الحرة:
2024-09-29@10:22:12 GMT

كيف فقد العالم ثقته بالأمم المتحدة؟

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

كيف فقد العالم ثقته بالأمم المتحدة؟

لفت تحليل لمجلة "فورين أفيرز" إلى أن دور الأمم المتحدة في حل النزاعات تعرض لهزات كبيرة خلال الفترة الأخيرة، بفعل الصراعات الجارية، بدءا بالحرب على أوكرانيا ومرورا بأحداث الاقتتال في السودان، وصولا إلى الحرب الجديدة بين إسرائيل وغزة.

ورغم أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، شكل لعقود، وقود خلاف أساسي بين أعضاء هيئة الأمم المتحدة، إلا أن الحرب الجديدة، تطرح عدة تساؤلات بشأن مستقبل الهيئة الأممية التي ولدت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وفق تقرير المجلة .

ويقول دبلوماسيون في الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف إن الأزمة الجارية "تبدو مختلفة، وإن آثارها يمكن أن تمتد إلى ما هو أبعد من إسرائيل وقطاع غزة لتصل إلى الأمم المتحدة نفسها".

وخلال الفترة الأخيرة، بدت الأمم المتحدة غير قادرة حتى على الاستجابة لأزمات متوسطة المدى، مثل أعمال العنف في السودان وناغورني قرع باغ، والانقلاب في النيجر. 

"صدع كبير"

يقول دبلوماسيون إن التوترات بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا -الذي شكل موضوع عشرات المناقشات غير المثمرة في الأمم المتحدة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022-  قوضت المناقشات حول قضايا غير ذات صلة في أفريقيا والشرق الأوسط. 

وفي سبتمبر الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في الاجتماع السنوي للجمعية العامة من أن "صدعا كبيرا" في نظام الإدارة العالمي يلوح في الأفق.

وبحسب تحليل المجلة، فإن الحرب بين إسرائيل وحماس تهدد بتوجيه "رصاصة الرحمة" على مصداقية الأمم المتحدة في الاستجابة للأزمات. 

وجاء في التحليل بالخصوص "قريبا سوف تواجه الأمم المتحدة مسألة الكيفية التي تستطيع بها أن تساهم في تحقيق السلام والأمن في وقت تتقلص الأرضية المشتركة بين القوى العظمى يوما بعد يوم".

ومن بين الحلول التي يقترحها التحليل لإعادة بعث الدور الفعال للأمم المتحدة، "التركيز على عدد محدود من الأولويات وتسليم مقاليد إدارة الأزمات الثانوية لمنظمات أخرى عندما تستطيع ذلك".

وتابع التحليل "حتى عندما تبدو الدول المتنافسة وكأنها تتخلى عن الدبلوماسية، فإن المؤسسة تظل مكانا يستطيع فيه الخصوم مناقشة خلافاتهم وإيجاد فرص للتعاون".

وبدأت أزمة الثقة في الأمم المتحدة في التصاعد منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا. 

وفي الأسابيع التي تلت الغزو، أعرب دبلوماسيون عن قلقهم من أن تؤدي التوترات بين القوى العظمى إلى إصابة الأمم المتحدة بالشلل. 

في البداية، بدا الأمر كما لو أن مخاوفهم كانت في غير محلها، حيث انخرطت روسيا والولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون في مناقشات حول الحرب في أوكرانيا، واستمروا -على مضض- في التنسيق بشأن مسائل أخرى، ضمن إطار الأمم المتحدة. 

وقتها، تابعت الهيئة الأممية عملها بقوة، حيث تمكن مجلس الأمن، على سبيل المثال، من فرض نظام عقوبات جديد على العصابات التي تنشط هايتي، والاتفاق على تفويض جديد للأمم المتحدة للعمل مع حكومة طالبان في كابول لتوصيل المساعدات إلى الأفغان الذين يعانون، كما بدت كل من روسيا والغرب على استعداد لاستخدام  الأمم المتحدة كفضاء للتباحث.

وفي الوقت نفسه، حشدت الولايات المتحدة وحلفاؤها دعما كبيرا لأوكرانيا في سلسلة من عمليات التصويت في الجمعية العامة لإدانة العدوان الروسي. 

