استبعاد لوحة الملثّم لفنان لبناني من دار مزادات في لندن
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
قالت دار مزادات كريستي بأنها سحبت لوحتين للفنان والرسام اللبناني أيمن بعلبكي من مزاد تنظمه في لندن هذا الأسبوع بعد تلقيها شكاوى،
واعتبر الفنان هذا القرار تمييزًا وعبر عن استياءه من سحب اللوحتان المعنيتان وهما "المُلثم"، وتصوّر شخصًا يرتدي كوفية، و "مجهول"، وهي جزء من سلسلة يقدمها بعلبكي حول المحتجين في العالم العربي، وتصوّر شخصًا يرتدي قناعًا واقيًا من الغاز وعصابة حمراء مكتوب عليها كلمة "ثائرون"
تمت إزالة اللوحتين من موقع مزاد كريستي للفن الحديث والمعاصر في الشرق الأوسط وما زالت لوحة ثالثة لبعلبكي تصوّر أعلامًا حمراء تحترق مُعروضة في المزاد.
ونقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم دار كريستي أن أن "قرار الإزالة" يعتمد على "شكاوى"، دون تحديد نوع الشكاوى أو مصدرها.
وأعرب بعلبكي (48 عامًا) عن شكوكه في أن القرار مرتبط بالحرب على غزة الجارية حالياً وقال : "للأسف، يبدو أن هذا الأمر وصل إلى حد التعدي على حرية التعبير، وهو بالواقع تمييز عنصري واضح بين المجتمعات".
وختم بعلبكي تعليقه قائلاً بالدراجة اللبنانية :"هذا تكرر كتير بالتاريخ وإجه (جاء) من بعده إبادات جماعية. يعني لما نبلش (نبدأ) ندمر حرية التعبير، الفن، الرواية، أي شي له دلالة حضارية، كان يتزحلق الموضوع بالتاريخ ليوصل... للأسف، ما بتمنى يوصل – عم أحكي (أتكلم عن) الموجة يا اللي (التي) فيها الهجوم على تسكيت العالم"
وفي الشهر الماضي تم تأجيل حفل يتضمن جائزة لمؤلف فلسطيني في فرانكفورت، حيث قال المنظمون حينها أنه تم تأجيل الحفل إلى وقت لاحق لتجنب "التوترات السياسية".
ويرتبط مصطلح "الملثّم" هذه الأيام بالناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام "أبو عبيدة" الذي يحظة بشعبية جارفة في المجتمعات العربية لا سيما بين فئة الشباب والأطفال الذي يرون به مثالاً وأيقونه تمثل شجاعة مجاهدي كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية دار مزادات كريستي لندن لندن لوحة فنية دار مزادات كريستي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
القيم والتقاليد عند مفترق الطرق.. كيف ندير التغيير؟!
••ليس منطقيا أن يكون الصدام أو العنف هو الحل الأمثل في مواجهة التحولات التي تشهدها القيم والعادات والتقاليد في أي مجتمع من المجتمعات، وهذه القيم تواجه في الوقت الراهن تحديات كبرى بسبب المتغيرات التي يشهدها العالم الذي نعيشه بما في ذلك صراع الأجيال وثورة المعلومات والصراعات النفسية التي يمر بها الشباب والمراهقين في مرحلة شديدة الحساسية لبناء الذات. قد يقود الصدام إلى مستوى أخطر من التحول يصعب علاجه أو مواجهته، الأمر الذي يفرض علينا البحث عن حلول أخرى لبناء ثنائية الأصالة والمعاصرة. يبدأ هذا الأمر في قراءة الظواهر التي تنتشر في مجتمع من المجتمعات قراءة دقيقة في سياقها الصحيح وربطها بما حولها من مؤثرات.
