الإفتاء: الإسلام نهى عن ارتكاب الأفعال التي تهدم العلاقات الإنسانية
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الشريعة الإسلامية نهت عن ارتكاب الأفعال التي تسبب هدم العلاقات الإنسانية والروابط الاجتماعية، وتزيد في التباغض بين الناس؛ حيث قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾ [الحجرات: 12]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَنَافَسُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا» متفق عليه.
أضافت الإفتاء، أن الحافظ ابن حجر العسقلاني قال في "فتح الباري": [قوله: ﴿وَلَا تَجَسَّسُوا﴾ وذلك أنَّ الشخص يقع له خاطرُ التهمة فيريد أن يتحقق؛ فيتجسس، ويبحث، ويستمع، فنهى عن ذلك، وهذا الحديث يوافق قوله تعالى: ﴿اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾. فدلّ سياق الآية على الأمر بصون عرض المسلم غاية الصيانة؛ لتقدم النهي عن الخوض فيه بالظن. فإن قال الظَّانُّ: أبحثُ لأتحقق؟ قيل له: ﴿وَلَا تَجَسَّسُوا﴾، فإن قال: تحققتُ من غير تجسس؟ قيل له: ﴿وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾].
وصف المرأة غيرَها لزوجهاأوضحت الإفتاء، أنه قد نهى الشرع عن وصف المرأة غيرَها لزوجها؛ لما في ذلك من كشف للعورات، وانتهاك للأستار، وسببٍ لحصول الفتنة، علاوة على الوقوع في الغيبة المنهي عنها شرعًا إن هي وصفتها بما تكره في غيابها؛ فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا» أخرجه البخاري في "صحيحه".
قال الإمام بدر الدين العيني في "عمدة القاري شرح صحيح البخاري": [قال القابسي: هذا الحديث من أَبْيَنِ ما يُحمَى به الذرائع؛ فإنِّها إنْ وصفتها لزوجها بحُسنٍ خِيفَ عليه الفتنةُ حتى يكون ذلك سببًا لطلاق زوجته ونكاح تيك إن كانت أَيِّمًا، وإن كانت ذاتَ بعلٍ كان ذلك سببًا لبغض زوجته ونقصان منزلتها عنده، وإن وصفتها بقبح كان ذلك غيبة].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء العلاقات الإنسانية دار الافتاء الشريعة الإسلامية الروابط الاجتماعية
إقرأ أيضاً:
أمين الفتوى: السياحة من أعظم مداخل الدعوة إلى الله
أكد الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الله سبحانه وتعالى يعلمنا في القرآن الكريم أن الأصل في العلاقة بين البشر هو التعايش والتعارف، حيث قال تعالى: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا"، مشيرا إلى أن التعارف والتفاعل بين الشعوب لا يتم إلا من خلال الانتقال والزيارة والرحلات.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء، خلال تصريح، أن التفاعل المعرفي بين الناس واطلاعهم على ثقافات الآخرين يساهم في اختصار التجارب والاستفادة من خيرات الآخرين، ما يعزز التقدم والرقي، مشيرًا إلى أن مصر، بفضل موقعها الحضاري ووسطيتها الثقافية والدينية، تظل واحدة من أبرز الدول في العالم التي تحتل مكانة عظيمة في هذا السياق.
وتابع: "الإسلام يعلمنا أن ننظر إلى الاختلافات الثقافية كفرص للتعلم، وليس للتنازع، فنحن نؤمن بالتنوع ونحترم الاختلافات الثقافية والدينية، وهذا ما يعكسه مفهوم 'أدب الرحلات' الذي يعكس تفاعل المسلمين مع الشعوب الأخرى باحترام وتقدير، ويتيح لهم الاستفادة من حضاراتهم".
وأضاف أن الإسلام يحث المسلمين على احترام الثقافات المختلفة، بل وعلى الاستفادة منها، مشيرًا إلى أن المسلمين لم يدخلوا البلدان الأخرى لتدمير أو هدم حضاراتها، بل لتبادل العلم والمعرفة، مؤكداً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أسلمت على ما أسلفت من الخير".
وأكد أن الإسلام يشجع على الاندماج في المجتمعات المختلفة، حيث تعد الرحلات والسياحة من أعظم مداخل الدعوة إلى الله، فهي فرصة للتفاعل مع ثقافات العالم ونشر قيم الإسلام السامية، مما يعزز من التعاون والتفاهم بين الأمم والشعوب.