بينما يسير في ممر بالكنيسة يغمره ضوء قادم من نوافذها الزجاجية الملونة، يتذكر فالح حسن فؤاد الذي يتولى حراسة كنيسة السبتيين في البصرة بالعراق؛ الأيامَ التي كان يأتي فيها للكنيسة مع أصدقائه المسيحيين من الحي الذي يقطنه.

ويقول فؤاد إن تلك الأيام ولّت وهاجر أصدقاؤه المسيحيون إلى الخارج. ونتج عن ذلك أن الكنيسة، التي تأسست عام 1963، تعرضت للإغلاق عام 2003.

وعلى مر السنين، استمر فؤاد، وهو موظف متقاعد بوزارة النفط، في القدوم للكنيسة من أجل الحفاظ عليها، لكن كثيرين غادروا لخارج البلاد مما أصابه بالحزن.

وقال لرويترز إنه كان يزور الكنيسة وفاءا لأصدقائه، رغم أنها كانت مغلقة وتعرضت للقصف ولعوامل التعرية الجوية وغيرها.

ويقدر عدد المسيحيين في العراق حاليا بما بين 200 و300 ألف نسمة بعد أن كانوا زهاء 1.5 مليون قبل الغزو الأميركي الذي أطاح بالرئيس الأسبق صدام حسين عام 2003.

وهناك 14 طائفة مسيحية مُعترف بها رسميا في العراق، يعيش معظمها في بغداد ومحافظة نينوى شمال البلاد وإقليم كردستان العراق.

وقررت جمعية درر العراق للتنمية البشرية في الآونة الأخيرة ترميم كنيسة السبتيين بإزالة القرميد الذي كان يغلق نوافذها وأبوابها وتنظيفها من الداخل وترميم واجهتها.

وقالت هنادي عبد علي، رئيسة الجمعية "تم اختيار هذه الكنيسة لكونها من الكنائس القديمة التي يزيد عمرها على 55 سنة في البصرة".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

رئة العراق تعاني.. الملوثات الغازية ترفع نسبة الإصابة بالسرطان في البصرة

الاقتصاد نيوز - بغداد

يعاني مواطنو مدينة البصرة، من انبعاثات الغاز النفطي المصاحب المحترق، والتي يتهمها الناشطون البيئيون بارتفاع نسبة الإصابة بالأورام السرطانية وأمراض الرئة مقارنة بالمحافظات الأخرى.

وقال فلاح العامري، عضو تحالف البصرة لحماية وتحسين البيئة، إنه لا ينبغي إنكار العلاقة بين حرق غاز البترول المسال في الحقول النفطية وانتشار بعض الأمراض، وفقاً لانيكس.

وأوضح أن "هناك علاقة بين الأمراض المنتشرة حالياً في البصرة، بما في ذلك الفشل الكلوي وأمراض الجهاز التنفسي والسرطان وسرطان الدم، واستخراج النفط. يجب ألا ننكر هذا الأمر أبداً".

وبيّن أن "معدل الإصابة بالسرطان والأمراض الأخرى في البصرة أعلى من المحافظات غير المنتجة للنفط، وهذا مؤشر واضح لا يحتاج إلى مزيد من الدراسات أو البحث"، لافتاً الى أن "ارتفاع نسبة الأورام السرطانية يمكن اكتشافه من محافظة إلى أخرى، لكن البصرة تشهد الآن حالات كثيرة".

وأكد معتز حكمت عثمان، الناشط البيئي، أهمية تقليل كمية الغاز المحروق المنبعث من المنشآت النفطية، مشيراً إلى دور التصميم الهندسي في معالجة المشكلة.

وشدد على أن "تقليل الملوثات في المنشآت النفطية يجب أن يبدأ بشكل أساسي في مرحلة التصميم، وليس بعد إطلاق الملوثات الغازية التي تعاني منها البصرة".

وبدأت الحكومة العراقية باستثمار غاز البترول المسال بدلاً من حرقه، الأمر الذي من شأنه أن يعود بالنفع على الدولة ويقلل من تلوث البيئة في البصرة.

وقال عدنان هادي الاستاذ في قسم النفط والغاز في جامعة البصرة: "في العراق، يتم حرق 50% من الغاز المصاحب، لكن اليوم بدأ هذا المعدل في الانخفاض ليصل إلى 38% بعد أن تمكنت الحكومة من استثمار 62 % من الغاز المحترق."

من جانبه، أعرب علي شداد، عضو لجنة النفط والغاز في البرلمان، عن أسفه لتخلف العراق لسنوات طويلة عن البدء باستثمار الغاز المصاحب، مما يضيف عليه الكثير من الالتزامات والأعباء.

وأضاف أن "العراق هو المصدر الثاني في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، لكنه اليوم للأسف متخلف عن الاستثمار في الغاز، وهذا ينبغي أن يفرض على العراق، باعتباره مصدراً للنفط والغاز، التزامات ضخمة استناداً إلى الاتفاقيات الدولية".

وأشار علي شداد إلى أن وجود العراق في أوبك يضيف أيضاً التزامات هائلة عليه، مبيناً أنه تم تشغيل حقل الحلفاية النفطي بشكل نهائي ويجري استثمار 300 مليون قدم مكعب من الغاز.

وتابع أن "هذا بدوره رفع سقف عملية استثمار الغاز المحروق من 51% إلى 60%، وينبغي لوزارة النفط أن يُنسب لها الفضل في ذلك".

شداد، لفت إلى أن هناك تعهدات مع شركة غاز البصرة لتفعيل 200 مليون قدم مكعب من الغاز خلال المرحلة المقبلة.

كما كان هناك مشروع استثماري لشركة توتال الفرنسية على مرحلتين الأولى لاستثمار 600 مليون قدم مكعب و600 مليون قدم مكعب أخرى للمرحلة الثانية. 

وأضاف أن ذلك من شأنه أن يسهم في تعزيز استثمار الغاز في العراق سواء الغاز المصاحب أو حقول الغاز التي تم الإعلان عنها مؤخراً كفرص استثمارية.

ورأى أن هذه الاستثمارات ستلعب دوراً رئيسياً في خفض نسبة التلوث في محافظة البصرة خلال السنوات الخمس المقبلة.

 

مقالات مشابهة

  • السوداني “يوعد”أهل البصرة بتحسين خدماتها
  • البصرة.. ضبط كميات كبيرة من الكبتاغون مخبأة بطريقة غريبة
  • كهنة كنيسة الأنبا بولا يترأسون آخر فعاليات "صوم الرسل"
  • الأنبا فيلوباتير يترأس الفعاليات الروحية بكنيسة العذراء فلوريدا.. شاهد
  • رئة العراق تعاني.. الملوثات الغازية ترفع نسبة الإصابة بالسرطان في البصرة
  • الأنبا بضابا يترأس قسمة صوم الآباء الرسل الأوائل.. شاهد
  • القمص سمعان راتب يترأس أنشطة الأقباط بمناسبة "صوم الرسل".. شاهد
  • من البصرة إلى كوردستان.. بالة العراق مقصد الفقراء والميسورين (صور)
  • تكرس كنيسة الأنبا صرابامون.. أحداث من ذاكرة التاريخ القبطي
  • أبرز فعاليات الأنبا فيلوباتير بكنيسة مارجرجس بتامبا فلوريدا..شاهد