جثث في شوارع أم درمان وتحذير أممي من تداعيات القتال بدارفور
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان -اليوم الخميس- أن جثثا لأشخاص يرتدون الزي العسكري تنتشر في شوارع أم درمان (غرب الخرطوم) إثر معارك جرت أمس الأربعاء بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقال الشهود إنهم رأوا الجثث ملقاة في شوارع وسط المدينة التي تشهد بعض مناطقها قتالا بين الجيش والدعم السريع.
وأكد كل من الطرفين المتصارعين أنه ألحق بالطرف الآخر خسائر كبيرة خلال الاشتباكات التي جرت أمس وشط أم درمان.
القيادة العامة للقوات المسلحة
الاربعاء 8 نوفمبر 2023م
موجز الموقف اليوم ..
إفادة العميد ركن نبيل عبد الله ..
الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة pic.twitter.com/35ENcFsbfQ
— القوات المسلحة السودانية – الإعلام العسكري (@GHQSudan) November 8, 2023
فقد قال الناطق باسم الجيش السوداني نبيل عبد الله في تسجيل صوتي عبر موقع "إكس" إن "القوات المسلحة كبدت ما وصفها بـ"المليشيا المتمردة" خسائر ضخمة في الأفراد والآليات".
ووضح عبد الله أن الجيش تمكن أيضا من إلحاق خسائر كبيرة بقوات الدعم السريع في شمال منطقة بحري بالخرطوم، مضيفا أن القوات المسلحة تطمئن المواطنين بأنها قادرة على دحر ما وصفه بالتمرد.
من جهتها، نشرت قوات الدعم السريع مقطعا مصورا قالت فيه إنها "تصدت أمس الأربعاء لهجوم للجيش من عدة محاور في أم درمان".
تصدت قواتنا اليوم الأربعاء، لهجوم من عدة محاور من القوات المسلحة مسنودة بكتائب النظام البائد في أم درمان.
وكبدت قواتنا المهاجمين خسائر فادحة، واستولت على عدد كبير من الأسلحة والذخائر و4 مدرعات و11عربة قتالية بكامل عتادها العسكري، وأسر المئات من العسكريين والمستنفرين.
نؤكد أننا… pic.twitter.com/P6JWUSp5Q3
— Rapid Support Forces – قوات الدعم السريع (@RSFSudan) November 8, 2023
وقالت قوات الدعم إنها "كبدت القوات المهاجمة خسائر فادحة، وأسرت المئات من العسكريين".
ومساء الأحد الماضي، قتل 20 شخصا إثر سقوط قذائف على سوق زقلونا الشعبي خلال تبادل للقصف العشوائي بالمنطق، بحسب منظمة "محامو الطوارئ" الحقوقية السودانية.
وفي أم درمان أيضا، أفاد شهود عيان بسقوط قذيفة على مستشفى النو، مما أسفر عن مقتل عاملة بالمنشأة التي تقع شمالي المدينة، وتعد آخر المرافق الطبية التي تخدم هذه المنطقة.
على صعيد آخر، حذرت الأمم المتحدة من احتدام القتال في إقليم دارفور (غربي السودان) بين الجيش والدعم السريع مع دخول الحرب بينهما شهرها السابع.
وقال طوبي هارورد، نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في دارفور في حسابه على موقع "إكس" إن مئات الآلاف من المدنيين والنازحين يتعرضون لخطر كبير الآن في مدينة الفاشر -عاصمة ولاية شمال دارفور- مع تدهور الوضع الأمني، ونقص الغذاء والماء.
وأضاف هارورد أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يتقاتلان من أجل السيطرة على المدينة، محذرا من أنه سيكون لذلك تداعيات كارثية على المدنيين.
وتأتي تصريحات المسؤول الأممي، بينما تفيد تقارير بأن قوات الدعم السريع توسع سيطرتها في منطقة دارفور بعد سيطرتها على مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور، وقاعدة للجيش في مدينة الجنينة عاصمة جنوب دارفور.
