كيف أضر نتانياهو بسياسية الغموض النووي الإسرائيلية؟
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
قال الكاتب الإسرائيلي، أوري زيلبرشايد إن رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، لعب دوراً حاسماً في إنشاء إمبراطورية حركة "حماس" الفلسطينية في قطاع غزة، حتى تكون إسرائيل في صراع دائم معها، وهو الأمر الذي من شأنه أيضاً أن يحبط أي اتفاق مع الفلسطينيين في إسرائيل، مضيفاً: "الآن حصلنا على ما يبت أن إجراءات نتانياهو في القضية النووية تؤدي إلى تفاقم التهديد النووي".
وقالت في تحليل له بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أنه بعد كلمات وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو في مقابلة، صباح الأحد الماضي، والتي قال فيها: "لم نكن لنقدم مساعدات إنسانية للنازيين؛ لا يوجد شيء اسمه غير متورطين في غزة"، وعندما سئل: "هل يعني هذا أنه يجب إسقاط قنبلة ذرية من نوع ما على غزة بأكملها"؟،أجاب: "إنه طريق واحد"، أي أنه خيار حقيقي.
وتناول الكاتب تساؤلاً يطرح نفسه: "هل السؤال كان مُخططاً له منذ البداية، والجواب أيضاً معد سلفاً؟"، مشيراً إلى أن كلمات الوزير إلياهو يمكن أن تكون نتيجتها - بصرف النظر عن تقويض صورة إسرائيل الأخلاقية وفقدان الدعم الدولي - إزالة الغموض النووي الذي يشكل أساساً في السياسة الأمنية الإسرائيلية، وإضفاء الشرعية على الجهد النووي الإيراني.
كاتب إسرائيلي: خطنا الأحمر لإيران صار خلفنا https://t.co/D1eIhTTPrQ
— 24.ae (@20fourMedia) November 8, 2023
رد فعل نتانياهو
أضاف الكاتب أنه من المسلم به أن نتانياهو اعترض على كلمات إلياهو لأنها "منفصلة عن الواقع"، إلا أنه لم يقله على الفور، بل اكتفى بالإعلان عن تعليق عضويته في الحكومة، لافتاً إلى أنها خطوة ليس لها شرعية قانونية، وتابع: "بعد يومين من كلام إلياهو، وفي غياب الرد المناسب من نتانياهو، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية: يبدو أن هذا اعتراف من إسرائيل بامتلاكها أسلحة نووية".
الإضرار بسياسة الغموض النووي
وأشار الكاتب إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها ربط نتانياهو بشكل أو بآخر بمحاولة الإضرار بسياسة "الغموض النووي الإسرائيلية"، "ففي سبتمبر (أيلول) 2001، ذكر الصحفي شيمون شيفر أنه في المناقشات الداخلية "يدعي نتانياهو أنه ينبغي رفع غطاء السرية الذي يحيط بقدرة إسرائيل النووية، إذا تبين أن إيران تقترب من القدرة النووية".
وأوضح نتانياهو بعبارات لا لبس فيها أنه سيتعين على إسرائيل بعد ذلك تغيير سياستها طويلة الأمد المتمثلة في الحفاظ على الغموض النووي، فيما ت برأ أرئيل شارون، رئيس الوزراء آنذاك، من هذه الكلمات، وقال إن أي تصريح لنتانياهو بهذا الشأن يمكن أن يكون سبباً لاتخاذ إجراءات قانونية.
من سيتحمل في #إسرائيل مسؤولية فشل 7 أكتوبر؟ https://t.co/29hlC2cm60
— 24.ae (@20fourMedia) October 30, 2023
وتابع: "لو تم قبول اقتراح نتانياهو في تلك المناقشات، لكان قد أعطى دفعاً لأنصار التسلح النووي في إيران، وجعلهم أقرب إلى السلاح النووي، بل وكان من الممكن أن يجر دولاً أخرى في المنطقة إلى سباق تسلح نووي"، مشيراً إلى أنه في عام 2018، وبإلحاح من نتانياهو، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، الذي تم توقيعه عام 2015 وفرض قيوداً على برنامجها النووي، ومنذ ذلك الحين أحرزت إيران تقدماً في تخصيب اليورانيوم، حتى أصبحت دولة عتبة نووية، مستطرداً: "إن خطوة نتانياهو، التي لم تكن نتيجتها غير متوقعة، أضرت بأمن الدولة".
