واستكمالاً لتك المساعي، تستقبل العاصمة السعودية الرياض ثلاث قمم دولية، تبدأ بالقمة السعودية الأفريقية، غداً الجمعة، وتليها السبت القمة العربية الطارئة والقمة الإسلامية الاستثنائية.

وتأتي هذه القمم تزامناً مع الأزمة الإنسانية والسياسية المتفاقمة في قطاع غزة حيث تهدف لإنهاء الحرب وضرورة التدخل الإغاثي السريع لمواجهة الكارثة الإنسانية والاجتماعية في القطاع.

طارئة واستثنائية أعلن وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح في منتدى بلومبيرغ للاقتصاد الجديد أمس الأربعاء في سنغافورة، أن السعودية خلال الأيام المقبلة القليلة ستعقد قمة إسلامية طارئة. وقال الفالح إن الرياض ستعقد قمة أخرى مع الدول الأفريقية.

وأضاف "سنرى على المدى القصير، الهدف من عقد هذه القمم الثلاث والتجمعات الأخرى تحت قيادة السعودية، وهو الدفع نحو حل سلمي للصراع".

ونشرت منظمة التعاون الإسلامي عبر حسابها في منصة "إكس" أن انعقاد القمة الاستثنائية بناءً على دعوة السعودية بصفتها رئيس القمة العربية الإسلامية الحالية التي تضم 56 دولة، وذلك الأحد 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري في الرياض، "لبحث العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني".

وتسعى المنظمة خلال انعقاد القمة إلى إيجاد حل سلمي للنزاع الفلسطيني- الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة بحدود معترف بها دولياً، وتوجيه الدعم السياسي والاقتصادي والإنساني للفلسطينيين المتضررين.

وأفادت الصحافة الإيرانية في وقت سابق، أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سيتوجه إلى السعودية لحضور قمة منظمة التعاون الإسلامي، وهي الزيارة الأولى لرئيس إيراني بعد نزاعات إقليمية بين البلدين قبل أن يتوصلا إلى اتفاق بكين بفضل الوساطة الصينية. وفي هذا الصدد، أصدرت وزارة الخارجية السعودية بياناً الثلاثاء الماضي قالت فيه، إن القمة مع الدول الأفريقية، التي كان مقرراً لها مطلع الأسبوع المقبل، ستؤجل من أجل التركيز على القمتين الأخيرتين.

ووفقاً لـ"رويترز"، قالت وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية البريطانية في بيان اليوم الخميس، إن وزير الخارجية جيمس كليفرلي سافر إلى السعودية بعد اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في طوكيو.

وسيلتقي كليفرلي بوزراء خارجية من الشرق الأوسط، سيجتمعون في الرياض قبل اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية في شأن غزة، السبت.

 وعن أهمية القمة العربية الطارئة والإسلامية قال المتخصص في العلاقات الدولية أحمد الأنصاري في حديثه لـ"اندبندنت عربية"، "ستتخذ في هذه القمة قرارات حاسمة لوقف التصعيد الحاصل على الأشقاء في غزة، ومن المؤمل أن يكون هناك إجماع على إدانة الحرب، ومطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لإيقافها".

وأضاف الأنصاري "ستلعب السعودية دوراً مهماً ومحورياً في هذا الاجتماع من خلال زعامتها للقمة الإسلامية، بالتالي ستسخر قوتها لتأكيد موقفها على المستوى الدولي ولتشكيل محور يسهم في إيقاف الحرب وإيصال المساعدات للأشقاء الفلسطينيين".

وأوضح أن التحديات تكمن في وجود دعم غربي لإسرائيل، كتبني أميركا للموقف الإسرائيلي، مضيفاً أن "حماس لجأت إلى الدعم الإيراني، الذي أسهم بتوريطها في مواجهة القوة الإسرائيلية، التي تسعى لإبادة الشعب الفلسطيني".

من جهته قال المتخصص في الشؤون الخارجية وعضو جمعية العلوم ‏السياسية بجامعة كينغستون عزام الشدادي، إن "أهمية القمة تتمثل في استعادة مسار العمل لتحقيق السلام، بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".

وأضاف الشدادي، "لا شك في أن التطورات تصعب المشهد السياسي، حيث إن هناك عمليات عسكرية مستمرة من قبل إسرائيل، لكن للدول العربية قوة تأثير من خلال علاقاتها الواسعة، وخصوصاً السعودية التي تقود المشهد العربي والإسلامي، وتدفع بقوة نحو مسار تجنب أي اتساع للتوترات حفاظاً على الأرواح، ومثال على ذلك تحذيرها من تداعيات العملية البرية التي ستجلب أضراراً كثيرة للمنطقة".

