وكالة الصحافة المستقلة:
2024-10-02@04:57:09 GMT

تسجيل 12 شهر الأكثر حرارة في التاريخ

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

نوفمبر 9, 2023آخر تحديث: نوفمبر 9, 2023

المستقلة/- شهد العالم السنة الأكثر سخونة في التاريخ المسجل، حيث تجاوز متوسط درجة الحرارة العالمية 1.3 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة في الفترة بين نوفمبر 2022 و أكتوبر من هذا العام.

وجد تحليل البيانات الدولية، الذي أجراه علماء المناخ المركزي، أن تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير في جميع أنحاء العالم.

و حذر التقرير من أن ظاهرة النينيو بدأت للتو في ارتفاع درجات الحرارة، و استنادا إلى الأنماط التاريخية، فإن معظم التأثير سيكون محسوسا في العام المقبل.

و وجدت الدراسة أن ربع الناس في جميع أنحاء العالم تعرضوا لموجة حر لمدة خمسة أيام يمكن ربطها كميا بتغير المناخ الناجم عن الإنسان.

و قال أندرو بيرشينج، نائب الرئيس للعلوم في مركز المناخ المركزي، إن النتائج كانت مهمة في الفترة التي سبقت مفاوضات المناخ الدولية التي ستعقد في نهاية الشهر.

و قال: “الهدف الأساسي من علم الإسناد هذا هو الربط بين ما يعانيه الناس و تغير المناخ”.

“هذه التأثيرات سوف تنمو طالما أننا نستمر في حرق الفحم و النفط و الغاز الطبيعي و هذا هو المحرك النهائي للتغيرات التي نشهدها في جميع أنحاء الكوكب.”

لفهم الدور الذي لعبه تغير المناخ في الحرارة، استخدم العلماء منهجية تمت مراجعتها من قبل النظراء أطلقوا عليها اسم مؤشر التحول المناخي (CSI)، و الذي يستخدم نماذج لفهم درجات الحرارة اليومية بدون تلوث الكربون في الغلاف الجوي.

قال الدكتور بيرشينج: “يكمن التحدي في أن لدينا هذه الأرقام العالمية البالغة 1.3 درجة مئوية… أرقام مهمة للغاية عندما نفكر في تتبع المناخ العالمي لكن هذا ليس ما يختبره الناس. نحن نختبر طقسنا اليومي”.

يحدد مؤشر CSI مدى تأثير التغير المناخي الذي يسببه الإنسان على احتمالات تعرض الأشخاص لدرجات حرارة يومية متطرفة محليًا.

و وجدت أن معظم الناس على هذا الكوكب قد عانوا من درجات حرارة تأثرت بشدة بتغير المناخ.

و هيمنت الجزر الصغيرة و البلدان النامية على قائمة البلدان الأكثر تأثرا بتغير المناخ، و لا سيما في منطقة البحر الكاريبي و المحيطين الهندي و الهادئ.

و قالت جويس كيموتاي، خبيرة الأرصاد الجوية الرئيسية في إدارة الأرصاد الجوية الكينية، إن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر بشدة على السكان المعرضين للخطر.

و قالت: “بالنظر إلى مؤشر التحول المناخي، يمكننا أن نرى أن ما يقرب من 5.8 مليار شخص، في العام الماضي، شهدوا درجات حرارة أعلى من المتوسطات الشهرية العادية”.

“و لكن إذا نظرت عن كثب، تجد أنها في الواقع أكثر من نصف البلدان في جميع مناطق العالم.”

و وجد التحليل أن التأثيرات في الدول المتقدمة تتسارع أيضًا، حيث ضربت درجات الحرارة المرتفعة بشكل غير عادي في الأشهر الستة الماضية المملكة العربية السعودية و المكسيك و إندونيسيا على وجه الخصوص.

و قالت فريدريك أوتو، العالمة الرئيسية في World Weather Attribution، إن الأحداث التي كان لها حتى الآن أقوى بصمات تغير المناخ كانت موجات الحر.

و قال الدكتور أوتو: “بالنسبة لموجات الحر، فإن تغير المناخ هو في الواقع تغيير جذري لقواعد اللعبة”.