من جانبها، أبدت السفارة الأميركية في السودان قلقها من شهادات عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ارتكبتها قوات الدعم السريع، وشملت عمليات قتل عرقية استهدفت قبيلة المساليت في منطقة أردمتا بغرب دارفور.
وتحدث شهود فروا من دارفور إلى تشاد عن قيام قوات الدعم السريع ومسلحين موالين لها بإعدام عشرات في منطقة أردمتا بعد انسحاب الجيش من قاعدة له هناك.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، أسفرت المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عن مقتل ما يزيد على 10 آلاف شخص، بحسب منظمة "بيانات موقع النزاع المسلح وأحداثه" (أكليد) المعنية بإحصاء ضحايا النزاعات.
كما تسبب القتال في نزوح ولجوء أكثر من 6 ملايين سوداني، وفق بيانات الأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی القوات المسلحة بین الجیش أم درمان
إقرأ أيضاً:
قصف كثيف وتوغل بري… هل اقترب سقوط الفاشر؟ .. خبير عسكري يؤكد أن الجيش السوداني جهز قوات كبيرة لفك الحصار عن المدينة
الشرق الأوسط : تتعرض مدينة الفاشر لقصف مدفعي كثيف من «قوات الدعم السريع»، في وقت توسع توغلها البري ببطء وحذر، فيما تعمل قوات الجيش السوداني، والقوة المشتركة المتحالفة معها، على منع تقدمها والسيطرة عليها، واستولت «الدعم السريع»، الأسبوع الماضي، على مخيم زمزم للنازحين، الذي يبعد نحو 12 كيلومتراً جنوب الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، لإحكام الحصار على المدينة من عدة محاور، وكانت أغلب التوقعات تذهب إلى أنها قد تشن هجوماً برياً سريعاً خلال أيام قليلة.
ووثقت مقاطع فيديو تداولتها حسابات موالية لـ«الدعم السريع» في منصات التواصل الاجتماعي، اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة تدور داخل الفاشر، وتصاعد أعمدة الدخان بكثافة في محيط الأحياء السكنية.
وتعرضت الفاشر لأكثر من 200 هجوم على مدى عام لمحاولات من «الدعم السريع» لاقتحامها والسيطرة عليها، أحبطتها قوات الجيش السوداني والفصائل الدارفورية المتحالفة.
وقالت مصادر محلية إن «الدعم السريع» دخلت بالفعل في أحياء سكنية والفاشر، وأن هناك قتال شوارع يدور بين الطرفين، وأن المعارك على أشدها، يتوقع بعدها أن تبدأ في الاجتياح النهائي.
أضافت المصادر أن هذا الهجوم يختلف كثيراً عن سابقاته؛ إذ تطلق «الدعم السريع» من مناطق تمركزها القذائف المدفعية تجاه الأحياء السكنية والمواقع العسكرية.
وأفادت مصادر محلية غادرت الفاشر «الشرق الأوسط» بأن المدينة دمرت بشكل كبير، جراء القصف العشوائي الذي ظلت تشنه «قوات الدعم السريع» من دون توقف.
وقالت المصادر نفسها إن أعداداً كبيرة من الأهالي هجروا منازلهم، ومن تبقى منهم يسعى للفرار بعد اشتداد القصف والاشتباكات في الأيام الماضية.
ويريد القادة العسكريون لـ«الدعم السريع» الاستيلاء على الفاشر لأسباب عسكرية وسياسية، بحكم أنها المعقل الأخير للجيش والقوات المتحالفة في إقليم دارفور، والسيطرة عليها قد يمكنها من تهديد مناطق أكبر في شمال البلاد، بحسب تهديدات سابقة صادرة من قادتها العليا.
ووظفت «الدعم السريع» موارد عسكرية ضخمة للاستيلاء على المدينة، ونجحت بالسيطرة على محليات: المالحة وأم كدادة ومخيم زمزم، لعزلها تماماً عن أي إمداد عسكري أو لوجيستي لفك الحصار عنها.
وأفادت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني في الفاشر، بأن قواتها تمكنت، الأربعاء، من صد أعنف هجوم شنته «الدعم السريع» بهدف التسلل من الاتجاه الجنوبي الغربي للمدينة، أسفر عن مقتل وإصابة العشرات في صفوف العدو.
