لا بديل عن تحطيم حلم إسرائيل
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
نوفمبر 9, 2023آخر تحديث: نوفمبر 9, 2023
مصطفى منيغ
كاتب مغربي
حكام العرب تحاصرهم “غَزَّة” نهاراً وتقضُّ مضاجعهم ليلاً ، وتفضح تقصيرهم حَوْلاً ، إن اختصرنا زمن الخذلان الممنهج المقصود ليس بالعرض بل طولاً ، فيتم الفهم بأبسط الدلائل والتَقَدُّم للغاية مَهْلاً ، والتمَعُّن في المُسببات بما اتخذناه مَيْسُوراَ سهلاً ، يسايره العاقل أكان في تجارب النُّظُمِ السياسية يافعاَ أو مُتضَلِّعاً في حقلها كَهْلاً ، مُجرَّدَ تحليل لتاريخ تبعيَّة تراها أغلبية مؤمنة بحبِّ الوطن حَراماَ والمنبطحون أرضاً عن مرض العبودية يقرُّونها حَلالَاً ، طبعاً هو الاستقرار المُغلَّف بتكميم الأفواه مَن يهم الخارجين عن عدالة التقصِّي المانحين للموضوع حساباً يُترجَم عن انحياز مُخْجِلٍ بَالاً ، مرتاح الخاطر السُّلطوي الناتج عن طول العصايا المستوردة خاماتها من بلادِ استعمرتها نجمة داوود تًحارِب بلاداً شعارها هِلاَلا ، يحكمها مَن “غزة” تحاصرهم نهاراَ وتقض مضاجعهم ليلاً .
…الأطفال تُزهقُ أرواحهم بالالآف والنساء مكدَّسة جثتهنَّ بين الطرقات محرومات حتى من دفنٍ يستر عفتهن ويحافظ على شرفهن كأمهات لإبطال الملحمة الكبرى ” طوفان الأقصى” المباركة من لدن أحرار العالم قلباً وعقلا ، ورجال يصارعون حياء البكاء حتى لا يتشفَّى الصَّهاينة بمنظرهم ومع ذلك يسقون الثرى بعبراتهم الغزيرة وهم يجمعون بأذرع عارية صامدة أشلاء أحبتهم المتطايرة هنا وهناك بقوَّة قنابل أمريكية مقذوفة مِن طائرات إسرائيلية تعربد ببشاعة مطلقة وهي تدك أعناق العشرات من المدنيين الأبرياء العرب المسلمين على مدار الساعة دون التوقُّف ولو قليلا ، أمام أنظار هؤلاء الحكام العرب المعتنقين دين الإسلام الذين لا يتقنون إلا منع شعوبهم حتَّى من مظاهرات سلمية يعبرون من خلالها عن التحامهم الروحي مع أبطال حماس وكل الفصائل المجاهدة في سبيل تحرير أرضهم فلسطين من وساخة الاستعمار الصهيوني البغيض جملة وتفصيلا .
فأي صنفٍ من الحكام ابتليت الأمة العربية بهم وأي دين لهم يختارون من تعاليمه ما يناسبهم ويتجاهلون الباقي إرضاء (كما يتوهمون) لصاحبة نعمتهم الولايات المتحدة الأمريكية في البقاء متربِّعين على كراسي قيمتها من قيمتهم ألواح خشبية جوفاء بلا روحٍ مصبوغة بماء ذهب منهوب من قوت النكساء المغلوبين على أمرهم نساء كانوا أو رجالا ؟؟؟ .
… معركة “بركان الأقصى” سجلّ فخرٍ سيظل مفتوحاً مهما تعاقبت شرور إسرائيل جَيْلاً ، تمسح بكل صهيوني فيها معالم الجرائم الفظيعة المنقوش هولها في ذاكرة ذاك الفلسطيني مهما كان (ساعتها) طِفْلاً ، يجمع متألما أشلاء والديه المحروقة المنثورة جُزَيِّئاتها عبر سنين (قَصُرَت أو طالت) سيحياها منتظراً نهاية غطرسة مآلها مُطَوَّق خزيا وعارا وأغلاَلا ، تسبقها روائح نتانة إسطبلات الخنازير المهيّأة للاندثار عمليا تلك المرة وليست كما كانت في السابق أقوالا ، ذاك عهد موثَّق بأيادي رُضَّع شهيدات ما بعد السابع من أكتوبر 2023 تُنَفَّذ مضامينه حالما يصبحون رجالا ، ليس انتقاماَ ولا كُرهاَ ولا احتقاراَ وإنما لتذكير زارعي “جرائم حرب” فوق أجساد الفلسطينيين العُزَّل الأبرياء لإبادة جزء لا يتجزَّأ من أشرف شعب عربي مسلم أن الوقت توقف عند شعور الصهاينة المُؤكد اليقين بتقديم الحساب مَذلةً وانحطاطاً وانكساراً وانهزاماً ليس لوقعه بديلا .
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
نجم الجدي
لطالما كان للنجوم حضور قوي فـي الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها فـي القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى فـي سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدميها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها فـي السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.
•• واليوم نتحدث عن نجم ثابت فـي السماء وهو النجم الذي سمته العرب «الجدي» وكانت القبائل العربية تسميه نجم «القبلة» لأنه كان يستخدم لتحديد اتجاه الشمال بدقة، لأنه نجم ثابت نسبيا فـي السماء الشمالية، ولذلك أطلق عليه نجم القطب الشمالي، وهذا النجم يقع فـي كوكبة الدب الأصغر، ولأن هذا النجم ثابت فـي السماء فلذلك لم يعتمد عليه العرب كثرا فـي تحديد المواسم الزراعية والفصول، كونه لا يتحرك كثيرا، ولكن القبائل العربية جعلته أحد أشهر النجوم كونه يخبرهم بالاتجاهات بكل سهولة ويسر، واستعان به كذلك البحارة العرب.