ونوه بأن التحذير السعودي وصل إلى واشنطن الدولة الفاعلة في المجتمع الدولي، بجانب التحذيرات السعودية والعربية التي كانت عالية الصوت في مجلس الأمن، حين حذر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، بأن التطورات في غزة هي كارثة وشيكة، وتنذر بعواقب وخيمة على أمن المنطقة ككل، وأكد أن كل هذا يصاغ كموقف عربي موحد في القمة.

قمة سعودية – أفريقية

وفي ما يتعلق بالقمة السعودية - الأفريقية المقرر انعقادها غداً الجمعة، أضاف الشدادي "تعمل السعودية على توازن بين الكتل الدولية، إذ شهدت الفترة السابقة عمليات استقطاب دولية من جهة الشرق والغرب، وأصبحت هناك توترات واختلافات سياسية في القارة الأفريقية وهو نتاج التجاذب الدولي، مما سبب عدم استقرار في هذه القارة، ومن هذا المنطلق دعت الرياض دول الاتحاد الأفريقي في زيارات ثنائية كل دولة على حدة، وصولاً إلى عقد القمة السعودية الأفريقية".

وأردف "السعودية من الدول المحورية لأفريقيا وتقوية التحالفات الإقليمية ضمن منظومة جيوستراتيجية هي مفيدة للسعودية ودول أفريقيا، خصوصاً أمام ما نشاهده من تحديات وتحولات في العالم، ولأفريقيا تقاطعات مهمة مع السعودية في جهات عدة، منها البحر الأحمر، والقرن الأفريقي، وخليج عدن، وهذه تقاطعات حيوية واستراتيجية على الصعيدين الأمني والاقتصادي، والتفاهمات والتعاون مع دول أفريقيا في كل المجالات يعزز من سد أي ثغرة قد تحدث في غياب التنسيق والتعاون بين الجانبين".

وأشار الشدادي إلى أن عام 2020 برئاسة السعودية تم إطلاق مبادرة مجموعة "الـ20" لتعليق مدفوعات الدين، ومبادرة إطار العمل المشترك لمعالجة الديون، حيث وفرت المبادرتان سيولة عاجلة لـ38 دولة أفريقية حصلت على أكثر من خمسة مليارات دولار، وأيضاً شهدت الفترة السابقة تناغماً في المواقف "سعودي - أفريقي" وكان ذلك لافتاً دولياً، حيث حظي الملف السعودي "إكسبو 2030" بدعم قوي من الدول الأفريقية متمثلاً في مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا "إيكاس" التي ساندت السعودية بالأصوات الداعمة، وفي المقابل دعمت السعودية تنفيذ الأجندة الأفريقية عام 2063، حيث تعد السعودية من أوائل الدول الداعمة لأفريقيا

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: مع الدول

إقرأ أيضاً:

التخطيط: ضرورة توحيد جهود الدول الأفريقية لإعادة هيكلة النظام المالي العالمي

عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، عددًا من اللقاءات مع مسئولي حكومة جنوب أفريقيا، والحكومة الباكستانية، وذلك خلال مشاركتها بأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي 2025، والمنعقد بمدينة دافوس السويسرية، تحت شعار "التعاون من أجل العصر الذكي"، خلال الفترة من 20 حتى 24 يناير الجاري، بمشاركة واسعة من رؤساء الدول والحكومات، وصناع القرار، وممثلي المنظمات الدولية.

وزراء حكومة جنوب أفريقيا.

والتقت الدكتورة رانيا المشاط، ثلاثة وزراء من حكومة جنوب أفريقيا؛  باركس فرانكلين تاو، وزير التجارة والصناعة والمنافسية، و إينوك جودونجوانا، وزير المالية، وديفيد راموكجوبا، وزير الكهرباء والطاقة.

وشهد اللقاء مباحثات حول تعزيز سبل التعاون المُشترك بين البلدين في ظل مكانتهما المحورية بقارة أفريقيا، ودورهما في دعم جهود التنمية في القارة خاصة في ظل التحديات التنموية والأزمات الاقتصادية المتتالية منذ عام 2020 والتي أثرت على مكتسبات التنمية في الدول الأفريقية.

كما شهد اللقاء مناقشة استعدادات دولة جنوب أفريقيا لرئاسة مجموعة العشرين خلال العام الجاري، وفي هذا الصدد أوضحت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن الموضوعات المطروحة على أجندة مجموعة العشرين خلال العام الجاري تمثل أهمية قصوى لمناقشة تسريع وتيرة التنمية العالمية، ولفت انتباه العالم لضرورة تعزيز جهود التنمية في قارة افريقيا، فضلًا عن مناقشة جهود تعزيز التنمية الاقتصادية والتمويل من أجل التنمية.

