الوطن فى نَدّاهة إسراء سالم
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
فى زمن الاستلاب يبقى الشعر، وهو من قبس الرحمن مقتبس، ويظل الشاعر الفذ بين الناس رحمانَ. ولم يكن الشاعر الفذ قبساً من أنفاس الرحمن إلا لأنه شاعر متحقق كالصوفى المتبتل المتحقق، كلاهما يتوخى الصدق ويستوفى آفاق الجمال على التحقيق؛ فلا بدّ فى الصوفى الحق والشاعر الصادق من تجربة ذاتية، فرديّة، معاناة يستقى منها مشاعل النور فيما ينشد أو يسترسل مع بواطنه الخفيّة.
الشاعرة المُبدعة الدكتورة إسراء سالم، قسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب جامعة العريش، شاعرة متميزة موهوبة صدر لها من الدواوين: «بياع سودانى»، «ضحكة ولكن»، «أول أعراض المبالاة»، ثم ديوان «الشعر ندّاهة»، وهو الديوان الفائز بالنشر الإقليمى عام 2023م. وقد كتب النقاد عن هذه الدواوين دراسات جديرة بالوقوف عندها؛ الأمر الذى يؤكد شاعرية الشاعرة وبلوغها بمستوى الذوق الفنى مرتقاه السامى.
فى الديوان الذى نحن بصدد ثمانى عشرة قصيدة يبدأ بقصيدة «اشتباه»، وينتهى بقصيدة «كراستى وفنجان القهوة». الإحساس بالغ فى اللغة والرؤية والمعنى وانتقاء المُفردات، وبروز المنزع الإنسانى المطرز بالعاطفة العامة تجاه الأشياء والأحداث والأشخاص، والعاطفة الوطنية بصفة خاصّة كما ظهرت فى ديوان (الشعر نداهة): عروس الدنيا، رمز الجمال والأناقة والتألق لأنها مصر عروس الدنيا بغير منازع (شَبَهَهَا فى طبعى وفى لونى، وأكتر حد شال عنى، دى سندى وقوتى وعونى، حبيبتى سمرة خمريّة، بتجذب كل من شافها، دى مصر بهية محروسة.. بتاج ع الراس جميل لامع، وكف الإيد سلام وأمان، وفاتحة ذراعها للدنيا، كنانة ربنا الرحمن، وأرض الأنبيا والنيل: موسى هارون يوسف عيسى .. دى مصر يا كل من سامع .. دى مسجد حاضنة فى كنيسة، تطرِّز بيهم الفستان).
فى زمن تُستلب فيه الأوطان ويُشرّد أصحاب الحقوق ويكاد يستولى القاهر المتسلط على الأرض والعرض والكرامة الآدمية بالقتل والذبح والتنكيل؛ تحضر القيم الوطنية، وبقوة، فى (الشعر ندّاهة) أحد إبداعات الشاعرة إسراء سالم؛ لتعكس شخصيتها وملامح تميزها الإبداعى، وهو تميز مَرَدَّه إلى الإحساس المطبوع بفيض الذوق الفني؛ الأمر الذى يظهر جليّاً فى قصائدها وأظنه يغلب على شاعريتها المتفردة ويستقى معينه من تجربتها الشعريّة، من الطبيعة الفنية مزيّة الشاعر المطبوع، وهى التى لا يكون الشاعر شاعراً إلا بنصيب وافر منها.
ليت الباحثين فينا يلفت نظرهم تلك القيم الإبداعية الكبرى؛ فيوجّهون أنظارهم إلى دراسة ما فيها من قيم باقية؛ ليواصلوا الطارق بالتليد بدلاً من مواصلة الاستغراق السطحى فى قيم ساقطة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشاعر
إقرأ أيضاً:
كلية تجارة عين شمس تنظم ندوة شعرية لجمال الشاعر
نظمت كلية التجارة جامعة عين شمس ندوة شعرية متميزة بعنوان "إشراقات شعرية" للشاعر والإعلامي البارز الدكتور جمال الشاعر.
جاء ذلك تحت رعاية الدكتور محمد ضياء زين العابدين، رئيس جامعة عين شمس، والدكتورة غادة فاروق، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة أماني أسامة كامل، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور فريد محرم الجارحي، عميد كلية التجارة جامعة عين شمس.
وشهدت الندوة حضورًا مكثفًا ضم قيادات الكلية وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة وحشدًا كبيرًا من الطلاب، في لقاء ثقافي جمع بين عمق الفكر الاقتصادي وروح الإبداع الشعري.