•يبدو موضوع القيم والعادات والتقاليد شديد الحساسية بالنظر إلى كونه المنظومة التي تعكس هُوية الشعب وتحدد إطاره الأخلاقي والاجتماعي. لكن من الصعب الاعتقاد أن هذه المنظومة ثابتة لا تتغير أو أنها بمنأى عن المتغيرات التي تحدث في العالم لأنها في الحقيقة ووفق الدراسات العلمية ووفق منطق الأشياء تخضع للتحولات الطبيعية التي تفرضها تطورات الزمن. ولا تكمن الإشكالية في حدوث التغيير أو التحول ولكن في نوعية ذلك التحول، وهل يتم وفق عملية تطور طبيعي يحافظ على جوهر القيم ويعيد صياغتها بما يتناسب مع العصر، أم أنه انزياح يبتعد عن الأسس التي قامت عليها المجتمعات؟
•في العقود الأخيرة، شهد مجتمعنا تغيرات واضحة في أنماط الحياة، بفعل التطور التكنولوجي والانفتاح الإعلامي، إضافة إلى التحولات الاقتصادية والاجتماعية. هذه التغيرات أفرزت أجيالا تحمل رؤى مختلفة عن الأجيال السابقة، حيث بات الشباب أكثر ميلا للحداثة والتقليد، وأكثر تحررا في سلوكهم وخياراتهم، ما أدى إلى تصادم، أحيانا، بين القيم التقليدية والممارسات الجديدة.
•لكن المشكلة ليست في التغيير بحد ذاته، وإنما في طبيعته؛ ففي الوقت الذي يفترض أن تسير التحولات نحو تعزيز القيم الإيجابية وتجديدها بما يخدم تطور المجتمع، نجد أن بعض الانزياحات تأخذ مسارا يؤدي إلى تراجع الأخلاق العامة، وتفكك الروابط الأسرية، وانحسار روح المسؤولية الاجتماعية. هذه المظاهر لا تمثل تطورا، بل تعكس خللا في التوازن بين الحاجة إلى التحديث والحفاظ على القيم الراسخة.
•والأمم لا تبني مستقبلها بالتخلي عن تراثها وهويتها، بل من خلال تطوير منظومة قيمية تجمع بين الأصالة والتجديد. فالحداثة الحقيقية ليست في نبذ العادات والتقاليد، وإنما في إعادة قراءتها وفق متطلبات العصر، بحيث تبقى الأخلاق، والاحترام، والانتماء الوطني، وحس المسؤولية، مبادئ غير قابلة للتلاشي.
•الحل الأمثل في مثل هذه التحديات التي تواجه المجتمعات هو في إدارتها، إدارة التغيير ذاته، وفي بناء وعي مختلف عند الشباب والمراهقين الذين يقودون هذه الانزياحات عن النماذج الثابتة التي تقرها المجتمعات، وهذا الأمر يحتاج إلى جهد وطني جماعي تشترك فيه الأسرة والمجتمع المحلي والمساجد والمدارس والأندية الرياضية وبشكل خاص الفرق الرياضية الموجودة في الحارات والتي لديها قدرة تأثير غير ملتفت لها حتى الآن.
•على سبيل المثال كان يمكن أن تقوم هذه الفرق الرياضية بتنظيم فعاليات متنوعة في ليلة النصف من رمضان مرتبطة بمنظومة المجتمع وقيمه ولا تترك فرصة للشباب والمراهقين للخروج عليها عبر ممارسة سلوكيات يرفضها المجتمع ولا تتناسب حتى مع روحانيات الشهر الفضيل. هذا الأمر طبقته بعض الولايات وحقق نجاحا كبيرا بل إن الصورة الذهنية التي رسمها خرجت من إطارها العماني إلى العربي حيث تم تناقلها والإشادة بها.
•موضوع إدارة التغيير مهمة جدا وفارقة في القدرة على ترسيخ الحدث في الوعي والوجدان، لكن أيضا يحتاج الأمر إلى إرادة مجتمعية، كل مؤسسات المجتمع، من أجل النجاح والاستمرار.
•ولا بد من القول إن قوة المجتمع في قدرته في إدارة التغيير وفي الموازنة بين الأصالة والمعاصرة وفي توجيه أجياله نحو المستقبل دون أن يفقد جذوره، وأيضان دون أن يفقدهم عبر تمردهم عليه. والتغيير سنة الحياة، لكن الوجهة التي يسلكها هذا التغيير هي ما يحدد مصير الشعوب والأمم.•