إدارة بايدن تعترف بتصاعد الغضب ضد أميركا وتحذر إسرائيل
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
أكدت مسؤولة أميركية خلال جلسة استماع بالكونغرس أن الغضب يتصاعد في الشرق الأوسط ضد الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب الحرب على غزة، في حين تحدثت مسؤولة أخرى عن تنبيهات أميركية مستمرة لتل أبيب بضرورة تقليص الخسائر بين المدنيين.
وقالت باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى -خلال الجلسة التي عقدتها لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي الأربعاء- إن تصاعد الغضب الشعبي تجاه الولايات المتحدة مشكلة يجب حلها حتى يستمر الدور الأميركي في جهود إحلال السلام بالمنطقة.
وخلال الجلسة نفسها، قالت دانا سترول نائبة مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط إن وزارة الدفاع (البنتاغون) تنبه إسرائيل بشكل مستمر بأنها إذا لم تعمل على تقليص الخسائر بين المدنيين فربما تنتهي عملياتها إلى "إخفاق إستراتيجي".
وأقرت سترول -في إفادتها أمام اللجنة- بأن البنتاغون قام بإطلاق طائرات مسيرة غير مسلحة في طلعات فوق غزة لدعم جهود الإفراج عن الرهائن، حسب تعبيرها.
وتوقفت الجلسة لبعض الوقت جراء احتجاج عدد من النساء المتضامنات مع الشعب الفلسطيني، حيث صبغن أياديهن باللون الأحمر للإشارة إلى الدماء التي تسفك وربطن على رؤوسهن شارات تحمل اسم غزة قبل أن يقوم عناصر الأمن بإخراجهن من القاعة.
ناشطة من حركة "كود بينك" الأميركية تطالب بوقف الحرب على غزة (الفرنسية)ضغوط على إسرائيل
ونقلت تقارير صحفية عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين خلال الأيام الماضية أن إدارة الرئيس جو بايدن تضغط على قادة إسرائيل لإعلان هدنة إنسانية مؤقتة في قطاع غزة لتحسين موقفهم أمام الرأي العام العالمي.
وفي هذا السياق، قال رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأميركي السيناتور مارك وورنر إن إسرائيل "تخسر الرأي العام العالمي، وهذا تظهره الاحتجاجات في كل مكان".
في الوقت نفسه، قال السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي إن حصيلة القتلى المدنيين في غزة "كبيرة جدا" وإنه يتعين على الجيش الإسرائيلي أن يكون "أكثر دقة" في استهدافه المقاتلين في القطاع، حسب تعبيره.
وأضاف ميرفي الذي يشغل عضوية لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ "أخشى أنه إذا كانت إستراتيجية إسرائيل وهدفها النهائي هو هزيمة حماس، فإن هذه الوتيرة من الخسائر المدنية، التي لها بالتأكيد تكلفة أخلاقية، ستترتب عليها أيضا تكلفة إستراتيجية".
وكان ميرفي بعث مع حوالي 20 من زملائه، رسالة إلى الرئيس بايدن يحضونه فيها على مطالبة إسرائيل بـ"احترام قوانين الحرب" والتعلم من الأخطاء" التي ارتكبتها الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب، حسب وصفه.
وتستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم الـ34، حيث بلغ عدد الشهداء 10 آلاف و812، بينهم 4412 طفلا و2918 امرأة، كما أصيب نحو 27 ألفا آخرين، وسط انهيار في المنظومة الصحية وحصار كامل من قبل الاحتلال الذي قطع إمدادات المياه والكهرباء والوقود.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الفرصة سانحة.. الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي بن كاردن إدارة الرئيس جو بايدن، إلى استغلال فرصة تولي البلاد رئاسة مجلس الأمن الدولي الشهر المقبل، للضغط نحو اتخاذ إجراءات "جريئة" لحل أزمة السودان، ووقف الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023.
وانتقد كاردن التقاعس العالمي تجاه السودان، مشيرا إلى أن المزيد من السكان يعانون ويموتون بلا داع.