وحتى الأشهر الأولى من هذا العام، كان العديد من الدبلوماسيين يأملون أن تحتفظ الأمم المتحدة بقدرتها على العمل المشترك حتى مع مواجهة العديد من أعضائهابعضهم بعضا بشأن الحرب في أوكرانيا.

بعد فترة، أدى استمرار الحرب في أوكرانيا والتوترات في الشرق الأوسط إلى تفاقم الاحتكاكات الدبلوماسية بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. 

وفرض ذلك ضغوطا هائلة على الأمين العام الأممي، أونطونيو غوتيريش، الذي ناضل، من أجل إبقاء عمل المنظمة في إدارة الصراع على المسار الصحيح. 

تراجع

في مناطق الاضطرابات مثل السودان ومالي وجمهورية الكونغو الديمقراطية، رفضت الحكومات والأطراف المتحاربة العمل مع وسطاء الأمم المتحدة أو طالبت بانسحاب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، لإدراكها أنها من غير المرجح أن تواجه أي عقوبات حقيقية نتيجة لذلك. 

في المقابل، تمكنت المنظمة من الحفاظ على وجودها الإنساني في أماكن مثل أفغانستان، لكنها واجهت نقصا متزايدا في التمويل، حيث قام العديد من المانحين الغربيين بتخفيض ميزانيات المساعدات لصالح  المساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا.

في الأثناء، وجد غوتيريش نفسه عالقا في مرمى "النيران الدبلوماسية" بشأن الأحداث في الشرق الأوسط. 

وبعد أن قال إن هجوم حماس على إسرائيل "لم يحدث من فراغ" في خطاب ألقاه أمام مجلس الأمن في 24 أكتوبر، دعته إسرائيل إلى الاستقالة وقلصت تعاونها مع مسؤولي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة. 

ونفى غوتيريش تفسير كلماته على أنها مبرر لما أسماه "الأعمال الإرهابية" التي تقوم بها حماس، بينما هبت دول أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، للدفاع عنه.

لكن الطريقة التي تحول بها هذا التعليق إلى حادثة دبلوماسية تؤكد مدى ارتباط عمليات المساعدات التي تقوم بها الأمم المتحدة للخلاف السياسي. 

"وكانت نقطة الضعف هذه، واضحة على أرض الواقع أيضا، فقد قُتل ما يقرب من 100 من موظفي الأمم المتحدة في غزة منذ بدء الحرب" يلفت التحليل.

وبغض النظر عن الكيفية التي تنتهي بها الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا، فإن الاتجاهات في الأمم المتحدة تشير إلى مشاكل قادمة، وفق ذات التحليل. 

ومن المرجح أن يستمر الانقسام الدبلوماسي ونقاط الضعف العملياتية التي تعاني منها المنظمة الآن أو تتفاقم مع اتساع الانقسامات العالمية. 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی فی الأمم المتحدة للأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

«الجارديان»: هل تستطيع إسرائيل تجنب الوقوع في نفس الأخطاء التي ارتكبتها خلال هجومها البري السابق على لبنان؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت صحيفة "الجارديان" أنه لا توجد حربان متشابهتان، حتى تلك التي تدور رحاها بين نفس الطرفين المتحاربين على نفس الأرض، ولكن العديد من التحديات تظل كما هي.

وأبلغ أعلى قائد عسكري إسرائيلي قواته أن الغارات الجوية ستستمر داخل لبنان فى حين يستعد الجيش الإسرائيلي لعملية برية محتملة. وإذا عبرت قواته الحدود الشمالية فمن المرجح أن تواجه عقبات سبق أن واجهتها.

وعندما دخلت الدبابات الإسرائيلية جنوب لبنان فى عام ٢٠٠٦ (وليس للمرة الأولى) وجدت خصمًا تغير بشكل كبير منذ الانسحاب الإسرائيلى من لبنان قبل ست سنوات.

وحتى فى تلك الفترة القصيرة، نجح حزب الله فى تنظيم قدراته وتطويرها. ففى منطقة الحدود الوعرة التى تطل عليها التلال الصخرية شديدة الانحدار، تم إعداد أنفاق قتالية. وتم تكييف تكتيكات وأسلحة جديدة من شأنها أن تزعج القوات الإسرائيلية عند دخولها.

