هجوم إسرائيل على جنين: لماذا الآن وما السبب وراءه؟
تاريخ النشر: 5th, July 2023 GMT
جنين ـ (رويترز) – شنت إسرائيل في الثالث من يوليو تموز عملية عسكرية كبرى في مخيم جنين للاجئين، أحد معاقل المسلحين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، مما أدى إلى استشهاد 10 فلسطينيين على الأقل في اشتباكات مع مسلحين. وفيما يلي ما يجب معرفته عن جنين: * لماذا تهاجم إسرائيل جنين؟ منذ مارس آذار 2022، صارت جنين ومناطق نائية في شمال الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل عرضة لهجمات مكثفة أمرت بها الحكومة الإسرائيلية المؤلفة من قوميين ومتدينين بعد سلسلة هجمات نفذها فلسطينيون في الشوارع.
ويعيش في مخيم جنين منذ زمن بعيد مسلحون يحوزون مجموعة من الأسلحة الخفيفة وترسانة متنامية من العبوات الناسفة. واتهم الجيش الإسرائيلي مرارا الجماعات المسلحة بنشر مقاتليها في مناطق حضرية مكتظة بالسكان مثل مخيمات اللاجئين التي يعود تاريخها إلى عام 1948. ويعيش كثير من النشطاء في المخيم، وغالبا مع عائلاتهم. وقتلت القوات الإسرائيلية في يناير كانون الثاني سبعة مسلحين ومدنيين اثنين في هجوم على جنين. وخاض مقاتلون الشهر الماضي معركة بالأسلحة النارية مع القوات الإسرائيلية استمرت لساعات استشهد خلالها ستة فلسطينيين وأُصيب أكثر من 90. كما أصيب سبعة جنود إسرائيليين في انفجار لغم أرضي أعطب مركبتهم المدرعة. وقتل مسلحون فلسطينيون أربعة إسرائيليين بالقرب من مستوطنة يهودية ردا على ذلك، مما دفع المستوطنين إلى مهاجمة بلدات فلسطينية، حيث أضرموا النيران في مبان وسيارات. يأتي هذا الانزلاق إلى بعض من أسوأ أعمال العنف منذ الانتفاضة الفلسطينية من عام 2000 إلى 2005 وسط غياب طويل لمحادثات سلام تتبنى قيام دولة فلسطينية وفي ظل قيادة سياسية فلسطينية تزداد ضعفا ومع توسع مطرد في المستوطنات اليهودية على الأراضي المحتلة في وجود حكومة إسرائيلية قومية هي الأكثر تشددا من أي وقت مضى. * أين جنين وكيف تمضى الحياة فيها؟ تقع مدينة جنين الصغيرة في منطقة تلال بأقصى شمال الضفة الغربية قرب الحدود مع إسرائيل. ويوجد في المدينة مخيم للاجئين يحمل الاسم نفسه ويؤوي نحو 14 ألفا هم أحفاد فلسطينيين هُجروا لدى قيام إسرائيل عام 1948، ومعظمهم من الفقراء والعاطلين عن العمل. ويولد هذا الإرث القاسي عداء شديدا لإسرائيل ودعما للجماعات الفلسطينية المسلحة. * ما أهمية مخيم جنين للاجئين؟ كانت جنين ساحة لبعض من أسوأ وقائع إراقة الدماء خلال الانتفاضة الثانية، التي بدأت بعد انهيار محادثات السلام المدعومة من الولايات المتحدة في عام 2000 ثم تصاعدت إلى صراع بين إسرائيل والجماعات المسلحة. خرج من جنين العديد من منفذي العمليات الانتحارية الذين قادوا الانتفاضة. ولكبح جماحها، شنت القوات الإسرائيلية المدرعة هجوما مدمرا على المخيم في أبريل نيسان 2002 في إطار حملة قمع واسعة النطاق على المناطق التي كان الفلسطينيون يمارسون فيها حكما ذاتيا محدودا بموجب اتفاقات سلام مؤقتة أُبرمت في التسعينات. وذكرت تقارير الأمم المتحدة أن 52 فلسطينيا استشهدوا في جنين، ما يصل إلى نصفهم من المدنيين، بينما فقدت إسرائيل 23 جنديا وهُدم أكثر من 400 منزل وصار أكثر من ربع السكان بلا مأوى، مما استلزم إعادة بناء المخيم. وبعد عقدين من الزمان، دقت إسرائيل ناقوس الخطر إزاء العدد المتزايد من المسلحين الموجودين في جنين حيث يكدسون الذخائر. وتقول إسرائيل إن المخيم مركز للتخطيط والتحضير لهجمات المسلحين