وفي رسالة وجهها لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وسفيرة البلاد لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، قال كاردن إن تولي الولايات المتحدة رئاسة مجلس الأمن "يشكل فرصة لعقد إحاطة رفيعة المستوى، واقتراح خارطة طريق لمعالجة الأزمة في السودان والعمل على حل الصراع".
كما دعا كاردن لدفع الأمم المتحدة إلى اتخاذ خطوات ملموسة لحماية المدنيين، ودعم تدابير المساءلة عن الفظائع المرتكبة. وأوضح "ضخامة أعداد السودانيين الذين يعانون ويموتون من الجوع والمرض، والذين تعرضوا للضرب والاغتصاب، والذين قتلوا بسبب لون بشرتهم، أمر لا يمكن تصوره".
وتأتي دعوة السيناتور الأميركي في ظل تسارع مؤشرات الانهيار في السودان، حيث تتدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية والاقتصادية بشكل كبير نتيجة للحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023.
تجاهل عالمي
وسط تقارير مقلقة عن تزايد المعاناة الإنسانية وارتفاع أعداد القتلى إلى أكثر من 61 ألفا بحسب كلية لندن للصحة، ومواجهة نصف السكان البالغ عددهم 48 مليون نسمة خطر الجوع، حذر كاردن من أن "أي يوم يمر دون الوصول لحل للأزمة يعني موت المزيد من السودانيين".
ووجه اللوم للمجتمع الدولي لعدم التجاوب بالشكل المطلوب مع الأزمة السودانية، وأوضح في رسالته: "يواصل العالم الابتعاد عن الجرائم المأساوية ضد الشعب السوداني بدلا من مواجهتها بشكل فعال".
وذكر أن أيا من الأمم المتحدة أو المنظمات الإقليمية مثل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية في إفريقيا (إيغاد) أو الاتحاد الإفريقي، لم تتخذ أي خطوات ملموسة ومهمة لإنشاء آليات لحماية المدنيين، ودعم تدابير المساءلة عن الفظائع التي ارتكبت في الحرب، أو لتقريب الأطراف من وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع.
وتتسق رؤية كاردن مع التحذيرات التي أطلقها الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند، في ختام زيارته للسودان، الجمعة، التي قال فيها إن البلد "يمضي نحو الانهيار الشامل تحت أنظار وصمت العالم".
استثمار الضغط الأميركي
وشدد كاردن على ضرورة "عدم السماح بسقوط السودان حتى مع اقتراب نهاية فترة الإدارة الأميركية الحالية".
ورأى أن تولي الولايات المتحدة رئاسة مجلس الأمن الشهر المقبل يشكل فرصة سانحة للضغط أكثر في اتجاه حل الأزمة.
وأضاف: "تستطيع الولايات المتحدة أن تستخدم رئاستها الأخيرة لمجلس الأمن تحت هذه الإدارة لتسليط الضوء على الأزمة في السودان وتحفيز اتخاذ إجراءات جريئة، بعد فشل قرار مجلس الأمن الذي تقدمت به المملكة المتحدة للاستجابة للأزمة في السودان من خلال عقد إحاطة رفيعة المستوى".
وتابع: "علينا أن ندفع الأمم المتحدة إلى اتخاذ خطوات أكثر جرأة وإبداعا وتوجها إلى الأمام، لتسهيل تسليم المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، سواء بموافقة الأطراف المتحاربة أو من دونها".
وطالب كاردن وزير الخارجية الأميركي بأن يستغل الإحاطة الرفيعة المقترحة أمام مجلس الأمن لإعلان الفظائع التي تم توثيقها بدقة على أنها إبادة جماعية، واقتراح عقوبات متناسبة علنا على أولئك الذين تم تحديدهم على أنهم مسؤولون.
وقال: "ستمهد مثل هذا الإحاطة الطريق لمناقشة مجلس الأمن في المستقبل والتحرك للضغط على الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية لاتخاذ إجراءات ذات مغزى لمعالجة أزمة السودان والضغط نحو حل الصراع".