•وكان العرب يشبهونه بالجدي الصغير، فلذلك أطلقوا عليه هذه التسمية، وكانوا يتعرفون عليه فـي السماء من خلال أنهم كانوا يستخدمون نجوم الدب الأكبر المعروفة عندهم بـ«بنات نعش» للإشارة إلى نجم الجدي، فكانوا يتتبعون النجمين الأخيرين فـي مجموعة الدب الأكبر وهما نجمي الدبة والمراق، ثم يمدون خطا وهميا منهما ليصلوا إلى نجم الجدي.
•وإذا أتينا إلى خصائصه الفلكية التي أثبتها العلم الحديث فإننا نجد أن هذا النجم هو نجم عملاق مقارنة بشمسنا، فمن حيث الحجم قطره أكبر 37.5 مرة تقريبًا من قطر الشمس، أما من حيث الحرارة فتبلغ درجة حرارة سطح نجم الجدي حوالي 6000 كلفن، وهي قريبة جدًا من درجة حرارة الشمس التي تبلغ 5778 كلفن، وهو يبعد عن الأرض حوالي 433 سنة ضوئية.
•وقد ذكر هذا النجم كثيرا فـي الشعر العربي، فنجد أن الشاعر الجاهلي المهلهل بن ربيعة قد ذكره فـي قصائده فقال:•••كَأَنَّ الْجَدْيَ جَدْيَ بَناتِ نَعْشٍ
•يَكُبُّ عَلَى الْيَدَينِ بِمُستَدِيرِ
•وَتَخْبُو الشعْرَيَانِ إِلى سهَيْلٍ
•يَلُوحُ كَقمَّةِ الْجَبَلِ الْكَبِيرِ
••وورد ذكر هذا النجم فـي الشعر العماني فهذا الشاعر الغشري يذكر هذا النجم فـيقول:
••وإنَّ له الميزانَ يتلوه عقْرَبٌ
•ويتْلوه قَوسٌ والمجادِلُ أفكَلُ
•ومن بعده فصل الشتاءِ وإنَّمَا
•به الشمسُ بُرْجَ الجدْي تأوِي وتَنْزِلُ
••وأما الشاعر اللواح الخروصي فـيقول فـي قصيدة رثائية:
••سقى قبرك المزن نهلا وعلا
•بنوء الثريا ونوء الجدي
•وجاد قبورا حواليك صارت
•جوارك من ازكويّ زكي
• وأما الملاح العماني أحمد بن ماجد فقد ذكر هذا النجم فـي منظومته الفلكية فقال:
••لأَنَّ دائماً له انقضا
• ومثلُهُم ميخ الجُدَيِّ أَيضا
•وغايةُ الميلِ إلى المغيبِ
• إِذا استَقَلَّ الهقع يا حبيبي
••ونجد الشاعر العباسي أبو تمام الطائي يقول فـي هذا النجم:
••نَجما هُدىً هَذاكَ نَجمُ الجَديِ إِن
• حارَ الدَليلُ وَذاكَ نَجمُ الفَرقَدِ
•هَذا سنانٌ زاغِبِيٌّ فـي الوَغى
• وَكَأَنَّما هَذا ذُبابُ مُهَنَّدِ
••وهذا الشاعر الأموي ذو الرمة المشهور بالحب والغزل يقول فـي أحد قصائده الغزلية ذاكرا هذا النجم ويقرنه بنجم النسر فـيقول:
••تَزَاوَرْنَ عَنْ قُرَّانَ عَمْداً وَمَنْ بِهِ
• مِنَ النَّاسِ وَازْوَرَّتْ سرَاهُنَّ عَنْ حَجْرِ
•فَأَصْبَحْنَ بِالحَوْمَانِ يَجْعَلْنَ وِجْهَةً
• لِأَعْنَاقِهِنَّ الجَدْيَ أَوْ مَطْلَعَ النَّسْرِ
••كما أن الشاعر العباسي أبو العلاء المعري ذكر هذا النجم فـي لزومياته وقرنه مع نجم الأسد فقال:
••قَد أَهبِطُ الرَودَةَ الزَهراءَ عارِيَةً
•سدّى لَها الغَيثُ نسجا فَالنَباتُ سَدِ
•تُمسي لشقائِق فـيها وَهيَ قانِيَةٌ
•مِمّا سقاها رُعافُ الجَديِ وَالأَسَدِ
••أما الفـيلسوف محيي الدين بن عربي الذي عاش فـي الزمن الأيوبي فقد ذكر هذا النجم فـي أحد قصائده فقال:
••إلى السرطانِ من أسد تراه
• بسنبلةٍ لميزانِ الهويّ
•وعقربٍ صدغه يرمي بقوسِ
• من النيران من أجلِ الجدي
••ومن الذين ذكروا هذا النجم فـي قصائدهم الشاعر العباسي ابن نباته السعدي الذي يقول:
•خَطَتْ سمْنَانَ ليس لها دَليلٌ
••ولا عَلَمٌ يلوحُ ولا مَنَارُ
•تُراعى الجَدْيَ غُرتُها سَنَاهُ
•وضوءُ الفرقدينِ لها عِذَارُ
•