قالت د. هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية إن الدورة الثانية من المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية شهدت إقبال غير مسبوق من رواد الأعمال وأصحاب المشروعات المبتكرة التي تقدم حلولاً خلاّقة للتعامل مع تحديات تغيّر المناخ وتعزيز جهود التحول للاقتصاد الأخضر، بما يعكس حِرص الدولة المصرية على جذب وتشجيع فرص الاستثمار البيئي والمناخي والحلول صديقة البيئة والتكيَف مع والتقليل من حِدَّة التغيّرات المناخية في كافة المحافظات المصرية.

جاء ذلك خلال كلمتها في حفل إطلاق فعاليات المؤتمر الوطني للمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية في دورتها الثانية تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية وبحضور د. مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من السادة الوزراء والمحافظين، د. محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27، السفير هشام بدر، مساعد وزيرة التخطيط للشراكات الاستراتيجية والتميز والمبادرات والمنسق الوطني للمبادرة، وممثلي المجالس النيابية، وممثلي المنظمات التنموية الدولية والمؤسسات المحلية الشريكة.

وأشارت ها السعيد إلى أن المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية تأتي في إطار توجّه الدولة المصرية لإدماج الأبعاد البيئية والمناخية في خطط الدولة لتحقيق التنمية المستدامة، حيث تتوافق مع مستهدفات رؤية مصر 2030، والتي تمثّل الإطار الحاكم لكافة البرامج والمبادرات والمشروعات التنموية الوطنية، حيث يأتي ضمن الأهداف الاستراتيجية للرؤية المحدثة، هدف الوصول إلى "نظام بيئي متكامل ومستدام". 

في هذا الإطار، تسعى الدولة لتحويل هذا الهدف الاستراتيجي لمشروعات تنموية على أرض الواقع من خلال تخضير الخطة الاستثمارية، وزيادة نسبة الاستثمارات العامة الخضراء في الخطة من 40% العام الجاري إلى 50% من إجمالي الاستثمارات العامة بحلول عام 24/2025، كما تتسق أهداف المبادرة مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية لتغيّر المناخ في مصر 2050، حيث تعمل الدولة على الربط بين هذه الاستراتيجية ومختلف مستويات التخطيط والاستراتيجيات القومية، من خلال توجيه الاستثمارات العامة للتكيّف والتخفيف من آثار التغيرات المناخية، مشيرة إلى توجيه نحو 420 مليار جنيه للتخفيف والتكيّف مع آثار التغيّرات المناخية في الخطة الاستثمارية 2023/2024.

وأكدت وزيرة التخطيط أن المبادرة رائدة في مجال التنمية المستدامة، وتعتبر أبرز ثمار الرئاسة المصرية لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27، وذلك بوصفها واحدة من أنجح مبادرات العمل المناخي في مصر والتي أثمرت عن عدد ضخم من المكتسبات القيّمة.

تابعت د. هالة السعيد أن تلك المكتسبات تشمل تفرد المبادرة بالإسهام في نشر الوعي بأهمية مواجهة أخطار التغيرات المناخية، من خلال عقد العديد من الجلسات التوعوية والدورات التدريبية، كما عملت المبادرة على تكثيف الجهود للتكيّف مع التغيرات المناخية باستخدام تطبيقات تكنولوجيا المعلومات وآليات التحول الرقمي، بالإضافة إلى إسهام المبادرة في تعزيز تفاعل المحافظات والمحليات مع قضايا البُعد البيئي في التنمية، حيث تم وضع خريطة تفاعلية على مستوى المحافظات للمشروعات الخضراء الذكية، وهو ما يتسق تمامًا مع توجّه الدولة للتوطين المحلي لأهداف التنمية المستدامة على مستوى المحافظات؛ بهدف تعظيم الاستفادة من المزايا النسبية للأقاليم المصرية، وتحقيق النمو الاحتوائي والمستدام والتنمية الإقليمية المتوازنة.

