معركة الكرامة ... مقاومة فلسطينية وخيانة سعودية
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
من أجل حماية وأمن واستقرار الكيان الصهيوني عملت السياسة الاستعمارية البريطانية منذ وعد بلفور على ايجاد وزرع كيانات سياسية أخرى في المنطقة كحراس حدود للكيان النازي المحتل لفلسطين .
فأوجدت امارة شرق الأردن وكيان آل سعود وهذا ما اثبتته احداث التاريخ ووقائع اليوم ! -مسيرة النضال منذ عام 1965م قامت المقاومة الفلسطينية وحتى عشية نكبة 5 حزيران 1967م بما يقارب من مائتين عملية على طول الحدود العربية مع الكيان الصهيوني
وبالرغم من أن هذه العمليات كانت في نطاق متواضع بحيث أنها لم تعرض أمن الدولة العبرية للخطر , إلا أنها ساهمت في إقلاق الكيان الصهيوني بحيث اجبرته على السهر مع تعطيل طفيف لآليه انتاجه .
وذهب الكيان الصهيوني إلى اتهام الدول العربية بتشجيع ودعم الحركة الفدائية بالرغم من تواجدها في سوريا والاردن في 10 مارس 1968م التقي ياسر عرفات مع رئيس الأمن الأردني السيد عربيات في احد منازل قرية الكرامة ,
وقد أفصح عربيات عن معلومات مصدرها المخابرات المركزية الأمريكية تشير إلى اقتراب موعد هجوم اسرائيلي كبير على طول الحدود الأردنية يهدف إلى تحطيم قواعد المقاومة الفلسطينية على الحدود , وقد نصح عربيات بضرورة اللقاء العاجل مع رئيس الأركان الأردنية اللواء عامر خماش , وفي يوم 18 مارس كان اللقاء بينهما , وبعد النصائح العسكرية المحققة بعدم المجابهة مع جيش نظامي , قال خماش : عليكم أن تقوا أنفسكم بأسرع ما يمكن .
غير أن حركة المقاومة الفلسطينية بقيادة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات آنذاك رفضت فقال عرفات : ( ما رأيكم سيدي , لو أخلينا الساحة مرة أخرى أمام الإسرائيليين , ألا يكفي ما حدث في حزيران , أليس علينا نحن على الأقل كفدائيين أن نعطي الأمثولة مرة واحدة , وأن نبرهن أن في العرب عرقا ينبض , ثم ختم كلامه أبو إياد قائلا : علينا أن نسعى لتقويض اسطورة الجيش الذي لا يقهر حتى لو أدى ذلك إلى افنائنا جميعا .. والتفت أبو عمار إلى خمادش وهو يودعه : أتدرى , في هذا المسدس تسع طلقات , وقد أدخرت الأخيرة لنفسي . لتبدا بعد ثلاثة ايام من هذا الاجتماع معركة الكرامة .
-معركة الكرامة
في 21 مارس 1968م شن الكيان الصهيوني عدوانه وهجومه , وبدأت المدفعية البعيدة بالرمايات التمهيدية تساندها طائرات سلاح الجو , فيما أرتال الدبابات تعبر جسري دامية والملك حسين , والطائرات المروحية تلقي بالمظليين خلف خطوط المقاومة والجيش الأردني ,
وقد تبين أن الهجوم الصهيوني كان بعرض 80 كم , غير أن وجهته الرئيسية كانت نحو منطقة الكرامة وكان فيها حوالي 300 فدائي فلسطيني , وقد أصدر اللواء مشهور حديثة قائد الفرقة الأردنية الأولى في المنطقة أوامره النهائية بفتح النار , وقد طلب إلى قادة ألويته ألا يسمحوا بمرور الجنود الصهاينة إلا على أجسادهم – وأقسم الجميع على القرآن بعدم الانسحاب – وما هي إلا دقائق حتي تحولت المنطقة إلى جحيم , وهبط الفدائيون من التلال ليخوضوا معركة مجابهة وبالسلاح الأبيض أحيانا , لتتواصل المعارك حتي مغيب الشمس وبعدها شرعت الشؤون الخلفية للصهاينة بتجميع قتلاهم وجرحاهم كمقدمة للإنسحاب , ومع الإنسحاب دمروا ثلاثة أرباع قرية الكرامة , لكن الهدف الرئيسي من الهجوم لم يتحقق , فقد ظل الفدائيون بمؤازرة حقيقة من الجيش الأردني يقاتلون حتى النهاية . وكانت النهاية هي انهزام وانسحاب الجيش الصهيوني وليس بقاءه , وكانت معركة الكرامة أساطير ينشرها الشعب المُخيب من نكسة حزيران ونتائجها !
