حالة من الارتباك تسود المشهد الاقتصادي العالمي جراء الصراع القائم منذ شهرين داخل قطاع غزة بين إسرائيل وحركات المقاومة الفلسطينية، وهناك تخوف من زيادة التداعيات السلبية.

ويعاني الاقتصاد العالمي من حالة عدم اتزان وتأثيرات سلبية جراء الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في فبراير 2022، ومن قبلها جائحة كورونا "اجتاحت العالم في 2020"، حيث تسببا في وقف سلاسل الامداد وارتفاع غير مسبوق في الأسعار سواء السلع الأساسية وأسعار الوقود والنفط وغيرها من التداعيات السلبية.

 

صدمتان لسوق الطاقة 

كشف مقال تحليلي لصحيفة "The New York Times" الأمريكية، أن المخاوف من احتمال تحول الصراع بين إسرائيل وحماس في غزة، إلى صراع إقليمي، أمر يلقي بظلاله على آفاق الاقتصاد العالمي، ويهدد بإضعاف النمو الاقتصادي، وإعادة إشعال أسعار الطاقة والغذاء.

فقد قال كبير الاقتصاديين في البنك الدولي، إنديرميت جيل، "هذه هي المرة الأولى التي نتعرض فيها لصدمتين للطاقة في نفس الوقت"، في إشارة إلى تأثير الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط على أسعار النفط والغاز.

وأكد كبير الاقتصاديين في البنك الدولي، "نحن في واحدة من أكثر المراحل هشاشة بالنسبة للاقتصاد العالمي".

وكان قد قال جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورجان تشيس، في وقت سابق إن "هذا قد يكون أخطر وقت شهده العالم منذ عقود من الزمن"، ووصف الصراع في غزة بأنه "الأمر الأكثر أهمية بالنسبة للعالم الغربي".

ويرى المقال، أن الانشغالات السياسية بالقضايا الكبيرة حاليا، سيؤدي إلى أن الأدوات النقدية والمالية التقليدية، مثل تعديل أسعار الفائدة أو الإنفاق الحكومي، قد تكون أقل فعالية.

ويضيف المقال أنه وبالرغم من العدد الكبير للقتلى على الجانبين، إلا أن بقاء الصراع تحت السيطرة، من المرجح أن تظل التأثيرات المتتالية على الاقتصاد العالمي محدودة، كما يتفق معظم المحللين.

بدوره قال جيسون بوردوف، مدير مركز سياسة الطاقة العالمية في جامعة كولومبيا: "إنه وضع متقلب للغاية وغير مؤكد ومخيف"، ولكن هناك "اعتراف بين معظم الأطراف، الولايات المتحدة وأوروبا وإيران ودول الخليج، بأنه ليس من مصلحة أحد أن يتوسع هذا الصراع بشكل كبير خارج إسرائيل وغزة"، وأضاف بوردوف أن الأخطاء وسوء التواصل وسوء الفهم، يمكن أن تدفع الدول إلى التصعيد حتى لو لم ترغب في ذلك.

وقال كبير الاقتصاديين في EY-Parthenon، جريجوري داكو، إن السيناريو الأسوأ الذي يتسع فيه نطاق الحرب قد يتسبب في ارتفاع أسعار النفط إلى 150 دولارًا للبرميل، من حوالي 85 دولارًا حاليًا.

وحذر من أن "العواقب الاقتصادية العالمية لهذا السيناريو وخيمة"، مستشهدا بالركود المعتدل وانخفاض أسعار الأسهم وخسارة الاقتصاد العالمي بقيمة 2 تريليون دولار.

ارتفاع أسعار السلع 

في هذا الصدد قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، أن استمرار الحرب على غزة يمثل صدمة اقتصادية عالمية جديدة بدأت تلوح في الأفق وظهرت أثارها السلبية، موضحا أن الأثار السلبية ستنتقل عبر الأسواق المالية وارتفاع الأصول الدولارية على نحو مفاجئ وفق ما أعلنه البنك الدولي، إضافة لارتفاع أسعار الطاقة والذي يتسبب في انخفاض النمو العالمي إلى 1.7% مسببا ركودا قد يقتطع حوالي تريليون دولار من الناتج الإجمالي العالمي في أسوأ تقدير وفقا لتقديرات وكالة بلومبيرج .

