يديعوت أحرونوت: حرب غزة تكبّد السياحة والطيران بإسرائيل خسائر كبيرة
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
بعد مرور شهر على "الهجوم المفاجئ" لعناصر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذي أدى إلى شن حرب إسرائيلية على غزة، كشفت جولة على وكلاء السفر والمرشدين السياحيين وأصحاب شركات الطيران والعاملين في المطار عن خسائر فادحة تكبدها الاقتصاد الإسرائيلي، في حين بات الموظفون العاملون في هذه المطارات يخشون إغلاق أعمالهم، ويوجهون الانتقادات للدولة على عدم مساعدتهم.
هذا ما كشفت عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في تقرير مطول رصدت فيه تراجع الأعمال في هذه القطاعات، مشيرة إلى حدوث انخفاض حاد في عدد الرحلات من وإلى مطار بن غوريون بلغ نسبته 80% قياسا إلى العام الماضي، في حين ألغت شركات طيران دولية عديدة خطوط رحلاتها حتى إشعار آخر.
وقالت الصحيفة إن شركات الطيران الإسرائيلية لم تعد تخفي قلقها حيال مستقبل وصفته بالمظلم، مضيفة أن هذه الشركات وجهت انتقادات للمسؤولين بسبب عدم تعويضهم عن الأضرار التي تكبدوها.
وأكدت الصحيفة أن صورة الوضع الآن على الأرض قاتمة، وأن الدولة ستضطر لدفع التعويضات إذا كانت ترغب في تواصل جوي بين إسرائيل والعالم.
وأشارت إلى أن الأزمة في القطاع السياحي لم تقتصر على الجو، بل ألقت بظلالها على السياحة البحرية أيضا، موضحة أن رحلات الكروز من ميناء حيفا توقفت تماما.
ولفتت الصحيفة إلى أن الأزمة في مطار بن غوريون لا تهدد شركات الطيران فحسب، بل تضرب القطاع السياحي في إسرائيل بشكل عام، في وقت بات العاملون في هذا القطاع قلقين حيال إجراءات وزارة المالية التي لا تستجيب لاحتياجاتهم ومطالبهم، وفق تعبير الصحيفة.
أزمة حادة
ونقلت الصحيفة عن رئيس اتحادات مكاتب السفر في إسرائيل كوبي كارني أن قطاع السياحة في إسرائيل يعاني أزمة حادة من المتوقع أن تستمر خاصة أنها تلت أزمة كورونا "كوفيد-19″، مضيفا أن كل العاملين "سيواجهون ضائقة اقتصادية تضاف إلى تحديات عظيمة نعاني منها في المرحلة الحالية"
ودعا كوبي كل وزارات الدولة المعنية للعمل من أجل مستقبل القطاع السياحي من خلال منح التعويضات اللازمة "لنتمكن من النهوض مجددا والمساهمة في إنعاش الاقتصاد الإسرائيلي".
كما تناولت الصحيفة قطاعا آخر تضرر بشكل مباشر من الأزمة السياحية، ويتعلق الأمر بموفري الخدمات الأرضية في مطار بن غوريون، إضافة إلى منظمي الرحلات السياحية والمرشدين السياحيين الذين تلقوا ضربة قاسية، ولم يتعافوا بعد من أزمة كورونا "كوفيد-19″، وفق قولها.
وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن أصحاب الفنادق وقطاع الضيافة يائسون ومحبطون من تداعيات الحرب، ونقلت عن أحدهم قوله إن الأزمة الاقتصادية التي يعانون منها تتعاظم يوما بعد يوم.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس التنفيذي لمكتب منظمي السياحة الداخلية، يوسي فاتال، أن "التحذير من السفر إلى الخارج أمر مخز، وكان يفضل عدم إعلانه، فهو يبدو وكأنه سياسة أكثر من كونه اهتماما بالمواطنين. والأخطر من ذلك هو أن هذا الإعلان يعتبر استسلاما لحماس وتصوير صورة النصر لها".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الازدحامات المرورية في بغداد: أزمة خانقة أم فشل حكومي في توفير حلول مستدامة؟
ديسمبر 22, 2024آخر تحديث: ديسمبر 22, 2024
المستقلة /-تعيش العاصمة العراقية بغداد منذ صباح اليوم الأحد، 22 كانون الأول 2024، حالة من الازدحام المروري الخانق على مختلف شوارعها الرئيسية، ما يشكل تحدياً جديداً للسكان والسلطات المحلية. ازدحام الطرق السريعة، الجسور، والتقاطعات المختلفة بات يشكل جزءاً من حياة يومية للمواطنين، دون أفق قريب لحل هذه الأزمة المستمرة منذ سنوات.
خارطة الازدحامات لهذا اليوم تكشف عن أزمة خانقة في مناطق متعددة من بغداد، أبرزها جسر الرستمية، شارع المشتل، جسر الطابقين، وسريع بغداد الجنوبي. فالشوارع الرئيسية من شارع موسى بن نصير إلى جسر السنك، مروراً بشوارع الكيلاني والرشيد، باتت مناطق غير صالحة للحركة المرورية السريعة. كما سجلت تقارير المرور ازدحامات على الطرق السريعة مثل طريق بغداد – كربلاء، وتقاطعات حيوية مثل ساحة النسور، التي لم تكن لتشهد هذه الحالة لولا غياب التنسيق بين الهيئات الحكومية المختلفة.
المواطنون يتساءلون عن السبب وراء تكرار هذه الازدحامات على الرغم من الوعود المتكررة بتطوير البنية التحتية. فقد أصبحت هذه الأزمة مؤشراً على ضعف التنسيق بين الجهات المعنية، وأحد الأسباب الرئيسة التي أدت إلى تدهور الحياة اليومية للمدينة. الأزمات المرورية تؤثر بشكل مباشر على حياة الناس، حيث يعاني الموظفون من تأخيرات في الوصول إلى أماكن عملهم، بينما يضطر الطلاب للتأخر عن مدارسهم وجامعاتهم.
هل فشل المسؤولون في حل الأزمة؟
في الوقت الذي ينشغل فيه الكثير من المواطنين في المعاناة من الازدحامات، تزداد التساؤلات حول قدرة الحكومة المحلية على تقديم حلول حقيقية لهذه الأزمة المتفاقمة. على الرغم من المشاريع التي أعلنت عنها الحكومة لتحسين حركة المرور وإنشاء جسور جديدة، فإن النتائج على الأرض تتحدث عن فشل حكومي في تطبيق هذه الحلول بشكل فعال. الاستثمارات في مشاريع النقل العام والمرافق الحضرية لا تزال في مراحلها الأولية، بينما يواصل المواطنون يومياً قضاء ساعات طويلة في الاختناقات المرورية.
من جهة أخرى، يرى بعض الخبراء أن الحلول تحتاج إلى تدخل جاد، يشمل زيادة تعزيز وسائل النقل العامة وتوسيع شبكة الطرق لتشمل طرقاً بديلة تساهم في تخفيف الأعباء عن الجسور الحالية. ورغم الوعود بتطوير قطاع النقل، فإن الواقع يؤكد أن المسافات بين الخطط والمشاريع التي يتم إطلاقها على الورق وبين التنفيذ الفعلي تبقى واسعة جداً.
في ظل هذه الازدحامات المستمرة، تتجدد دعوات المواطنين للمسؤولين بضرورة الإسراع في حل مشكلة المرور التي أصبحت أكثر من مجرد أزمة يومية، بل قضية تؤثر في مستوى حياة الناس، وصورة بغداد في نظر العالم الخارجي.