د. مرتضى الغالي

بعد وقف هذه الحرب اللعينة .. وقبل ذلك .. نحن في هذا الوطن في معركة فكرية وطنية اجتماعية ثقافية حضارية مع الفلول..! هذا مما لا مناص منه حتى نطهر بلادنا من كل رجس و(نستعدل حياتنا) على درب الحرية والعدالة والسلام والمعافاة..! .

مكافحة هذه الحرب اللعينة أسلحتها ثلاثة : الفكر والسلمية والقانون وهكذا يتم إبطال سلاح العنف والإرهاب الذي لا يملكون سواه.

.! هكذا نهزم الجهالة التي تعشعش في عقولهم ونخرجهم من الظلمات إلى النور (قدر الإمكان) .. وننقذهم من شرور أنفسهم وسيئات أعمالهم..! ولكن يجب أن نسترد منهم (أي قرش طفحوه) من مال الدولة ومواردها أو من حقوق الغير…! وأهم من ذلك يجب ألا يفلت المجرمون القتلة منهم من سيف العدالة .. ذلك أن حق الدماء لا يملك له احد عفواً أو تنازلاً .. فكل دم له أولياؤه .. وجرائمهم في هذا الميدان من الجرائم المروّعة التي أزهقت فيها أرواح وخُربت أمصار وتشتتت عائلات وتمزقت أرحام وتشرّدت فتيات وأطفال وتضيّم أبناء وآباء وأمهات..! .

لقد بدأ عهد الكيزان الأغبر بتغييب العدالة وتدجين القضاء الذي جعلوه (أمانة) من أمانات حزب الإجرام والسجم والرماد وبعدها طفح الكيل .. ذلك أن القضاء هو عصمة كل دولة ومتى فسد عمّت الفوضى واستباح المجرمون البلاد والحرمات .. ومن المرويات أن الجنرال ديجول عندما دخل باريس منتصراً سأل من حوله عن حال الخراب بعد الاحتلال النازي فقالوا له كل شيء في فرنسا في وضع سيئ .. قال لهم : وكيف القضاء؟ قالوا له القضاء بخير .. قال (إذاً فرنسا بخير)..! .

الكيزان بنزعتهم الشيطانية يعرفون هذا .. لذلك قاموا (مِن قولة تيت) بتدمير صرح القضاء وجلبوا له كل (العُرج والمكاسير) منزوعي الضمير .. وكان رؤساء قضائهم وكبار قضاتهم باستئنافهم ومجلسهم الأعلى (أجارك الله) من نوع الزواحف (ذات الحراشيف) .. ولا تسأل عن صغار القضاة الذين جلبوهم من فاسدي جهاز أمنهم ومن قاعات الدرس .. فكانوا مثالاً للتلاعب بالقانون وحقوق البشر وعنواناً للارتشاء و(دناوة النفس)..! .

أردت أن أقول إن غياب القانون وفساد القضاء دعا بعض الناس إلى مقاومة فساد الكيزان عن مقاطعتهم اجتماعياً .. حتى يرعووا عن شرورهم .. لكننا في الغالب تسامحنا معهم اجتماعياً .. وكان أن جعلوا من ذلك التسامح (أداة أخرى) من أدوات النصب والاحتيال والتخابث والتمادي في الغدر والاستهبال واللصوصية والفجور والتعالي على البشر والانتفاخ الأجوف مثل (البو) وهو العجل النافق الذي يتم حشوه بالقش طمعاً في استدرار لبن أمه البقرة .. أو هو مثل انتفاخ (عجل السامري) الفارغ معبود الضلال الذي كانت الريح تدخل من أنفه وتخرج من دُبره لتحاكي صوت خوار الثور….! .

فلتكن معركتنا الفكرية والاجتماعية مع الكيزان حتى نحمي أرضنا الطيبة من خبائثهم .. فهي معركة حق وقودها القانون والعدالة والسلمية والتنوير ومحاربة الباطل .. وقد دعاني إلى ذلك مقال كتبه احد النابهين من أبناء الوطن (ليتني لو عرفت اسمه) .. وهو يضع تصنيفاً ذكياً دقيقاً للكيزان .. ويقول أنهم (سبع طبقات) ثم يذكرهم (طبقة طبقة) مع التمثيل الحصيف بذكر أسماء تمثل كل طبقة : ويقول إن الطبقة الأولى هي (كبار الكيزان) أصحاب الجرائم والسرقات الكبرى والملكيات التي حازوها عن طريق السلطة والمنصب و(الكروَتة)..! .

