تحذير من زلازل بسبب قصف غزة .. ما رأي العلماء؟
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
سرايا - مجددا يثير متنبئ الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس الجدل. ولكن هذه المرة لم يكن الرجل الذي ملأ الدنيا ضجيجا منذ زلزال تركيا وسوريا (6 فبراير/شباط الماضي) يحدد موعد حدوث زلزال جديد كما درج خلال الفترة الأخيرة، لكنه حذر في تغريدة كتبها على حسابه بموقع إكس (تويتر سابقا) من حدوث زلزال في المنطقة العربية بسبب القصف العنيف الذي يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
فقد قال هوغربيتس، الذي اشتهر بالربط بين اصطفاف الكواكب في السماء ووقوع الزلازل في الفوالق النشطة على الأرض: "يجب على العالم أن يجبر إسرائيل على وقف هذا الجنون، وبصرف النظر عن الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، سيكون لهذا القصف في نهاية المطاف تأثير زلزالي كبير على المنطقة وسيؤدي إلى تسريع وقوع زلزال كبير على طول فالق البحر الميت.. غباء بشري".
ورغم أن هوغربيتس -الذي لا توجد له دراسة علمية تحمل اسمه- دائما ما يثير غضب العلماء الذين يرون تغريداته بعيدة كل البعد عن المنهج العلمي حتى وإن وافقت الواقع، فإنهم اشتموا في تغريدته هذه المرة رائحة معطيات علمية، غير مستبعدين تأثير القصف بالقنابل على إحداث ما يعرف بـ"الزلازل المستحثّة".
لكنهم شددوا في الوقت ذاته على أربعة أسباب تنزع القلق حيال هذا الخطر في قطاع غزة:
أولها: أن ذلك النوع من الزلازل لا يكون خطيرا (بمعنى أن قوته تكون محدودة).
ثانيها: أن وقوعه يحتاج إلى استخدام أنواع معينة من أسلحة الدمار.
ثالثها: أن الوضع التركيبي الجيولوجي لغزة لا يسمح بحدوث ذلك.
ورابعا: أن الاحتلال الإسرائيلي يوزع الدمار على نطاق غزة بأكملها، ولا يركزه في موقع بعينه.
ما بين الزلازل الطبيعية والمستحثّة
والزلازل المستحثّة، كما تُعرّفها جين كونين الباحثة في علوم الأرض بجامعة كرتين الأسترالية في مقال نشرته بموقع "ذا كونفرسيشن"، هو المصطلح المستخدم لوصف الهزات الأرضية الناجمة عن الأنشطة البشرية.
ويمكن أن تقع هذه الزلازل بسبب أي شيء يغير الضغوط الواقعة على الصخور الموجودة تحت السطح، وتشمل العمليات التي تضيف أو تزيل أحمالا كبيرة من السطح، مثل التعدين أو بناء السدود أو المباني الشاهقة أو استخراج المياه من طبقات المياه الجوفية، كما تشمل أيضا بعض العمليات العسكرية.
وتقول جوديث هوبارد عالمة الزلازل بجامعة كورنيل الأمريكية، في رد عبر البريد الإلكتروني: "الزلازل المستحثة تتبع نفس قواعد الهزات الارتدادية التي تحدث بعد زلزال كبير، حيث تكون صغيرة".
وتضيف: "القنابل حتى وإن كانت مدمرة، فإن الطاقة التي تطلقها ليست ضخمة، مقارنة بتلك التي تسبب ضغوطا على الصفائح التكتونية في مناطق الفوالق النشطة مسببة حدوث الزلازل بشكل طبيعي".
والصفائح التكتونية عبارة عن ألواح من القشرة الأرضية تتحرك ببطء شديد فوق سطح الأرض. وتقع الزلازل نتيجة الانزلاق المفاجئ للصفائح التكتونية في منطقة الفوالق، حيث تتحرك تلك الصفائح ببطء، لكنها تعلق عند حوافها بسبب الاحتكاك، وعندما يتغلب الضغط على الحافة بسبب الاحتكاك، يقع زلزال يطلق طاقة هائلة في هيئة موجات تنتقل عبر قشرة الأرض وتسبب الاهتزاز الذي نشعر به.
تقول هوبارد: "بشكل عام، إذا كانت القنابل المستخدمة في أي حرب سطحية فستكون غير فعالة جدا في تغيير الضغوط في الأعماق بمنطقة الفوالق، حيث تبدأ الزلازل عادة بعمق يتراوح بين 5 و25 كلم، وإضافة إلى ذلك فإن التفجيرات حتى وإن كانت في الأعماق، فإن التغيير الذي تحدثه في الضغط يكون مؤقتا، لذلك ليس شرطا أن يتسبب ذلك في الوصول إلى نقطة التحول التي تُحدث الزلزال".
