبل الحضاري في السودان (1-3)
  • كيف يتسبب التوتر في تساقط الشعر؟.. قد تصاب بالثعلبة
  • الجبهة الدبلوماسية: غرس الهوية الوطنية في نفوس الشباب ركيزة لبناء المستقبل
  • وفاة الشاعر محمد الشحات الرجحى عن عمر يناهز 70 عاما
  • أرغفة القصائد تعبُرُ النيل وبردى في بيت الشعر بالشارقة
  • جمهور غفير يحتشد في منتدى الثلاثاء قصائد تعبُرُ النيل وبردى في بيت الشعر بالشارقة
  • مصادر للوفد: تفويض الشاعر أحمد سامى خاطر قائماً بأعمال رئيس إقليم شرق الدلتا الثقافي
  • رحل الشاعر محمد المكي إبراهيم (1939-2024) الموت في زمن الشتات
  • خبراء أمميون يدعون لإلغاء الحكم بسجن الشاعرة الجزائرية جميلة بن طويس
  • وطنك لا يخذلك