وبعد أيام من معركة الكرامة كانت المعدات الصهيونية المدمرة والتي تركت في أرض المعركة تعرض في مسيرة عسكرية داخل شوارع العاصمة الأردنية عمان .
-الخيانة السعودية
عن معركة الكرامة يقول الكاتب اليهودي ( آشر سسر ) تحت عنوان ( الخط الأخضر بين الأردن وفلسطين ) في كتابه ( سيرة وصفي التل السياسية ) ما يلي : ( منذ الكرامة , فقد أدرك الملك حسين , الخطر الكامن في استمرار العمل الفدائي لكنه فضل التساهل على أمل ايجاد فرصة مناسبة للتوصل إلى تسوية مع الفدائيين , فقد تلقى تهديدات اسرائيلية متكررة , ونصائح عربية لا تقل خطورة , ومع ذلك فقد آثر الروية لأٍسباب أقلها أن أكثر من نصف شعبه هو من الفلسطينيين أيضا ) .
وفي ذلك الوقت الذى اشار إليه الكاتب اليهودي إلى - تهديدات اسرائيلية ونصائح عربية – كان الملك فيصل صاحب الرسالة الشهيرة إلى الرئيس الأمريكي جونسون قبل نكسة 5 حزيران 1967م .
يبعث برسالة تاريخية أخرى - اقل ما توصف بخيانة للقضية الفلسطينية ولتصفية المقاومة – إلى الملك حسين , وقد بعث بها في تاريخ 3 يناير 1969م وتحمل رقم الوثيقة 412 من مجلس الوزراء السعودي جاء فيها :
( صاحب الجلالة الملك حسين بن طلال ملك المملكة الأردنية الهاشمية ، حفظه الله . يا صاحب الجلالة سبق لي أن تحدثت لجلالتكم - كشقيق يسره ما يسركم ويضره ما يضركم – عن الحالة التي وصل إليها الأردن الشقيق ، بوجود ما يسمى ( المقاومة الفلسطينية ) ، وأفصحت لجلالتكم عن يقيني القاطع أن هذه ( المقاومة ) سوف تستغل ضدكم وتتحول من اسمها الظاهري ( مقاومة فلسطينية ) إلى ( مقاومة ) ضدكم وضد شعبكم إن أنتم تهاونتم بترك حبالها على الغوارب .. والآن … وبعد أن أتضح لجلالتكم أمرها جليا، فإنه لا يسعني إلا أن أكرر نصحى للاستفادة من هذا الوقت السانح لجلالتكم بمبادرة القضاء المبرم على هذه ( المقاومة ) فبادروا أيها الأخ العظيم قبل أن يحدث ما نتوقعه بين يوم و أخر ، وما نخشى عقباه باستبدال حكمكم لا قدر الله ، بحكم هذه (المقاومة الفلسطينية ) ، ومن ثم يأتي دورنا نحن ، حين يتحول الأردن من دولة شقيقة إلى وبال ثورة علينا ، فننشغل بمحاربة ثورتين شيوعيتين ، واحدة في جنوب مملكتنا والأخرى في شمالها ، حيث يصبح الأردن الشقيق كالجنوب المسمى باليمن الديمقراطي ، والذى لم نزل نتعاون و إياكم في مكافحة من أفسدوه.
