كفيف من درعا ينال المرتبة الأولى في قسم اللغة العربية
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
درعا-سانا
بالعزيمة والإصرار وانطلاقاً من شغفه باللغة العربية نال الكفيف الشاب عبد المؤمن وائل الصلخدي المرتبة الاولى في قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الانسانية في جامعة دمشق بمعدل قدره 85.68 بالمئة.
والشاب الصلخدي من مواليد درعا عام 2001 روى خلال حديثه لساناً الشبابية كيف فقد بصره تدريجيا في الصف الثامن بعد إجراء عدة عمليات جراحية، مبينا انه تلقى تعليمه في مدارس المبصرين ببلدته انخل في الريف الشمالي لدرعا.
وقال: “إن دراسته في الشهادتين التعليم الأساسي والثانوية كانت تتم بمساعدة الأم والاخت وبشكل سماعي الى ان حصل على برنامج الناطق (قارئ الشاشة) في المرحلة الجامعية والذي اسهم بشكل كبير في تعزيز قدراته وزيادة معارفه وصولاً الى التفوق”.
وبين الشاب الصلخدي ان اختياره للغة العربية جاء نتيجة شغفه وحبه لها ونظراً للإيجابيات المتوفرة في هذا الاختصاص من حيث الإفضاء الى علوم أخرى كالشريعة والتاريخ وغيرها.
وقال: “اذا ملكت اللغة ملكت كل الاختصاصات فمن خلال دراسة اللغة العربية يمكن التعرف على التاريخ والعصور الادبية وما يميز العصر العباسي عن الاموي على سبيل المثال، كما يمكن التعرف على الدين وأصول الشريعة”.
وأكد ان حضوره في المرحلة الجامعية كان اساسياً من باب التمتع بلذة العلم وتعلم المنهجية ليستطيع في المستقبل الاسهام في التأسيس لجيل متمكن ذي فهم عميق للغة الأم، مبيناً انه في السنة الدراسية الاولى لم يحقق ترتيباً على مستوى القسم بسبب اعتماده على السماعي، لكن في السنة الثانية نال الترتيب الثاني بعد استخدامه لبرنامج الناطق (قارئ الشاشة) وحصل على جائزة الباسل للتفوق وواصل تفوقه حتى السنة الرابعة وحصل على الترتيب الأول بمعدل 85.68 بالمئة.
وعن طموحه أكد الشاب الصلخدي أنه تقدم لامتحان القيد والامتحان المعياري في جامعة دمشق وبانتظار المفاضلة للتقدم إلى الماجستير وبعدها للدكتوراه، مبيناً أنه سيختار اختصاص اللغويات أو النقد والبلاغة.
ودعا الصلخدي إلى رعاية المكفوفين في مدارس درعا بشكل أفضل وخاصة الذين يفقدون بصرهم أثناء دراستهم مع العمل لتأسيس مركز تقاني للمكفوفين يساعدهم على استكمال دراستهم وتحصيلهم العلمي.
والد الشاب عبد المؤمن المهندس وائل الصلخدي بين أن ابنه درس في مدارس انخل حتى الصف الثاني الثانوي ثم البكالوريا في مدرسة التفوق بمدينة جاسم، وكان منذ صغره محبا للعلم ومن الأوائل في صفه من المبصرين رغم دراسته بشكل سماعي وبمساعدة والدته وأخته.
وأوضح أن فقدان ابنه البصر منذ عام 2015 لم يمنعه من متابعة تحصيله العلمي، مؤكداً أن لديه عزيمة وإصرارا وأن الإعاقة كانت سبباً قوياً لتذليل كل الصعوبات التي واجهته، حيث حاول أن يترك بصمة أمل للجميع ويثبت من خلالها أن الإعاقة طاقة ويمكن أن تكون سبباً كافياً للتفوق والحصول على أعلى المراتب العلمية.
قاسم المقداد
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان
شهدت السنوات الأخيرة، خاصة منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة في أغسطس 2021، زيادة ملحوظة في عدد المعاهد التي تركز على تعليم اللغة العربية في العاصمة كابل وعدد من المدن الأفغانية.
وفي ظل الظروف الحالية، يحرص كثير من الأفغان على إتقان هذه اللغة التي تعد أساسية لفهم الإسلام والنصوص الدينية والعلوم الشرعية، الأمر الذي يعكس أهمية اللغة العربية في المجتمع الأفغاني وتأثير التعليم الديني في ازدهارها.
الجذور التاريخيةدخلت اللغة العربية أفغانستان مع انتشار الإسلام خلال القرنين السابع والثامن الميلاديين، وأصبحت منذ ذلك الحين اللغة الأساسية للعلوم الشرعية ولفهم القرآن الكريم والحديث الشريف، وهو ما جعلها ركيزة أساسية في التعليم الأفغاني.
وبرز دور العلماء الأفغان في ازدهار العلوم الإسلامية وتوسيع رقعة انتشار اللغة العربية عبر التاريخ، وتمدد تأثيرهم إلى عدة مدن مثل "هرات"، "بست"، "غزنة"، و"بلخ"، التي مثلت حواضر العلم والثقافة الإسلامية.
أما في القرنين التاسع عشر والعشرين، ورغم تزايد استخدام الفارسية والبشتو في الحياة اليومية والتعليم العام، فإن العربية بقيت راسخة وحاضرة في مجال التعليم الشرعي، خاصة في المساجد والمدارس الدينية.
إعلانوقد استمر التدريس بها، خصوصا خلال الفترات الحرجة من تاريخ أفغانستان، مثل الغزو المغولي، الذي رغم تسببه في تراجع استخدامها في الحياة العامة، لكنه لم يمنع استمرارها في المجال الديني أيضا.