أضاف غراب خلال تصريحات لـ"صدى البلد" ، أنه في الوقت الذي يعاني فيه دول الشرق الأوسط كبقية دول العالم من أزمة اقتصادية نتجت عن جائحة كورونا ثم التغيرات المناخية ثم الحرب الروسية الأوكرانية فقد زادت عليها الحرب الصهيونية على غزة، موضحا أن دول العالم تعاني من زيادة في معدلات التضخم وتراجع معدلات النمو وزيادة في أسعار الطاقة فمع بدء الحرب على غزة ارتفع سعر الطاقة من جديد، إضافة إلى شح ونقص المعروض من النفط والغاز، والذي يتزامن مع نقص الإمدادات البترولية خاصة بعد قرار أوبك بتخفيض إنتاج النفط الفترة الماضية والمستمر خلال 2024، موضحا أن زيادة هذه الضغوط الاقتصادية يزيد من تفاقم الآثار السلبية الاقتصادية على دول العالم .

وأكمل: الحرب على غزة تسببت في ارتفاع أسعار النفط لأكثر من 10% منذ اندلاع الحرب، كما زادت أسعار الغاز عالميا بمقدار الثلث ليصل سعر المليون وحدة حرارية من الغاز إلى 17 دولارا بعد أن كان بـ 11 دولارا، ما ينذر بتفاقم وزيادة معدلات التضخم في كل دول العالم ونقص في المعروض من النفط والغاز، موضحا أن توقعات وكالة الطاقة الدولية تشير إلى أن حدة الأزمة الاقتصادية تعتمد على اتساع الصراع الحالي وهو قد يتسبب في زيادة سعر النفط لأكثر من 150 دولار للبرميل وفقا لتحذيرات البنك الدولي، موضحا أن أسواق النفط والغاز ستظل في حالة ترقب وتقلبات مع تطور الأزمة .

ولفت غراب، إلى أن ارتفاع أسعار الغاز والنفط يعني ارتفاع في تكلفة الشحن والنقل وهذا يعقبه ارتفاع في أسعار السلع المنتجة والأغذية عالميا ونقص في سلاسل الإمدادات وهذا سيؤدي إلى مزيد من تفاقم الأزمة الاقتصادية في كل دول العالم وزيادات جديدة في معدلات التضخم، وارتفاع أسعار الفائدة أو بقائها عالية لفترة طويلة وبالتالي تقلص فرص النمو الاقتصادي، وزيادة في عجز الموازنات بدول العالم ومستويات المديونيات العالمية، إضافة إلى أن التوترات جيوسياسية تجعل المستثمرين يقبلون على شراء الذهب كملاذ آمن لأموالهم ما قد يؤدي لزيادات في سعر الذهب الفترة القادمة ويقلل من معدلات النمو.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة إسرائيل النفط الحرب الروسية الأوكرانية المقاومة الفلسطينية جائحة كورونا الذهب الاقتصاد العالمی أسعار الطاقة النفط والغاز البنک الدولی ارتفاع أسعار دول العالم على غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

اكتشاف ثروة يمنية جديدة ستسقط النفط عن عرشه وتضع اليمنين في قائمة أغنى شعوب العالم

Related Articles كيف نحمي النبات من “الصقيع”

يومين ago

قل وداعا لالواح الطاقة الشمسية المستخدمة حاليا.. كريات صغيرة تتفوق على الألواح الشمسية 200 مرة باستخدام كل من الشمس والضوء الاصطناعي

يومين ago

انتبهوا.. توقعات درجات الحرارة خلال ال24ساعة القادمة تكشف عن تغيرات مرعبة في حالة الجو بعدد من المحافظات

يومين ago

واتساب تكشف عن ميزة جديدة تتيح استقبال الرسائل من التطبيقات الأخرى

يومين ago

صنعاء تخرج عن صمتها وتكشف معلومات مفاجئة وتفاصيل جديدة لما حدث في ميدان السبعين يوم أمس وأشغل الجميع

3 أيام ago

تحذيرات عاجلة للمواطنين من موجة برد قاسية جدا في 10 محافظات خلال الساعات القادمة

3 أيام ago

يعتبر اليمن من بين الدول الاي تمتلك ثروات طبيعية كامنة، لم يتم استخراجها والاستفادة منها بالشكل المطلوب، الذي يساهم في رفاهية الشعب اليمني ونموه وازدهاره.

وفي إطار ورشة عمل عربية أوروبية حول تأسيس سلسلة الإمداد للهيدروجين الأخضر في مدينة الإسكندرية، أعلنت وزارة النقل اليمنية عن امتلاك بلادها لمقومات استثمارية واعدة تجعلها وجهة جاذبة للمستثمرين في مجال الطاقة المتجددة، لا سيما الهيدروجين الأخضر.

