"صورة مسرّبة" تحدد موعد طرح الجزء الخامس من "شريك"
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
هل سيعود "شريك" بجزء خامس؟... سؤال أعاد معجبو السلسلة طرحه بشكل كبير عبر مواقع التواصل بعد تداول صورة من سيرة لذاتية لامرأة على موقع "لينكد إن"، كتبت خلالها أنها عملت خلال تدرّبها في شركة NBCUniversal على جزء خامس من "شريك" من المقرر طرحه في 2025.
علق موقع TMZ في تقرير نشره اليوم على الجدل الذي أثارته هذه المرأة بصورة السيرة الذاتية المتداولة لها.
ولفت إلى أن المرأة، الذي لم يكشف عن اسمها، قد استدركت الخطأ من خلال تعديل الملف الشخصي لسيرتها الذاتية، من خلال حذفها عملها في "شريك".
كما علق الموقع بالقول: "من الواضح أن هناك قاعدة جماهيرية ضخمة لفيلم "Shrek"... وكان الناس ينتظرون الجزء التالي منذ فترة طويلة - على الرغم من أن الجزأين الأخيرين لم يحظيا باستقبال رائع". لم تعلق NBCU على التسريب المزعوم... لكن بعض الناس يعتقدون أن هذا سيفرض إعلاناً رسمياً قريباً.
وكان الجزء الرابع من سلسلة أفلام Shrek قد صدر عام 2010، ونال حائزة أوسكار أفضل فيلم كرتوني 3D، لكنه لم يكن جماهيرياً على قدر التوقعات، بحيث لم يحقق حفاوة شعبية، وكانت إيراداته قليلة مقارنة بأجزائه السابقة.
تزايدت الشكوك حول العمل على جزء خامس، بعد تصريح من قبل الشريك الإبداعي لـ DreamWorks Animation كريس ميلداندري لمجلة فاريتي في أبريل (نيسان) الماضي. وحينها ذكر أن المحادثات مع النجوم الأصليين تسير على ما يرام للعودة بجزء جديد من السلسلة.
وقبل أيام، رفعت المغنية ريتا أورا وتيرة الشكوك بين عشاق السلسلة بارتدائها في حفل الهالوين زي الأميرة فيونا والترويج عبر إنستغرام لمنزل "مستنقع شريك" الجديد، عبر إحدى شركات الترفيه السياحي، لقضاء تجربة حياة الغول.
كما تنكر البعض خلال حفلات عيد الهالوين بهيئتي شريك وفيونا، ونشروا صورهم عبر مواقع التواصل، الأمر الذي قد تنصاع له NBCU، وتعمل على إنتاج فيلم خامس، خاصة أنه منذ حوالى الـ6 أشهر تم نشر عبر يوتيوب فيديو تجميعي من الأجزاء السابقة، زعم أنه الفيديو الترويجي للجزء الخامس.
A post shared by RITA ORA (@ritaora)
أصل الحكايةتعود شخصية الغول البشع "شريك" إلى كتاب مصوّر للأطفال صدر عام 1990، من تأليف ويليام ستيج، وتم في العام 2001 إنتاج أول فيلم رسوم متحركة كوميدي مقتبساً منه وحقق نجاحاً كبيراً جداً، دفع إلى إنتاج 3 أجزاء أخرى حتى العام 2010.
وتدور قصة الفيلم الأول حول "شريك" (مايك مايرز) يعيش منعزلاً في مستنقع، اجتاحته مخلوقات خيالية طردها الحاكم المهووس اللورد فاركواد، فيتعاون الغول مع صديقه الحمار "دونكي" (إيدي ميرفي)، لاستعادة أرضه، وخلال الرحلة يقطع في حب الأميرة فيونا، التي تتحول في الأجزاء التالية إلى غولة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أمريكا
إقرأ أيضاً:
حينما تصبح الهوية قيدًا .. تأملات في نسب شجرة الغول لعبد الله بولا
إبراهيم برسي
٢٢ ديسمبر ٢٠٢٤
إن الكتابة عن بولا أو عن كتابات بولا نفسها تحتاج إلى جُرأة وشجاعة، وقد ترددت كثيرًا في دخول مثل هذه المقامرة. و تذكرت مقولة الفيلسوف الماركسي أنطونيو غرامشي عن حتمية انتهاء القديم وصعوبة ولادة الجديد: “تتجلى الأزمة تحديدًا في أن القديم آيل إلى الزوال، بينما لا يستطيع الجديد أن يولد.”
هذه المقولة تتناغم مع تأملات نص بولا، حيث نتعامل مع صراع جاد حول الهوية، التاريخ، والوجود.
“نسب شجرة الغول” هو نص لا يُقرأ، بل يُستشعر. كمن ينظر إلى مرآة غامضة تعكس ظلال الروح السودانية، حيث تتداخل الذكريات بالجروح، وتتمزق الهوية بين زوايا الماضي والحاضر.