وأضافت السعيد أن مكتسبات الدورة الثانية من المبادرة تتضمن خلق حالة من التناغم والتنسيق الفعّال بين مختلف الوزارات والهيئات الوطنية الشريكة، مما عزز جهود الدفع بمبادرات مناخية أكثر شمولاً، فضلا عن مشاركة مختلف فئات المجتمع بالمبادرة، في ضوء ما تضمنته من فئات للمشروعات كبيرة الحجم، والمشروعات متوسطة وصغيرة الحجم خصوصًا تلك المرتبطة بمبادرة حياة كريمة، والشركات الناشئة، والمبادرات والمشاركات المجتمعية غير الهادفة للربح، ومشروعات المرأة؛ في تأكيد جديد للدور الفاعل الذي تقوم به المرأة في كافة مجالات التنمية ولاسيما في القضايا المرتبطة بتغير المناخ ووضع الحلول والمعالجات الناجعة لهذا التحدي، حيث فازت 8 مشروعات مملوكة للسيدات من أصل 18 مشروعاً فائزاً في الدورة الثانية للمبادرة، بنسبة تخطت 44% من إجمالي المشروعات الفائزة.

كما أشارت السعيد إلىأن من ضمن المكتسبات النجاح في بناء شراكات ناجحة ومثمرة مع شركاء الوطن من القطاع الخاص والمجتمع المدني، وكذلك شركاء التنمية الدوليين، وتركيز الجهود في إطار هذه المبادرة على بناء قدرات كافة الكوادر القائمين عليها في المحافظات، وكذا تأهيل أصحاب المشروعات المشمولة بالمبادرة من مختلف الفئات.

وأكدت د. هالة السعيد أن تلك المكتسبات تجسدت على أرض الواقع في حجم الإقبال الواسع على المشاركة في هذه المبادرة، حيث تقدم للمشاركة في الدورة الثانية حوالي 5600 مشروع غطت مجالات تنموية توليها الدولة أهمية قصوى هي: الزراعة المستدامة، والطاقة الجديدة والمتجددة، وإعادة تدوير المخلفات، وترشيد استهلاك وكفاءة استخدام المياه، وخفض الانبعاثات.

وفي إطار الحرص على استدامة الجهود المبذولة للتحول الأخضر ومواصلة النجاحات المحققة في هذا المجال، قالت د. هالة السعيد إن المؤتمر الوطني للمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية العام الماضي شهد إطلاق مُبادرة "القرية الخضراء"، والتي تستهدف تأهيل قرى المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" للتوافق مع أحدث المعايير البيئية العالمية، وقد تم بالفعل خلال الدورة الأولى للمبادرة اختيار قرية "فارس" بمحافظة أسوان كأول قرية مصرية تحصل على شهادة "ترشيد" للمجتمعات الخضراء، وعلى صفة القرية الخضراء. موضحة أن هذا العام جاري تأهيل عدد من القرى في باقي محافظات المرحلة الأولى من مُبادرة حياة كريمة، وحصلت بالفعل قرية "نهطاي" بمحافظة الغربية على شهادة "ترشيد" لتعد ثاني قرية على مستوى الجمهورية تحصل على الشهادة، وذلك لتميزها في توفر وسائل مبتكرة للحفاظ على مياه الشرب ومعالجة الصرف الصحي، وإدارة النفايات البلدية والعضوية والحيوانية (وحدات البيوجاز)، وأنشطة المشاركة المجتمعية، والمساحات والحدائق العامة والترفيهية، وسهولة وصول ذوي الهمم إلى الخدمات العامة، مؤكدة أن هذه المسيرة مستمرة بالتعاون مع كافة الشركاء في المحافظات نحو إدراج المزيد من القرى المصرية ضمن هذه المبادرة، بما يعزز جهود الدولة للتحول الأخضر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الوطنیة للمشروعات الخضراء الذکیة الدورة الثانیة هالة السعید

إقرأ أيضاً:

وزيرة التنمية المحلية تطلق مبادرة نحو اللامركزية وتطوير الإدارة المحلية

كتب- محمد نصار.

أطلقت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، اليوم الخميس، مبادرة الوزارة "نحو اللامركزية وتطوير الإدارة المحلية" خلال فعاليات اليوم الرابع للمنتدى الحضري العالمي في القاهرة، والذي يعقد من 4 إلى 8 نوفمبر 2024 بمركز المنارة للمؤتمرات.

تهدف المبادرة إلى تحقيق التحول التدريجي نحو اللامركزية، تعزيز الشفافية والمساءلة، وتحقيق الحوكمة الفعالة من خلال تبادل المسؤوليات بين المستويين المركزي والمحلي.

وشهدت الفعالية حضور سامح وهبة، المدير الإقليمي للتنمية المستدامة في أوروبا وآسيا الوسطى بالبنك الدولي، والدكتور خالد عبدالحليم، محافظ قنا، بالإضافة إلى الدكتور هشام الهلباوي، مساعد وزيرة التنمية المحلية للمشروعات القومية ومدير برنامج تنمية الصعيد.

