انتشار الأمراض المعدية الفيروسية والبكتيرية في قعطبة ومناشدات بتوفير الأدوية الأساسية
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
الضالع(عدن الغد)خاص:
يعد مستشفى السلام العام بمدينة قعطبة أكبر مرفق صحي في المديرية حيث يعاني من مشاكل تفوق قدرته المتواضعة،
حيث تعاني مديرية قعطبة والمدينة خاصة من ارتفاع عدد السكان سوى كانوا مقيمين أو نازحين أو وافدين إليها حيث يتراوح إجمالي عدد السكان ب 180000 ألف نسمة تقريبا وفق إحصائية المسح الشامل الذي أجرته السلطة المحلية في المديرية للعام 2022م.
زيادة الحالات وشحت الإمكانات
تشكل الأمراض المعدية سواء كانت فيروسية أو بكتيرية، من تحد يفوق قدرة مستشفى السلام الذي بات الملاذ الوحيد لأغلب أفراد المجتمع حيث تنتشر هذه الأمراض بسرعة وسهولة بين الأفراد، مما يؤدي إلى زيادة أعداد المصابين وتفشي الوباء.
الدكتور جميل الزمزمي طبيب عام في مستشفى السلام أوجز بأن المستشفى يكتظ بالمرضى من جميع الفئات العمرية يوميا المصابة بأحد أنواع الأمراض المعدية الشائعة.
كأمراض النزلات الشائعة والإنفلونزا و (الحميات- اشتباه كورونا- كرفس) والإسهالات الحادة وسوء التغذية الحاد
وكذلك الأمراض البكتيرية المعروفة والشائعة مثل التهاب الحلق والتهاب الأذن والتهاب الرئتين والتسمم الغذائي الحاد.
حيث تنتقل هذه الأمراض عادة عن طريق الاتصال المباشر بالمصاب أو عن طريق الهواء عندما يسعل المصاب أو يعطس. أو عن طريق الأطعمة الملوثة أو المياه غير النظيفة. وقد تنتشر أيضا عن طريق الاتصال المباشر بأشياء ملوثة مثل المناشف أو الأدوات المشتركة.
الدكتورة رضية ناجي أحمد دكتورة نساء
تؤكد ازدياد الحالات المرضية في أوساط النساء يوميا حيث تعاني النساء علوه على الأمراض المعدية الشائعة من أمراض سوء التغذية الحاد خصوصا النساء الحوامل والمرضعات وكذلك الأطفال يعانون من الحميات والإسهال وأمراض سوء التغذية.
مخاوف من تفاقم الوضع الصحي
الدكتور بديع محمد الشعيبي صيدلاني يقول إن الوضع الصحي في المنطقة بشكل عام سيئ للغاية ويعد مصدر قلق كبير يهدد جميع أفراد المجتمع بسبب ضعف البنية التحتية للصرف الصحي وتكدس مخلفات القمامة في الشوارع والأزقة وعدم كفاية فرص الحصول على المياه النظيفة. يمكن أن يكون للعدوى البكتيرية عواقب وخيمة على صحة المجتمع، مما يؤدي إلى تفشي أمراض مثل الكوليرا أو السل.
تدخل محدود
مدير مستشفى السلام عبد الله محمد العولقي أفاد بأن إدارة المستشفى تعاني من زيادة عدد الحالات المرضية التي يستقبلها المستشفى كل يوم مقابل ضعف الإمكانات في الجانب الدوائي برغم من تدخل منظمتين وهي منظمة ويدير ومنظمة إنقاذ الدولية تدخل جزئي محدود لا يلبي احتياجات المستشفى من الأدوية الأساسية الأزمة لمواجهة أزمة الأمراض المعدية وكذلك الأمراض المزمنة.
إهمال حكومي
نفى مدير إدارة الصحة والسكان في المديرية الدكتور عبد الغني علي محمد عدم وصول أي من الأدوية الأساسية من قبل وزارة الصحة والسكان لأكثر من عام ونصف برغم من المتابعة الحثيثة ولكن دون جدوى لم يصل شيء.
وأشاد الدكتور عبد الغني بالدور الحيوي والإيجابي التي تلعبه المنظمات الدولية والمحلية بالدعم وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية بتلبية جزء من الاحتياجات الأساسية للمرضى المترددين للمستشفى.