واختتم مقاله قائلاً: "كما أوضحت في مقالي السابق في هذه الصحيفة بعنوان (إذا كنا كائنات حية.. فيجب إقالة نتانياهو فوراً من رئاسة الوزراء)، فقد لعب نتانياهو دوراً حاسماً في إنشاء إمبراطورية حماس في قطاع غزة، حتى نكون في صراع دائم معه، الأمر الذي من شأنه أيضاً أن يحبط التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين في الضفة الغربية، وقد حصلنا الآن على دليل على أن تصرفاته في الملف النووي تؤدي إلى تفاقم التهديد النووي الإيراني وقد تغرق المنطقة"، متسائلاً: "ولكن ماذا يجب أن يحدث حتى تتم إقالته على الفور من منصبه كرئيس للوزراء؟".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إسرائيل نتانياهو حماس إلى أن
إقرأ أيضاً:
الغرب ينتظر "واقعاً مختلفاً" في البرنامج النووي الإيراني
ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن إيران تتخذ خطوات بشأن صراعها النووي مع الدول الغربية، التي ستواجه واقعاً مختلفاً الفترة المقبلة بشأن "البرنامج الإيراني"، وقدمت قراءة لتصريحات المسؤولين الإيرانيين خلال الفترة الأخيرة.
وقالت "جيروزاليم بوست" في تحليل، إن وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية، تسلط الضوء على قرار طهران بتفعيل أجهزة الطرد المركزي المرتبطة ببرنامجها النووي، وعلى رغبة إيران في توسيع قدرتها على التخصيب.
إيران تواجه مأزقاً بعد عودة ترامب https://t.co/1Gku97cWYJ pic.twitter.com/EiSw4XmztW
— 24.ae (@20fourMedia) November 20, 2024 رسالة إلى الغربوذكرت الصحيفة الإسرائيلية، أن هاتين الخطوتين تهدفان إلى توجيه رسالة إلى الغرب، بأن إيران قامت بالفعل بتخصيب الكثير من اليورانيوم خلال السنوات الأخيرة، وأن العقبة الحقيقية أمام تسليحها النووي هي اختبار قنبلة ووضعها على صاروخ يمكنه حملها.
وكانت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" نقلت عن رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، قوله إن طهران بدأت في تفعيل أجهزة الطرد المركزي المتقدمة رداً على إجراء ذي دوافع سياسية اتخذه مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن البرنامج النووي السلمي للبلاد.
وأضاف التقرير أن "تصرفات الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة، ذات الدوافع السياسية والضارة، أدت إلى قرار غير عادل بشأن البرنامج النووي السلمي الإيراني"، مضيفاً أن هذه الدول تستخدم الأنشطة النووية السلمية الإيرانية كذريعة لتعزيز إجراءاتها غير المشروعة، وتقويض مصداقية واستقلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتعطيل التعاون البناء بين إيران والوكالة.
وأضافت الوكالة الإيرانية أن "إيران ستسرع بشكل كبير من أنشطة تخصيب اليورانيوم من خلال تركيب آلاف أجهزة الطرد المركزي المتقدمة الجديدة خلال الأشهر القليلة المقبلة، في أعقاب التوبيخ المدعوم من الغرب في الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
نتانياهو يشعر بحرية التحرك ضد إيران بعد وصول ترامبhttps://t.co/ht7dCHkhbe
— 24.ae (@20fourMedia) November 20, 2024 الخطوات التالية في البرنامج النووي الإيرانيوبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن إيران تستعد الآن لتخصيب المزيد من اليورانيوم والاستعداد للخطوات التالية في برنامجها النووي، ومن المرجح أن يحدث هذا مع تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 يناير (كانون الثاني).
واقع مختلف
وأشارت جيروزاليم بوست إلى تصريحات المتحدث باسم الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية، بهروز كمالوندي، بشأن ما سيحدث على الأرض خلال الأشهر الأربعة إلى الستة المقبلة، مع تفعيل آلاف أجهزة الطرد المركزي الجديدة، وزيادة سرعة التخصيب، وإنشاء بنى تحتية جديدة، بالإضافة إلى بعض الإجراءات الأخرى.
واختتمت الصحيفة الإسرائيلية تحليلها قائلة إن "الأطراف الغربية التي كانت تحاول تقييد البرنامج النووي الإيراني ستواجه واقعاً مختلفاً، يشمل برنامجاً أوسع وأكثر تقدماً بشكل ملحوظ، سواء من الناحية الكمية أو النوعية".