أصبح العالم بحاجة إلى شرق أوسط جديد أساسه العدل والمساواة والسلام، وليس الشرق الأوسط الذي بشرت به كوندالىزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق.
الشرق الأوسط الجديد الذي تحلم به الملايينمن المسلمين والمسيحيين وإليهود، يجب أن يكون شعاره السلام والرفاهية للجميع، وأن تكون منهجيته الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة.
فكرة تفتيت بلدان الشرق الأوسط إلى عدة دويلات على اساس ديني او عرقي، والذي خططت له دوائر صنع القرار في كل من أمريكا واسرائيل أثبتت فشلها الذريع، ولم تحقق الأمن ولا الاستقرار لبلدان الشرق الأوسط، وأولها اسرائيل.
فكرة تفتيت البلدان العربية المحيطة باسرائيل إلى دويلات صغيرة في كل من لبنان وسوريا والعراق، وحتى البعيدة عنها في كل من ليبيا واليمن والسودان، لم تفلح في إخراج تلك الدول من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، والذي هو أساس مشكلة الشرق الاوسط. يجب كذلك التوقف تمامًا عن خلق القلاقل ومحاولاتتفتيت كل من مصر والاردن والسعودية،لأنها لم تنجح في الماضي، ولن تنجح في المستقبل.
الشرق الأوسط الجديد الذي نحلم به، يجب أن يكون له قيادات جديدة، خلفًا للقيادات الحإلىة في كل من إسرائيل وفلسطين المحتلة، ومنهجية جديدة عند كل من الإدارات الغربية المؤيدة لإسرائيل، والبلدان العربية والإسلامية المؤيدة لفلسطين المحتلة.
لقد أثبتت السنوات الماضية فشل اليمين المتشدد في إسرائيل في حفظ الأمن والسلام لإسرائيل، وعلى العكس من ذلك جلبت لإسرائيل الخراب والدمار وإراقة الدماء. لقد حان الوقت لكي تبدأ حركة السلام في إسرائيل في استجماع قواها وترتيب أوراقها وإقناع المواطن الإسرائيلي أن السلام المبني على العدل الذي نادي به الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ورئيس الوزارة إسحق رابين، هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام لإسرائيل.
لقد تابعت أراء المتحدثينالذين استضافتهم القنوات الدولية خاصة الامريكية والأوروبية، من كل من الطرفين الاسرائيليوالفلسطينى، أثناء الأزمة الحإلىة والقتل والدماء الذي تمر بها المنطقة منذ عملية السابع من أكتوبر الماضي. أكثر مالفت نظري كانت المقابلاتالتي أجراها الطبيب والسياسي والكاتب الفلسطينيمصطفي البرغوثي، المرشح السابق لرئاسة السلطة الفلسطينيةمنافسًا لأبو مازن سنة ٢٠٠٥، والمقيم في رام الله. الدكتور البرغوثي طبيب مثقف، تعلم في روسيا وفي الولاياتالمتحدة، ويجيد التحاور مع الجانب الآخر بذكاء وموضوعية. البرغوثييتبني نهجًا جديدا، (الطريق الثالث)، ولاينتمي لأي من السلطة الفلسطينيةفي الضفة الغربية،ولا حماس في غزة. ويحلم بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عندما يتوفر مفاوض إسرائيلي يتخلي عن العنجهية، ويجلس على مائدة المفاوضات لتحقيق السلام والأمن لكل من الفلسطينيين والاسرائليين.
واستمعت كذلك إلى شخصيات يهودية معتدلة، ترفض نهج إلىمين الإسرائيلي،وتشكك في إمكانية تحقيق السلام لليهود في وجوده، بل وتدعم توجهات الحل السلمي للصراع من خلال المفاوضات وقرارات الشرعية الدولية. وجود قيادة جديدة في إسرائيل من دعاة السلام، وهم جزء غير قليل داخل وخارج إسرائيل، من الممكن أن يحلحل الموقف المتصلب منذ العام ١٩٤٨ وحتي إلىوم.
أعتقد أنه سيكون هناك مخرج بعد كل هذا الدمار وسفك الدماء علي الجأنبين،وأعتقد أيضًا أن الحلول ممكنه، والرأي العام في المنطقة والعالم، قد أصبح أكثر استعدادًا لحل مشكلة الشرق الأوسط، وإيجاد شرق أوسط جديد، ينعم فيه الجميع بالعدل والمساواة والأمن.. قولوا يارب.
السعيد عبد الهادى: رئيس جامعة حورس
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: شرق أوسط جديد الشرق الأوسط فی کل من
إقرأ أيضاً:
كاتب: قمة الرياض تعزز التنسيق العربي المشترك حول قضايا الشرق الأوسط
أكد الكاتب الصحفي أشرف العشري أن اللقاء الأخوي في الرياض، الذي يجمع بين مصر، الأردن، ودول مجلس التعاون الخليجي، يأتي في توقيت بالغ الأهمية، ويعد امتدادًا لسلسلة المشاورات بين القادة والزعماء لتعزيز التنسيق المشترك حول قضايا الشرق الأوسط.
وخلال مداخلة على قناة القاهرة الإخبارية، أوضح العشري أن اللقاء سيفتح المجال لمناقشة سبل التعامل مع تطورات الأوضاع في قطاع غزة، إلى جانب الرؤية المصرية لحل القضية الفلسطينية، وذلك من خلال طرح مجموعة من المبادرات والاقتراحات التي تعمل عليها مصر حاليًا، في إطار التحضير للقمة العربية الشاملة المرتقبة في 4 مارس المقبل.
وتابع، أن الاجتماع سيتناول أيضًا جهود مصر في إرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى مناقشة سبل الحفاظ على اتفاق الهدنة بمراحلها الثلاث، وفقًا للمقاربات والطروحات المصرية الهادفة إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة.