منظمات تطالب من باريس بوقف فوري لإطلاق النار في غزة
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
دعت منظمات دولية ووكالات إغاثة، اليوم الخميس، إلى وقف فوري لإطلاق النار من أجل إنهاء "نزيف الأرواح" في غزة، محذرة من أن الوضع قد يخرج سريعاً عن نطاق السيطرة.
ووجهت المنظمات والوكالات مناشداتها خلال مؤتمر في باريس يستهدف تنسيق الإغاثة وتقييم كيفية مساعدة المصابين في غزة منذ أن شنت إسرائيل هجومها البري والجوي رداً على هجوم لمسلحي حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر(تشرين الأول).
وشارك في المؤتمر ممثلو دول عربية وقوى غربية وأعضاء في مجموعة العشرين، لكن إسرائيل لم تُدع للمؤتمر الذي لم يشارك فيه سوى عدد قليل من رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية. وتتضاءل توقعات الخروج بنتائج ملموسة إذا لم يتوقف القتال.
???? LIVE FROM PARIS | President @EmmanuelMacron opens the International Humanitarian Conference for the Civilian Population in #Gaza https://t.co/pUJSQLCZvT
— France Diplomacy ???????????????? (@francediplo_EN) November 9, 2023ومن المقرر أن يناقش المشاركون اقتراحاً بإنشاء ممر بحري لشحن المساعدات الإنسانية إلى غزة أو إجلاء الجرحى وإقامة مستشفيات ميدانية وتقديم مساعدات مالية لتخفيف وطأة الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
وقال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند:"لا يمكن أن ننتظر دقيقة إضافية من أجل وقف إطلاق نار إنساني أو رفع الحصار الذي يشكل عقاباً جماعياً".
ومضى يقول في تصريحات رددت فحواها الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي: "دون وقف لإطلاق النار ورفع الحصار ووقف القصف العشوائي والحرب، سيستمر نزيف الأرواح".
واستبعدت إسرائيل وقفاً فورياً لإطلاق النار قد يساعد حماس على التقاط الأنفاس.
ورددت الولايات المتحدة وجهة النظر الإسرائيلية محذرة من أن وقف إطلاق النار قد يساعد حماس على إعادة تنظيم صفوفها، لكنها دعت إلى هدنة إنسانية.
وقالت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود التي يعمل طاقم لها في غزة إيزابيل ديفورني: "إن إقامة مناطق آمنة للفلسطينيين في جنوب غزة غير واقعي وإنه يجب أن تطبق هدنة قابلة للصمود ليس ساعة هنا أو هناك".
وقال مسؤولون فلسطينيون إن 10569 من سكان غزة لاقوا حتفهم حتى، الأربعاء، 40% منهم أطفال وقالت إسرائيل إن مسلحي حماس قتلوا 1400 شخص وأخذوا نحو 240 رهينة في هجوم السابع من أكتوبر(تشرين الأول).
???? Live: Paris hosts conference on humanitarian aid for Gaza
➡️ https://t.co/z83SDJXz96 pic.twitter.com/HMnnXbYZpw
من جانبه دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في افتتاح المؤتمر إلى هدنة إنسانية سريعة.
وقال: "الوضع خطير ويتفاقم يوماً بعد يوم. نحتاج إلى هدنة إنسانية سريعاً جداً والضغط من أجل وقف لإطلاق النار".
وحضر المؤتمر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، وقال مسؤولون فرنسيون إنهم يطلعون إسرائيل على التطورات.
وتساءل اشتية "كم فلسطينياً يتعين قتلهم حتى تتوقف الحرب.. هل قتل عشرة آلاف شخص في 30 يوماً يكفي"؟.
"Israelis and Palestinians need a political perspective to break the current spiral of violence and reestablish hope.
And this perspective is the two-state solution."