“الفيزياء واضحة للغاية، لأن لدينا المزيد من الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي نتيجة حرق الوقود الأحفوري، و الغلاف الجوي بشكل عام أكثر دفئا و نرى المزيد من موجات الحر.”

و في الأشهر الـ 12 الماضية، وجد التحليل أن ربع سكان العالم تعرضوا لموجة حر لمدة خمسة أيام، و هو ما يزيد احتمال حدوثه مرتين على الأقل بسبب تغير المناخ الذي يسببه الإنسان.

و شهدت اثنتا عشرة مدينة في الولايات المتحدة موجات مدتها خمسة أيام أو أكثر، بمتوسط مؤشر التحول المناخي 5، و هذا يعني أن تغير المناخ عزز احتمالية حدوث هذا الطقس بعامل خمسة على الأقل.

كما تضررت المدن في إندونيسيا بشدة من موجات الحر الشديدة، حيث شهدت كل من جاكرتا و تانجيرانج موجة حر لمدة 17 يومًا،  وقد زاد احتمال حدوث ذلك خمس مرات أيضًا بسبب تغير المناخ.

و قال الدكتور بيرشينج من المناخ المركزي إن درجات الحرارة القياسية في جميع أنحاء العالم كانت متوافقة مع ما توقعه العلماء لمستويات انبعاث الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.

و قال “الأمر ليس مفاجئا في بعض النواحي. يجب أن نتوقع تسجيل أرقام قياسية لأننا نعيش على كوكب دافئ”.

“لدينا الكثير من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، و المزيد و المزيد كل عام يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة.”

و بينما قال الدكتور بيرشينج إنه كان من الصعب التمييز بين مدى تأثير دورات الطقس الطبيعية في ظاهرة النينيو، فإن الرقم القياسي الذي حطم الرقم القياسي لمدة 12 شهرًا كان متسقًا مع اتجاه الاحترار طويل المدى.

و قال “هذا شيء أعتقد أنه سيظهر المزيد من التحليل عندما ينظر الناس بأثر رجعي إلى هذا العام”.

“ما نتوقعه هو أنه في العام المقبل سيكون لدينا واحدة من هذه الحالات الشاذة حيث نتمسك بأعلى بكثير من هذا الاتجاه، و سيكون ذلك بمجرد ظهور التأثير الكامل لظاهرة النينيو”.

و قال خبير الأرصاد الجوية الدكتور كيموتاي إنه ستظل هناك اختلافات سنوية.

و قالت: “إنها [درجات الحرارة] قد تكون صعودا و هبوطا، وهي سمة من سمات الغلاف الجوي على أي حال”.

“لكننا نشهد اتجاها مستمرا، اتجاها تصاعديا مستمرا في ارتفاع درجة حرارة الكوكب.”

 

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: ارتفاع درجات الحرارة فی الغلاف الجوی فی جمیع أنحاء تغیر المناخ قال الدکتور موجات الحر

إقرأ أيضاً:

على ضوء التاريخ: نصر الله بين الجدل والإرث المقاوم

نجحت إسرائيل في اغتيال زعيم «حزب الله» حسن نصر الله يوم 27 سبتمبر 2024، وهو اغتيال لا يمكن رؤيته إلا على ضوء التاريخ، بعيدا عن اللحظة الحالية التي تطغى فيها العاطفة، وينتعش الجدل البيزنطي، ويتوجب وضع هذه الشخصية في إطارها التاريخي الواقعي، رفقة دور إسرائيل ودعم الغرب اللامشروط لها، في هذا الظرف الدقيق.

كانت عملية اغتيال حسن نصر الله على يد الكيان جريئة بكل المقاييس، وتفتح منطقة الشرق الأوسط على احتمالات كثيرة منها، مواجهة برية لا ترغب فيها إسرائيل، على الرغم مما يتم الترويج له. وعندما يسقط زعيم في حرب مثل هذه تتعلق بقضية مثل القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان أكثر من مليار مسلم، وتتعلق بالدفاع عن بلاده في مواجهة الكيان الإسرائيلي، ينحت لنفسه اسما في التاريخ، مهما كان مستوى ونوع الجدل حول شخصيته وأدائه.

