الجزيرة:
2025-01-22@07:06:57 GMT

غزة.. هذا ما حققته المقاطعة!

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

غزة.. هذا ما حققته المقاطعة!

الأزمةُ تشتدُ والحصار في كلّ مكان. مستشفيات غزّة تُضرب، والمنازل تُهدَّم، والدم مُراق، إنّها الحرب تشتعل كما نراها على شاشات التلفزيون، فتتّقد معها المشاعر العربية والإسلامية.

الشعوب غاضبة، ومتعاطفة من المحيط إلى الخليج، بل وفي كثير من البلاد الأوروبية والآسيويَّة.

أزمة فلسطين ليست وليدة اليوم، بل هي واحدة من القضايا الدولية طويلة الأمد، تشتعل من حين إلى آخر، وفي هذه الأيّام، يشهد الشعب الفلسطينيّ في غزّة تحديات يوميّةً كبيرة تتعلّق بالمعيشة، حيث انقطاع المياه والكهرباء، ونفاد الأدوية والوقود، وغياب الأمان.

ومن زاوية أخرى، تتجدّد حملات المقاطعة العربيّة ضدّ الشركات الداعمة إسرائيلَ.

لطالما كانت التجارة الدوليّة وسيلة شائعة في تعزيز العلاقات بين الدول، وفي الوقت نفسه، يمكن استخدام مقاطعة السّلع التي تساهم في الاعتداء على أوطاننا وسيلةً شعبية للتأثير على مبيعات هذه الشركات، ومن ثمّ الضّغط على حكوماتها.

نظرة تاريخيّة

شهد التاريخ عددًا من المقاطعات أشهرها المقاطعة التي دعا إليها المهاتما غاندي عام 1930 لعدم لشراء المنتجات الاستعمارية البريطانية احتجاجًا على قانون الملح، وقد حقّقت هذه المقاطعة خَسارة كبيرة للشركات البريطانية، وعزَّزت الوعي بأهمية دور المواطنين في تحديد مصير سوق السلع المحليّة.

ومن المقاطعات التي حقَّقت نجاحًا كبيرًا، مقاطعة حافلات "مونتغمري" بولاية ألاباما عام 1955، عندما ألقي القبض على روزا باركس، وهي خياطة أميركيّة سمراء، لرفضها التخلّي عن مقعدها في إحدى الحافلات لراكب أبيض. كانت قوانين الولاية تنصّ على أن النصف الأمامي من الحافلة مخصصٌ للبيض، وإذا كان النصف الأمامي من الحافلة، ممتلئًا فيجب أن يتخلَّى سود البشرة عن مقاعدهم للركاب البيض. وقد أثار اعتقالها شرارة مقاطعة حافلات "مونتغمري"، والتي رفضَ خلالها المواطنون، سود البشرة، في "مونتغمري" ركوب حافلات المدينة؛ احتجاجًا على سياسة الفصل العنصري التي يتّبعها نظام الحافلات.

كانت هذه المقاطعة- بمثابة احتجاج على الحقوق المدنية للأميركيين من أصل إفريقي – ناجحةً للغاية، ففي نوفمبر عام 1956 صدر حكم المحكمة العليا الأميركية الذي ينصّ على أنَّ الفصل العنصري في الحافلات العامة غير دستوريّ.

المبادرات الشجاعة

والآن، على ضوء الأحداث في غزة، بدأ عددٌ من الدول العربية حملة قوية لمقاطعة المنتجات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي، والاعتداء على أوطاننا ومقدراتنا بشكل مباشر أو غير مباشر؛ بهدف خفض الطلب على المنتجات التي تدعم إسرائيل، بالإضافة إلى ذلك فإن هذه المبادرات تشجّع على المساهمة في تشجيع الصناعات الوطنية، التي تساهم مساهمة كبيرة في توفير فرص العمل، والحدّ من البطالة.

وتضيف المقاطعة فرصًا فعّالة لتطور هذه المنتجات الوطنية كمًّا وكيفًا. إنها مساهمة فعالة في تقليص المديونية العامة التي تعاني منها كل أقطار بلادنا.

لقد جعلتنا المقاطعة نكتشف أشياء ما كنا لنكتشفها بطريقة أخرى، فمثلًا مقاطعة البضائع والسلع المستوردة والسلع المنتجة، عن طريق الشركات التي دخلت بلادنا بامتيازات أجنبية خاصة، بسبب أسمائها الرنَّانة، أدّت إلى التراجع القاتل في أداء الشركات الوطنية الناشئة وإغلاق معظمها؛ إذ إنّ هذه الشركات الأجنبية والحائزة امتيازات خاصة عن الشركات الوطنية، لا تخلو من أهداف أخرى تسعى لتنال من الاقتصاد الوطني.