— President @vonderleyen at the International Humanitarian Conference for Gaza’s civilian population in Paris pic.twitter.com/dmrkSxpuKz
وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني إنه "يجب فتح جميع المعابر إلى غزة".
عبر لازاريني، عن قلقه من خطر اتساع الوضع في غزة، مضيفاً أن الضفة الغربية "تغلي".
وقال لازاريني إن "هناك حاجة إلى استمرار إدخال المساعدات الإنسانية بشكل مؤثر لغزة بما يشمل الوقود".
وأضاف أن المساعدات التي تدخل عبر رفح غير كافية، وأنه يجب فتح جميع المعابر إلى غزة.
ومن دون موافقة إسرائيل أو حماس على وقف القتال، تتقلص احتمالات تحرك الأمور بسرعة. لكن مسؤولين فرنسيين يأملون أن يضع المؤتمر أساسا لاستجابة دولية سريعة إذا تم التوصل لهدنة.
وسيسعى المؤتمر إلى تعبئة الموارد المالية مع تحديد عدة قطاعات لتلقي دعم طارئ بناء على تقييمات الأمم المتحدة للاحتياجات العاجلة البالغة 1.1 مليار دولار.
On the sidelines of #Paris humanitarian conference on Gaza| FM Shoukry had insightful brief chats w/ PM @DrShtayyeh of Palestine, Greek FM, @UNReliefChief, & heads of UN & French aid agencies.
FM Shoukry reiterates ???????? call for the necessity of further intl support for Gaza. pic.twitter.com/wGYoesYOKG
ويناقش المؤتمر إعادة إمدادات المياه والوقود والكهرباء وإرساء مبدأ المحاسبة للتأكد من عدم تحويل المساعدات إلى حماس.
وقال ماكرون إن بلاده ستزيد المساعدات للفلسطينيين من 20 مليون يورو إلى 100 مليون يورو ما يعادل106.87 مليون دولار تقريباً في 2023.
وعرضت قبرص اقتراحاً ينطوي على إقامة ممر بحري لشحن المساعدات الإنسانية إلى غزة وبحث كيفية استخدام السفن للمساعدة في إجلاء الجرحى.
ويتوقع أن يقيم المؤتمر مسألة إقامة مستشفيات ميدانية، لكن دبلوماسيين قالوا إن مصر تتردد في استضافة عدد كبير من المستشفيات على أراضيها، في حين أن إقامتها في غزة قد يكون صعباً دون هدنة إنسانية أو وقف لإطلاق نار.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فرنسا إيمانويل ماكرون لإطلاق النار هدنة إنسانیة إلى هدنة حماس على إلى غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة معلّق بخيط رفيع
كان ظهور مقاتلي حماس المدجّجين بالسلاح في أثناء تسليم الرهائن الثلاثة الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى الصليب الأحمر يوم الأحد بمثابة تذكير كريه، لمن يحتاج إلى تذكير، بأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه الأسبوع الماضي معلّق بخيط رفيع - وقد يتهاوى في أي لحظة.
تكمن المشكلة الأساسية، مستقبلًا، في أنه لا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولا قيادة حماس المعاد تشكيلها، يريدان حقا للهدنة أن تستمر. فقد قام دونالد ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بإرغام نتنياهو -وهو مجازيا يركل ويصيح- فوافق على الصفقة.
فعلى مدى أشهر عديدة، قاوم نتنياهو -وهو نفسه رهينة لدى حلفاء الائتلاف اليميني المتطرف- المقترحات التي طرحها الرئيس الأمريكي آنذاك جو بايدن في مايو الماضي. ولكن هل من المعقول أن نفترض أن نتنياهو قد يتخلى عن هذه التهدئة؟ ويبدو الآن أن موافقته التي يحتمل أن تكون مؤقتة ناجمة إلى حد كبير عن رغبته في ألا يفسد حفل تنصيب ترامب في واشنطن.