وارتباطا بهذا، فقد تبوأ حسن نصر الله المشهد السياسي والعسكري العربي والإسلامي، خلال الربع الأخير من القرن الحادي والعشرين، منذ تحرير جنوب لبنان من الاستعمار الإسرائيلي سنة 2000، ثم المواجهة الشهيرة للحزب ضد إسرائيل صيف 2006 التي كانت تحديا عسكريا نادرا بوقف زحف الكيان وتكبيده هزيمة نسبية، ووقوفه الى جانب الفلسطينيين في طوفان الأقصى، نعم، يبقى دوره في حرب دموية مثل السورية يثير الجدل.

وبعيدا عن هذا الجدل وبعيدا عن الاتهامات المتبادلة بين الشيعة والسنة، التي تعمي بعض تجار الدين من الجانبين عن واقع الإبادة التي يتعرض لها السنة والشيعة في فلسطين ولبنان، سيتم تخليد اسم حسن نصر الله كمقاوم للاستعمار الإسرائيلي والغربي.

وهو بهذا ينضاف الى لائحة كبار مقاومي الاستعمار في تاريخ العالم العربي، إلى جانب أسماء على سبيل المثال وليس الحصر المصري عمر مكرم الذي واجه الحرب الصليبية في نسختها الجديدة بزعامة الفرنسي نابليون بونابرت.

وكذلك الأمير عبد القادر الجزائري الذي تصدى للاستعمار الفرنسي في القرن التاسع عشر كذلك، ثم الزعيم الكبير محمد بن عبد الكريم الخطابي قاهر الفرنسيين والإسبان، والقائد الفذ عمر المختار الذي قهر الإيطاليين قبل سقوطه أسيرا.

عودنا التاريخ على أن المقاومين يثيرون الجدل بمثل هذه الأسماء، نظرا لاختلاف التقييم التاريخي والارتباط بهذه الجهة أو تلك. وفي حالة الزعيم المغربي الخطابي مثلا، فقد اعتبره الفقهاء، الذين كانوا في خدمة الاستعمار الفرنسي، مثيرا للفتن وخارجا عن ملة السلطان، وصنفته الحكومة الفرنسية بالإرهابي، علما أنه انتصر في أحد الملامح المغربية والعربية وهي حرب أنوال، ولجأت فرنسا وإسبانيا إلى الأسلحة الكيماوية للقضاء على ثورته.

ومع مرور الزمن، تحول إلى رمز من رموز التاريخ المغربي والإنساني كمناهض للاستعمار، ويكفي استحضار ما قاله عنه قادة مثل تشي غيفارا وماو تسي تونغ من ثناء لما يشكله من نموذج في المقاومة، وفي كل مدينة مغربية تقريبا يوجد شارع يحمل اسمه، بينما ذهب مناهضون من فقهاء وحكام لا أحد يتذكرهم.
الحرب الوحشية على فلسطين ولبنان يجب عدم رؤيتها على ضوء تفسيرات تبسيطية وساذجة
ودائما في وضع الأحداث في سياقها التاريخي، إن الحرب الوحشية على فلسطين ولبنان يجب عدم رؤيتها على ضوء تفسيرات تبسيطية وساذجة، مفادها خوض رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو هذه الحرب، لكي يفلت من المحاكمة لتورطه في فساد سياسي ومالي، بل يجب رؤيتها على ضوء أحداث تاريخية سابقة، تشكل منعطفا تتجاوز الأشخاص لتقرر في مصير أمم وثقافات وحضارات مثل الحروب الصليبية، ثم قرار مجمع فيينا الكنيسي سنة 1312 بدراسة العالم الإسلامي لتفكيكه، ومنعطفات مثل اتفاقية سايس بيكو لتقسيم العالم العربي واستعماره، ثم اتفاقيات سرية أخرى حديثة منها منع الطاقة النووية عن العالم العربي والإسلامي، والحيلولة دون وصوله إلى صناعة الأسلحة.

في هذا الركن، وفي مقال يوم 5 أغسطس/آب الماضي بعنوان «لماذا يصر الغرب على دعم إسرائيل؟»، كتبت أن إسرائيل تخاف من المستقبل لهذا تريد إبقاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بعدما قررت الدولة العميقة في واشنطن الانتقال الى المحيط الهادئ، لأنه سيكون ثقل العالم مستقبلا، بسبب الصين.