ورحب الدكتور فريد محرم الجارحي، عميد الكلية، بالضيف الكريم معبرًا عن سعادته بهذا اللقاء، واصفًا إياه بأنه "هرم من أهرامات مصر"، ومشيدًا بالبرنامج التليفزيوني الرائد "الجائزة الكبرى" الذي قدمه الدكتور جمال الشاعر وتربى عليه ملايين المصريين. واختتم كلمته مؤكدًا: "إن الجائزة الكبرى اليوم هي استضافة الدكتور جمال الشاعر بيننا".
بدوره، عبر الدكتور جمال الشاعر عن سعادته البالغة بلقاء قيادات وطلاب الكلية، مرحبًا بهم بقصيدة قال فيها: "صباح محلى بالنعناع والسكر.. صباح معطر بالمسك والعنبر.. على طلبة تجارة عين شمس.. صباح النصر وصباح العزة".
وتحدث الشاعر عن حب مصر وعظمتها، مستعرضًا بمشاعره ما تمتلكه أرض الكنانة من مقومات وحضارة لا تضاهى، مؤكدًا أنها "محمية إلهية"، وألقى مجموعة من القصائد الوطنية التي مجدت انتصارات مصر، خاصة حرب أكتوبر المجيدة، كما قدم قصائد (قليل من الملح – أنا رجلاً بلا ماضي)، وقدم نصائح ملهمة للطلاب حول أهمية الإنجاز الشخصي والتفاؤل بقوله: "أفرح أعظم إنجازاتك ذاتك.. أفرح وانجح رغم انتصاراتك".
شهد اللقاء جلسة حوارية مفتوحة تفاعل خلالها الطلاب بأسئلتهم واستفساراتهم، أجاب عنها الدكتور جمال الشاعر بتفصيل واهتمام، وأكد خلالها على أهمية الانفتاح على الثقافات الأخرى واكتساب خبرات الحياة المتنوعة، معتبراً أن "السفر يشكل مجموعة دكتوراه في صقل الشخصية وتوسيع الآفاق".
وناقش الدكتور جمال قضية الهجرة بمنظور بناء، محذراً الشباب من مخاطر الهجرة غير الشرعية، ومشيراً في الوقت نفسه إلى أهمية المنح الدراسية الدولية كمسار أكاديمي آمن ومثالي لاكتساب الخبرات العالمية، واستشهد بنموذج "المدرسة الإيطالية" في مصر التي تتيح فرصاً للدراسات العليا بإيطاليا، كمثال على الشراكات الدولية الفاعلة التي تمكن الطلاب من الاستفادة من التجارب العالمية دون مغادرة الأطر النظامية والأمنة.
وتطرق الحديث إلى دور الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية، معربًا عن امتنانه للمخترعين الذين ساهموا في نقل المعرفة، مثل "ستيف جوبز" الذي "جعل التطلع على العالم سهلاً جدًا".
أثرى الطلاب الحاضرون اللقاء بمشاركاتهم الشعرية، حيث ألقت طالبة فلسطينية قصيدة باللغة الإنجليزية عبرت فيها عن مشاعرها تجاه القضية الفلسطينية ، وقد وجه الدكتور جمال تحية خاصة للطالبة والشعب الفلسطيني "الذي علم العالم كله معنى الإنسانية"، مهديًا لها قصيدة مؤثرة، ومؤكدًا أن "القادم أفضل بكثير في ظل القيادة السياسية الحكيمة لمصر".
وقدم طالب آخر قصيدة عن فراق الأصدقاء، نال إعجاب الضيف الذي أشاد بأدائه وقوة لغته العربية، مؤكدًا على أهمية اللغة العربية وقدرتها على توصيل الأفكار مهما كان التخصص العلمي.
في ختام الحفل، قدم الدكتور فريد محرم الجارحي، عميد الكلية، درع كلية التجارة تكريمًا للدكتور جمال الشاعر؛ تقديرًا لمشاركته المتميزة وجهوده في إثراء هذا اللقاء الوطني والثقافي البناء.
جاءت هذه الندوة تتويجًا للجهود المستمرة لكلية التجارة في ترسيخ الوعي الوطني ودعم الأنشطة الطلابية التي تدمج بين الفكر والعلم والوطنية والفن، انطلاقًا من إيمان الجامعة الراسخ بدورها في بناء الإنسان الواعي القادر على مواجهة تحديات المستقبل.