أخبارنا:
2024-09-13@20:32:45 GMT

خطاب المسيرة الخضراء.. الملك يخاطب إفريقيا

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

خطاب المسيرة الخضراء.. الملك يخاطب إفريقيا

بقلم: د.خالد فتحي

أمران آثنان يحيلان إحياء الذكرى 48 للمسيرة الخضراء حدثا فارقا مغربيا وإفريقيا ،اولهما إعلان الملك من خلال خطابه بالمناسبة عن اكتمال الرؤية لما يمكن أن نسميه المجال الجيوستراتيجي للمغرب الذي مده أفريقيا وأطلسيا، والثاني كون نفس خطابه أشر على أننا لم نعد، وبتوالي الخطب ذات البعد الإفريقي ، إزاء ملك يتحدث فقط لشعبه عن مشاريع الحاضر و المستقبل ،وإنما صرنا نستمع فيه لزعيم إفريقي فذ يتوجه ويخطط بحذق ومهارة ونفاذ بصيرة لقارة بأسرها.

 نعم لم يكن ملكنا يوم الاثنين بالقطع رئيس دولة شعبوي يطلق الكلام على عواهنه، ولم يكن أيضا يلقي عبارات مرسلة إنشائية في الهواء، وإنما كان يصدر عن عقيدة راسخة ترسبت لديه بأهمية العمل الجاد والكفاح المستميت من أجل افريقيا ورفعة إفريقيا.

 لقد كان يزف لنا بعبارات مقتضبة وبليغة في نفس الآن بشرى الشروع في تنفيذ توجه جديد صاغته الدبلوماسية المغربية على مهل حتى اختمر وتبلور مسارا وبرنامجا تنمويا شاملا لامناص لإفريقيا عن السير فيه، خصوصا في ظل التحولات الرهيبة التي يعرفها العالم، والأطماع التي تحوم حول خيرات قارتنا السمراء من طرف القوى العظم، والتي تبدو وكانها رجعت لتتربص بها الدوائر لاعادتها مرة أخرى الى زمن القهر والعبودية والخسف.

جلالة الملك اختار ان يكلم افريقيا الأمس في ذكرى تحرير ارضنا السليبة، لكأنما يعدها ويحضها على ان تنهض و تتكاتف بدورها لأجل أن تتحرر من الاستعمار الجديد البغيض.

  هكذا قرر بخطابه كترجمة لهذا النهج أن يدلف بالمملكة وبما يقرب من نصف دول إفريقيا ، لمرحلة تفعيل مبادرة الدول الافريقية الأطلسية التي كانت قد وضعت لبناتها لأول مرة ذات 8 يونيو من سنة 2022 ببلادنا .

...تلك المبادرة التي نظر لها و حمل لواءها المغرب عبر ثلاث نسخ من الا جتماعات الوزارية التي انعقد اثنان منها بالرباط وواحد بالضفة المقابلة للأطلسي نيويورك .

عام ونصف فقط من وضع خارطة الطريق وإعلانان من الرباط كانا كافيين لكي تدرك الدبلوماسية المغربية التي يقودها جلالته من خلال حسها البرجماتي وقدرتها الاستشرافية والاستقرائية لموازين القوى عالميا ، انه لامجال لهدر الزمن ،وأنه قد حان الوقت للمرور للسرعة القصوى لكي يتحول هذا الحلم الذي زود به جلالته قارته الى حقيقة ماثلة للعيان .

فالمغرب يريد المزيد من التعاون والاندماج بين الدول الافريقية الأطلسية لأجل توطيد السلام والازدهار والاستقرار بهذه المنطقة.... .يريد شريطا اطلسيا إفريقيا مماثلا للشريط الأمريكي في ازدهاره ووحدته.

هذا الورش القاري العملاق جعل الملك لايتطرق للتفجيرات الدنيئة التي عرفتها السمارة ،لأنه اعتبرها اضعف من ان يلتفت اليها أسد هصور كالمغرب ،شيئا ما أشبه مايكون بحشرجة المحتضر أو برقصة الديك المذبوح ،و لذلك رأيناه،وتلك أخلاق الملوك ، قد فضل ان يرد على الدناءة والجبن والغدر، بالإمعان في نهج خيار البناء والعمران وتحقيق غاية الاستخلاف في الارض ، ليس لبلدنا فقط، وإنما ل23 بلدا افر،يقيا،بل وأكثر من ذلك ،لأن إمارة المؤمنين المتجذرة افريقيا ،لم تنس أن تمد يدها كذلك لدول الساحل الحبيسة ،التي تكابد الأمرين من اجل التنمية، و التي تخنق أنفاسها بسبب الحيف الجغرافي و بفعل علوقها بين كماشتي الإرهاب وأطماع الدول العظمي التي يسيل لعابها لما تزخر به من ثروات وامكانيات،حيث دعا جلالته من خلال فكرة من خارج الصندوق ، إلى مبادرة دولية لإيجاد منفذ لها على الأطلسي.