وهل منافستها للمنتجات الوطنية وتدميرها سوى لأهداف استعمارية خبيثة؟ وهل إخراج ما تجنيه من الأرباح إلى خارج البلاد إلا مساهمة في تدمير سعر صرف العملات الوطنية؟

وهل التراجع في الشعور القومي الذي من شأنه أن يغلي في دمائنا إلا سببٌ ونتيجة لوجود هذه الشركات؟

ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه المقاطعة لا تقتصر فقط على السلع الغذائية، بل تشمل مختلف المنتجات والخِدمات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي.

بالتحوّل إلى منتجات محلية وأخرى ذات أصول أخلاقية، يمكن للأفراد والمجتمعات أن يساهموا في دعم اقتصادهم المحلي وإحداث التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم.

وتظهر أهمية المقاطعة كوسيلة فعَّالة لتعبئة الجهود، والضغط على الدول التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي.

إنَّ المقاومة في غزة، وحملات المقاطعة العربية تسلط الضوء على القضايا الإنسانية والسياسية المشتركة في عالمنا اليوم، من خلال تفعيل المقاطعة وتوجيه الاهتمام نحو المنتجات والخدمات المحلية، ما يسمح للأفراد والمجتمعات بالمساهمة في تحسين وضعهم وتعزيز قضيتهم بفاعليَّة.

وكما يُظهر التاريخ، فإنَّ المقاطعة تعد وسيلة قوية للتأثير على السياسة والاقتصاد، وهي أداة يمكن استخدامها بنجاح في سبيل تحقيق العدالة والتغيير.

هكذا تتكلّم العبقرية

للمقاطعة كحالة نفسية جمعيَّة جذورٌ في تراثنا العربي والإسلامي، كما ورد من شكوى الناس لإبراهيم بن أدهم غلاء أسعار اللحم عند الجزّارين، لم يأمر الجزّارين أن يخفضوا سعر اللحم، بل قال للناس أرخصوه أنتم (أي اتركوه لهم) فقالوا: نحن لا نملكه حتى نرخصه؟ وكيف نرخصه وهو ليس في أيدينا؟ قال: اتركوه لهم.

هكذا تتكلم العبقرية عندما يكون هناك إرادة التغيير وإرادة الغيرة على الأوطان والحقوق، نعم، بالمقاطعة والاعتماد الكُلي على السلع المحليَّة، وليس بسلع من يدعم ويؤازر عدوًا لنا، ويريد بيعها في بلادنا، وهذا هو أضعف الإيمان لمن لا يقوى قلبه، ولا تتحمله ظروفه إلى فعل ما هو أكبر من ذلك.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التی تدعم

إقرأ أيضاً:

بعد مقتل أكثر من 100 شخص في أعمال عنف.. إعلان حالة الطوارئ بكولومبيا

أعلن الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو حالة الطوارئ ردا على الاشتباكات بين المتمردين في أجزاء مختلفة من البلاد والتي خلفت أكثر من 100 قتيل و20 ألف نازح في أقل من أسبوع.

وقال في تصريحات في حسابه على موقع إكس تم إعلان حالة الطوارئ الداخلية وحالة الطوارئ الاقتصادية، مما يعطى الضوء الأخضر للحكومة لاتخاذ إجراءات استثنائية واستخدام موارد مالية أو تقييد الحركة حسبما أوردت قناة فرانس 24 الإخبارية الفرنسية.

وتتعرض الحدود مع فنزويلا وجنوب الأمازون ومنطقة شمال كولومبيا لهجوم من منظمات تتنافس على السيطرة على الأراضي وطرق تهريب المخدرات في البلاد، أكبر منتج للكوكايين في العالم.

ومع وجود أكثر من 50 ألف هكتار من محاصيل الكوكا، التي كانت وقوداً لفترة طويلة للصراع المسلح، تعد مدينة كاتاتومبو، في مقاطعة نورتي دي سانتاندير، رمزاً للحرب الداخلية التي أودت بحياة أكثر من 9.5 مليون ضحية خلال ستة عقود.

وفي جنوب البلاد، خلفت الاشتباكات بين الفصائل المتعارضة من المنشقين عن القوات المسلحة الثورية الكولومبية فارك الذين رفضوا اتفاق السلام لعام 2016 وحملوا السلاح ما لا يقل عن 20 قتيلاً يوم الاثنين في مقاطعة جوافياري الأمازونية.

وقال مسئول في وزارة الدفاع إن هناك 20 قتيلا وتم نقل الجثث إلى المشرحة في فيلافيسينسيو وهي بلدة مجاورة.

