مستشار دبلوماسي سابق: إيران المستفيد الوحيد من الفوضى الحالية
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
أنقرة (زمان التركية) – تناول المستشار السابق لوزارة الخارجية التركية، أوزدان سانبرك، في مقاله الأخيرة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وذكر سانبرك أن التوتر في الشرق الأوسط يخدم أهداف إيران.
وأوضح سانبرك أن إيران ليست دولة شرق أوسطية اعتيادية بل أنها تتمتع بعمق ثقافي ممتد منذ القدم ومتزعمة للشيعة بالعالم الإسلامي منذ نحو 1400 عاما، مفيدًا أن رواسب الغاز الطبيعي والنفط الغنية تكسبها استقلالية في مجال الطاقة، وأنها دولة تتمتع بتعداد سكاني كبير وجيش قوي وتسليح حديث وتكنولوجيا متقدمة وعلى وشك أن تصبح قوة نووية.
وأضاف سانبرك أن إيران لا ترغب في حرب شاملة بالمنطقة، وأضاف قائلا: “يمكن القول إن إيران ستصبح الدولة الوحيدة التي ستتجاوز هذه الفوضى دون أن تتأثر، فإيران تهدف إلى حماية قوتها ونفوذها السياسي الذي تتمتع به في المنطقة، وتعزيز نفوذها بما سيضعف منافسيها من خلال المشكلات النابعة من الحرب المندلعة بالمنطقة، ويمكن اعتبار الفوضى بالمنطقة فرصة لمواصلة أنشطتها النووية بشكل أفضل، ومن بين أهداف إيران الحرص على ألا تدفع هذه الفوضى إلى حرب شاملة بالمنطقة، كما تكثف جهودها لدفع أمريكا إلى مغادرة المنطقة”.
Tags: إسرائيلإيرانالشرق الأوسطالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: إسرائيل إيران الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
عودة الشرطة.. السودان يرفض الفوضى
في زمن الحرب والفوضى، يصبح الأمن أمنية، والشرطة التي كانت بالأمس جزءًا من المشهد اليومي تتحول إلى رمز للطمأنينة والعودة إلى الحياة الطبيعية. الفيديو الذي وثّق وصول قوات شرطة محلية الخرطوم إلى مقرها في أركويت لم يكن مجرد مشهد عابر، بل لحظة نادرة تحمل في طياتها الكثير من المعاني. مشهد رجال الشرطة وهم يعودون إلى موقعهم وسط استقبال شعبي حافل، بالأحضان والتهليل وزغاريد النساء، يختصر علاقة ممتدة بين الشرطة والمجتمع، علاقة تعرضت لكثير من التشويه لكنها تظل أقوى من أي محاولة لتمزيقها.
لم يكن احتفاء المواطنين برجال الشرطة مجرد تعبير عاطفي عابر، بل كان تأكيدًا على أن المجتمع يدرك قيمة الأمن، ويعرف أن الشرطة – رغم كل شيء – تظل الحصن الأول في مواجهة الفوضى. في زمن تتراجع فيه مؤسسات الدولة أمام ضربات الحرب، يظل الناس يبحثون عن أي بارقة أمل تعيد لهم الشعور بالأمان، وعودة الشرطة إلى مواقعها هي واحدة من تلك البوارق التي تجعل الجميع يشعر بأن الغد قد يكون أفضل.
المشهد في أركويت لم يكن مجرد لحظة احتفال، بل كان استفتاءً شعبيًا على دور الشرطة، رسالة واضحة بأن السودانيين، رغم اختلاف آرائهم وظروفهم، يتفقون على شيء واحد: لا حياة دون أمن، ولا أمن دون شرطة. وربما من المناسب هنا أن نذكر الجميع بمقولة شهيرة:
(A society which chooses war against the police better learn to make peace with its criminals)
(أن المجتمع الذي يختار الحرب ضد الشرطة عليه أن يتعلم كيف يصنع السلام مع المجرمين)
قد يختلف البعض في تقييم أداء الشرطة، وقد تكون هناك انتقادات مشروعة لبعض التجاوزات، لكن يبقى السؤال الجوهري: ما البديل؟ الفوضى؟ سيطرة العصابات؟ انعدام الأمان؟ هذه ليست خيارات لمجتمع يسعى للحياة والاستقرار، ولهذا كان استقبال المواطنين في أركويت لرجال الشرطة أكثر من مجرد احتفاء، بل كان تعبيرًا صادقًا عن حاجة الناس للأمن والنظام.
الشرطة السودانية اليوم تواجه تحديات تعجز عنها دول مستقرة، فالحرب لم تترك مجالًا إلا وملأته بالفوضى، ومع ذلك لا يزال رجال الشرطة صامدين، يعملون في ظروف قاسية، بإمكانيات محدودة، ورغم ذلك لا يفقدون إحساسهم بالواجب. ليس من السهل أن تكون شرطيًا في مثل هذه الأوقات، حيث الخطر يتربص في كل زاوية، لكن الوطن يستحق، وأبناء السودان يستحقون من يحرس أمنهم، ولو كان ذلك يعني التضحية بالكثير.
ومع عودة الشرطة إلى مواقعها، تبدأ مرحلة جديدة، لا يجب أن تكون مجرد استعادة للوجود، بل انطلاقة حقيقية نحو علاقة أكثر متانة بين الشرطة والمجتمع. على الشرطة أن تدرك أن تقدير الناس لها ليس صكًا على بياض، بل مسؤولية تتطلب عملاً دؤوبًا لاستعادة الثقة وتعزيزها. وعلى المواطنين أن يدركوا أن الشرطة ليست خصمًا، بل شريك في أمنهم، وأن نجاحها في أداء واجبها ينعكس مباشرة على حياتهم اليومية.
هي رسالة لكل شرطي، بأن الناس يقدرون تضحياتهم، ويعرفون حجم الصعوبات التي يواجهونها. رسالة تقول لهم:
أوعك تقيف.. وتواصل..
الليل بالصباح.. تحت المطر وسط الرياح.. وكان تعب منك جناح في السرعة زيد.
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٢٩ مارس ٢٠٢٥م