عبد الله بولا لا يكتب هنا عن أزمة سياسية أو اجتماعية فحسب، بل يتجاوز ذلك ليغوص في صميم الصراع الإنساني: صراع الإنسان مع ذاته، مع الآخر، ومع المعنى الذي يصنعه أو يُفرض عليه.
الغول، الذي يتكرر ذكره في النص، ليس وحشاً أسطورياً من خيال جمعي، بل هو استعارة حية، مرنة، تأخذ شكلاً جديداً في كل مرة تُستدعى فيها.
الغول هو الهيمنة التي تختبئ وراء الأقنعة، حين تُحوّل التنوع إلى شتات، وحين تجعل من الجسد الواحد عدواً لنفسه. لكنه أيضاً الموروث الذي لم يختره أحد، الإرث الذي يُفرض علينا دون أن نستطيع التمرد عليه تماماً، تماماً كالأحلام التي تستدرج اللاوعي لتُفصح عما لا يُقال.
النص يتحدث عن السودان، لكن السودان هنا ليس مجرد بلد، بل هو صورة مصغرة للإنسانية في صراعها الأبدي مع الاختلاف. التنوع الثقافي الذي كان يمكن أن يكون ثروةً، تحوّل بفعل سياسات الهوية المهيمنة إلى عبء يثقل كاهل البلاد. ليس هذا صراعاً بين الهامش والمركز فقط؛ إنه صراع بين الأصوات التي تريد أن تتنفس، وبين سلطة تصر على أن تُعيد تشكيل كل ما حولها وفق صورتها الخاصة.
لغة عبد الله بولا تلتف حول القارئ كنسيم خفيف يخفي وراءه عاصفة. اللغة هنا ليست حيادية؛ إنها السلاح، الساحة، والجائزة.
اللغة العربية، بتغلغلها في المؤسسات التعليمية والإدارية، أصبحت كما يبدو في النص “اللغة السيدة”، بينما صارت اللغات الأخرى أصواتاً باهتة، مقيدة بالسياقات الخاصة، محرومة من الحضور الرسمي. لكن، كما أن الحلم يُظهر المكبوت، فإن النص يكشف عن مقاومة خفية، عن تلك الهويات التي لم تمت، بل تنتظر لحظة استعادة صوتها.
التاريخ في “نسب شجرة الغول” ليس سلسلة أحداث متتالية؛ إنه كيان حي يتنفس في كل زاوية من النص. يكتب عبد الله بولا عن الماضي لا ليفسره، بل ليحاكمه، ليعيد سؤاله عما فُعل باسمه.
الهوية السودانية، كما تبدو في النص، ليست حقيقة ثابتة، بل مشروعاً قيد التفاوض، مشروعاً حاولت الهيمنة أن تحسمه لصالح سردية واحدة، لكنها لم تفلح سوى في ترك جراح أعمق.
وهناك المثقفون. أولئك الذين كان يُفترض أن يكونوا حراس الوعي، لكنهم، كما يصوّرهم النص، وقعوا في فخ إعادة إنتاج الهيمنة.
في لحظات عديدة، يبدو النص كأنه حوار داخلي، حيث يتساءل الكاتب: كيف يمكن لمن يفكر أن يكون أداة في يد من يقمع التفكير؟
المثقف هنا ليس مجرد فرد، بل رمز لصراع أوسع: بين الفكر المستقل والسلطة التي تحاول أن تروضه.
ثم يأتي التحليل النفسي للهوية. في النص، الهوية ليست شيئاً نملكه، بل شيئاً يُفرض علينا. الهوية العربسلامية، كما يصورها النص، ليست مجرد اختيار، بل سلطة تحاول أن تُقصي كل ما لا يتماشى معها. إنها أشبه بظل طويل يخفي تحته التنوع، لكنه لا يستطيع محوه تماماً.
هذا الصراع بين المركز والهامش، بين اللغة السيدة واللغات المكبوتة، بين الماضي الذي يُعاد إنتاجه والحاضر الذي يبحث عن مخرج، هو ما يمنح النص قوته الفلسفية العميقة.
لكن النص ليس اتهاماً فارغاً؛ إنه أيضاً دعوة للتأمل. عبد الله بولا لا يقدم حلولاً جاهزة، لكنه يفتح نافذة على احتمالات جديدة. يدعو إلى القبول، ليس بمعنى الخضوع، بل بمعنى المصالحة مع الذات المتعددة، مع السودان كما هو، لا كما تريده السلطة أن يكون. النص يدعو القارئ إلى التوقف عن البحث عن إجابات سهلة، وإلى مواجهة التعقيد بجرأة.
“نسب شجرة الغول” هو نص يرقص على حافة الكلمة، يحفر في عمق المعنى، ويترك القارئ مسكوناً بأسئلة لا تنتهي. إنه كمن يسير على حبل مشدود بين الحلم واليقظة، بين الواقع والممكن، بين الذاكرة والنسيان. وفي النهاية، ربما لا يكون الغول إلا نحن، حين ننسى، حين نتجاهل، وحين نستسلم للهيمنة بدلاً من أن نقاومها.
zoolsaay@yahoo.com