وأعرب عن شكره وامتنانه لمنظمة إنقاذ الدولية ومنظمة ويدير بالاهتمام بالقطاع الصحي وتنفيذ مشاريعها ذات الصلة في مستشفى السلام مطالبا بزيادة الدعم السخي للمديرية وتوفير الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية الأولية للمستشفى والمرافق الصحية بالمديرية نظرا للوضع الاستثنائي الذي تعيشه قعطبة بسبب الحرب وتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها الكثير من أبناء المديرية.
تشكل الأمراض المعدية خطرا كبيرا على المجتمع نظرا لانتشارها السريع وانتقال العدوى بين أفراد المجتمع الأمر الذي يتطلب معالجة هذه المشكلة بزيادة عاجلة في إمدادات الأدوية الأساسية أثناء تفشي الأمراض المعدية تلبية للاحتياج ومكافحة الأمراض المعدية بشكل فعال وحماية صحة المجتمع.
*من وضاح الخويري
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: الأدویة الأساسیة الأمراض المعدیة مستشفى السلام عن طریق
إقرأ أيضاً:
انقسام أردني حول تأنيث الكادر التعليمي للمرحلة الأساسية
عمّان- أثار قرار وزارة التربية والتعليم الأردنية القاضي بتأنيث الكادر التدريسي للطلبة من الصف الأول وحتى السادس الأساسي، جدلا واسعا بين من اعتبروه خطوة لدعم البيئة التربوية للطلبة في مراحلهم المبكرة، وبين من عبروا عن تخوفهم من تداعياته على مصير المعلمين الذكور ومستوى المخرجات التعليمية، ومن أن يكون مقدمة لسياسات قد تمهّد للاختلاط في المدارس.
وسيشمل القرار 123 مدرسة تنطبق عليها المعايير، مع استثناء بعض المدارس التي تملك مبررات فنية وإدارية خاصة، حيث سيتم استبدال كادرها التدريسي والإداري من الذكور بالإناث، وأثار هذا القرار تساؤلات حول مدى قدرة التجربة على تحقيق التوازن التربوي المطلوب.
ويعبر المعلم عمار أحمد، الذي يعمل مدرسا للصفوف الأساسية منذ 7 أعوام، للجزيرة نت، عن قلقه من القرار، معتبرا أن "الإقصاء الكامل للمعلمين الذكور من هذه الصفوف قد يحرم الطلبة من نماذج تربوية ذكورية مهمة، خصوصا مع دخولهم مراحل تكوين اجتماعية ونفسية حساسة".
وأشار أحمد إلى أن وجود المعلمين الذكور إلى جانب المعلمات ضروري لإحداث توازن في العملية التربوية، مضيفا "ليس من المنطقي أن ننظر للمراحل الأساسية كسلة واحدة، فاحتياجات طالب الصف الأول تختلف كثيرا عن احتياجات آخر في الصف السادس".
أما المعلمة أماني إسماعيل فقد أبدت حيرتها تجاه القرار، فمن جهة ترى أن قدرة المعلمة على احتواء الطفل في هذا العمر أكبر، إلا أنها تعتقد أن التأنيث الكامل قد يؤثر من الجانب الأكاديمي والتربوي، موضحة أن "الجهد المبذول لضبط سلوك الطلبة الذكور أصبح يطغى على حساب جودة العملية التعليمية وإيصال المعارف".
وفي حديثها للجزيرة نت، قالت عضو مجلس النواب الأردني هدى العتوم إن هناك دراسات متخصصة يجب العودة إليها، ويجب أن تكون من البيئة الأردنية تحديدا، لا مجرد استناد إلى تجارب عالمية.
إعلانوأضافت أن "المعلمات يواجهن صعوبات كبيرة في التعامل مع الطلبة الذكور في الصف الرابع حاليا، فكيف سيكون مع الأعمار الأكبر حيث أبدى العديد منهم عدم تقبلهم للمعلمات، لا سيما في القرى والمناطق الريفية التي تتسم بتنشئة اجتماعية مختلفة"، مؤكدة أن "طبيعة المكان والتنشئة المجتمعية يجب أن تكون حاضرة في أي قرار تربوي".
وحسب العتوم، يحتاج الطالب في عمر 11 و12 سنة إلى نماذج واضحة في حياته، ويجب أن يرى صورة المعلم والمربي والعالم أمامه داخل المدرسة، محذرة من أن غياب هذه النماذج قد يؤثر على بناء الهوية الشخصية للطالب كونه ذكرا.