فضلا عن أنه ملاذ آمن لمقاتلين تمولهم حماس أو حركة الجهاد الإسلامي المدعومة من إيران. كما تقول إسرائيل إن مسلحين في منطقة جنين نفذوا أكثر من 50 هجوما بأعيرة نارية منذ بداية العام الحالي وإن ما يقرب من نصف سكانها ينتمون إما إلى حماس أو الجهاد الإسلامي. وأثار إطلاق مسلحين لصاروخين بدائيين بالقرب من جنين الشهر الماضي مخاوف في إسرائيل من أن الضفة الغربية ربما تسير في طريق قطاع غزة الذي سحبت منه المستوطنين في عام 2005 وتحكمه حاليا فصائل إسلامية مسلحة. وغالبا ما تستخدم إسرائيل في مداهماتها الأحدث والأصغر نطاقا على جنين فرقا من العمليات الخاصة ترتدي الزي الفلسطيني، لكنها تواجه صعوبات نظرا لقيام المسلحين بوضع عبوات ناسفة في الممرات الضيقة واكتشافهم السريع للغرباء في المخيم. ساهم ذلك في تحديد حجم العملية الإسرائيلية في أوائل يوليو تموز الجاري، والتي يشارك فيها أكثر من 1000 جندي، وكذلك في قرار إسرائيل دعمهم بضربات نادرة بطائرات مسيرة فيما وصفته بمحاولة لتدمير البنية التحتية والأسلحة. ومن بين المواقع التي يقول الجيش الإسرائيلي إنه اكتشفها في جنين غرفة قيادة بها مجموعة من كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة تغطي المخيم ونفقا ومستودع أسلحة تحت مسجد. وتقول إسرائيل أيضا إنها ألقت القبض على 120 من المشتبه بأنهم مقاتلون واغتالت تسعة مسلحين على الأقل في جنين. وتأكد أن خمسة من الشهداء كانوا من المسلحين. * لماذا المسلحون بهذه السطوة؟ من بين الجماعات المسلحة الموجودة في جنين حركة الجهاد الإسلامي المدعومة من إيران وحركة حماس التي تسيطر على غزة والجناح العسكري لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس. ويعمل المسلحون في المخيم تحت مظلة كتيبة جنين. ويرجع تزايد وجودهم في جانب منه إلى تقاعس قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية التي يتزعمها عباس والمدعومة دوليا والتي تقول إن إسرائيل قوضت مصداقيتها على الأرض. غير أن هذه الجماعات تزداد قوة بسبب ضعف عباس البالغ من العمر 87 عاما، والذي انهارت صيغته الخاصة بمفاوضات إقامة الدولة مع إسرائيل في عام 2014 دون وجود فرص لإحيائها في الأفق، وكذلك بسبب ما يُعتقد بأنه عدم كفاءة وفساد مستشر داخل السلطة الفلسطينية. * ما هو تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟ أدى قيام إسرائيل عام 1948، بعد هزيمة جيوش عربية من أنحاء الشرق الأوسط، إلى تشتت مئات الألوف من الفلسطينيين بأنحاء المنطقة الأوسع فيما يسميه الفلسطينيون نكبتهم. وبعد 19 عاما، استولت إسرائيل بعد حرب أخرى كبرى على الضفة الغربية والقدس الشرقية من الأردن وغزة من مصر. وضمت إسرائيل القدس الشرقية في خطوة غير معترف بها دوليا ثم بدأت في إنشاء مستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتوصلت إسرائيل والفلسطينيون في منتصف التسعينات إلى اتفاقات سلام مؤقتة، لكن سلسلة من مفاوضات “الوضع النهائي” تعثرت مرارا بسبب خلافات استعصت على الحل بخصوص قضايا الحدود والمستوطنات واللاجئين والقدس. وانهارت آخر جولة من تلك المحادثات، والتي توسطت فيها الولايات المتحدة، في 2014.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
الناطق باسم كتيبة جنين للجزيرة: أمن السلطة يريد جنين بلا سلاح مقاومة
قال الناطق باسم كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تريد جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية المحتلة من دون سلاح مقاومة.