*فإن لم يصبح الأردن دولة شيوعية بانتصار ( المقاومة ) لا قدر الله ، فإنه سيصبح بالتأكيد ولا محالة دولة ناصرية أو بعثية أو قومية ، وكل هذه التسميات وإن اختلفت مجاريها ، فإنها تصب في قعر بؤرة واحدة ، هي بؤرة الهدم ضدنا ، وضد أصدقائنا الأمريكان والإنكليز وأنصار النظام الغربي .
لذلك فإنني أعرض مجددا على جلالتكم - كشقيق لكم – رأينا النهائي ورغبتنا الملحة ، بالقضاء على كل هذه الزمر المفسدة المجتمعة فى الأردن باسم ( مقاومة إسرائيل ) ، بينما- يشهد الله– أن شر إسرائيل لا وجود له ، أمام شرور تلك الزمر المفسدة .
وبهذه الرسالة ، ما أردنا إلا تكرار عرض خدماتنا لجلالتكم بتحمل كافة المصروفات ، وما ستتكلفونه من مال وسلاح وذخيرة في سبيل مقاومة ( المقاومة) .
وإلا فإنني وأسرتي الصديقة التي ترى في هذا الرأي ، وتقره كما تعلمون ، سننضم جميعا ضدكم ، لنشكل الطرف الأخر لمقاومتكم ومقاومة هذه ( المقاومة ) غير الشريفة.. لأننا بذلك لا ندافع عن كيانكم فقط ، بل عن كياننا أيض.
وبانتظار الرد من جلالتكم ، أدعو الله أن يحميكم من كل مكروه وأن يأخذ بيدنا لإحباط كل ما يحيط بنا من أخطار المفسدين الملحدين. أخوكم المخلص فيصل بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية .
-تصفية القضية والمقاومة
بتاريخ 27 ديسمبر 1966م وحملت رقم 342 من ارقام وثائق مجلس الوزراء السعودي ارسل الملك فيصل رسالة الى الرئيس الأمريكي يحثه على ضرورة مساندة الكيان الصهيوني للقضاء على جمال عبدالناصر ...
وفيما يخص فلسطين تضمنت رسالة الملك فيصل ا ما يلي : ( لا بد أيضا من الأستيلاء على الضفة ولغربية وقطاع غزة ، كيلا يبقى للفلسطينيين أي مجال للتحرك ،وحتى لا تستخدمهم أية دولة عربية بحجة تحرير فلسطين ، وحينها ينقطع أمل الخارجين منهم بالعودة كما يسهل توطين الباقي في الدول العربية )
فلم تكتفى السعودية بالتآمر مع الصهاينة والامريكان بنكسة 5 حزيران 1967م , وقبلها الدور الذي لعبه الملك سعود في انفصال الوحدة المصرية - السورية .
لتظل السعودية في الاسترسال بخياناتها للقضية العرب الأولى من خلال هذه الرسالة للملك فيصل والتي كانت سبب في ايلول الاسود 1970 وراح ضحيتها ما يقارب عشرين ألف فلسطيني وترحيل المقاومة الفلسطينية من الأردن .
واليوم تثبت معركة طوفان الاقصى حقيقة الدور السعودي في تصفية القضية الفلسطينية ومقاومتها والتطبيع مع الكيان النازي الصهيوني وايضا حقيقة وجود الكيان السعودي في قلب شبة الجزيرة العربية كخدمة للمخططات الاستعمارية الكبرى منذ اوجدته الدوائر السياسية والاستعمارية البريطانية . .