لقد تردد، قبل حتى أن يجف حبر الصفقة، أن نتنياهو طمأن الوزراء الساخطين إلى أن وقف إطلاق النار مؤقت وأنه لا ينوي احترام شروطه بالكامل. ويقال إنه وعد المتشددين إيتمار بن غفير، الذي استقال احتجاجا، وبتسلئيل سموتريتش، الذي يهدد بذلك، بأنه سوف يستأنف الحرب عما قريب.
من المقرر أن تستمر المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ستة أسابيع. ويجب أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية، التي تدعو إلى الانسحاب العسكري الإسرائيلي الكامل وتحرير جميع الرهائن الأحياء في مقابل إطلاق سراح المزيد من السجناء الفلسطينيين، في موعد لا يتجاوز خمسة عشر يوما من الآن. ومن المستبعد أن تبدأ هذه المفاوضات.
فقد كتب أمير تيبون، المحلل في صحيفة هآرتس يقول إن «لدى نتنياهو طريقتين لإغراق الاتفاق وإيجاد ذريعة لتجديد الحرب. الأولى هي ببساطة تعطيل مفاوضات المرحلة الثانية... وإضاعة الوقت. وقد مارس هذا مرات عدة مع فريق بايدن الذي اتسم إما بالضعف الشديد أو العزوف عن الاعتراف بحقيقة هذا التخريب».
«والثانية هي إثارة اندلاع العنف في الضفة الغربية. وقد اشتعلت النيران هناك بالفعل، إذ أشعل المستوطنون المتطرفون النار في المنازل والسيارات في العديد من القرى الفلسطينية ليلة الأحد، في الوقت الذي كان فيه ملايين الإسرائيليين يحتفلون بعودة الرهائن الثلاثة».
وما عنف الضفة الغربية، سواء أثير عمدا أم لا، سوى أحد المحفزات المحتملة لاستراتيجية التخريب. قد يزعم نتنياهو أن حماس لا تمتثل للاتفاق، ولقد فعل ذلك بالفعل في نهاية الأسبوع، معطلا بدء وقف إطلاق النار لعدة ساعات. ومن بين الاحتمالات الأخرى التي علينا أن ننتظرها اندلاع اشتباكات مفاجئة وعشوائية قد تؤدي إلى تمزيق الهدنة في غزة و/أو لبنان.
الحق أن نتنياهو يواجه خيارا مصيريا خلال الأسبوعين المقبلين أو نحو ذلك. فمن خلال التخلي عن وقف إطلاق النار، قد يسترضي اليمين، ويحافظ على تماسك ائتلافه، ويستبقي نفسه في السلطة، ويتجنب التحقيقات في سياسته قبل السابع من أكتوبر القائمة على التسامح مع حماس وفشله في وقف أسوأ هجوم على اليهود منذ عام 1945. وفي حال استئناف الحرب، فلديه كما يقول وعد من ترامب بمدد غير محدود من الأسلحة.
أو قد يراهن على السلام، ويواجه غضب اليمين المتطرف ويخاطر بانهيار حكومته وبانتخابات مبكرة. ومن المتوقع أن يخوض نتنياهو حملته الانتخابية بصفته زعيم الحرب الذي هزم حماس، وأعاد بعض الرهائن إلى الوطن، وسحق حزب الله في لبنان، وألحق بإيران الضرر الكبير مرتين.
وبما أنه يقال إن نحو 60% إلى 70% من الناخبين الإسرائيليين يفضلون إنهاء الحرب، فمن المحتمل أن يخرج نتنياهو على عادته طول عمره السياسي ويفعل الصواب. ومن شأن سلام دائم أن يكسبه نقاطًا إضافية لدى البيت الأبيض، ويمهد الطريق لترامب كي يواصل مشروعه المفضل، أي تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية وعزل إيران بوسائل غير عسكرية.
لكن المشكلة تكمن في أن حماس وحلفاءها من مسلحي الجهاد الإسلامي في غزة لا يريدون أيضًا لوقف إطلاق النار أن يستمر.