ثم الطبقة الثانية ويسميهم أصحاب الاستثمارات الكبرى والشركات ومنهم الولاة وكبار النظاميين والوزراء الاتحاديين و(أهل قرابة رئيس جمهوريتهم) ويعطي أمثلة لهم ويذكر أحوالهم من الثراء .. ثم الطبقة الثالثة ويسميها (نص ترطيبة) ويذكر حال مساكنهم وعدد الزوجات والسيارات … إلخ .

أما الطبقة الرابعة فيسميهم (الانتهازيين والمتسلقين) الذين استطابوا الاستباحة ولم تسعفهم مؤهلاتهم فخمشوا خمشتهم (قدر الاستطاعة)..! .

الطبقة الخامسة هم (المطبلاتية من صحفيين وإعلاميين) ويذكر أسماء “مشاهيرهم” .. ويضيف إليهم العديد من أئمة المساجد الذين يشددون في النهي عن (الخروج على ولي الأمر الكيزاني) ثم يسمي الطبقة السادسة (كيزان الضل) ومكانهم “تحت الكيزان الكبار”.حيث يعيشون على (الرمرمة) وما يقع من قادتهم من فتات..! .

وبسمى الطبقة السابعة- أكرم الله السامعين (كلاب الحراسة) .. ويمثل لهم بالأمنجية الصغار والموترجية و(الجداد الاليكتروني) من ذوي “البدلة الاشتراكية” و”النظارة السوداء”.. الذين يقلدون عناصر الصف الثاني في الأفلام الهندية .. ويتميّزون بمحبة (الباسطة)..! .

استسمح صاحب هذا التصنيف بأني أوردت تصنيفه هنا .. وله كامل التمتع بحقوق الملكية الفكرية..! .

معركتنا مع الكيزان معركة (فكرية حضارية عدلية) لإنقاذهم من أنفسهم .. فإنك لا تقنط من رحمة الله .. الله لا كسّبكم..! .

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

المرزوقي: ملف التآمر مهزلة قضائية لإدانة خيرة رجالات تونس من قبل أسوأ ما فيها

انتقد الرئيس التونسي الأسبق الدكتور منصف المرزوقي، استمرار محاكمة عدد من قادة المعارضة والنشطاء الحقوقيين أمام القضاء فيما يُعرف بـ "قضية التآمر"، ووصفه بأنه "مهزلة قضائية تعدّ لإدانة مسبقة لخيرة رجالات تونس من قبل  أسوأ ما فيها".

واعتبر المرزوقي، في تصريحات له اليوم نشرها على صفحته على منصة "فيسبوك"، أن هذا النوع من المحاكمات في تونس تحول إلى "ظاهرة تكاد تكون قانونا في مأساة  كل مستبدّ: ولعه بالمحاكمات الصورية لمؤامرات وهمية تحاك من وراء ظهره.. وسقوطه ضحية المؤامرات الحقيقية التي تحاك أمام أنفه وهو من عماه لا يبصر".

وقال المرزوقي في تدوينته التي حملها صور كل من الرئيسين التونسيين الراحلين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، والرئيس الحالي قيس سعيّد: "رأيت فعل هذا القانون مع ''المجاهد الأكبر'' الذي  جنّد القضاء المستغَّل عقودا  للتعامل مع  ''مؤامرات'' الديمقراطيين واليساريين  والاسلاميين  ، فطرده من قصر قرطاج الشرطي  الذي كلّفه بحمايته من مؤامراتهم المزعومة . رأيت فعل هذا القانون مع ''صانع  التغيير'' الذي جنّد القضاء  المنبطح   للتعامل عقودا مع "مؤامرات'' الإسلاميين والديمقراطيين واليساريين،  فطرده من قصر قرطاج شبّان لم ينخرطوا يوما في التنظيمات غير المرخص بها التي كانت في فكره وكر المتآمرين عليه".

وأضاف: "اليوم أشاهد تكرر نفس الظاهرة مع ''المبعوث الإلهي لإخراجنا من الظلمات إلى النور''  وهو  يجنّد منذ انقلابه الغادر القضاء المرتزق  للتعامل  مع ''مؤامرات'' لم توجد إلا في خياله المريض بينما مصيره المحتوم بصدد التفاوض في أماكن وبين أشخاص لم يسمع بهم يوما ومفتاح باب السجن الذي ينتظره بين أيادي من لا يتوقع منهم إلا السمع والطاعة".

وأنهى المرزوقي تصريحاته قائلا: "صدق من  قال الغباء أو الهوس ليس أن تفعل فعلا خاطئا ينتهي بكارثة وإنما أن تكرر نفس الفعل متوقعا نتيجة أخرى"، وفق تعبيره.



