المغرب يجدد بباريس الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار في غزة
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
زنقة 20. الرباط
جددت المملكة المغربية، اليوم الخميس بباريس، دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وأكد السفير المدير العام بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، فؤاد يازوغ، أن “المملكة المغربية، المتشبثة بأهمية تحقيق السلام والاستقرار والرخاء والازدهار لجميع شعوب المنطقة، تؤكد انخراطها وبتنسيق مع جميع الشركاء لتعبئة دولية لوقف الأعمال العدائية في غزة في أسرع وقت ممكن”.
وفي كلمة ألقاها باسم المغرب، خلال المؤتمر الإنساني الدولي من أجل السكان المدنيين في غزة، المنعقد في الإليزيه، جدد السيد يازوغ رفض المملكة لأي شكل من أشكال العنف ضد المدنيين وضرورة حمايتهم، فضلا عن ضرورة العمل الجماعي لإنهاء الوضع المأساوي والخطير للغاية في غزة، والذي لم يعد مقبولا لا قانونيا ولا إنسانيا.
وفي السياق ذاته، جدد الدبلوماسي المغربي، أمام المشاركين في هذا المؤتمر، موقف المملكة المغربية الراسخ الذي أعلن عنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمناسبة عيد العرش يوم 29 يوليوز 2023، بخصوص عدالة القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش بأمن وسلام بجوار دولة إسرائيل.
وأضاف المسؤول أن الوضع الخطير في الشرق الأوسط سببه استمرار القضية الفلسطينية بدون حل مند عقود، مشيرا إلى أن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل وعلى أساس حل الدولتين، كفيل بإخراج المنطقة من منطق الصراع ودوامة العنف إلى منطق العيش المشترك في أمن وسلام وفي كنف الازدهار والرخاء.
وسجل السيد يازوغ أنه لتحقيق هذا الهدف، يتعين على المجتمع الدولي التعجيل بإيجاد أفق سياسي يضمن فرص تحقيق السلام العادل والشامل، ويضمن الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.
وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، أشار المتحدث إلى أنه في إطار التزام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، الثابت لفائدة القضية الفلسطينية، أعطى جلالته يوم 23 أكتوبر تعليماته السامية من أجل إرسال مساعدات إنسانية عاجلة للسكان الفلسطينيين، شملت كميات مهمة من المواد الغدائية والمستلزمات الطبية والمياه، حيث تم تأمين إيصالها إلى المتضررين عبر معبر رفح.
وفي إطار نفس التعليمات الملكية السامية، تم يوم الخميس الماضي بمستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس، توزيع كميات مهمة من المساعدات الغدائية والمستلزمات الطبية.
وجمع المؤتمر الإنساني الدولي من أجل السكان المدنيين في غزة، المنظم بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الفاعلين الرئيسيين المنخرطين في الاستجابة الإنسانية في غزة. ويهدف اللقاء إلى تقديم استجابة من المجتمع الدولي لاحتياجات وحماية السكان المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وجمع الدعم الدولي على أساس الاحتياجات التي حددتها الأمم المتحدة وخاصة وكالة الأونروا.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
المقاطعة.. حقٌ مشروعٌ لدعم القضية الفلسطينية
بدر البلوشي
على مدى الأزمان، كانت سلطنة عُمان مثالًا للثبات والعزم في دعم القضايا العادلة؛ حيث يقف الشعب العُماني مع أمته قلبًا وقالبًا، مُساندًا لكل صوت مظلوم، ومدافعًا عن حقوق الشعوب المحتلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
والمقاطعة، في هذا السياق، ليست مجرد خيار عابر، بل هي موقف أخلاقي وشعبي ينبض بالولاء والصدق، يعكس انتماءً أصيلًا ووجدانًا راسخًا يرفض الاحتلال، ويقف ضد آلة القمع التي تستبيح حقوق الإنسان.
وفي الوقت الذي يُثار فيه بعض الجدل حول جدوى المقاطعة وفائدتها، يظهر من مُعطيات الواقع أنها ليست عبثًا أو تفريطًا بالمصالح الوطنية، كما يعتقد البعض، بل على العكس، هي حركة قوية ومتماسكة تستند إلى حق قانوني مكفول في السلطنة. بل إنَّ المؤسسة الدينية العريقة تؤيدها بوضوح، مما يجعلها واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا يدعمه الشعب بكافة أطيافه، إيمانًا منه بأن الحق لا يُنال إلا بمواقف ثابتة.
إنَّ تأييد الشعب العُماني لهذه المقاطعة يبرز كرسالة للعالم، بأن هذا الوطن لا يقبل المساومة على القضايا العادلة.
ولعل من الجوانب الأكثر تأثيرًا في هذه الحركة أنَّ المقاطعة لا تقتصر على الأثر الاقتصادي المباشر فقط؛ بل إنها تفتح المجال لتعزيز وعي الأجيال الجديدة بحقوق الأمة وأهمية التضامن العربي والإسلامي. فقد أثبتت الدراسات أن دعم الطلبة للمقاطعة ينمي فيهم إدراكًا قويًا للحقوق والقيم الوطنية، ويزرع بذور الوعي النضالي في سبيل الحق، وهو ما يعزز روح الانتماء للوطن والقضية الفلسطينية، ويجعلها جزءًا لا يتجزأ من هوية الأطفال والشباب.
ومن الزاوية الاقتصادية، شهدت المنتجات البديلة محليًا ازدهارًا؛ ما أسهم في تقوية الإنتاج الوطني، وزيادة فرص العمل في السوق المحلي، وتحفيز الابتكار. هذا النمو لا يقف عند حدود الاقتصاد المحلي، بل يتعدى إلى دعم الشركات الناشئة التي تسعى لتقديم منتجات عُمانية صافية تحل محل المنتجات المستوردة.
ومما لا شك فيه أنَّ تجربة السلطنة التاريخية في دعم القضايا العربية والإسلامية تُثبت أن مواقف عُمان لم تتخل يومًا عن الحق؛ بل ظلت متماسكة تنتهج سياسات متوازنة، تراعي المصالح الوطنية وتلتزم المبادئ السامية للأمة. إنَّ المقاطعة تعزز هذا التوجه الحكيم وتظهر أن الشعب العُماني لا ينفصل عن جسد أمته؛ بل هو سندٌ لكل مَن يسعى لنيل حقوقه. وهي تجسد رسالة واضحة للعالم بأن الشعوب قادرة على التعبير عن مواقفها بطرق حضارية، ما يثبت أنَّ المقاطعة ليست مجرد سياسة، بل هي منظومة أخلاقية تعبر عن عمق هذا الشعب وجذور حضارته.
وأخيرًا.. المقاطعة لا تُعبِّر فقط عن سيادة القرار الوطني، بل هي دعوة قوية لإظهار سيادة الإرادة الشعبية، ودعوة للالتفاف حول حق مشروع وأسلوب حضاري يرفض انتهاك العدالة. إنها وسيلةٌ يعبر من خلالها كل إنسان عن رفضه لكل ظلم وانتهاك.