للسيطرة على الضفة.. إسرائيل تبحث إنشاء مناطق مطهّرة من الفلسطينيين
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
رام الله- تمتلك عشرات العائلات الفلسطينية من قرية "كَرْمة" جنوبي الضفة الغربية مئات الدونمات من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون، لكنها تحاذي مستوطنة "عتنئيل" الإسرائيلية المقامة على أراضي البلدة جنوبا. وخلافا لسنوات سابقة، لن تستطيع العائلات جني محصولها هذا العام، والحصول على الزيت.
وعادة، يعتمد السكان على مساعدة ناشطين ومتضامنين أجانب في جني الثمار بمثل هذا الوقت من كل سنة، وبمساعدة اللجنة الدولية للصليب الأحمر وتنسيقها في الحصول على الموافقات اللازمة من قبل الاحتلال، وفق تصريح الناشط المحلي معاذ عواودة للجزيرة نت.
لكن الوضع مختلف هذا العام، وتحديدا منذ إطلاق الفصائل الفلسطينية معركة "طوفان الأقصى" وبدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث يمنع الاحتلال أصحاب الأراضي من الاقتراب منها، في حين لم تتمكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر من إجراء تنسيق لتمكين السكان من قطف ثمار زيتونهم.
مستوطنون يحرقون أشجار الزيتون قرب مفرق جيت غرب نابلس. pic.twitter.com/9TiIRHu25Y
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) November 2, 2023
تطهير أمنييضيف عواودة أن مستوطنين مسلحين استولوا على قطعة أرض لأهالي القرية قبل شهور، ثم امتدت اعتداءاتهم إلى إطلاقهم النار على المزارعين كلما اقتربوا من أراضيهم البعيدة مئات الأمتار عن المستوطنة.
وبالتزامن مع منع وصول المزارعين إلى أراضيهم، تدرس الحكومة الإسرائيلية اعتبار تلك الأراضي مناطق "أمنية" يحظر على الفلسطينيين دخولها، بما فيها الأراضي التي اقتطعها الجدار العازل، واعتاد أصحابها الحصول على تصاريح خاصة للوصول إليها.
وطالب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش هذا الأسبوع، رئيس حكومته بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت، بمنع الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة من قطف الزيتون، وبإنشاء "مناطق أمنية مُطهرة من الفلسطينيين" في محيط المستوطنات والطرق التي يسلكونها، وبمنع العرب من الوصول إلى أراضيهم.
وتعليقا على خطط سموترتيش، يقول مدير التوثيق والنشر في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الحكومية الفلسطينية أمير داود، إن الموضوع يندرج ضمن مساعي استكمال مخططات السيطرة على الضفة الغربية المعلنة من قبل الحكومة الإسرائيلية "وهي عملية مستمرة ولم تتوقف".
يقول داود إن حكومة الاحتلال وجمهور المستوطنين يستغلون حالة الحرب والطوارئ بالإمعان في تنفيذ المخططات التي تهدف إلى السيطرة على المفاصل الجغرافية في الضفة بتعزيز حالة التكتلات الاستيطانية والشوارع الالتفافية التي تحدث تواصلا جغرافيا بين المستوطنات.
وأكد أن تلك السيطرة تؤدي بالضرورة إلى عزل الوجود الفلسطيني في المدن والقرى والتجمعات في تجمعات محاصرة ومحاطة بالاستيطان والشوارع الالتفافية. وأن فكرة "المناطق الآمنة" مسمى مختلق، لكن تنفيذه على أرض الواقع لا يختلف عن فكرة المصادرة وإحكام القبضة على مفاصل الضفة الغربية.
وبيّن داود أن مساحة نفوذ المستوطنات تقدر بنحو 519 كيلومترا مربعا، في حين تقدر مساحة المستوطنات نفسها بقرابة 155 كيلومترا مربعا.
وذكر أن مساحة الأراضي التي تحيط بالمستوطنات، ويُمنع الفلسطينيون من دخولها الآن والمسماة مناطق أمنية، تناهز 134 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع).
ووفق تعريف هيئة شؤون الجدار، فإن مناطق نفوذ المستوطنات "هي تلك المساحة الجغرافية التي تحدد الحدود الخارجية للمستعمرة الإسرائيلية المقامة على أراضي المواطنين، وتخصص لصالح المستوطنات أو البؤر الاستيطانية لغرض توسيعها مستقبلا".
وعادة تتزايد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في موسم الزيتون، ووصلت هذا العام إلى حد توزيع منشورات تُخيرهم بين "نكبة جديدة" أو الرحيل إلى الأردن، وقُتل مزارع برصاص المستوطنين بينما كان يقطف الزيتون شمالي الضفة.