ونوهت «المشاط»، بأن العام الجاري سيشهد العديد من المؤتمرات والمحافل الدولية، على رأسها المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية بإسبانيا، والذي يستمر فيه العالم في مناقشة جهود إصلاح البنية المالية الدولية، وإعادة تشكيل أجندة التنمية العالمية مع بقاء أقل من عقد على عام 2030، مع تراجع مكتسبات التنمية العالمية في ظل الأزمات المتشابكة التي يواجهها العالم.

في منتدى دافوس.. الرئيس الصومالي ينال جائزة القيادة الرئاسية الإفريقيةدافوس 2025.. منصة عالمية للتعاون الذكي واستشراف مستقبل الاقتصاد الرقمي

من جانب آخر، بحثت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أهمية التعاون بين دول الجنوب العالمي، وتعزيز الشراكة مع دولة جنوب أفريقيا خاصة بعد عضوية مصر في مجموعة البريكس وبنك التنمية الجديد؛ كما أكدت ضرورة توحيد جهود الدول الأفريقية للدفع نحو إعادة هيكلة النظام المالي العالمي والتكامل لتحقيق التنمية.

*وزير المالية الباكستاني*

في سياق آخر، عقدت الدكتورة رانيا المشاط، اجتماعًا مع  محمد أورنجزيب، وزير المالية الباكستاني، حيث ناقش الوزيران البرامج والمشروعات المشتركة بين جمهورية مصر العربية ودولة باكستان، كما أكدا على أهمية استمرار المناقشات لفتح آفاق التعاون بين البلدين. كما شهد الاجتماع مناقشة مخرجات القمة الحادية عشرة لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، التي استضافتها جمهورية مصر العربية نهاية العام الماضي.

وأكدت الدكتورة رانيا المشاط، عمق العلاقات التاريخية بين مصر وباكستان، مشيرة إلى الاحتفال هذا العام بالذكرى الـ77 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مؤكدة اهتمام الدولة المصرية بتعزيز العلاقات الثنائية مع باكستان في إطار التعاون الاقتصادي بين دول الجنوب.

وفي ذات السياق، أكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي؛ التزام مصر بتعزيز التعاون بين دول الجنوب والتعاون الثلاثي، وهو ما يستند إلى الإيمان بأن الدول ذات الظروف الاقتصادية والاجتماعية المماثلة هي الأفضل وضعًا لتعزيز التعاون بينها، موضحة أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال مشاركة السياسات الناجحة وأفضل الممارسات التي أثبتت فعاليتها في سياقاتها الخاصة.

واستعرضت "المشاط" خلال الاجتماع جهود مصر لتعزيز النمو الشامل، مشيرة إلى أن مصر تعمل حاليًا على تنفيذ إصلاحات اقتصادية كبرى تشمل مجموعة واسعة من المجالات، بالإضافة إلى التركيز على تطوير البنية التحتية، موضحةً أنه على الرغم من وجود فجوات تنموية في بعض المجالات، إلا أن هذه الفجوات توفر فرصًا استثمارية كبيرة يمكن الاستفادة منها لتعزيز مشاركة القطاع الخاص وجذب التمويل من أجل التنمية.

مقالات مشابهة

  • «المشاط»: توحيد جهود الدول الأفريقية ضرورة لإعادة هيكلة النظام المالي العالمي
  • التخطيط: ضرورة توحيد جهود الدول الأفريقية لإعادة هيكلة النظام المالي العالمي
  • المشاط: توحيد جهود الدول الأفريقية للدفع نحو إعادة هيكلة النظام المالي العالمي
  • ميقاتي استقبل وفدا من اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء العراقي للاشراف على تقديم مساعدات عاجلة الى اللبنانيين
  • مصر وجنوب إفريقيا تتصدران الدول الأفريقية التي رفعت قدراتها من إنتاج الطاقة الشمسية في 2024
  • الطفولة والأمومة يبحث تدابير عاجلة لإنهاء العنف ضد الأطفال
  • الكشف عن تطورات إصابة ناصر ماهر في الزمالك
  • قمة العرب للطيران 2025 تناقش تحول الصناعة في ظل رؤية السعودية 2030
  • "قمة العرب الطيران 2025" ترسم تحول الصناعة في ظل رؤية "السعودية 2030"
  • العراق يستعد لتحضيرات إنعقاد القمة العربية في بغداد