القنابل الزلزالية والتجارب النووية
على عكس القنبلة السطحية التي تنفجر عادة عند السطح أو بالقرب منه وتدمر هدفها مباشرة بقوة الانفجار، فإن القنبلة الزلزالية يتم إسقاطها من ارتفاع عالٍ لتصل إلى سرعة عالية جدا عند سقوطها واصطدامها، فتخترق وتنفجر في أعماق الأرض مسببة كهوفا أو حفرا ضخمة، بالإضافة إلى موجات شديدة من الطاقة. وتستخدم عادة لإتلاف أو تدمير الأهداف الصعبة مثل الجسور.
كما يقع التأثير السابق نفسه عند إجراء "التجارب النووية" التي يُجرونها في أعماق الأرض، وفق تقرير لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
ويوضح التقرير أن الانفجارات النووية تحت الأرض تطلق عادة طاقة تتراوح بين 2 و50 كيلوطنا (الكيلوطن الواحد يعادل ألف طن)، مقارنة -على سبيل المثال- بزلزال أفغانستان الذي وقع في مايو/أيار 1998 وكانت ضخامته 6.5 (والضخامة مقياس للزلازل يعبر عن قوتها الفعلية ويقيس حجمها من مكان وقوعها)، والذي كان له ناتج يعادل 2000 كيلوطن.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
كيف تشعر الحيوانات بالزلازل قبل وقوعها؟.. خبير يكشف السر
كشف الدكتور صلاح الحديدي، أستاذ الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن الحيوانات والطيور، وخاصة الكلاب والحمير، تمتلك قدرة فريدة على الشعور بالزلازل قبل وقوعها بفضل حساسيتها العالية للترددات التي تصدر من باطن الأرض.
وأوضح الحديدي، خلال حديثه في برنامج «بصراحة» مع الإعلامية رانيا هاشم على قناة «الحياة»، أن الطيور تُظهر سلوكيات غير معتادة مثل التحليق بشكل عشوائي وإصدار أصوات غريبة قبل وقوع الزلزال بلحظات، بينما تُصدر الحيوانات أصواتًا وتظهر عليها علامات القلق والتوتر نتيجة شعورها بالموجات الأرضية قبل أن تصل إلى السطح.
وأشار إلى وجود معهد متخصص في اليابان لدراسة تصرفات الحيوانات قبيل حدوث الزلازل، وهو ما يساهم في تطوير وسائل الاستشعار المبكر لهذه الكوارث.
وأكد أن اليابان تعد من الدول الأقل تعرضًا للخسائر البشرية عند وقوع الزلازل، بفضل تجهيزاتها المتقدمة ومعايير الأمان التي تتبعها في البنية التحتية.
خبير زلازل: تحوّل البحر الأحمر إلى محيط مستقبلاًقال الدكتور صلاح الحديدي، أستاذ الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن البحر الأحمر قد يتحول إلى محيط مشابه للمحيط الهادي في المستقبل، نتيجة للزلازل المتكررة التي تتسبب في انفتاحه بمعدل 1.5 سنتيمتر سنويًا.
وأشار الحديدي إلى أن البحر الأحمر شهد زلزالًا كبيرًا عام 1995 بلغت قوته 7.1 على مقياس ريختر.
جاءت تصريحات الحديدي خلال حواره مع الإعلامية رانيا هاشم في برنامج "بصراحة" المذاع على قناة الحياة، حيث أوضح أن تقييم المخاطر الزلزالية يعد أداة أساسية لتحديد فترات وقوع الزلازل.
وأضاف أن انهيار المباني بالكامل في زلزالي تركيا وسوريا يعود إلى عدم الالتزام باشتراطات الأمان في البناء.
وأشار إلى أن أكبر زلزال سجلته البشرية وقع في تشيلي عام 1960 وبلغت قوته 9.5 ريختر، لافتًا إلى أن اليابان تعد من الدول الأقل خسائر بشرية عند وقوع الزلازل، بفضل التزامها بمعايير الأمان والبنية التحتية المقاومة للزلازل.
وكشف الحديدي أن الحيوانات والطيور تشعر بالزلازل قبل حدوثها بثوانٍ، مؤكدًا وجود معهد متخصص في اليابان لدراسة تصرفات الحيوانات قبل الكوارث الزلزالية.
وأضاف أن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية يسجل جميع الظواهر الأرضية من السطح وحتى مركز الكرة الأرضية، مشيرًا إلى أن محافظات شمال مصر غالبًا ما تشعر بالزلازل الكبيرة التي تقع في مناطق مثل قبرص واليونان.