قالت دار الإفتاء المصرية، إنه روي عن هَانِئٍ أنه لما وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع قومه سمعهم يَكْنُونَهُ بأبي الحكم، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: «إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ، وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ، فَلِمَ تُكَنَّى أَبَا الْحَكَمِ؟» فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني، فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا أَحْسَنَ هَذَا، فَمَا لَكَ مِنَ الْوَلَدِ؟» قال: لي شريح، ومسلم، وعبد الله، قال: «فَمَنْ أَكْبَرُهُمْ؟» قلت: شريح، قال: «فَأَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ» أخرجه أبو داود في "سننه".

حكم ختان الإناث في الشريعة الإسلامية.. الإفتاء توضح حكم إخراج زكاة المال لإغاثة الشعب الفلسطيني.. الإفتاء تجيب

أضافت الإفتاء، عبر موقعها الرسمي، أن المعنى أن الله تعالى هو الحاكم أي: هو الذي لا يُرد حكمه، وأن مرد الحكم كله له هو سبحانه وتعالى.

دار الإفتاء المصرية

أوضحت الإفتاء، أن الشيخ علي الملا القاري يقول في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" -في شرح الحديث السابق-: [«وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ»؛ أي: منه يبتدأ الحكم وإليه ينتهي الحكمُ، ﴿لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [القصص: 88]، لا رادَّ لحكمه، ولا يخلو حكمه عن حكمته. 

وفي إطلاق «أبي الحكم» على غيره يوهم الاشتراك في وصفه على الجملة، وإن لم يطلق عليه سبحانه "أبو الحكم"؛ لما فيه من إيهام الوالدية والولدية، وقد غيَّر صلى الله عليه وآله وسلم اسم عمرو بن هشام المكنى بأبي الحكم بأبي جهل، وفي شرح السنة: الحكم هو الحاكم الذي إذا حكم لا يرد حكمه، وهذه الصفة لا تليق بغير الله تعالى، ومن أسمائه "الحكم"].

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإفتاء دار الافتاء رسول الله الله عز وجل صلى الله عليه وآله وسلم صلى الله علیه وآله وسلم ال ح ک م

إقرأ أيضاً:

هل يسامح الله من تاب عن أذية الناس؟.. أمين الإفتاء يجيب

أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من أساء إلى أحد الأشخاص في الماضي، ثم ندم على فعلته وانقطع تواصله مع هذا الشخص، فباب التوبة والمغفرة مفتوح ما دام الإنسان صادقًا في توبته وساعيًا في تصحيح خطئه.

وقال "الورداني"، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء: "السؤال عن الإساءة للغير والقلق من العقوبة يوم القيامة يدل على حياة القلب وصدق التوبة، ولكن يجب أن نُحذر من أن يتحول هذا الندم إلى جلد للذات، فجلد الذات مرفوض شرعًا، لأنه نوع من أنواع عدم الرضا بمراد الله في التوبة والمغفرة".

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أنه على من أساء في الماضي أن يستغفر الله بصدق، ويدعو لمن أساء إليه، وإذا استطاع أن يبلغه أو يحسن إليه فليفعل، فالحسنات يذهبن السيئات، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم.

وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية "الأهم هو أن يكون هدفك هو رضا الله عنك، مش رضاك أنت عن نفسك. لو ركزت إن ربنا يرضى عنك، هتبدأ تعبد وتُقبل عليه بإخلاص، وتُحسن لمن حولك، بدل ما تفضل تعذب نفسك بالندم والتأنيب".

وتابع: "ربنا غفور رحيم، والتوبة ميثاق بين العبد وربه، وإن لم تستطع رد الحق ماديًا، فادع لمن ظلمته، واستغفر له، وابحث عن فرص لفعل الخير باسمه أو نيابة عنه".

هل يجوز الذهاب لعرفات مباشرة وترك المبيت يوم التروية؟.. الإفتاء تجيبهل الصلاة بدون وضوء بعد الاغتسال من الجنابة باطلة؟.. الإفتاء تجيب

شروط التوبة النصوح

وكان الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق، عرّف التوبة النصوح بأنها هي التي لا عودة بعدها كما لا يعود اللبن إلى الضرع. 

وأوضح علي جمعة من خلال الصفحة الرسمية لفضيلته عبر فيسبوك، مفهوم التوبة النصوح قائلاً: قيل هي: "الندم بالقلب، والاستغفار باللسان، والإقلاع عن الذنب، والاطمئنان على أنه لا يعود".

وأشار إلى أنه لا بد من المراجعة الدائمة لأنها عظيمة النفع في ترقي الإنسان وخلاصه من الدنايا، ولقد ضرب لنا المصطفى صلى الله عليه وسلم مثلًا من نفسه؛ حيث قال: «يا أيها الناس توبوا إلى الله، فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة».. [رواه الترمذي].

وأوضح المفتي السابق أن سُنة الله في طبيعة البشر اقتضت أن تكون تلك التوبة والمراجعة دائمة، فلا ينبغي أن نمل من كثرة التوبة إلى الله، ولا نمل من مصارحة النفس بالعيوب والقصور، ولا نمل من الإقلاع بهمة متجددة لرب العالمين، والله يحب من عبده إذا أخطأ أن يرجع عن خطئه، حتى لو تكرر الخطأ أو الخطيئة، فهو يقبل التوبة من عبادة ويعفو عن كثير. 

واستشهد فضيلته بما جاء بالحديث النبوي الشريف قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون».. [رواه أحمد والترمذي وصححه الحاكم في المستدرك].

وأوضح جمعة أن التوبة تخرج الإنسان من ذنوبه، وكأنه لم يفعل ذنبا قط، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- :«التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لاَ ذَنْبَ لَهُ».. [رواه ابن ماجه].

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الاستغفار والتوبة إليه ليترقى في درجات القرب، وليعلمنا كثرة الاستغفار، فقال -صلى الله عليه وسلم- : « إِنِّى لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِى الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً ».. [رواه ابن ماجة في سننه].

وأضاف فضيلته أن التوبة منها توبة عن المعاصي والذنوب، ومنها الإنابة وهي أعلى من التوبة، حيث يخرج الإنسان كل ما سوى الله من قلبه، فيفرغ قلبه من السوى، وينشغل بالله سبحانه وتعالى وحده، ثم تترقى الإنابة إلى أن تكون أوابا، والأوبة هي الرجوع التام إلى الله سبحانه وتعالى، ويتأتى ذلك بإقامة الدين في النفس، قال تعالى : {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ * مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلاَ تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُم وَكَانُوا شِيَعًا كُلّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}.. [الروم : 30 -36].

مقالات مشابهة

  • هل يسامح الله من تاب عن أذية الناس؟.. أمين الإفتاء يجيب
  • حكم النيابة فى الحج عن الغير .. الإفتاء توضح
  • وقت صلاة الضحى وعدد ركعاتها وفضلها.. الإفتاء توضح
  • آداب المزاح في الإسلام مع الأصدقاء.. 3 شروط التزم بها
  • حكم إهداء ثواب إطعام المساكين للميت.. الإفتاء تكشف
  • فضل الصلاة في الصف الأول.. الإفتاء تكشف ثوابها
  • دعاء الشفاء والوقاية من الحسد.. ردده كما قال النبي
  • كيف تعرف آيات سجود التلاوة في القرآن الكريم؟.. الإفتاء توضح
  • حكم الجهر بالقراءة في الصلاة السرية.. الإفتاء توضح هل عليه إعادة؟
  • دعاء بعد الركوع تحبه الملائكة وتتسابق عليه أيهم يصعد به إلى السماء