وأوضحت الوزارة في بيان لها أن اليمن تتميز بشريط ساحلي طويل يمتد لأكثر من 2500 كيلومتر على ضفاف البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، مما يوفر فرصاً استثمارية هائلة لإقامة مناطق صناعية متخصصة في مجال النقل البحري وتوليد الطاقة من مصادر متجددة.

ميزات تنافسية:

الشريط الساحلي الطويل: يمثل هذا الشريط الساحلي ميزة تنافسية كبيرة لليمن، حيث يمكن الاستفادة منه لتوليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على نطاق واسع، مما يساهم في إنتاج الهيدروجين الأخضر بتكلفة تنافسية.

الإمكانيات الهائلة: أشارت الوزارة إلى وجود إمكانيات هائلة في اليمن يمكن استغلالها لتطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، بما في ذلك توافر الأراضي الشاسعة والموارد الطبيعية.

التعاون العربي الأوروبي: دعت الوزارة المستثمرين العرب والأوروبيين إلى الاستفادة من هذه الفرص الواعدة والمساهمة في تعزيز التعاون العربي الأوروبي في مجال الطاقة المتجددة.
أهمية الهيدروجين الأخضر:

يعتبر الهيدروجين الأخضر أحد أهم مصادر الطاقة النظيفة المستدامة، حيث يمكن استخدامه في العديد من التطبيقات، مثل توليد الكهرباء، والنقل، والصناعة. كما يساهم في الحد من الانبعاثات الكربونية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

دعوة للاستثمار:

وجهت وزارة النقل اليمنية دعوة مفتوحة للمستثمرين العرب والأوروبيين للنظر في فرص الاستثمار في اليمن في مجال الهيدروجين الأخضر، مؤكدة أن الاستثمار في هذا القطاع سيساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني اليمني وخلق فرص عمل جديدة.

والهيدروجين الأخضر هو نوع من الهيدروجين يتم إنتاجه بطريقة نظيفة ومستدامة، حيث يتم استخلاصه من الماء باستخدام الكهرباء الناتجة عن مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح.

بعبارة أخرى، هو هيدروجين “نظيف” لأن عملية إنتاجه لا تنبعث منها غازات دفيئة ضارة بالبيئة مثل ثاني أكسيد الكربون.

لماذا يعتبر الهيدروجين الأخضر مهماً؟

طاقة نظيفة: يعتبر الهيدروجين الأخضر حلاً واعداً لمشكلة تغير المناخ، لأنه يمكن استخدامه كمصدر للطاقة النظيفة في العديد من التطبيقات.

مرونة في الاستخدام: يمكن استخدام الهيدروجين الأخضر في توليد الكهرباء، وتشغيل المركبات، والتدفئة، والصناعات المختلفة.
تخزين الطاقة: يمكن تخزين الهيدروجين لفترة طويلة، مما يجعله حلاً فعالاً لإدارة الطاقة المتجددة المتقطعة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

كيف يتم إنتاج الهيدروجين الأخضر؟

يتم إنتاج الهيدروجين الأخضر من خلال عملية تسمى التحليل الكهربائي للماء.في هذه العملية، يتم تمرير تيار كهربائي من مصدر متجدد عبر الماء، مما يؤدي إلى تفكك جزيئات الماء إلى هيدروجين وأكسجين.

ذات صلة

مقالات مشابهة

  • ارتفاع أسعار النفط وتوقعات بتخفيض كميات مخزونه.. إثر ضربات نوعية وبعيدة المدى بين أوكرانيا وروسيا
  • أسعار النفط ترتفع وسط تقييم المتداولين لمخاطر الحرب في أوكرانيا
  • استقرار أسعار النفط مع متابعة آخر مستجدات التوترات الجيوسياسية
  • الغيص: النفط والغاز هبة الله وعلى العالم استثمار مصادر الطاقة دون استثناءات
  • أسعار النفط والذهب تواصلان الارتفاع مع زيادة التوترات الجيوسياسية
  • تصعيد الحرب الأوكرانية يرفع أسعار النفط
  • اكتشاف ثروة يمنية جديدة ستسقط النفط عن عرشه وتضع اليمنين في قائمة أغنى شعوب العالم
  • أسعار النفط تتراجع مع تزايد الحذر بشأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا
  • أسعار النفط تتراجع وسط توقف الإنتاج ومخاوف الحرب
  • ارتفاع أسعار النفط وسط الحذر من تصاعد الحرب الروسية الأوكرانية