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة الکیان الصهیونی معرکة الکرامة الملک حسین
إقرأ أيضاً:
مسمار في نعش الكيان الصهيوني
حاتم الطائي
◄ القرار التاريخي إدانة دولية غير مسبوقة لمجرمي الحرب الإسرائيليين وداعميهم
◄ 124 دولة مُلزمة بتنفيذ قرار القبض على مجرمي الحرب الإسرائيليين
◄ يقظة الشعوب الحُرّة حول العالم كان لها الفضل الأكبر في استصدار القرار
لم يكن القرارُ التاريخيُّ والشجاعُ من المحكمةِ الجنائيةِ الدوليةِ بإصدار أمر اعتقالٍ بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي المُجرم بنيامين نتنياهو ووزير حربه السفّاح يوآف جالانت، مجرد إدانة غير مسبوقة لمجرمي الحرب الإسرائيليين وحسب؛ بل إدانة عالمية تاريخية للحركة الصهيونية الإجرامية العنصرية، ولكل داعميها من الأمريكيين والأوروبيين، وكل من تواطأ وصَمَتَ عن جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتجويع، ولكل من خَذَلَ الشعب الفلسطيني ولم يقف بجانبه ولو بكلمة!
صدر القرار بعد أكثر من 414 يومًا من العدوان البربري الدموي ضد شعب فلسطين في قطاع غزة، مع تدمير كامل للبنية التحتية والمنازل فوق رؤوس ساكنيها، واستشهاد أكثر من 44 ألف شهيد وإصابة ما يزيد عن 105 آلاف فلسطيني، كثيرٌ منهم يُعانون من إعاقة دائمة أو بتر في الأطراف أو استئصال لأحد أعضاء الجسد، فضلًا عن عشرات الآلاف من المفقودين تحت الأنقاض، وأمثالهم من الأسرى الذين اُعتقِلوا ظلمًا وعدوانًا على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلية.
صدر القرار رغم المحاولات المُستميتة من الكيان الفاشي الإسرائيلي لإثناء قضاة العدالة عن قرارهم، وإعلان كثير منهم عن تعرضهم لرسائل تهديد بالقتل والتنكيل، علاوة على ابتزاز المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، من خلال تلفيق قضية أخلاقية بحقه، لا أساس لها من الصحة؛ بل هي محاولة يائسة للانتقام من الرجل الذي قاد جهود استصدار مذكرة الاعتقال الدولية بحق مجرمي الحرب الإسرائيليين.
صدر القرار رغم أنف الولايات المُتحدة المُلطخة يداها بدماء الشعب الفلسطيني، في ظل الدعم العسكري اللامتناهي لإسرائيل، والدعم الاستخباراتي والأمني لهذا الكيان السرطاني البغيض. إذ لم تتوانَ واشنطن منذ اليوم الأول من العدوان عن تقديم كافة أوجه الدعم لدولة الاحتلال؛ عسكريًا من خلال شحنات السلاح والمعدات والطائرات وغيرها، وسياسيًا عبر استخدام حق النقض "فيتو" في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وممارسة الضغوط السياسية وغيرها ضد دول المنطقة من أجل عدم اتخاذ موقف رسمي موحَّد ضد العربدة والإجرام الصهيوني.
صدر القرار ليؤكد للعالم أجمع أنَّ العدالة لا بُد وأن تأخذ مجراها، حتى ولو طال الأمد؛ حيث إننا نعلم أن مثل هذه القضايا ربما تستغرق سنوات طويلة لإصدار حكم فيها، كما إن المحكمة لا تملك أي سلطات تنفيذية لتنفيذ الحكم، باستثناء أن الدول المُوقّعة على "نظام روما الأساسي"، مُلزمةً دون اختيار منها بتنفيذ أي قرار يصدر عن المحكمة الجنائية الدولية، وهذا يعني أن جميع هذه الدول المنضوية تحت "نظام روما" (وعددها 124 دولة) مُلزمة قانونًا بتنفيذ قرار الاعتقال، ولاحقًا قرار الإدانة.
