تواصلت ردود الأفعال العربية والدولية المنددة بالعدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها والتي سقط فيها حتى الآن 10 شهداء ونحو 100 جريح، بينهم 20 في حالة خطيرة.

في المقابل، كرر رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك دعم بريطانيا ما وصفه بـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، أما مجلس الجامعة العربية فدعا في اجتماع طارئ إلى وقف "الاعتداءات" الإسرائيلية.

فعلى الصعيد الدولي، أدان سوناك ما وصفها بـ"الأعمال الإرهابية" الفلسطينية، وكرر على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، لكنه قال "إن حماية المدنيين يجب أن تكون الأولوية في أي عملية عسكرية"، وحث إسرائيل على "ضبط النفس" وكافة الأطراف "على تجنب المزيد من التصعيد".

لكنه اعتبر من ناحية أخرى أن المستوطنات الإسرائيلية تتعارض مع القانون الدولي وأنها عقبة في طريق السلام وتهدد إمكانية حل الدولتين، وقال "أوضحنا مرارا لإسرائيل معارضتنا أي توسع استيطاني، وطلبنا منها التراجع عن سياستها الاستيطانية".

من جهتها، حثت وزيرة الدولة للشؤون الخارجية البريطانية آن ماري تريفيليان القوات الإسرائيلية على ضبط النفس والالتزام بالقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين، وقالت إن العنف المتسارع في الضفة الغربية يهدد بدورة جديدة من سفك الدماء.

وأعرب مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة عن انزعاجه من نطاق العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين، وقالت المتحدثة باسم المكتب إن المنظمة تشعر بالقلق من حجم العمليات الجوية والبرية في جنين، مضيفة أن 3 أطفال قتلوا في عملية الاقتحام الإسرائيلي المستمرة منذ أمس الاثنين.

من ناحيته، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن ما تقوم به إسرائيل في مخيم جنين يعيد إلى الأذهان جرائم ارتكبتها خلال النكبة عام 1948.

وأضاف رئيسي خلال كلمة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون أن إجراءات إسرائيل تعد نموذجا واضحا للاعتداء على السيادة الوطنية لشعوب العالم، مؤكدا أن واشنطن حرمت الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره، وفق تعبيره.

بدوره، جدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء مع نظيره الأردني أيمن الصفدي شجب بلاده القوي للعملية العسكرية الإسرائيلية في جنين، مطالبا بوقف فوري لهجمات واعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين، وأكد على اتفاق أنقرة وعمّان التام بشأن وضع الأماكن المقدسة في القدس.


إدانات وتنديد عربي

على الصعيد العربي، دعا مجلس جامعة الدول العربية في أعقاب اجتماع طارئ عقده المندوبون الدائمون في الجامعة برئاسة مصر إلى وقف "الاعتداءات" الإسرائيلية في فلسطين.

ووفق القرار الصادر، فقد "دعا المجلس إلى تحرك عربي عاجل من خلال القيام بزيارات واتصالات وتوجيه رسائل مشتركة وثنائية رفيعة المستوى إلى مجلس الأمن وأعضائه ومراكز صنع القرار الدولي" بهدف "تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بوقف الاعتداءات الإسرائيلية بأشكالها كافة على الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية الدولية له".

كما طالب المجلس المحكمة الجنائية الدولية بالوفاء بمسؤولياتها و"إنجاز التحقيق الجنائي في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل".

وحث المجلس المجتمع الدولي دولا ومؤسسات على المشاركة في حماية المدنيين الفلسطينيين وتشكيل آلية عملية وفعالة لتنفيذ ذلك.

من ناحيتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بأشد العبارات طرد وتهجير عائلات فلسطينية من منازلها في مخيم جنين.

وأضافت الوزارة في بيان أن تهجير العائلات من جنين يعد جريمة وانتهاكا صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.

وطالبت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة المختصة بالتدخل الفوري لحماية السكان المدنيين مما سمته بطش الاحتلال.

من جهته، قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان للجزيرة إن العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين هي مخطط إستراتيجي لإفراغ مناطق بالضفة الغربية لصالح توسيع الاستيطان.

بدوره، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن العدوان الإسرائيلي على جنين لن يولد سوى مزيد من العنف والتوتر اللذين سينعكسان على المنطقة.

ووصف الصفدي الممارسات الإسرائيلية بأنها محاولات لانتهاك الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية.

من ناحيته، أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي في بيان صحفي أن استمرار إسرائيل بسلوكها العدواني يزعزع الاستقرار والأمن في المنطقة.

ودعا العوادي كافة القوى الداعمة للسلام والهيئات والمؤسسات الدولية إلى "فضح الممارسات الإسرائيلية التي تخالف القوانين والأعراف الدولية"، كما جدد "موقف العراق الثابت من حق الفلسطيني المطلق في العيش على أرضه ورفض الاعتداء عليه وحقه الثبات في إقامة دولته الوطنية المستقلة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الإسرائیلیة فی إسرائیل فی

إقرأ أيضاً:

تعليق المساعدات الدولية لليمن وتحذير أممي من مساعي إسرائيل لتعطيل مطار صنعاء

علقت خدمة الأمم المتحدة لنقل المساعدات الإنسانية (يونهاس)، أمس الجمعة، رحلاتها إلى مطار صنعاء الدولي بشكل مؤقت، في حين حذرت الأمم المتحدة من أن أي تعطيل لعمل المطار أو ميناء الحُديدة قد يؤدي إلى شلل العمليات الإنسانية باليمن.