ووفق تقارير هيئة الجدار، يقدر إجمالي مساحة الأراضي الخاضعة لإجراءات استعمارية إسرائيلية بما في ذلك خضوعها لسلطة جيش الاحتلال بنحو 68.7% من مساحة المنطقة المصنفة "ج" وفق اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
وتشكل هذه المنطقة قرابة 61% من مساحة الضفة الغربية، وتخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة، ولا دور للسلطة الفلسطينية فيها.
وتشير معطيات الهيئة إلى تجريف وتخريب 8232 شجرة زيتون في النصف الأول من 2023، و10291 شجرة زيتون طوال عام 2022.
ووفق المصدر نفسه، فإن عدد المستوطنات في الضفة الغربية يبلغ 176 مستوطنة، إضافة إلى 186 بؤرة استيطانية، يسكنها نحو 726 ألف مستوطن، فضلا عن 593 حاجزا عسكريا دائما أو مؤقتا، و52 موقعا خدماتيا وصناعيا للمستوطنين و145 موقعا عسكريا أو كلية عسكرية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الضفة الغربیة فی الضفة
إقرأ أيضاً:
محافظ الغربية يتابع إنجازات «حياة كريمة» بسندبسط.. خدمات متكاملة تضع القرية على خريطة التنمية
في إطار المتابعة المستمرة لمشروعات المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، أجرى اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، جولة تفقدية بقرية سندبسط بمركز زفتى، للوقوف على معدلات تنفيذ المشروعات التنموية والخدمية التي تستهدف تحسين جودة الحياة لأهالي القرية. وأكد المحافظ أن المشروعات تسير وفق الجدول الزمني المحدد، مع تحقيق نسب إنجاز متقدمة تعكس حجم الجهود المبذولة للنهوض بالقرى المصرية.
وخلال الجولة، تابع المحافظ مركز طب الأسرة الجديد، الذي بلغت نسبة تنفيذه 95%، وهو مبنى مكون من ثلاثة طوابق، يضم عيادات طب أسرة، عيادة أسنان، معمل تحاليل، قسم أشعة، صيدلية، غرف تعقيم، ومكاتب إدارية، بالإضافة إلى سكن للأطباء والتمريض لضمان تقديم خدمات طبية متكاملة على مدار الساعة، مما يسهم في رفع مستوى الرعاية الصحية بالقرية.
كما تفقد المحافظ مركز التأهيل الاجتماعي، الذي تم إنشاؤه على مساحة 1300 متر مربع، ويعد صرحًا متكاملًا لخدمة ذوي الهمم، حيث تم تنفيذ المشروع بنسبة 100%. يضم المركز حضانة، صالة ألعاب رياضية، غرف علاج طبيعي، ورش تدريب، قاعات محاضرات، مكاتب تأهيل بصري وسمعي، غرف تخاطب، ووحدة تكامل حسي، مما يجعله نموذجًا متطورًا لرعاية وتأهيل أصحاب الهمم في بيئة مجهزة بأحدث الإمكانيات.
كما شملت الجولة تفقد مجمع الخدمات الحكومية، الذي أقيم على مساحة 1040 متر مربع، وبلغت نسبة إنجازه 100%. يتكون المجمع من ثلاثة طوابق، ويضم في الطابق الأرضي مركزًا تكنولوجيًا متطورًا لخدمة المواطنين، بينما يضم الطابق الأول سجلًا مدنيًا، شهرًا عقاريًا، مكتب بريد، وإدارة تموين، فيما يشمل الطابق الثاني مقرًا للوحدة المحلية ومجلس محلي، إلى جانب مكاتب التضامن الاجتماعي، ليقدم المجمع خدمات حكومية متكاملة لسكان القرية والمناطق المجاورة دون الحاجة للتنقل إلى المدن الكبرى.
واختتم المحافظ جولته بتفقد المجمع الزراعي البيطري، الذي تم إنشاؤه على مساحة 393 متر مربع، ويضم مبنيين، الأول يضم الجمعية الزراعية ومركز الإرشاد الزراعي، فيما يضم المبنى الثاني وحدة بيطرية متكاملة تشمل عيادة بيطرية، زناقة للكشف على الحيوانات، وصيدلية بيطرية، وتم الانتهاء من تنفيذه بالكامل بنسبة 100%، ليخدم المزارعين والمربين في القرية والمناطق المجاورة.
وأكد اللواء أشرف الجندي أن مشروعات “حياة كريمة” في سندبسط تمثل نقلة نوعية في الخدمات المقدمة للمواطنين، مشددًا على ضرورة الإسراع في استكمال الأعمال المتبقية وفق أعلى معايير الجودة، ومتابعة كفاءة تشغيل المشروعات التي تم الانتهاء منها لضمان تحقيق الأثر الإيجابي المرجو. كما أشاد المحافظ بالجهود المبذولة من كافة الجهات المعنية في تنفيذ المبادرة الرئاسية، التي تستهدف تغيير وجه الريف المصري وتحقيق تنمية مستدامة في جميع القطاعات.