وكانت الدبابات على وجه الخصوص عرضة للصواريخ المضادة للدبابات، فى حين أطلق مقاتلو حزب الله وجماعته المتحالفة "حركة أمل" قذائف الهاون على وحدات المشاة الإسرائيلية المتقدمة أثناء شق طريقهم عبر البساتين وحقول التبغ.

درس مفيد

بالنسبة لأولئك الذين شهدوا القتال عن قرب، فقد كان ذلك درسًا مفيدًا.
فى تلك الحرب، كما فى هذه الحرب،ــ سيطرت الطائرات الإسرائيلية بدون طيار على الأجواء، وقصفت البنية الأساسية ومواقع حزب الله دون مقاومة.

وكانت الزوارق الحربية الإسرائيلية، التى كانت تحلق فى الأفق فى كثير من الأحيان، تقصف الساحل، وتهدد الطريق الساحلى الرئيسى يوميا. ولكن عند الاقتراب من الحدود، كانت الصورة مختلفة تماما.

فى ذلك الوقت، كما هو الحال الآن، كان حزب الله يمتلك مواقع معدة جيدًا. وكانت الصواريخ تنطلق من مواقع مخفية على سفوح التلال القريبة، فتستدعى ضربات مضادة من جانب إسرائيل، سواء من الطائرات النفاثة أو المدفعية على الحدود، ويبدو من المستحيل النجاة منها.

ولكن فى كثير من الأحيان، بعد توقف لبضع ساعات، كانت الصواريخ تنطلق مرة أخرى من نفس المكان، فتبدأ دورة جديدة من الهجمات.

وفى تعليقاته أمام الجنود؛ بدا رئيس الأركان الإسرائيلى هيرتسى هاليفى وكأنه يشير إلى حقيقة مفادها أن أى توغل بري، إذا أمر به، سيكون صعبًا وسيواجه معارضة شديدة.

وقال نتنياهو لقوات جيش الدفاع الإسرائيلى يوم الأربعاء: "نحن نستعد لعملية مناورة، وهذا يعنى أن أحذيتكم العسكرية، أحذيتكم المناورة، ستدخل أراضى العدو، وتدخل القرى التى أعدها حزب الله كنقاط عسكرية كبيرة، مع البنية التحتية تحت الأرض، ونقاط التجمع، ومنصات الإطلاق إلى أراضينا والتى ستنفذ منها هجمات على المدنيين الإسرائيليين".

وأضاف "إن دخولكم إلى تلك المناطق بالقوة، ولقاءكم بعناصر حزب الله، سوف يظهر لهم ما يعنيه مواجهة قوة محترفة وذات مهارات عالية وخبرة فى المعارك. إنكم قادمون بقوة أكبر وخبرة أكبر بكثير من تلك القوة. وسوف تدخلون وتدمرون العدو هناك، وتدمرون بنيته التحتية بشكل حاسم".

مهمة أكثر تعقيدًا

والحقيقة هى أن أى حملة برية ستكون مهمة أكثر تعقيدًا بكثير من الهجمات التى تقودها الاستخبارات والتى تسعى إسرائيل إلى تنفيذها فى مناوراتها باستخدام أجهزة الاتصال المتفجرة والغارات الجوية التى تلت ذلك.

إن إخفاقات حرب عام ٢٠٠٦ ــ التى حددتها لجنة فينوغراد اللاحقة ــ كان لها المسئولون عنها، بما فى ذلك فى مجموعة ثلاثية من القادة الإسرائيليين عديمى الخبرة فى زمن الحرب: رئيس الأركان آنذاك، دان حالوتس، الطيار المقاتل السابق الذى واجه صعوبة فى تنسيق الحركات البرية، فضلًا عن رئيس الوزراء آنذاك إيهود أولمرت، ووزير الدفاع عمير بيريتس.

وكما كتب المراسل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هاريل فى عام ٢٠١٦، بعد عقد من الحرب: "تم نقل فرق جيش الدفاع الإسرائيلي بلا هدف، مع عجز الحكومة والجيش عن تحديد المناورة التى من شأنها أن تمنحهم اليد العليا".