إن جلالته،وهو يفصح عن هذا الاقتراح الفريد من نوعه لينبه كل الأفارقة الى أن سر قوة افريقيا إنما يكمن في تلاحمها وترابطها.ذلك ان

 افريقيا التي وصفها أمير الشعراء احمد شوقي قائلا: إفريقيا قسم من الوجود-- في شكله أشبه بالعنقود،لهي نفس إفريقيا التي تدور بلب وخيال جلالته ،والتي يعمل جاهدا لإيجادها فهو عارف بل مبشر ان سر قوتها هو في ترابط حبات شكلها العنقودي، اي في تعاون حكوماتها والتحام شعوبها قاطبة لربح التحديات الذي سيجعل منها أعظم القارات .

  إن هذا المشروع الأطلسي لجلالته يؤدي خدمة من نوع آخر حتى لخصومنا الذين أرادوا محاصرة المغرب بإغلاق حدودهم البرية والجوية، اذ سيكتشفون من خلاله تهافت مخططاتهم ومؤامراتهم ، ولربما سينتبهون لأول مرة الى أرض الله ومحيطاته الواسعة التي يمكن لها أن تستقبل وتستوعب المبادرات الخلاقة المبدعة للمغرب ،وسيفهمون ولو بعد فوات الأوان كم كانوا ساذجين حين توهموا ان المغرب سيقع في براثن القدرية الجغرافية التي حاولوا عبثا فرضها عليه. ولربما سيقتنعون بالتالي انه بلد ترعاه عناية الله تعالى، وانه لايمكن خنقه أبدا مهما بيتوا له ذلك بدسائسهم .  

إنه بالانتياه فوق هذا للتحولات التي عرفتها الدبلوماسية المغربية في السنين الأخيرة، ولتنويع الشراكات التي عمدت لها ،ولتنظيمنا المرتقب لمونديال 2030 بمعية دولتين بحريتين هما البرتغال واسبانيا ،وللعلاقات الجيدة والاستراتيجية التي صارت تربط المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا،وهما البلدان اللذان يكاد يحيط او يحيط بهما البحر من كل جانب ، وكذلك لما دعا له صاحب الحلالة من ضرورة إنشاء اسطول بحري تجاري قوي وتنافسي ،تكون الدولة المغربية قد صنفت نفسها او تريد أن تصنف نفسها بدءا من هذا الخطاب قوة بحرية سوف يقام لها ويقعد في المستقبل القريب .

إن جلالة الملك يفتح أمامنا افقا و منفذا جديدا لحيازة القوة بدعوتنا الى أن نولي وجه تجارتنا صوب المحيط و نحو البحر ،ونتمتع ونستفيد بمزاياه في الحركة والحيوية اللوجستيكية.

 إنه مقتنع اننا نمتلك شروط هذا التحول الى قوة بحرية: مجتمعنا مولع بالبحر وموقعنا الجغرافي لا نظير له ،وشواطئنا مناسبة لتشييد المواني ومناخنا جيد .كتلتنا السكانية لابأس بها ،ومساحة بلدنا كبيرة وسواحلنا طويلة منذ أن عادت لنا صحراؤنا بالمسيرة الخضراء .كما أنه لاتنقصنا الآن القيادة السياسية الواعية بأهمية ان نمخر عباب المحيط ناشدين للتواصل الانساني ناشرين للتنمية باذلين للإشعاع القاري والدولي .

مايلزمنا هو تحقيق المزيد من الموارد لأجل تجارة وازنة. وهذا يتأتى حسب خطاب الملك في الاستثمار في تحلية المياه التي ستطور الزراعة، وفي الاقتصاد الأخضر ،والطاقات المتجددة، والسياحة الاطلسية .

كل هذا لم يكن ليبشر،به الملك لولا ارتياحه الى ان الرياح على مستوى المنتظم الدولي تسير وفق ماتشتهيه سفن المملكة ،وكذا يقينه التام من ان المغرب قد حسم قضية وحدته الترابية للأبد بتصاعد وتيرة التأييد الدولي لطرح الحكم الذاتي، وبالتنمية المستدامة التي تعرفها صحراؤنا المغربية في كل المجالات .