وقالت الفرقة السادسة في بيان على موقع «فيسبوك»، الخميس، إن «الأوضاع تحت السيطرة التامة بفضل قوات الفاشر الباسلة الصامدة».
وإذا لم تستطع «قوات الدعم السريع» السيطرة على المدينة، فقد يمثل ذلك انتكاسة كبيرة لها.
وكان الجيش توعد بعد انتهاء المعارك في الخرطوم بأنه سيتوجه لتحرير دارفور.
في وقت سابق، حذر قائد حركة «جيش تحرير السودان»، حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، من أن سقوط الفاشر يعني سقوط مدن السودان بالتتابع.
وبحسب «تنسيقية لجان مقاومة الفاشر»، فإن القصف المدفعي الكثيف الذي تشنه «الدعم السريع» على الفاشر، يتزامن مع إطلاقها مسيرات انتحارية واستراتيجية عشوائياً على المناطق السكنية.
وقال المستشار القانوني لـ«الدعم السريع» محمد المختار لـ«الشرق الأوسط»، إن «قواتنا تحرز تقدماً ملحوظاً وتقترب من أسوار الفرقة العسكرية للجيش... قواتنا تضغط بشدة، والاستيلاء على الفاشر لن يستغرق وقتاً طويلاً».
وقال المستشار في الأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية، اللواء معتصم عبد القادر الحسن، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجيش السوداني يعمل وفق استراتيجية كلية، وتنفذ قواته حالياً عمليات عسكرية مكثفة في إقليمي دارفور وكردفان لقطع الإمداد العسكري والبشري عن (الدعم السريع) هناك، وقطعاً ستؤثر هذه التحركات على الوضع في الفاشر لصالح الجيش». وأضاف أن القوات في الفاشر استطاعت الصمود طيلة الأشهر الماضية، وصد أكثر من 200 هجوم على المدينة، وأحياناً كانت تنفذ هجمات تجبر «الدعم السريع» على الانسحاب، بالإضافة إلى قيامها بعمليات استخباراتية لوقف أي إمداداتها بالمقاتلين من الحواضن الاجتماعية الموالية لها.
وذكر أن الوضع يحتاج إلى بعض الوقت، لكن من ناحية التفوق فإن الحشود العسكرية التي انطلقت صوب الفاشر ستحرر من الخارج والداخل، ولا توجد أي إشكالات للقوات داخل المدينة في الصمود وتقديم التضحيات.
وأشار إلى أن الجيش جهز قوة كبيرة من القوات المساندة له من كتائب (البراء بن مالك ودرع السودان) والمقاومة الشعبية، بالإضافة إلى القوات الموجودة في الفاشر، سيتم فك الحصار عن المدنية.
وقال عبد القادر إن «قوات الدعم السريع» في محيط الفاشر شبه محاصرة، وليست لديها القدرة على مواصلة خطوط الإمداد، وتعويض الأسلحة والذخائر، والخسائر في صفوف مقاتليها، وهي نفس الخطط التي اتبعها الجيش في العاصمة الخرطوم والولايات الوسطى لمحاصرة «الدعم السريع» وهزيمتها.
وأضاف: «لا أتوقع أن تستغرق العمليات في دارفور طويلاً، وما يروج له قادة (ميليشيا الدعم السريع) عن قرب سقوط الفاشر، لا يعدو أن يكون دعاية إعلامية حربية، لكن المعركة الحقيقية ستحسم لصالح القوات المسلحة السودانية».
مع تفاقم الأوضاع والحشود العسكرية، تتزايد المخاوف من تردي الأوضاع الإنسانية أكثر في الفاشر التي فر منها الآلاف من المدنيين في الأسابيع الماضية بسبب النقص الكبير في الغذاء ومياه الشرب والأدوية.
وقتل وجرح المئات من المدنيين خلال الأيام القليلة الماضية في الفاشر جراء القصف المدفعي المتواصل الذي تشنه «الدعم السريع» على المدينة.