ما الحكمة من عدم محاسبة الأطفال على الفرائض؟.. علي جمعة يوضح
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
ما الحكمة من عدم محاسبة الأطفال على الفرائض، وما المقصود بقوله تعالى:«فعال لما يريد»؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.
ما الحكمة من عدم محاسبة الأطفال على الفرائض؟وقال علي جمعة إن الله سبحانه وتعالى يقلب الإنسان بين الخير والشر وذلك لأنه قد جعل هذه الدار دار تكليف لا دار تشريف، بدأ مع الإنسان بدار التشريف فخلقه في الجنة من غير تكليف، فنزل من أرض التشريف إلى أرض التكليف فالإنسان في أصله مشرف، ولذلك أسجد الله له الملائكة، ولذلك بدأ معه من غير تكليف، واستمر التشريف للطفولة ؛فالطفل عندما يولد وإلى أن يبلغ ليس مكلفًا إنما هو في حالة التشريف، بعد ذلك يبدأ التكليف.
وأضاف علي جمعة: التكليف يستلزم الابتلاء ،والابتلاء هو الامتحان والاختبار فيقلب الله سبحانه وتعالى هذه الحياة ولم يجعلها خالصة من غير كدر، بل فيها الكوارث، وفيها المصائب، وفيها الشر، وفيها الخير، وفيها الضيق، وفيها السعة اختبارًا وابتلاءً ؛ فالله سبحانه وتعالى يقلب علينا الخير والشر لأننا في دار تكليف، ولأن هذا التكليف فيه مشقة فهو نوعٌ من أنواع الابتلاء والاختبار، إذًا فلابد من نتيجة الامتحان؛ ونتيجة الامتحان تظهر يوم القيامة، ولذلك من دعاء الصالحين (اللهم إنا نسألك حسن الختام). ولذلك فالضر، والشر، والمصيبة، والكارثة، والأزمة إنما هي عبارة عن اختبار وابتلاء لابن آدم، بعض الناس ينسى هذا، ويختزل الضر والشر والمصيبة والأزمة والكارثة وكذا إلى آخره في الانتقام كأن الله منتقم، ولكن هذه هي الدنيا فيها الضر، وفيها الخير، فيها الشر، فيها الأزمة، فيها كذا، وفيها أيضًا الرحمة والسعة والنعمة {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}.
وأكمل علي جمعة: قد يحدث أن هناك غضب من الله على قومٍ فيُنزل بهم العذاب، ولكن هذا خلاف الأصل خلاف سير الحياة وسنته، سير الحياة وسنته هي هذه الآية {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} هذه هي أساس العلاقة بينك وبين الله، ولذلك يجب عليك إذا أصابتك مصيبة "الصبر"، وإذا أصابتك نعماء "الشكر" ، فأنت بين الخوف والرجاء، وبين الصبر والشكر « عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ».
وشدد عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: إذن الله جل شأنه { فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} فهو سبحانه يؤتي الخير من شاء كيفما شاء متى شاء، وكذلك ينزل الضر على من شاء متى شاء كيفما شاء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة هيئة كبار العلماء الشكر الانتقام علی جمعة
إقرأ أيضاً:
مفتاح النجاة للمسلم.. يدخلك الجنة بغير حساب
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، أن من مفاتيح النجاة: التوكل على الله تعالى.
وقال علي جمعة، في منشور له عن التوكل على الله، إن الإمام الغزالي قد عرَّف التوكل بأنه اعتماد القلب على الوكيل وحده.
وتابع: فإذا اعتقد الإنسان اعتقادًا جازمًا أنه لا فاعل إلا الله، وآمن مع ذلك بكمال علمه وقدرته سبحانه وتعالى، وأنه هو الفاعل الحقيقي لكل شيء، فإن هذا هو حقيقة التوكل.
وأضاف أن التوكل على الله يعني الاعتماد عليه، أي: لا حول ولا قوة إلا بالله، وهذا التوكل بهذه الكيفية ينشئ في القلب التسليم والرضا، وهو مبنيٌّ على أمر الله تعالى، وعلى حب الله لهذا المقام، قال سبحانه: {وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ}، وقال: {وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
كما قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}، وقال: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}.
وأضاف أنه لابد أن نتدبر ونتفكر أن {وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ}، فإذا كان الله سبحانه يملك خزائن السماوات والأرض، فكيف يُتوكل على غيره؟!
التوكل على اللهوقد قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ} كل شيء بأمر الله تعالى، {ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}.
وأكد أن التوكل أمرٌ مهمٌّ جدًّا، وله آثار طيبة في الدنيا والآخرة؛ ولذلك قال رسول الله: «يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب». قيل: من هم يا رسول الله؟
قال ﷺ: «الذين لا يكتوون، ولا يتطيرون، ولا يسترقون، وعلى ربهم يتوكلون». والمفتاح هنا أنهم "على ربهم يتوكلون".
وأشار إلى أنه لابد من التنبه إلى الفرق بين "التوكل" و"التواكل":
- فالتواكل هو ترك الأسباب، وهذا جهل.
- أما التوكل فهو: فعل الأسباب مع الاعتماد على الله.
وقد قيل: "ترك الأسباب جهل، والاعتماد عليها شرك".
وقد ثبت أن ترك الأسباب لم يكن من سنة الأنبياء عليهم السلام.
ويقول سيدنا النبي: «لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا».
فالتوكل مأمور به، وهو يولد الرضا والتسليم.
وقال رسول الله: «من سره أن يكون أغنى الناس، فليكن بما عند الله أوثق منه بما في يده».