ان هذا الخطاب لدليل على ان الأقاليم الصحراوية قد أصبحت قاطرة للوطن بأكمله افريقيا واطلسيا ،بل و صارت في عيون العالم و عيون الأفارقة بالخصوص علامة بما تحقق فيها من منجزات على ان المغرب بلد يمكن دائما التعويل والاعتماد عليه لرسم الطريق وتذليل الصعاب وتحقيق المستحيل ليس لنفسه فقط يل ولقارته أيضا .

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

عقار يخاطب ختام موتمر تطوير الخدمات الصحية فى شرق السودان

شهد نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد مالك عقار بمنتجع جبل الست بمنطقة اركويت بولاية البحر الاحمر الخميس ختام مداولات مؤتمر تطوير الخدمات الصحية باقليم شرق السودان الذي نظمته وزارة الصحة الاتحادية ، بالتعاون والتنسيق مع مؤتمر خريجي شعب البجا في الفترة من ( ١١ حتى ١٢ ) من سبتمبر الجاري وذلك وسط حضور ومشاركة واسعة من مجلس السيادة الإنتقالي ،و وزارة الصحة الاتحادية ، وولاة ولايات ( كسلا ، القضارف ، وولاية البحر الاحمر ، واعضاء السلك الدبلوماسي لدي السودان، وممثلي المنظمات ذات الصلة بالعمل الصحي.وخاطب سيادته الجلسة الختامية للمؤتمر مؤكدًا اهتمامه بتوصياته ، ووقع علي البيان الختامى لمخرجات المؤتمر ، داعيا الي توسيع الرؤى والتخطيط السليم لعقد مؤتمر شامل لتطوير شرق السودان ، كما تطرق القائد عقار الي تجاوزات وانتهاكات مليشيا الدعم السريع التي طالت حتي كرامة الانسان ، وتدمير ( ٧٥ % ) من بنيات القطاع الصحي في السودان، مشيدا بصمود العاملين في هذآ القطاع في وجه التحديات.كما خاطب ختام المؤتمر وزير الصحة الإتحادي د /هيثم محمد ابراهيم موضحا أهمية المؤتمر فى مخاطبة قضايا الصحة، وتوحيد الجهود الرسمية والشعبية وتوجيهها نحو تقوية النظام الصحي، معربا عن امله في ان تتكرر تجربة هذا المؤتمر في اقاليم السودان الاخري لتكون خارطة طريق صحية لكل السودان من اجل صحة المواطن السوداني.من جانبه اشاد والى البحر الأحمر المكلف الفريق مصطفى محمد نور بجهود قيام المؤتمر لتطوير الخدمات الصحية في اقليم شرق السودان ، مشيرا الي الضغط الكبير الذي تواجهه الولاية في مجال الخدمات الصحية لظروف الوافدين بسبب الحرب ، مشددا علي ضرورة تطوير وتوفير الخدمات الصحية لتوطين العلاج داخل الولاية.وناقش المؤتمر خلال جلساته التى استمرت لمدة يومين اوراق عمل علمية متخصصة، شملت مجمل قضايا الصحة في اقليم شرق السودان، وحشد وتوجيه الموارد نحو مساندة القطاع الصحي.واصدر فى ختامه اليوم توصياته التي اكدت في مجملها علي ضرورة توحيد الجهود لتقوية النظام الصحي وتطوير مؤسساته باشراك كافة المهتمين بهذا المجال، وتحريك المجتمع وتعظيم مشاركة القطاع الخاص في تطوير الخدمات واالمشاريع الصحية.سوناإنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تعبئة أمنية غير مسبوقة من السلطات المغربية لمواجهة محاولة هجرة جماعية إلى سبتة
  • المغرب ضمن أفضل 3 دول جاذبة للتجارة في إفريقيا
  • عقار يخاطب ختام موتمر تطوير الخدمات الصحية فى شرق السودان
  • ملعب المسيرة الخضراء بمدينة تزنيت في حلة جديدة
  • ترتيب المنتخبات العربية في التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا
  • دولة الكويت تعرب عن تضامنها مع المملكة المغربية الشقيقة إثر الفيضانات التي اجتاحت جنوب البلاد
  • العراق يدشن صناعة الطائرات المسيرة
  • “حديقة الفنون الخضراء” بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية تجمع بين الإبداع وجمال الطبيعة
  • أخنوش:الإصلاحات التي قمنا بها إلى جانب الإستقرار الماكرو إقتصادي لبلادنا تحضى بتنويه المؤسسات المالية الدولية
  • الاستثمار الأجنبي المباشر: المغرب يحتل المركز  الخامس في إفريقيا من حيث التدفقات الواردة