وقد وجَّهت استعراضها للقوة يوم الأحد، وإن كان محدودًا للغاية، رسالة استفزازية مفادها أن حماس نجت، وأنها لا تزال تسيطر على بقية الرهائن، وأنه لم تخلفها حتى الآن أي سلطة في غزة. وفي بيان صدر يوم الاثنين، تعهدت حماس بأن غزة «سوف تنهض من جديد» - تحت وصايتها المشكوك فيها.
ثمة حديث كثير عن إدارة مؤقتة من التكنوقراط مدعومة من مصر وقطر، وعن تولي السلطة الفلسطينية (التي تدير الضفة الغربية من الناحية النظرية) المسؤولية عن غزة. ولكن في الوقت الراهن، ليس لدى أحد السلطة أو الاستعداد لتولي الحكم - وحماس، بطبيعة الحال، تملأ الفراغ في السلطة. ويلام نتنياهو جزئيا في ذلك. فقد رفض لمدة خمسة عشر شهرا وضع خطط «اليوم التالي» أو حتى مناقشتها.
وحينما ننظر قدمًا إلى الأسابيع المقبلة، نجد أن الأمن في غزة قد يصبح قضية بالغة الأهمية مع عودة عشرات الآلاف من النازحين والجياع إلى منازلهم المحطمة وأحيائهم المدمرة وبدء محاولات استئناف حياتهم. وسوف تحاول حماس السيطرة على توزيع مساعدات الأمم المتحدة والوكالات المتحالفة معها، مثلما تسيطر على إطلاق سراح الرهائن من خلال الصليب الأحمر. وقد يتسبب هذا في تعميق الاضطراب وتصاعد الصراع الداخلي.
في الوقت نفسه، من المتوقع أن تبدأ حماس بسرعة في إعادة بناء قدراتها العسكرية، وقد ازدادت عزما عن ذي قبل، بعد الضربة القاضية التي تلقتها، على تكبيد إسرائيل ثمنا باهظا، فهي لا تزال على وعدها بتدميرها. وقد أشارت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إلى أن «صور مقاتلي حماس كانت تذكيرا صارخا بأن الجماعة الإرهابية لا تزال مسؤولة عن غزة».
وقالت الصحيفة: إن المسؤولين الإسرائيليين يقدرون أن اثنتين فقط من كتائب الجماعة الأربع والعشرين لا تزالان تعملان.
ولكن يقال إن حماس تعيد تجميع صفوفها تحت قيادة محمد السنوار، الأخ الأصغر ليحيى السنوار، العقل المدبر لأحداث السابع من أكتوبر الذي قتلته إسرائيل في الخريف الماضي. وقال وزير الخارجية الأمريكي المنتهية ولايته، أنطوني بلينكن الأسبوع الماضي: إن الولايات المتحدة تعتقد أن حماس جندت عددا من المقاتلين يساوي عدد من فقدتهم منذ بدء الحرب.ومثلما حدث في أزمات سابقة في الشرق الأوسط، ربما كان من المتوقع أن يتدخل الرئيس الأمريكي في هذه المرحلة الحرجة لضمان التزام الجانبين بكلمتهما فيصبح وقف إطلاق النار سلاما دائما. لكن ترامب ليس من هذا النوع من الرؤساء. فقد كان يخشى من أن تطغى الحرب على يومه المنتظر. والآن سينصرف انتباهه إلى جهة أخرى. فهو لا يطرح خطة أو أفكارا جديدة - وكل ما يطرحه لا يعدو قوائم أمنيات وتهديدات وتحيزات.
وإذا ما قرر زعماء إسرائيل وحماس معاودة القتال في الأسابيع والأشهر المقبلة، فقد لا يكون ثمة من يوقفهم - برغم حقيقة أن معظم الإسرائيليين والفلسطينيين والعالم المتابع يتوقون إلى السلام.