جاء ذلك غداة غارات إسرائيلية على مطار صنعاء أدت إلى إصابة أحد أفراد هذه الخدمة، التي يديرها برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.

وفي منشور عبر منصة إكس، استنكرت المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي سيندي ماكين، وقوع هذه الإصابة، وقالت "هذا أمر غير مقبول، فالعاملون في المجال الإنساني لا ينبغي أن يكونوا هدفا أبدا".

وأضافت أنه بسبب هذا الحادث "اضطرت يونهاس إلى تعليق عملياتها مؤقتا عبر مطار صنعاء الدولي"، وحذرت من أن هذا "سيؤثر سلبا على الاستجابة الإنسانية (للمحتاجين باليمن) في وقت تتزايد فيه الاحتياجات بشكل هائل" هناك، دون تقديم أي تفاصيل أخرى على الفور.

تحذير أممي

كما حذر من الأمر ذاته منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة باليمن جوليان هارنيس، في كلمة ألقاها عبر مكالمات الفيديو، خلال المؤتمر الصحفي اليومي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

إعلان

ولفت هارنيس إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية على مطار صنعاء تزامنت مع وجوده في المطار رفقة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الذي كان يستعد لمغادرة صنعاء ضمن وفد أممي.

وقال إن غارتين وقعتا على بُعد 300 متر تقريبا إلى الشمال والجنوب من مكان وجوده هو وغيبريسوس.

وأضاف هارنيس أن "الأمر الأكثر إثارة للخوف في الغارتين لم يكن التأثير علينا، بل وقوعهما بينما كانت طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية تقل مئات الركاب على وشك الهبوط".

وتابع أن تلك الطائرة تمكنت من الهبوط بأمان، وتمكن الركاب من النزول منها رغم تدمير برج المراقبة بالمطار، لكن كان من الممكن أن يكون الأمر أسوأ بكثير.

وأوضح أهمية مطار صنعاء وخطورة تعطيل عمله، وقال هارنيس إن هذا المطار يغادر عبره الآلاف من غير القادرين على الحصول على رعاية صحية لائقة ومتقدمة في اليمن، للذهاب إلى بلدان أخرى مثل الأردن ومصر.

وأضاف أن مطار صنعاء يدخل ويغادر منه جميع العاملين في مجال المساعدات الإنسانية الدولية بشمال اليمن، ولذا فإنه يعد "موقعا إنسانيا حيويا للغاية"، وتعطيل عمله "قد يؤدي إلى شلل العمليات الإنسانية" في اليمن.

كما حذر هارنيس من أن الضربات الجوية على ميناء الحديدة، "مثيرة للقلق بشكل خاص"، خاصة أن الميناء يُعد البوابة الرئيسية لدخول السلع والبضائع المستوردة إلى اليمن.

وأوضح أن اليمن يستورد ما يقرب من 80% من إمداداته الغذائية، ومن ثم فإن تعطيل عمل هذا الميناء يعني أن سكان شمال اليمن بالكامل، الذين يشكلون ما بين 65 و70% من السكان، سيكونون في حاجة إنسانية متزايدة.

وكشف هارنيس أن حوالي 18 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، ما يمثل نصف عدد السكان تقريبا، مشيرا إلى أن العدد قد يرتفع إلى 19 مليونا بسبب تدهور الاقتصاد.

إعلان

وقال إن "اليمن يحتل المرتبة الثانية عالميا في نسبة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، والثانية في نسبة الأشخاص غير القادرين على الوصول إلى الخدمات الصحية، والثالثة في نسبة من يعانون من انعدام الأمن الغذائي".

وحذر المنسق الأممي من أن استمرار التصعيد بين الحوثيين وإسرائيل قد يؤدي إلى تأثيرات إضافية على البنية التحتية المدنية، بما في ذلك الموانئ والمطارات والطرق، ما سيزيد من معاناة الشعب اليمني.

مقالات مشابهة

  • ‏الخارجية الكويتية تدين إحراق إسرائيل لمستشفى كمال عدوان بغزة وتدعو المجتمع الدولي لمحاسبة مرتكبي العملية
  • صالون تواصل الأجيال يناقش اللغة العربية بين التحديات والآفاق
  • رئيس الأكاديمية العربية يدعم ريادة الأعمال في مؤتمر البحرين للأسر المنتجة
  • السوداني يُكلِّف وزير الدفاع بمتابعة العمل في مشروع مطار الموصل الدولي
  • تعليق المساعدات الدولية لليمن وتحذير أممي من مساعي إسرائيل لتعطيل مطار صنعاء
  • الإمارات.. تخريج ورشة عمليات السلام الدولية
  • الدفاع المدني الفلسطيني: 4 شهداء جراء قصف الاحتلال منزلًا بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة
  • وزير الخارجية الروسي: نحن على تواصل مع سلطات سوريا الجديدة عبر سفارتنا في دمشق
  • خبير في العلاقات الدولية: قضية فلسطين لم تغب لحظة عن أجندة السياسة الخارجية المصرية
  • نحذر من تجاوز المنظمات الدولية للقانون الدولي الإنساني بالعمل على إدخال عناصر أجنبية مجهولة