ورغم أنَّ الولايات المتحدة ليست عضوًا في "نظام روما" أي أنها غير مُلزمة باعتقال نتنياهو وجالانت، إلّا أنها استشاطت غضبًا من صدور قرار الاعتقال، وأطلقت نيران هجومها على المحكمة، في موقف يعكس مستوى الانحطاط السياسي الذي بات يُهمين على السياسات الأمريكية، الدولة التي يُفترض بها أن تكون نصيرًا للعدالة والمساواة وحقوق الإنسان، والتي لطالما تشدقت بها وابتزت بها جميع دول العالم، وتفاخرت بما يُسمى بـ"العدالة الدولية"، لكن عندما يأتي الأمر إلى إسرائيل تنقلب الموازين، وتتكشف العورات السياسية القبيحة، وتتجلى ازدواجية المعايير في موقف مُخذٍ يؤكد أننا ما زلنا نعيش في عالم يسوده قانون الغاب؛ حيث القوي بإمكانه التهام الضعيف دون مُحاسبة.. لكن هيهات هيهات.. لقد انتهى زمن إفلات إسرائيل من العقاب، وولَّت حقبة الهروب من المساءلة بلا رجعة.
لا شك لديَّ أن المحكمة الجنائية الدولية استندت في قرارها العادل والمُنصف، على حقيقة الوضع الكارثي وغير الإنساني في قطاع غزة، في تأكيد دولي لا مثيل له على الجرائم البشعة التي ارتكبتها دولة الاحتلال المُجرمة في غزة، وهو ما يُفنِّد الأكاذيب الصهيونية التي ظلّت تُشكك في أعداد الشهداء والمصابين وضحايا هذا العدوان طوال فترة الحرب وحتى الآن.
ومن المُؤكد أنَّ يقظة الشعوب الحرة حول العالم كان لها الفضل الأكبر في الضغط على جميع المؤسسات الدولية ودعم قضاة المحكمة في قضيتهم العادلة، فلقد شاهدنا- وما نزال- المظاهرات الحاشدة حول العالم المُندِّدَة بهذا العدوان الدموي الإجرامي على قطاع غزة، واعتصامات الطلبة الأحرار في أكبر جامعات أمريكا وأوروبا، إلى جانب التنديد الشديد بكل ما يمُت لدولة الاحتلال بصلة، حتى لفرق كرة القدم الإسرائيلية التي باتت منبوذة في كل البطولات والمنافسات. أضف إلى ذلك العزلة الدولية لهذا الكيان المُجرم، وفرار مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الخارج، فيما بات يُعرف بـ"الهجرة العسكية"؛ حيث عاد هؤلاء إلى أوطانهم التي قدموا منها للاستيطان في فلسطين المحتلة، بعدما زيّنت لهم حكومة الاحتلال الأوضاع ومنحتهم الأموال والمنازل والأراضي.
لقد قيل على لسان بعض المسؤولين إنهم أنشأوا المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة الديكتاتوريين والمستبدين في العالم الثالث، لذلك يستنكفون أن يمثل مجرمو الحرب الإسرائيليون أمام هذه المحكمة صاغرين، ما يؤكد أنَّ النظام العالمي القائم حاليًا على أحادية القطب بقيادة الولايات المتحدة أثبت فشله، وتأكد الجميع من حجم الظلم الواقع على عاتق الشعوب المُستضعفة.
ويبقى القول.. إنَّ القرار التاريخي للمحكمة الجنائية الدولية باعتقال مجرميْ الحرب نتنياهو وجالانت بمثابة مسمار غليظ في نعش الصهيونية البغيضة، وهو ما يُبشِر بزوال هذا الكيان المُجرم قريبًا، ويُؤكد للعالم أجمع أنَّ دماء الشعب الفلسطيني لن تذهب سُدى، وعلى حُكام وقادة العالم أن يدعموا ويؤيدوا قرار المحكمة الجنائية الدولية، وذلك بالتوازي مع المُحاكمة الجارية في محكمة العدل الدولية؛ إذ لأول مرة في التاريخ تُحاكم إسرائيل على إجرامها أمام أكبر مؤسستين للعدالة الدولية في العالم، وما من ريبٍ أنَّ العدالة ستأخذ مجراها، وإذا ما أخفقت عدالة الأرض، فإنَّ عدالة السماء نافذة ولا رادَّ لها، وهذا يقينُنا في الله عزَّ وجلَّ.
رابط مختصر