مع عودة طالبان للسلطة أصبح تعلم اللغة العربية أمرا أساسيا للعديد من الأفغان (الجزيرة)وحينما شهدت أفغانستان سنوات "الجهاد ضد الغزو السوفييتي" انتشرت اللغة العربية بشكل أوسع، خصوصا في أوساط المهاجرين الأفغان، فقد أُنشئت مدارس ومعاهد وجامعات تدرس اللغة العربية لأبناء المهاجرين الأفغان، واستمر هذا الوضع حتى بعد وصول المجاهدين إلى الحكم وحكم طالبان الأول (1996-2001).
وبعد سقوط نظام طالبان، بدأت اللغة العربية تواجه بعض التحديات، نتيجة للانفتاح على التعليم الغربي وتعلم اللغات الأجنبية، إلا أن التعليم الديني ظل متشبثا بتدريسها، بالإضافة إلى كليات الشريعة بالجامعات الحكومية وكلية اللغات الأجنبية في جامعة كابل وقسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة ننجرهار، مما ساهم بدوره في تخريج متخصصين في اللغة العربية وأدبها.
جدير بالذكر أن اللغة العربية تدرس فى التعليم العام حسب مناهج وزارة المعارف الأفغانية، بواقع حصتين في المرحلة المتوسطة منذ النظام الجمهوري وحتى اليوم.
تطورات تعلّم العربية بعد عودة طالبانمع عودة طالبان إلى السلطة، أصبح تعلم اللغة العربية أمرا أساسيا للعديد من الأفغان الراغبين في قراءة القرآن الكريم والنصوص الدينية باللغة الأصلية.
وفي هذا السياق، شهدت المعاهد المتخصصة في تعليم العربية ارتفاعا ملحوظا في أعداد الطلاب المسجلين، خاصة أولئك الذين يسعون لاستكمال دراساتهم العليا في الجامعات العربية، في دول مثل مصر، والسعودية، والأردن، وغيرها.
كما أظهر العاملون في وزارة الخارجية الأفغانية إقبالا كبيرا لتعلم العربية، وهذا لأهميتها الكبيرة في تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الدول العربية.
ارتفاع الإقبال على تعلم اللغة العربية في العاصمة كابل بشكل ملحوظ (الجزيرة)وسعيا منها لتعزيز الهوية الإسلامية في المجتمع الأفغاني، تولي حكومة تصريف الأعمال اهتماما خاصا بتعلم العربية، من خلال دمجها في وسائل الإعلام الحكومية والرسمية، والترويج لها عبر البرامج الدينية والتعليمية على شاشات التلفاز والإذاعات.
إعلانأما عن تعزيز علاقاتها مع الدول العربية، فتعمل الحكومة على نشر محتويات دينية وثقافية بالعربية عبر وسائل الإعلام الحكومية ومنصات التواصل الاجتماعي، مستهدفة بذلك جمهور العالم العربي.
ازدهار معاهد اللغة العربيةونتيجة للطلب المتزايد على تعلم العربية في العاصمة كابل، ارتفعت بشكل ملحوظ أعداد المعاهد التي تقدم دورات لتدريسها، ومنها معهد "الحجاز" في كابل، والذي شهد إقبالا كبيرا من الطلاب الراغبين في تعلم العربية.
ووفقا لإدارة المعهد، ارتفع عدد الطلاب بنسبة ملحوظة منذ عودة طالبان إلى السلطة، مما يبرز أهمية هذه المعاهد في توفير التعليم الديني والتخصصي في اللغة العربية.
ولكن رغبة الطلاب الأفغان في تعلم اللغة العربية لا يقتصر على الفهم الديني، بل يشمل أيضا تحقيق طموحاتهم الأكاديمية والمهنية.
وفي جولة لاستطلاع آراء الطلاب بالمعهد، يقول حسين "أدرس اللغة العربية في معهد الحجاز لرغبتي في فهم القرآن الكريم بشكل دقيق وأصيل، فاللغة العربية تساعدني على فهم الدين كما هو، بعيدا عن أي تفسيرات أخرى. كما أنني أرغب في تحسين مهاراتي اللغوية لأتمكن من مواصلة دراستي في الجامعات العربية".
اللغة العربية تدرس في التعليم العام حسب مناهج وزارة المعارف الأفغانية (الجزيرة)بينما يؤكد حامد یوسفزي توفير المعهد بيئة تعليمية ممتازة، تساعده على التمكن من اللغة ليتمكن من الوصول إلى مصادر دينية حقيقية تساعده في فهم أعمق للتعاليم الإسلامية.
أما محمود عبد الرحمن فيتحدث عن تجربته قائلا "منذ تخرجي من معهد تعلم اللغة العربية، تعمقت في دراسة اللغة، وأجد أنها تعزز لدي الفهم الديني".
ويؤكد مدير معهد الحجاز نصيح الله ناصح أن البرامج التعليمية التي يقدمها المعهد تهدف إلى تطوير مهارات الطلاب في القراءة والكتابة باللغة العربية، مما يعزز قدرتهم على فهم النصوص الدينية الأصلية.
إعلان التحديات والفرصرغم الإقبال الكبير على معاهد اللغة العربية، فإن القطاع التعليمي في أفغانستان لا يزال يواجه تحديات كبيرة، أبرزها نقص الموارد والتمويل، بالإضافة إلى حرمان الفتيات من التعليم بعد الصف السادس الابتدائي، مما يؤثر سلبا على انتشار اللغة العربية بين فئة واسعة من المجتمع، وعلى جودة التعليم في بعض المعاهد، ومع ذلك، يظل تعلم اللغة العربية أولوية للكثير من الأسر الأفغانية التي ترى فيه طريقا لفهم الدين وتعزيز هوية أبنائها الثقافية والدينية.