واندلع القتال بين رجال يتبعون كالاركا، زعيم المجموعة المنشقة عن تنظيم القوات المسلحة الثورية الكولومبية فارك التي تتفاوض على السلام مع الحكومة الكولومبية، وأفراد من جماعة إيفان مورديسكو الذي يرفض التفاوض.

وفي شمال البلاد، في مقاطعة بوليفار، أسفرت الاشتباكات بين جيش التحرير الوطني وعصابة كلان ديل جولفو لتهريب المخدرات عن مقتل تسعة أشخاص، بحسب السلطات.

في الوقت الحالي، لم يندلع أي قتال بين الجيش الكولومبي والجماعات المتمردة المختلفة. وتم نشر حوالي 5 الاف جندي في كاتاتومبو لكن السلطات تقول إنها تركز على مساعدة السكان المهددين وتم إجلاء أكثر من 230 شخصًا بطائرات الهليكوبتر، بما في ذلك الأطفال.

ولكن تم الإعلان عن المرحلة الثانية، والتي من شأنها أن تشهد إرسال الجنود إلى المناطق الحيوية لصد المتمردين.

ومنذ يوم الخميس في كاتاتومبو، فر مئات الأشخاص إلى فنزويلا، وقامت كاراكاس بتفعيل "عملية خاصة" لرعاية النازحين في بلديتين مجاورتين.

وعلى الجانب الكولومبي من الحدود، تستضيف العديد من البلدات والقرى مثل تيبو آلاف الأشخاص في ملاجئ مرتجلة، تحت حراسة الجنود.

وقال الجنرال إريك رودريجيز للصحفيين: لقد ساعدنا في الأمور الأمنية واللوجستية، وتم الترحيب بأكثر من 19800 شخص في الملاجئ.

ووفقاً لمسئول كولومبي، فإن المشارح في مقاطعة نورتي دي سانتاندير مشبعة بنسبة 250%".

ويمكن اعلان حالة الطوارئ الداخلية، التي يسمح بها الدستور، لمدة أقصاها 90 يوما، ويمكن تمديدها لمدة تصل إلى فترتين متساويتين، تتطلب الثانية منهما رأيا مسبقا ومؤيدا من البرلمان، وفقا للدستور.

ويقوض هذا العنف السياسة التي تنتهجها حكومة جوستافو بيترو، أول رئيس كولومبي يساري ومتمرد سابق تعهد عند وصوله إلى السلطة في عام 2022 بالخروج من الصراع المسلح من خلال الحوار، وتفاوض منذ ذلك الحين مع عدة جماعات مسلحة في البلاد.

ولم يتوصل إلى اتفاقات ملموسة مع المتمردين أو تجار المخدرات أو الجماعات شبه العسكرية اليمينية المتطرفة.

وقرر جوستافو بيترو الجمعة تعليق المفاوضات مع جيش التحرير الوطني الذي اتهمه بارتكاب جرائم حرب، وقال يوم الاثنين على موقع التواصل الاجتماعي إكس إن الجماعة المسلحة سلكت طريق بابلو إسكوبار، في إشارة إلى تاجر المخدرات الكولومبي الشهير الذي توفي عام 1993. وأضاف أن جيش التحرير الوطني اختار طريق الحرب وسيخوض الحرب.

اقرأ أيضاًكولومبيا: ارتفاع حصيلة ضحايا الاشتباكات الأخيرة مع جيش التحرير الوطني إلى 60 قتيلا

مصرع وإصابة 41 شخصا جراء تحطم حافلة ركاب في كولومبيا

وزير خارجية كولومبيا: يجب اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة

مقالات مشابهة

  • حريق جديد في لوس أنجلوس وسط رياح سانتا آنا
  • موسكو: هجوم جوي على مقاطعة روستوف الروسية وإسقاط 9 مسيرات
  • البصرة.. اعتقال 13 أجنبياً يعملون في الشركات النفطية
  • روسيا تسقط 55 مسيرة أوكرانية.. ما موقف ترامب من الحرب؟
  • سكرتير عام المنظمة البحرية الدولية يشيد بما حققته مصر من طفرة في الخدمات بالموانئ
  • بعد مقتل أكثر من 100 شخص في أعمال عنف.. إعلان حالة الطوارئ بكولومبيا
  • وفاء بنيامين: القومي لحقوق الإنسان يُعد المؤسسة الوطنية التي تعمل على تعزيز وحماية حقوق الإنسان
  • مراكش.. رفض التوقيع على الرخص يخلق جدلاً بمقاطعة المنارة
  • روسيا تُسقط 11 مسيرة أوكرانية فوق مقاطعة بريانسك
  • قانون العفو يعود إلى جدول البرلمان العراقي تحت ضغط المقاطعة