الفاو تحذر من تهديد وشيك لظاهرة النينيو المناخية
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم الخميس من تهديد وشيك لظاهرة النينيو المناخية على سبل العيش والأمن الغذائي لملايين الأشخاص من السكان الأكثر ضعفا.
وأطلقت المنظمة الدولية خطة استجابة للحد من الآثار المتوقعة، مشيرة إلى أنها بحاجة وبشكل عاجل إلى تمويل يصل إلى 160 مليون دولار لتقديم الدعم لأكثر من 4.
وقالت (الفاو) إن هذه الخطة تعطي أولويات الإجراءات حاليا لحوالي 34 بلدا عبر شرق أفريقيا والجنوب الأفريقي وآسيا والمحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، والتي تم تحديدها بناء على تقييم الآثار التاريخية لظاهرة النينيو وغيرها من العوامل الرئيسية مثل أحدث التنبؤات المناخية الموسمية والموسمية الزراعية ونقاط الضعف الحالية.
ولفتت المنظمة إلى أن هذه الظاهرة، التي ترتبط بأمطار أعلى من المتوسط خلال موسم الأمطار، قد تؤدي في شرق أفريقيا على سبيل المثال إلى هطول أمطار غزيرة وفيضانات وانهيارات أرضية خاصة في شرق إثيوبيا وكينيا والصومال وجنوب أوغندا وأيضا في جنوب أفريقيا..لافتة إلى أنه فى أجزاء من أمريكا الجنوبية والوسطى عادة ما تؤدي ظاهرة النينيو إلى نقص في هطول الأمطار وبما يمكن أن يسبب آثارا سلبية كبيرة على الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي في الوقت الذي تؤثر الظاهرة تاثيرات متناقضة في جميع أنحاء آسيا والمحيط الهادىء.
وقالت المنظمه في بيانها:"إن العالم يدخل دورة النينيو هذه المرة مع رقم قياسي يبلغ 258 مليون شخص كانوا يعانون من الجوع الحاد في عام 2022 ".. لافتة إلى أن 20 % فقط من إجمالي الأموال المطلوبة هو لمواجهة ذلك خاصة مع ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وحذرت (الفاو) من أن تأثير الظاهرة المقبلة على الزراعة والأمن الغذائي قد يكون شديدا ويسبب معاناة إنسانية وخسائر اقتصادية كبيرة.. لافتة إلى أن الظاهرة أثرت في الفترة من 2015 - 2016 بشدة على أكثر من 60 مليون شخص في جميع أنحاء العالم ؛ مما دفع 23 دولة إلى توجيه نداء للحصول على مساعدات إنسانية دولية يبلغ مجموعها 5 مليارات دولار.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الفاو النينيو الأمن الغذائي إلى أن
إقرأ أيضاً:
التغيرات المناخية.. أزمة تُعرقِل التنمية
د. أسماء حجازي **
في الفترة الأخيرة شهد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا موجة شديدة من التغيرات المناخية التي تمثل تحديًا يهدد بتفاقم حالة الهشاشة والنزاعات، النزوح، التهميش وكذلك الفساد، حيث من المتوقع ان تشهد المنطقة درجات حرارة أعلى بنسبة 20% من المتوسطات العالمية. وهي بالفعل المنطقة الأكثر ندرة في المياه في العالم ومن المتوقع أن تؤدي درجات الحرارة المتزايدة إلى المزيد من الجفاف الحاد والمستمر.
ولم تقتصر تأثيرات التغيرات المناخية فحسب على درجات الحرارة والموارد المائية فحسب، وانما لها العديد من التأثيرات حيث تهدد بتزعزع استقرار الدول الاقتصادي والسياسي والأمني وكذلك الاجتماعي، حيث ان منطقة الشرق الأوسط في الفترة الأخيرة مرشحة لتكون من أكثر الدول شحًا بالموارد المائية حول العالم جراء التغيرات المناخية.