وتابعت أن ذلك من شأنه أن يزيد من مستوى البطالة لدى الذكور الذين هم المعيلون الأساسيون للأسرة، لافتة إلى أن نحو 180 ألف طالب ضمن هذه الفئة العمرية سيتم تدريسهم من قبل معلمات بدلا من المعلمين، وهذا سيسهم -برأيها- في تراجع فرص العمل للمعلمين الذكور.
وشددت العتوم على أن مثل هذا القرار يحتاج إلى تأنٍ ودراسة مستفيضة، مع انتقال تدريجي ومدروس، خاصة في ظل غياب تهيئة حقيقية للمعلمات للتعامل مع الطلبة الذكور في هذه المراحل الحساسة.
تأثير إيجابيبالمقابل، أكد مدير إدارة التخطيط في وزارة التربية والتعليم فيصل هواري للجزيرة نت، أن القرار سيكون له تأثير إيجابي على أوضاع المعلمين الذكور وسيشكل فرصة لهم؛ مضيفا "من الممكن أن يتحول المعلم إلى أي شاغر آخر يراه مناسبا له مثل العمل في الإدارة، لأن الذكور عادة يفضلون المواقع الإدارية".
وحول جدوى القرار، أكد الهواري أن الوزارة استندت إلى دراسة عالمية حديثة أظهرت تحسن التحصيل الدراسي وزيادة الاتجاهات الإيجابية لدى الطلبة عند تطبيق التأنيث في المراحل المبكرة.
وقال "نحن واثقون من قرارنا ولا نلتفت للتعليقات هنا وهناك، بل ننقل خبرة وتجربة عملية، بدأنا في مرحلة سابقة بتأنيث الصفوف الثلاثة الأولى، ووجدنا أن الأهالي طالبوا باستكمال التجربة بعد ملاحظتهم التحسن". وأوضح أن القرار سيقتصر فقط على الصفوف الأساسية حتى السادس، ولن يتعداه إلى المراحل الأعلى، مشددا على أن البيئة المدرسية ستبقى كما هي.
إعلانمن جانبه، قال المختص التربوي ورئيس الهيئة الإدارية لنادي المعلمين سابقا هيثم البطاينة، للجزيرة نت، إن الطالب يفضل أن يكون مدرسه معلما لأنه يعتبره صديقا لا سيما في المرحلة الأساسية العليا فهو ينظر إليه كقدوة ويبوح له بتساؤلاته.
وبشأن إمكانية أن يكون القرار مقدمة لاختلاط الطلبة كما يعتقد البعض، شدد الهواري على أنه لا يوجد أي توجّه لذلك في المدارس، مشيرا إلى أن التغيير فقط إداري وتدريسي عبر تحويل كادر المعلمين من ذكور إلى إناث.
معايير علميةأما أستاذ التربية الابتدائية في الجامعة الأردنية رمزي هارون فأكد للجزيرة نت ضرورة أن يُناقش القرار بناء على معايير علمية دقيقة لا على أساس الانطباعات أو المخاوف الاجتماعية غير الموثقة.
وأشار إلى أن الأبحاث التربوية الحديثة تؤكد أن جنس المعلم ليس العامل الحاسم في جودة التعليم، بل تبرز أهمية الكفاءة التربوية ومستوى الالتزام المهني والقدرة على بناء علاقات آمنة وداعمة مع الطلبة.
ويرى أن المعلمات يمتلكن مهارات عالية في التنظيم العاطفي والتواصل، وهذا ينعكس إيجابا على تحصيل الطلبة وسلوكهم، إضافة لكونهن أكثر ميلا لاستخدام أساليب تفاعلية ومشجعة تعزز مشاركة الأطفال في الصفوف الأولى، مضيفا أن مهنة التعليم الابتدائي أكثر جذبا للإناث، وأن الدراسات تظهر أنهن يتمتعن برضا وظيفي أعلى من الذكور ما ينعكس على التزامهن وأدائهن.
وفي ما يتعلق بالمخاوف حول تعامل المعلمات مع الذكور في عمر 12 عاما، اعتبر هارون أنها لا تستند إلى أدلة علمية، مؤكدا أن الأمهات يقمن بدور أساسي في تربية الأبناء من كلا الجنسين، وأن الطلبة الذكور في هذا العمر لا يحتاجون سوى إلى بيئة تعليمية آمنة ومحفزة، من دون أن يثير وجود معلمات أي مشكلات سلوكية جوهرية إذ إنهن لسن "وحوشا".
وشدد على أن نجاح هذه الخطوة مرتبط بتوفير بيئة مهنية داعمة للمعلمات، بعيدا عن التصورات التقليدية والأحكام غير المدروسة.
إعلان