جائزة السلطان قابوس.. وقوة عُمان الناعمة
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
أعلن أمس مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم نتائج الدورة العاشرة لجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب والتي فاز بها عن فرع الثقافة الدكتور عبدالله بن خميس الكندي نظير أبحاثه ودراساته في مجالي الإعلام والاتصال، كما فاز في فرع الآداب الروائي الجزائري واسيني الأعرج حيث خصص هذا الفرع في الدورة العاشرة لمجال الرواية، وحجبت لجنة التحكيم جائزة فرع الفنون والذي خصص في هذه الدورة لمجال الإخراج.
استطاعت جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب وبعد أن أكملت دوراتها العشر أن ترسخ حضورها في المشهد الثقافي العربي لأسباب كثيرة من بينها أنها تُمنح من عُمان الدولة صاحبة التاريخ العريق والمنجزات الحضارية عبر القرون، الأمر الذي ينعكس على قوة الجائزة ومقدار قيمتها المعنوية بين الجوائز في العالم العربي. كما أن الجائزة تكتسب قيمتها المعنوية، أيضا، من اسم السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- وهو شخصية محورية ومهمة ليس فقط في العالم العربي وإنما في المشهد العالمي ولذلك فإن الجائزة تكتسب قوة إضافة إلى قيمتها المادية التي تبلغ في الدورة التقديرية كما هو هذا العام ١٠٠ ألف ريال عماني.
وما يؤكد على أن الجائزة رصينة جدا ذهابها في أكثر من مرة لحجب الفرع؛ كون الأعمال المقدمة للتنافس دون مستوى الجائزة ما يعني أن معايير التقييم عالية وهذا في حد ذاته يعطي مؤشرا مهما أن القيمة المعرفية والفنية للأعمال الفائزة عالية جدا.
ومن المهم أن نتعامل مع هذه الجائزة وغيرها من الجوائز التي يمكن أن تظهر خلال المرحلة القادمة بمستويين: المستوى الأول يكمن في دور سلطنة عمان الحالي والتاريخي في تكريم المفكرين والمبدعين في مختلف المجالات والعلوم وهذا مستوى في غاية الأهمية، والدول التي تكرم مبدعيها وعلماءها دولة مكتوب لها أن تبقى في تقدم مستمر. أما المستوى الثاني والذي لا يقل أهمية عن المستوى الأول فيكمن في أن الجوائز الأدبية والعلمية وحتى الرياضية تستطيع أن تصنع قوة ناعمة للدول وتحقق سمعة كبيرة لها لأنها ترعى الثقافة والعلم، وتهتم بالمفكرين والمبدعين والمبتكرين وترسخ هذه الصورة لدى الناس ليس في الإقليم فحسب وإنما في العالم أجمع.. ويحتاج هذا الأمر دائما إلى خطة ترويج إعلامي تقوم به الجهة التي تقدم الجائزة، وهذا أمر حاصل الآن ولكن يحتاج في العقد الجديد من عمر الجائزة إلى أن يكون أكثر تركيزا وأوسع امتدادا على المستوى العربي والعالمي حيث يحضر المبدعون العرب في كل مكان.
وهذه قوة لا ينبغي التفريط بها، خاصة أنها حققت حضورا إقليميا وهناك اتفاق عربي على أهمية الجائزة لارتباطها باسم عُمان وباسم السلطان قابوس، كما أنها أبعد ما تكون عن الجدل الذي يحيط بالكثير من الجوائز العربية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: قابوس بن سعيد العالم العربي الروائى تكريم سلطنة عمان السلطان قابوس لجنة التحكيم السلطان قابوس
إقرأ أيضاً:
الروائي حجي جابر يتحدث عن جوائزه الأدبية في معرض جدة للكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استعاد الروائي حجي جابر شريط ماضيه مع مدينة جدة التي نشأ فيها، متحدثاً بنبرة من الصدق وعبق الحنين، حيث قال: "جدة شكّلت وجداني، وشكّلت ذائقتي، وشكّلت حتى طريقة مشيي، وجدة هي فتاتي، هنا في جدة النادي الأهلي يغرّد وحيداً". جاء ذلك في سياق الندوة التي أُقيمت على المسرح الرئيسي ضمن فعاليات معرض جدة للكتاب 2024، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، تحت عنوان "الأديب ما بعد الجائزة"، وأدارها إبراهيم مضواح، الذي بدأ حديثه بالترحيب بالحضور، مؤكدًا أهمية الحديث حول الجوائز الأدبية وهموم الكتابة، باعتبارها محاور تمس جوهر الإبداع الأدبي.
ثم أُتيح لحجي جابر المجال ليتحدث عن تجربته الشخصية في عالم الكتابة والجوائز، حيث عبّر عن شكره لهيئة الأدب ومعرض جدة للكتاب على الدعوة، وبدأ حديثه قائلاً: "عندما يكتب الكاتب من أجل الحصول على الجائزة، فهو لا يكتب لذاته. ورغم أن الجوائز تُعرّف الجمهور بالكاتب، وتعدّ من أشكال الاعتراف به، فإنني أؤمن بأنها يجب ألا تكون الهدف الأسمى للكاتب". وأوضح حجي أن الجائزة الأولى التي حصل عليها كانت بمنزلة بوابة لدخول عالم الأضواء، مشيراً إلى أن هدفه الأسمى يكمن في كسب محبة القارئ وإرضاء اهتمامه بشغف.
وأكَّد أن النجاح الذي حققه مع جائزة البوكر يعود جزئياً إلى تسويق الكتاب بشكل ممتاز، إضافة إلى تأثير اسم الجائزة العالمي، رغم أن الجوائز التي تلتها لم تحقق النجاح نفسه، حتى لو كانت تفوقها مادياً.
وفي حديثه عن جائزة الرواية بالشارقة، أكَّد حجي جابر أنه كتب بحُرية دون أن يكون هدفه الجائزة، معترفاً أن هذا الفوز حمَّله مسؤولية كبيرة، وأن نجاح الرواية قد لا يكون بسبب مضمونها فقط، بل لأن وراءها دار نشر مميزة.
أكَّد الروائي مجددًا أن الجوائز تُعد مؤشراً، لكنها ليست دليلاً قاطعاً على الجودة، مشيراً إلى أهمية عدم الركض خلف الجوائز، بل ترك المجال للمواهب الشابة، وأوضح أنه يدين بالفضل للجوائز التي حصل عليها، وساعدت في وصوله السريع إلى قُرائه.
وفي ختام الندوة، شهدت الفعالية العديد من المداخلات القيمة من الحضور، مما أضاف ثراء للنقاش.
ويستمر معرض جدة للكتاب 2024 في استقبال الزوار يومياً من الساعة 11 صباحاً حتى 12 منتصف الليل، باستثناء يوم الجمعة حيث تبدأ الزيارة من الساعة 2 ظهراً، ويستمر المعرض حتى 21 ديسمبر الجاري.