ورغم أن جيش الدفاع الإسرائيلي نجح فى تحسين دروعه لكى يتمكن من الدفاع بشكل أفضل ضد الأسلحة المضادة للدبابات المتحركة والاستعداد للقتال فى لبنان، فإنه يظل من غير الواضح ما إذا كان التوغل البرى الإسرائيلى قادرًا على تجنب نفس المزالق. أو ما إذا كانت أهدافه أكثر واقعية.

التسليح والخبرة

ويشير كاتب "الجارديان" "بيتر بومونت" إلى أن حزب الله الآن أفضل تسليحًا بكثير مما كان عليه فى عام ٢٠٠٦، وأصبح مقاتلوه أكثر خبرة فى القتال بعد سنوات من القتال فى سوريا، ولكن يبدو أن إسرائيل تقع فى نفس الفخ المفاهيمى المتمثل فى سوء فهم طبيعة الجماعة الإسلامية.

وفى حين نجحت عملية النداء والضربات الإسرائيلية فى إزالة طبقة من القيادة والقيادة والسيطرة، فإن أساس حزب الله كقوة لبنانية ــ على النقيض من وظيفته كوكيل استراتيجى لإيران ــ لا يزال سليما فى نهاية المطاف.

ويظل حزب الله قوة محلية متمركزة فى المدن والقرى والريف ولديها مهمة واحدة ومفهومة جيدًا: مقاومة القوات الإسرائيلية.

وبينما شهد حزب الله لحظة "الصدمة والرعب" فى هجمات أجهزة النداء واللاسلكى والغارات الجوية، فإن إسرائيل تعانى من عيوبها الخاصة ــ ليس أقلها الإرهاق المتزايد ليس فقط فى قدرتها العسكرية، بل وأيضًا فى الإرهاق المتزايد فى المجتمع الإسرائيلى بعد عام من الحرب.

تباه وقصور

لقد تباهى جيش الدفاع الإسرائيلي منذ فترة طويلة بالقتال على جبهات متعددة، ولكن العملية الطويلة المروعة ضد حماس لم تكتمل بعد ولا توجد خطة واضحة لليوم التالي. 

وأظهرت هذه الحملة أيضًا أوجه القصور فى التفكير العسكري الإسرائيلي - ليس أقلها فكرة أن حرب المناورة يمكن أن تهزم الجهات الفاعلة غير الحكومية التى تتصرف أحيانًا مثل القوات التقليدية ولكنها قد تلجأ أيضًا إلى حرب غير تقليدية.

واختتمت "الجارديان" بأنه إذا رجعنا للتاريخ وفى أعقاب عدوان إسرائيل السابق على لبنان فى عام ١٩٧٨ (التي استهدفت قواعد منظمة التحرير الفلسطينية فى عملية الليطاني آنذاك)، وفى عام ١٩٨٥ (التى أدت إلى احتلال دام حتى عام ٢٠٠٠)، وفى عام ٢٠٠٦،ــ فإن أى توغل بري من المرجح أن يفشل فى تحقيق أهدافه.
 

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية الروسي يحذر الغرب من محاربة “القوة النووية” في خطابه بالأمم المتحدة
  • تقرير لـ الأمم المتحدة يدق ناقوس الخطر بشأن أوضاع النساء في السودان
  • «الجارديان»: هل تستطيع إسرائيل تجنب الوقوع في نفس الأخطاء التي ارتكبتها خلال هجومها البري السابق على لبنان؟
  • هتافات ضد نتنياهو بالأمم المتحدة ومغادرة وفود مع بدء كلمته (شاهد)
  • خرائط النعمة واللعنة عرضها نتنياهو بالأمم المتحدة.. ماذا تضمنت؟
  • هتافات ضد نتنياهو بالأمم المتحدة ومغادرة وفود مع بدء خطابه / شاهد
  • هتافات ضد نتنياهو بالأمم المتحدة ومغادرة وفود
  • حماس توجّه مطلبا لقادة وزعماء العالم قبيل خطاب نتنياهو بالأمم المتحدة
  • أوربا تعزل نظام الكبرانات بالأمم المتحدة…هولندا تجدد دعمها مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية
  • أردوغان: عار أن يكون لمرتكب إبادة جماعية مثل نتنياهو مكان بالأمم المتحدة