وتلتقي رغبة إسرائيل مع رغبة الغرب، فهذا الأخير يقف بكل ثقله إلى جانب إسرائيل حتى تبقى ذلك العنصر الذي يعرقل أي وحدة عربية وإسلامية. ثم إن الغرب كما ورد في ذلك المقال «لا يريد نهائيا أن يكون في جنوبه حزام إسلامي موحد، من جهة، لكي يضمن استقرار حدوده الجنوبية، ومن جهة أخرى حتى لا يتحالف هذا الحزام الإسلامي مع الصين مستقبلا».

كما أبرزت في مقال سابق في هذا الركن كذلك بتاريخ 4 ديسمبر/كانون الأول الماضي بعنوان «هل سيسمح الغرب بنكسة إسرائيل؟»، خسر الغرب الحرب الأوكرانية ضد روسيا، وهي ضربة قوية للغاية، وليس مستعدا الآن لخسارة الحرب في قطاع غزة، لأن الحربين ليستا بالعاديتين، بل تحددان مصير الكثير من الملفات الجيوسياسية مستقبلا.

لهذا سيتيح الغرب للكيان ممارسة مزيد من حرب الجبناء، أي قتل الأبرياء وتدمير مختلف البنيات لمنع المقاومة الفلسطينية من تحقيق أي انتصار ولو نسبي». وعليه، ما طبقته إسرائيل من حرب إبادة في فلسطين، يتم تكرارها اليوم في لبنان، لكن مع اختلاف هو أن «حزب الله» ليس حماس على الرغم من الضربات الاستباقية المهولة التي قضت على قيادته التاريخية، وأن أي تقدم بري سيكون حربا ملحمية أخرى مثل 2006.

الغرب لن يتقبل هزيمة أخرى بعد نكسة أوكرانيا، لاسيما في منطقة ذات رمزية تاريخية ودينية وثقافية مثل الشرق الأوسط. عناصر واضحة تبرز بالمكشوف تورط الغرب في هذه الحرب لأسباب استراتيجية بعيدة المدى، تتعلق بضرب أي وحدة عربية وإسلامية على غرار الوحدة التي يعيشها الغرب.

ويكفي التساؤل: لماذا لا يقوم الغرب بأي مبادرة سياسية ودبلوماسية لوقف الحرب، رغم مقتل عشرات الآلاف أغلبهم من الأطفال؟ لماذا يوفر الغرب الغطاء الدبلوماسي والقانوني لحماية قادة الكيان الصهيوني من أي متابعة قضائية دولية؟

ثم لماذا فتح فتح الغرب مخازن الأسلحة لإسرائيل، بل نشر أساطيل حربية كبيرة لمساعدة القوات الإسرائيلية في هذه الحرب؟ قراءة واقعية لهذه الأحداث واستحضار أحداث التاريخ مثل سايس بيكو، ستجعل السياسي والمفكر الشيعي والسني يتوصل الى النتيجة نفسها «لا يسمح للعالم العربي والإسلامي سواء كان الحاكم سنيا أو شيعيا أو لائكيا بأي وحدة أو نهضة غير متحكم فيها، وستبقى إسرائيل العنصر المكلف بالوكالة بهذه المهمة».

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • دراسة أمريكية: شعب هذه الدولة العربية هم الأكثر غضباً في العالم
  • حملة تفتيشية على المنشآت الغذائية بالخابورة
  • بي دبليو سي: تغير المناخ والتضخم يقودان قرارات المستهلكين في الشرق الأوسط
  • في اليوم العالمي للقهوة.. تاريخ اكتشاف المشروب الأكثر إثارة للجدل في التاريخ
  • «الوزراء»: 170 مليون شخص معرضون لخطر الجوع بحلول 2080 بسبب تغير المناخ عالميا
  • على ضوء التاريخ: نصر الله بين الجدل والإرث المقاوم
  • خريف 2024.. تقلبات جوية ودرجات حرارة غير مسبوقة هل تتغير أنماط الطقس في 2024؟
  • رزان المبارك تدعو إلى تكامل إجراءات مواجهة تغير المناخ
  • تغير المناخ.. خطوات للمقاومة بالزراعة والنظم الغذائية المرنة (مقال)
  • بـ 44 ْمئوية.. “مكة المكرّمة وينبع” تسجّلان أعلى درجة حرارة بالمملكة والسودة الأدنى