وأكدت الوزيرة أن هذه المبادرة تأتي ضمن الجهود المستمرة لتحويل المناقشات التي تمت في المنتدى إلى واقع عملي ملموس، بما يسهم في تحسين مستوى الخدمات وتلبية احتياجات المواطنين في المدن والمجتمعات المحلية.

وأوضحت أن اللامركزية تعتبر أساسًا لتعزيز المشاركة المجتمعية، وتفعيل مبدأ الشفافية، وهي أداة لتحقيق العدالة المكانية وتمكين المجتمع المحلي من التأثير في حياته اليومية عبر استجابة أسرع وأكثر فاعلية من الإدارات المحلية.

وأضافت الوزيرة أن المبادرة تتماشى مع التوجهات التشريعية الواضحة التي نص عليها دستور 2014، الذي يدعم تمكين وحدات الإدارة المحلية، مؤكدة أن المبادرة تهدف إلى اعتماد أسس الشفافية والمساءلة وتبادل المسؤوليات بين المركز والمحليات.

وأشارت إلى أن وزارة التنمية المحلية قد حققت تقدمًا في تطبيق اللامركزية في محافظتي سوهاج وقنا عبر "برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر"، وهو ما ساهم في تحسين أداء الإدارة المحلية وتعزيز الموارد المالية والتخطيط المحلي، وقد نال هذا البرنامج إشادة من المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي والأمم المتحدة.

كما شددت على أن سياسات اللامركزية تسهم في تمكين المجتمعات المحلية في توفير السكن الملائم وتعزيز دور الإدارة المحلية في التخطيط وتوفير الإسكان الميسر بما يتناسب مع احتياجات المواطنين.

وأكدت أن هذه السياسات تدعم جهود مواجهة أزمة المناخ في المدن من خلال تبني حلول بيئية محلية مرنة.

وقالت الوزيرة إن المبادرة ستعزز التمويل المحلي وتوفير أدوات مالية لدعم الاستقلال المالي للمحليات، مما يسهم في زيادة قدرة هذه الوحدات على الاستثمار في مشروعات محلية ودعم الشراكات بين القطاعين العام والخاص.

كما أكدت على أهمية التحول الرقمي في تحسين كفاءة الخدمات الحكومية وتعزيز تفاعل المواطنين مع الإدارات المحلية.

وفي ختام كلمتها، أكدت الوزيرة، ضرورة تحقيق التخطيط الحضري القائم على الشمولية والمرونة، مشيرة إلى أن اللامركزية ستتيح لوحدات الإدارة المحلية وضع سياسات تخطيطية تأخذ بعين الاعتبار التغيرات المستقبلية والنمو السكاني، مما يسهم في تحقيق التنمية الحضرية المستدامة والمتوازنة.

منال عوض وزيرة التنمية المحلية المنتدى الحضري العالمي مركز المنارة للمؤتمرات

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة وزارة التنمية المحلية تستعرض تفاصيل "أطلس المدن المصرية المستدامة" أخبار

مقالات مشابهة

  • وزارة التخطيط تعقد جلسة خاصة حول المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية خلال فعاليات المنتدى الحضري العالمي
  • «التخطيط» تعقد جلسة عن مبادرة المشروعات الخضراء الذكية بالمنتدى الحضري العالمي
  • “التخطيط” تعقد جلسة خاصة حول المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية
  • وزيرة التنمية المحلية تطلق مبادرة نحو اللامركزية وتطوير الإدارة المحلية
  • جهاز التنمية: نركز على مشروعات الشباب والمرأة في المحافظات الحدودية والصعيد
  • انعقاد برنامج المنبر الثابت الدعوي في 1320 مسجدا بجميع المحافظات
  • المنتدى الحضري يبرز المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية كنموذج للعمل المناخي المستدام
  • وزيرة التنمية المحلية: استراتيجية التمويل الوطنية تدعم تحقيق التنمية المتوازنة بين المحافظات
  • استمرار مبادرة حياة كريمة بتوفير اللحوم والدواجن بأسعار مخفضة بمنافذ بدر| صور
  • لتعزيز المسطحات الخضراء.. 500 ألف شجرة و3 ملايين زهرة في مبادرة “شرقيتنا خضراء”