وأكد الناطق باسم كتيبة جنين -في حديث خاص للجزيرة- أنه لن يستطيع أحدا نزع سلاح المقاومة في جنين سوى رب العالمين.
وشدد على وقوف المقاتلين مع القانون وفرضه، لكنه تساءل في الوقت نفسه قائلا "أين القانون أثناء اقتحامات جيش الاحتلال لمدن الضفة الغربية وقراها؟".
ووفق مصادر للجزيرة، فإن الاشتباكات بين المقاومين وأجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية تجددت اليوم الأحد في مخيم جنين.
وقال مصدر قيادي في كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس إن السلطة لم يبق لديها شيء تفعله أكثر مما فعلته خلال الأيام العشرة الماضية، وهي تريد البحث عن مخرج تدعي فيه السيطرة على المخيم
وشدد المصدر القيادي على أن "كتيبة جنين قوية، والأجهزة الأمنية لم تستطع اقتحام المخيم بل تمركزوا على المناطق المحاذية، بعدما استهدفوا المدنيين والأطفال بطرق غادرة".
بدوره، أكد الناطق باسم كتيبة جنين للجزيرة أن بوصلة المقاتلين واضحة وهي ضد الاحتلال فقط، وأنهم تبنوا المقاومة عن الضفة كاملة.
إعلانولفت إلى اغتيال الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية مطاراد من الاحتلال منذ سنوات وطفلين بريئين.
واندلعت اشتباكات في مخيم جنين، أمس السبت، بعد قيام أجهزة أمن السلطة بما سمتها عملية "حماية الوطن"، وأسفرت عن مقتل القيادي في كتيبة جنين يزيد جعايصة المطارد من الاحتلال الإسرائيلي، ومقتل عدة مدنيين برصاص رجال أمن السلطة.
وبشأن إمكانية التوصل لحل مع السلطة الفلسطينية، قال الناطق باسم كتيبة جنين إن المبادرات تطلب من المقاتلين تسليم أنفسهم، "ونحن نطلب منها أن تحمينا من الاحتلال".
وبدأت أحداث مخيم جنين باعتقال أجهزة السلطة إبراهيم طوباسي وعماد أبو الهيجا في أوائل الشهر الجاري، مما أثار غضب "كتيبة جنين" التي احتجزت سيارات تابعة للسلطة كرهينة للمطالبة بالإفراج عنهما.
ورفضت السلطة ذلك المطلب، وأرسلت رسالة واضحة بأن هدفها إنهاء حالة المقاومة وتسليم السلاح، وهو ما رفضه المقاومون.
وتصاعدت الأحداث مع مقتل الشاب ربحي الشلبي خلال عمليات أمن السلطة، التي حاصرت مستشفى جنين، وقطعت الكهرباء والمياه عن المخيم.
وتندلع عادة اشتباكات بين مقاومين وعناصر الأمن الفلسطيني في مدن شمال الضفة، خاصة في جنين وطولكرم، تزامنا مع الاجتياحات المتواصلة لقوات الاحتلال واعتداءات المستوطنين والإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.