وتنطلق أولى جلسات المحاكمة غدا الثلاثاء 4 مارس/آذار الجاري، وتشمل نحو 40 معارضا من مختلف التيارات على غرار زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، والأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي، والأمين العام السابق للتيار الديمقراطي غازي الشواشي وغيرهم.

وتصاعدت هذه القضية عقب موجة دهم واعتقالات واسعة ضد هؤلاء المعارضين هزت الرأي، وشنتها قوات الأمن في فبراير/شباط 2023، ووجه القضاء تهما خطيرة للمعتقلين تصل عقوبتها إلى الإعدام كتكوين "مجموعة إرهابية" و"التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي".

وترى المعارضة أن تلك الاتهامات باطلة وملفّقة ضد المعارضين للرئيس قيس سعيد، وهدفها إزاحتهم من طريقه لتكريس حكم فردي مطلق عقب الإجراءات الاستثنائية التي أعلنها في 25 يوليو/تموز 2021 والتي أصبح بموجبها يتحكم في كامل مفاصل الدولة، حسب رأيهم.

وتعود أطوار قضية التآمر على أمن الدولة إلى فبراير/ شباط 2023، عندما تم إيقاف عدد من السياسيين والناشطين في المجتمع المدني والمحامين.

ويضم الملف نحو 40 متهماً "بتكوين وفاق بغاية التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي" والانضمام إلى تنظيم إرهابي.

وكانت دائرة الاتهام المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب بمحكمة الاستئناف بتونس، قررت يوم 2 مايو/أيار الماضي، إحالة 40 متهما في قضية "التآمر على أمن الدولة" على الدائرة الجنائية المختصّة بالنظر في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائيّة بتونس، ورفض جميع مطالب الإفراج.

وأبرز السجناء المتهمين في القضية: جوهر بن مبارك (عضو جبهة الخلاص الوطني)، وعصام الشابي (أمين عام الحزب الجمهوري)، وعبد الحميد الجلاصي (قيادي سابق في حركة النهضة)، وغازي الشوّاشي (وزير سابق)، وخيّام التركي (قيادي سابق في حزب التكتل)، ورضا بلحاج (رئيس الديوان الرئاسي السابق).

ويتهم الرئيس قيس سعيّد، سياسيين بـ"التآمر على أمن الدولة، والوقوف وراء أزمات توزيع السلع وارتفاع الأسعار"، بينما تتهمه المعارضة باستخدام القضاء لملاحقة الرافضين للإجراءات الاستثنائية التي فرضها في 25 يوليو/ تموز 2021.

وتعتبر قوى سياسية تونسية هذه الإجراءات "انقلابا على دستور الثورة"، بينما تعتبرها قوى أخرى مؤيدة للرئيس سعيد "تصحيحا لمسار ثورة 2011"، فيما يؤكد سعيد أن إجراءاته هي "تدابير في إطار الدستور لحماية الدولة من خطر داهم"، مشددا على عدم المساس بالحريات والحقوق.

ومرارا، أعلن الرئيس سعيد أن النظام القضائي في بلاده مستقل ولا يتدخل في شؤونه.

وشهدت تونس منذ فبراير/ شباط 2023، حملة توقيفات شملت سياسيين وإعلاميين وناشطين وقضاة ورجال أعمال، بينهم رئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي المسجون منذ أبريل/ نيسان 2023.

إقرأ أيضا: إعلامي تونسي يتعهد بكشف خفايا "قضية التآمر".. المعارضة ترفض المحاكمة السرية

مقالات مشابهة

  • السيسي يؤكد لرشاد العليمي دعم مصر الثابت لوحدة واستقلال الدولة اليمنية
  • محاكمة المعارضين في تونس.. تآمر على أمن الدولة أم تصفية سياسية؟
  • معارضون تونسيون متهمون "بالتآمر" أمام القضاء  
  • في محاضرته الرمضانية الثالثة: قائد الثورة: الأنبياء هم القدوة والهداة والرموز الذين يجب أن يلتف حولهم المجتمع البشري
  • محمد الأشمر.. من هو الثائر السوري الذي تحدى الفرنسيين؟
  • باسم سمرة : ألتمس العذر لزملائي الذين لم يتمكنوا من حضور عزاء والدتي
  • المرزوقي: ملف التآمر مهزلة قضائية لإدانة خيرة رجالات تونس من قبل أسوأ ما فيها
  • رئيس جامعة الأزهر يبين سبب حذف حرف النفي في قول الله: وعلى الذين يطيقونه
  • السيسي يؤكد أهمية دعم الاتحاد الأوروبي مساعي استعادة الهدوء وإقامة الدولة الفلسطينية
  • حزب الله وعائلتا نصرالله وصفي الدين يتقبلون التعازي في دير قانون النهر