والعديد من الدول في الشرق الأوسط شهدت حروبًا وصراعات كثيرة، بسبب ما نتج عن التغيرات المناخية من جفاف واوبئة وجوع وفقر وغيرها من المظاهر الأخرى مثل دولة جنوب السودان، ولم يتوقف الأمر عند ذلك ولكن كابوس التغيرات المناخية يحد من قدرة الأجيال في الحاضر والمستقبل على التمتع بالحق في الحياة، والحق في التعليم والحق في المسكن نتيجة النزوح المستمر في الدول التي تشهد موجات عارمة من الفيضانات والسيول وارتفاع درجات الحرارة والتي ينتج عنها بطبيعة الأمر جفاف وانعدام في الأمن الغذائي.
ففي تونس، على سبيل المثال، شهد مطلع مارس 2024 ارتفاعًا في أسعار مياه الشرب بنسبة تصل إلى 16 بالمئة في مواجهة الشح المائي نتيجة جفاف طيلة السنوات الخمس الماضية. وفرضت الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، منذ العام الماضي، نظام الحصص في مياه الشرب، وحظرت استخدامها في الزراعة، وبدأت قطع المياه ليلًا.
وفيما يتعلق بمعدلات النزوح "تؤكد أرقام البنك الدولي على خطورة تغير المناخ، حيث يتوقع أن يدفع ملايين الأشخاص، بما في ذلك 19.3 مليون في شمال أفريقيا، إلى النزوح داخل بلدانهم بحلول عام 2050. هذه الأرقام تسلط الضوء على العواقب الوخيمة لتغير المناخ على المجتمعات والاقتصادات."
وفي هذا الإطار تظهر في الشرق الأوسط ثلاث أزمات مياه تعتبر الأكثر حساسية وإلحاحًا، لاسيما وأنها ترتبط بالأمن المائي لأكثر من نصف مليار إنسان موزعين على الدول المعنية بهذه الأزمات، وهي: أزمة مياه دجلة والفرات بين العراق وتركيا وإيران، أزمة نهر النيل بين مصر والسودان وإثيوبيا، وأزمة المياه المشتركة بين الأردن وإسرائيل.
قامت إيران بقطع روافد نهر دجلة بشكل كامل مثل نهر الزاب، وروافد سد "دربندخان"، مما يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن المائي للعراق. وقطع تلك الروافد وتسببها في جفاف حوض ديالى بنسبة 75%، مما أدى إلى معاناة شرق العراق وجنوبه من أزمة جفاف خانقة لاسيما عام 2021 وصيف عام 2023، حيث بلغت إطلاقات المياه من الجانب الإيراني صفرًا
وتشير التقديرات إلى أن 71% من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة مهدد بشدة بسبب ندرة المياه، بينما قد تشهد الغابات زيادة في مساحة الاحتراق بنسبة تصل إلى 87% و187% مع ارتفاع درجة حرارة الأرض درجتين أو ثلاث درجات مئوية على التوالي، مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
ورغم مواجهة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتحديات جمة، إلا أنها تمتلك إمكانات هائلة لقيادة التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة والابتكار. ويمكن لدول المنطقة، من خلال جذب الاستثمارات وتسهيل نقل التكنولوجيا، أن تتبوأ مكانة رائدة في التنمية الخضراء. تسعى هذه المقالة إلى استكشاف كيفية استغلال هذه الإمكانات لمواجهة التغيرات المناخية، وتسليط الضوء على الآثار المتعددة لهذه التغيرات على المنطقة على الصعيد السياسي والاجتماعي والحقوقي والاقتصادي.
وبالتالي.. لا بُد من اتخاذ إجراءات لمواجهة تغير المناخ في بدايته. وبالتالي، يجب على الحكومات في الشرق الأوسط أن تكثف أهدافها للتكيف مع تغير المناخ وخفض مساهمتها في الاحترار العالمي على حد سواء. ووفق أحدث دراسات أجراها صندوق النقد الدولي عن التكيف وتخفيف الآثار، يتعين استثمار ما يصل إلى 4% من إجمالي الناتج المحلي سنويًا لتعزيز الصمود في مواجهة تغير المناخ بالقدر الكافي وتحقيق أهداف خفض الانبعاثات بحلول 2030.
** مدرس مساعد بالبحث العلمي وباحثة حقوقية ومتخصصة في الشأن الأفريقي